بسم الله الرحمن الرحيم
واجبات علماء الدين الأحرار للأديان الإلهية
من جانبي أهنئ جميع الشعوب المستضعفة في العالم والأمة المسيحية بولادة السيد المسيح، وأهنئ أتباع الديانة المسيحية من مواطنينا. كل شيء في السيد المسيح كان معجزة. كان معجزة عندما ولدته عذراء بتول. كان معجزة عندما تكلّم في المهد صبياً. كان معجزة عندما جاء للبشرية بالسلام والصفاء والمعنوية. جميع الأنبياء هم معجزة، والجميع جاءوا لتربية البشر، يريدون أن يسير البشر في الصراط المستقيم وأن يعيش البشر في سلام وصفاء وأخوة. هذه هي واجبات المرسلين الإلهيين الذين جاءوا للأرض كي يسموا بالإنسان من هذا العالم إلى العالم الأعلى. وعلى علماء الأديان كلّهم، علماء الدين المسيحي، وعلماء الدين المسلمين، وعلماء اليهود، وجميع علماء الدين هو دعوةُ الناس إلى ربّهم. والواجب ذلك هو التبعية التامة للأنبياء الذين جاءوا لتربية البشر وارساء السلام والصفاء بين افراد البشر. يحتل علماء الدين المرتبة الأولى في مجال تحقيق تطلعات الأنبياء التي هي بعبارة أخرى الوحي الإلهي. فعلماء الدين مكلّفون تكاليف إلهية، وهي أعظم وأكبر من واجبات سائر الناس. فعليهم مسؤولية إلهية. إنّ علماء الدين مسؤولون إزاء الأنبياء وبين يدي الله- تبارك وتعالى- إنّهم مسؤولون عن تبليغ تعاليم الأنبياء بين الناس ومدّ يد العون لهم وإنقاذهم من هذه المشكلات.
مسؤولية علماء الدين المسيحيين
لقد ابتليت شعوب العالم اليوم بالقوى العظمى التي هي قوىً شيطانية تقف في وجه الأنبياء ولا تسمح بنشر تعاليمهم. ويتمتع علماء الدين المسيحي بميزة خاصة هي أن القوى العظمى مسيحية تدّعي المسيحية، وهذه القوى العظمى هي التي تعمل على نقض تعاليم الله- تبارك وتعالى- التي علّمنا الأنبياء جميعاً وخلافاً لتعاليم عيسى المسيح. علماء الدين المسيح مكلفون بحسب تعاليم المسيح وبحسب تعاليم الله العظيم، مكّلفون أن يكافحوا هذه القوى التي تعمل خلافاً لمسيرة الأنبياء وسبيل المسيح. يجب إرشاد هؤلاء إلى دين المسيح. يجب أن يرشدوا الشعوب المسيحية كي لا يتبعوا هذه القوى التي تعمل خلافاً للمسيح.
أنا عندما التقي علماء الدين المسيحي يجب أن أستعرض القضايا المتعلقة بعلماء الدين، القضايا الخاصّة بكم هي أن تدرسوا القضايا العالمية كما هي، وتتوصلوا إلى ما تتجرّعه الشعوب من أدعياء المسيحية. أنتم جئتم إلى إيران، وليس من المعلوم أن تبقوا مدّة تستطيعون فيها رؤية شهدائنا، رؤية قبور شهدائنا، أنتم ذهبتم إلى روضة الزهراء، ورأيتم عدداً من قبور الشهداء. وأينما تذهبون في إيران، فانكم سترون هذه القبور. انتم لم تروا معوقينا. وحيثما ذهبتم داخل إيران سترون من فقدوا أيديهم وأرجلهم، وجرحوا وأقعدوا ودُمِّرت حياتهم. كم كان جيّداً لو بقيتم أنتم المسيحيين وأنتم علماء الدين المسيحيين مدّة أطول في إيران، وسافرتم إلى مختلف المدن الإيرانية والقرى المختلفة في إيران، وشاهدتم آثار وشواهد جرائم ذلك الرجل الذي كان يدعمه رؤساء جمهورية أمريكا وأولئك الذين فرضتهم علينا أمريكا، وفرضهم علينا رؤساء جمهورية أمريكا.
