شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [مخططات وإعلام القوى الكبرى ضد الإسلام وسبل التصدي لها]

قم‏
مخططات وإعلام القوى الكبرى ضد الإسلام وسبل التصدي لها
مسؤولو مسجد قبا، الطلبة الجامعيون في مريوان‏
جلد ۱۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۲۸ تا صفحه ۳۳۴

بسم الله الرحمن الرحيم‏

طرق التصدي لمصّاصي الدماء

إننا اليوم نواجه عدة أمور من الضروري الإشارة إليها: المسألة الأولى هي أننا نواجه قوى عظمى في الداخل والخارج تقوم بالإعلام المعادي للإسلام وحبك الدسائس علينا. والثانية هي الدمار الذي عانته البلاد والأفراد الذين يضخ-- مون مثل هذه القضايا، ويحاولون أغفال شبابنا من كل جانب.
اننا اليوم إذا كنا نروم التصدي لهذه القوى العظمى دون أن نذوق طعم الهزيمة فاننا بحاجة لعدة أمور: أولًا يجب أن نصل إلى الاكتفاء الذاتي في القطاع الاقتصادي الذي يستدعي أولًا الاهتمام بالزراعة، فالمزارع والحقول يجب أن تزرع بمشاركة ونشاط جميع الشرائح. مع الأسف توجد مجموعات تحول دون القيام بهذا الأمر، اما عن جهالة أو بتحريض من عناصر مناوئة للثورة، أو عن علم لأنّهم جزء من تلك المجموعات. يذهبون إلى المزارع في أنحاء البلاد- اينما تذهبون توجد مثل هذه المسائل- بعناوين مختلفة وذريعة أنّنا نريد مساعدة المستضعفين ومساعدة الناس، ويحولون دون القيام بالزراعة على النحو الصحيح وهذا الأمر يشكل خطراً على بلادنا.

الاكتفاء الاقتصادي؛ أهم واجب وطني‏

انتم تعرفون أنه إذا احتاج بلد ما إلى الخارج اقتصاديّاً، خاصة هذا النوع من الاقتصاد الذي يتعلق بمعيشة الناس، ووصل إلى مرحلة من الحاجة لا يستطيع إدارة شؤون نفسه واحتاج إلى الآخرين في هذا المجال، فهذا يعني التبعية الاقتصادية. والتبعية في هذا الحقل تؤدّي إلى استسلام الشعب الإيراني وبلاد إيران للآخرين وان استطاعت أمريكا أن تنجح في هذا الأمر الذي تنوي القيام به حالياً وجنّدت جميع القوى إلى جانبها لفرض الحظر الاقتصادي على إيران. وان شاء الله لن توفّق في هذا الأمر، لكننا يجب أن نتّخذ جانب الحيطة والحذر. ولو - لا سمح الله - نجحت وفرضت على إيران الحظر الاقتصادي من جميع الجهات ومنها قضية المؤونة التي نحن بحاجة إليها، طبعاً في هذه الحالة لن نستطيع الاستمرار في المقاومة وهذه ضربة توجّه إلى ثورتنا وهي بالأساس ضربة توجه للإسلام. فالواجب الملقى على عاتقنا هو قيامنا جميعاً بما نستطيع وبما أوتينا من قوة في هذا المجال.
في مجال الزراعة وتربية المواشي يجب أن تقدم الحكومة مساعداتها، إلى جانب مساعدة الناس بعضهم بعض، كما ينبغي للناس تكريس جهودهم وبذل مساعيهم. على الناس أن يعملوا ويجدوا. إن شعباً يحتاج إلى أيد عاملة، فإن استثمرت هذه القوة في مجال آخر، فإن هذا الأمر سيؤدي إلى أن لا تستطيع تأمين احتياجات الشعب، فعدم الحاجة إلى الخارج في مجال الأرزاق والمؤونة هي رأس برامجنا. يجب أن لا يحتاج البلد إلى الخارج في تأمين لحمه وخبزه ونحوهما. وهذا الأمر يستدعي كثرة مراكز تربية الماشية، وكذلك الزراعة على نطاق واسع. كان بالأمس على الظاهر حينما حضر إخوتنا من قم، قالوا: إن مدينة قم وصلت إلى الاكتفاء الذاتي هذا العام، لأن جهوداً واسعة بُذلت في هذا المجال، الناس والجهات المعنية الأخرى قامت من تلقاء نفسها بزراعة الكثير من الأراضي. وفي هذا المجال، أي: زراعة الأراضي البوار والمزروعة والنشاطات الأخرى التي قام بها المزارعون، لو قمنا بتخطيط وإدارة صحيحين فإن مدينة قم لن تكون بحاجة إلى الخارج. أنا سُررتُ كثيراً بهذا الأمر، وأعربت عن شكري وتقديري لهم. وليحفظ الله هؤلاء- إن شاء الله- يجب أن يتم هذا الأمر في كل مكان. مثل هذا الأمر يجب أن يحدث في شتى انحاء العالم. أي على كل منطقة بذل ما بوسعها لكي تُؤمّن الاكتفاء الذاتي لنفسها.