السجل الأسود للشاه
ليتكم ذهبتم ورأيتم الجرائم التي حدثت في إيران أي جرائم هي. ليتكم جئتم إلى إيران في زمان الشاه وسمحوا لكم. بزيارة السجون لتشاهدوا ما عاناهُ علماء الإسلام والمفكّرون والطلبة والجامعيون، وشبابنا المؤمن في هذه الطامورات التي بنوها في السراديب، لأنهم يطالبون بالحرية، يطالبون بالاستقلال.
أنا لو كنت أريد الإشارة إلى المسائل إشارة تفصيلية لنفد الوقت، ولكن اعلموا انهم تعاملوا مع هذا الشعب تعاملًا لن يقوم به أي وحش مع وحش آخر. لقد قطعوا أرجل بعض شبابنا بالمنشار. ووضعوا بعض شبابنا على النار، وقاموا بكيّهم وإحراقهم. قطّعوا أيدي الأبناء في حضور آبائهم. قاموا بأعمال مع الأطفال بمرأى آبائهم يقصر اللسان عن قولها لأجل الحصول على اعتراف من الآباء. وقاموا بأعمال استناداً إلى أنّهم مكّلفون من قبل الدول العظمى، وأننا نخدم وطننا. وجميع هذه الأمور ترجع إلى رؤساء جمهورية أمريكا وأمثالهم، لقد قاموا بأعمال لو علم بها الشعب المسيحي لذاب خجلًا منها. فمارسوا ما يشين علماء الدين المسيحي ويسيءُ لقدسيتهم كي يفقدوا مكانتهم في أعين الناس.
انتقاد سيرة رجال الدين المسيحيين
أنتم علماء الدين المسيحي عليكم إنقاذ المسيح من هذا المأزق الذي أوجده رؤساء جمهوريتكم له، المسيح تقر عينه بعلماء الدين المسيحيين وسائر الشرائح، المسيح يريد ذلك، انه يدرس الأوضاع، ويراقبكم، لكي يرى ماذا تفعلون مع الظالمين الذين يفعلون هكذا مع البشر. هل تم التطرّق أو الحديث إلى هذه الجرائم في كنائسكم؟ هل قام البابا باستنكار هذه الممارسات؟ هل كان البابا الذي قام باستنكار عملنا في خصوص الرهائن حسب ما جاء في الصحف هل كان يعرف من هؤلاء وما هم عليه؟ هل استنكار أعمال شعب مستضعف هو من شأن عالم دين يعتبر نفسه أكبر علماء الدين المسيحي؟ هل استنكار عمل هؤلاء الذين رزحوا تحت الظلم خمسين عاماً، تحت ظلم القوى الكبرى التي تنسب حكوماتها نفسها إلى المسيحية عمل صحيح؟ وهل استنكر هذه الأعمال في وقت ما؟ هل استنكر علماء الدين المسيحيّ هذه الأعمال والممارسات التي تناقض تعاليم عيسى المسيح- سلام الله عليه- هل استنكروا مثل هذه الأعمال؟ إننا أعلّنا في باريس وتزامنا مع عيد ميلاد السيّد المسيح، وتحدثنا بهذه المظالم، وكتبنا هنالك أشياء، ولكن مع الأسف قيل: إن البابا لم يسمح بنشرها، لماذا يجب أن يتعامل عالم دين مسيحي رفيع المستوى (كبير) مع المظلومين هكذا؟ لماذا يجب أن يقوم علماء الدين المسيحي باستنكار أعمال المظلومين والإعراب عن دعمهم للظالمين. هل أنتم لا تعلمون بهذه الجرائم التي حدثت هنا؟ ألم تعلموا أنّ شعباً نُهبت خيراته وسرقت جميع مصادره وبقي جائعاً؟ ألم تعلموا أنهم مارسوا الضغوط على شعب سنين عدّة (على مدى 50 عاماً) ومارسوا عليه شتىّ أنواع العذاب والمشقة، وتقاسموا جميع أمواله مع الحكومات الكبيرة؟ ألا يعلم علماء الدين المسيحيون أنه خلافاً لتعاليم جميع الأنبياء والسيد المسيح جمّد كارتر أموال الإيرانيين، جمّدها في جميع البنوك؟ هل عيسى الذي جاء لنشر العدالة، ويسعى لكي ينعم بها البشر، وأنتم مكلّفون بالعمل بما قاله المسيح وإرغام الظالمين على القيام بعملهم يرضى بهذا؟ هل تعلمون ان الحظر الاقتصادي الذي يحاول كارتر تطبيقه مفهمومه أنّ يموت خمسة وثلاثون مليون نسمة من الجوع؟
والآن نتساءل هل يعلم البابا بهذه المسائل ويردّ علينا؟ أو أن المعلومات التي تصل إليه مغلوط فيها؟ إن كان على علم، فوا آسفاه علينا وا وآسفاه على المسيحية، ووا أسفاه على علماء دين المسيح، وإن لم يكن مطّلعاً فبئس أوضاع الفاتيكان. لماذا لا تدركون انتم السادة الذين اتيتم إلى هنا المسائل كما هي؟ ولماذا لا تنقلونها، إلى الفاتيكان؟ الا يتقبل الفاتيكان ذلك منكم؟ هل يقبل الفاتيكان من الذين يدعمون القوى العظمى ويدافعون عن الظالمين، ولا يقبل من المظلومين؟ إلى أين يجب أن نشكو هذه المظالم التي ترتكبها القوى العظمى التي هي من أدعياء المسيحية، وتحاول الايهام بأنها من اتباع السيد المسيح، أين يجب أن نشكو هذه المظالم؟ وأين يجب أن نذهب؟ هل تجب مراجعة البابا؟لماذا الصمت عن الظلم؟
هل يصل صوتنا إلى البابا؟ هل يسمحون بذلك؟ وإن وصل صوتنا إليه هل سيرتّب عليه أثراً ما؟ هل ينوي البابا معارضة المظلومين والذين يرزحون تحت الظلم والذين يتم التعامل معهم خلافاً لتعليمات السيد المسيح؟ هل البابا لا يعلم بالمظالم التي ترتكب في العالم حالياً على يد رئيس جمهورية أمريكا وكانت ترتكب فيما مضى من قبل الرؤساء السابقين؟ هل هو لا يعلم بالأحداث التي تقع في فلسطين ولبنان وفيتنام؟ ألا يدري بتعاظم هذه الجرائم؟ ألا تصل هذه القضايا إلى البابا؟ هل هو محاصر ولا تصل إليه هذه الأمور؟ أو هو على اطلاع، لكنّه بقي صامتاً؟ نحن نتساءل لماذا الصمت عن الظلم؟ هل هذا من تعليمات السيد المسيح؟ لماذا تترك القوى العظمى دون أن يتصدّى احد لما ترتكبه من جرائم ويسمح لهم بإبادة المظلومين؟
تكليف البابا
السيد المسيح هو نبي السلام، ويريد سيادة السلام على العالم، واليوم أيضاً هو عيد السلام. أنتم تعلمون ماذا يحدث اليوم في عيد السلام وما يقوم به هؤلاء من حروب؟ هل أنتم تصدقون أمثال هؤلاء الرؤساء الذين يحضرون في وقت ما، ويرفعون أيديهم بالدعاء، هل تصدّقون دعاء هؤلاء؟ هل أنتم على علم بالإعلام المكثّف الموجّه ضدنا في أمريكا، هذه الصحف التي تبث سمومها علينا، والإذاعات والتلفزيون التي تشهّر بنا، هل أنتم على علم بأوضاع المظلومين، وتعلمون بأن هذا الإعلام يأتي على المظلومين ووفق رغبات الظالمين؟ الا تقع على عاتق البابا مسؤولية هداية هؤلاء الذين يتصدّون للمظلومين؟ بقلمهم، بخطواتهم، بجميع وسائلهم الإعلامية، إذ بدأوا هجمة على المظلومين، ألا يقع على عاتق البابا مسؤولية الممانعة من ذلك؟ فعلى عاتق من تقع هذه المسؤولية؟ من يجب أن ينشر دين المسيح؟ من الذي يجب أن ينقل تعاليم المسيح إلى الناس؟ هل التعاليم مختصّة بالشريحة الدّنيا فقط؟ هل التعاليم هي موجهة لسكنة الأكواخ؟ هل التعاليم خاصّة بالفلاحين؟ او الأولى أن تكون موجّهة للشرائح المرفهة؟ ألا يجب تعليم هؤلاء تعاليم السيد المسيح؟
انقذوا دين المسيح
الآلام كثيرة، ولا يسمح وقتكم أنتم ولا وقتي أنا، لكي انقل لكم آلام شعب مستضعف. أنا من خلالكم انتم علماء الدين المسيحي، بواسطتكم أنتم أنادي الشعب الأمريكي، علماء الدين الأمريكيين، علماء الدين المسيحيين في شتى أنحاء العالم، أنادي هؤلاء أن ينهضوا لنصرة المظلومين والسيد المسيح والدين المسيحي. إنّ دين السيد المسيح والسيد المسيح نفسه معرضان للأتهام، أنقذوا هذا الدين، إن البابا أيضاً هو في مظان الاتهام. ألا يحق للناس أن يقولوا لماذا؟ الا يحق للمظلومين أن يتساءلوا لماذا يُندّد البابا بالمظلومين لكسب رضى الظالمين؟ أنتم انقلوا هذه المسائل للناس. يقولون: إنهم جنّدوا الشعب الأمريكي علينا في هذا العيد الذي هو عيد السلام. ورئيس جمهورية أمريكا يثير الحرب بين المظلومين. يقوم بإبادة المظلومين ومع ذلك نرى علماء الدين المسيحيين صامتين، لماذا يجب أن يكونوا صامتين؟ لماذا يجب أن يكونوا غير مطلعين على أوضاع المظلومين؟ وما دمتم مطّلعين على أوضاع المظلومين لماذا لا تتصدون للظالمين؟ وفي أقل التقادير لا تقومون بإرشادهم؟ هل الإرشاد محدود بالكنائس؟ هل الإرشاد خاصّ بجماعة من الشرائح المسحوقة فقط؟ او أن الإرشاد هو في الدرجة الأولى للطبقات المرفهة؟ الأنبياء الذين بُعثوا، بعثوا أولًا للتصدي للشرائح المرفهة، النبي موسى تصدّى لفرعون. الطبقة العليا هي أولى بالتصدّي والإرشاد. أنتم علماء الدين عليكم إرشاد هؤلاء، فقوموا بتذكير رؤساء الجمهورية هؤلاء. أنقذوا عيسى المسيح. أنقذوا شعب المسيح. أنقذوا دين المسيح، ولا تسمحوا بتشويه صورة المسيحية في أنظار الناس، لا تسمحوا بأن ينظر الناس إلى علماء الدين المسيحي وكأنّهم من المدافعين عن الظالمين. وقى الله إن شاء الله شرّ هؤلاء البشر، وهدى البشر الذين يقومون بمخالفة التعاليم السماوية، و يعلمون خلافاً للتعاليم الملكوتية. ولينقذ الله المظلومين من مخالب الظالمين.