الاكتفاء الذاتي؛ واجب شرعي ووطني‏

إن لخوزستان مياهاً كثيرة وأراضٍ واسعة، لديها مياه كثيرة وأراضٍ واسعة. فلو تم تقديم المساعدة من الحكومة، ومن الشعب، وتعاضدوا فيما بينهم والناس أيضاً تعاضدوا وقدموا المساعدة وقاموا بالزراعة بنوعيها (السيحية- والديمية) فإن المنطقة مستعدة لكلا النوعين من الزراعة وإن كان الديم أكثر. فلو كانت كل بذرة تعطي ثماني بذرات قد تعطي عشرين بذرة في هذه المنطقة. على أي حال هذا تكليف يقع على عاتقنا حالياً وهو ليس بقضية طبيعية.
إن بلادنا اليوم تعيش حقبة تعيش وضعاً غير طبيعي، الأوضاع غير طبيعية لكي يقول الإنسان طيّب، نحن لسنا بحاجة إلى هذه الأرباح الآن. الأوضاع غير طيبعية لذلك لا نستطيع القول باننا لا نريد. فمعنى أننا لا نريد هو التبعية للخارج. والاحتياج إلى الخارج، يعني أن نضع جميع ما نملك في متناولهم مرّة أخرى. ورفض التبعية تكليف شرعي، وليس‏ امراً طبيعياً أن نقول باننا لسنا بحاجة إلى الحصول على أرباح ومنفعة هذا العام. لا، المسألة ليست هكذا، ولا تتعلّق بالأهواء. ففي مثل هذه الظروف الطارئة التي ابتلينا بها يكون هذا الأمر، واجباً وطنياً أيضاً إلى جانب أنه شرعي. بعبارة أخرى إن كنّا نستطيع القيام بعملٍ ولم نقم به فاننا مسؤولون أمام الله - تبارك وتعالى - هذا جانب من الأمر، وهو جانب الزراعة وتربية المواشي والأمور الأخرى المتعلّقة بأرزاق البلاد، فالبلد الذي بإمكانه وكان بامكانه ان يصل في مجال تربية المواشي إلى مرحلة يقوم بالتصدير إلى الخارج، عليه أن يؤمن لحمه من مكان ويشتري حنطته من مكان آخر، ويؤمن بيضه من جهة أخرى، وكل شي‏ء آخر يجب أن يؤمنه من أماكن أخرى. إن هذا الأمر ودعاة النقص لنا أن تكون مقدّراتنا في يد الآخرين، وان ننتظر من يؤمن لنا خبزنا ومن يقدم لنا اللحم. لذلك يجب على الجميع شحذ الهمم، لسدّ هذه الحاجة، أي: الأرزاق التي نحن بأمس الحاجة اليها وشعبنا بحاجة إليها، وإن شاء الله نصل إلى الاكتفاء الذاتي.

دسيسة إضعاف الجيش‏

الجانب الآخر هو أن أناساً يريدون أن لا يعم الهدوء في إيران، هؤلاء توغّلوا بين الجيش والدرك والمرور، ويقولون باننا يجب أن لا نقبل بسلسلة المراتب. لقد رسّخوا في أذهان هؤلاء مفهوماً مغلوطاً فيه هو المجتمع التوحيدي. ولا يعرفون بالأساس ما هو معنى المجتمع التوحيدي. وان كان لهذا المفهوم معنى صحيح فإن هؤلاء لا يعرفونه. فقد توهموا بأنّ المجتمع التوحيدي يعني أن لا يكون جيشاً من الأساس. فالجميع اما أن يكونوا جنوداً أو فرقاء. وهذا يعني أن لا يكون لدينا هناك جيش. هذا يعني أن لا يكون لدينا جيش. هذا الشي‏ء الذي يجب أن يكون مصدر قوة بلادنا والساعد القوي لها، الجيش والدرك وسائر القوى الأمنية الأخرى.
هؤلاء الذين يحسبون أنفسهم على الإسلام، إنّ مشكلتنا حالياً مع هؤلاء الذين يروجون لأغراضهم تحت لافتة الإسلام. منهم من يذهبون إلى مراكز التجنيد وفي الأوساط العسكرية، والبعض الآخر قدّ يكونون من جذور النظام السابق ويحاولون أضعاف الجيش عن وعدم تقويته علم. إنهم يحاولون سلب الجيش قوّته وشلّه. يقولون لا، يجب أن تكونوا أنتم ضباطاً ولا يجب أن نكون نحن من ذوي المراتب، ويتذرّعون بمسألة التوحيد. مسألة المجتمع التوحيدي تعني أن جميعنا يجب أن نكون فرقاء أو يجب أن نكون جنوداً، ولا يجب أن يطيع أي احد الآخر.

معنى المجتمع الموحَّد

هل هذا يعني شيئاً آخر غير تدمير الجيش من الأساس؟ يعني أننا لا نريد الجيش؟ وهذا يعني أن إيران لا تريد الجيش، إيران لاتحتاج إلى الدرك. لا تحتاج إلى شرطة المرور. إيران لا تحتاج إلى دولة أيضاً. الأساس هو المجتمع الموحّد. هؤلاء لا يفهمون، ان كان المجتمع موحداً فماذا يعني؟ فالمجتمع الموحّد يعني أنه في نفس الوقت الذي هو فريق في الجيش على سبيل المثال، ويجب أن يطيعه الآخرون وفي الوقت الذي هو لواء على سبيل المثال وفي ذات الوقت الذي توجد فيه حكومة يجب أن يكون للجميع تفكير واحد. المجتمع الموحد يعني أن جميع هؤلاء يجب أن يفكروا بالله والإقبال على الله ولا يعني الفوضى. فالمجتمع الموحد بالمعنى الذي يقوله هؤلاء لا وجود خارجي له. المجتمع التوحيدي وفق ما يقول هؤلاء يعني أنه يجب أن يكون الجميع مزارعين، فأننا لسنا بحاجة إلى من يعمل في حقل النسيج، ولا بحاجة إلى حدادين على سبيل المثال. وهذا لا يعني المجتمع الموحّد. فواحد يتحمّل شيئاً ثقيلًا والآخر لا. المجتمع الموحّد حتى بين الحيوانات أيضاً نزر قليل. بين بعض الحيوانات أو أكثرها يوجد مجتمع موحد. يعني أنه لا يوجد بينها ما هو عالٍ وما هو دانٍ، إلا بين البعض مثل الأرضة. ولهؤلاء حضارة يقال: إنها أقدم من حضارة الإنسان. أو مثل النحل على سبيل المثال، فالنحل أيضاً لها مراتب عالية ودانية، ان كنتم تعنون بالمجتمع الموحّد المعنى الذي يقوم على أساس أن لا يكون فرق وتمييز بين الأفراد. اين تجدون أنتم بين غير الحيوانات وتلك أيضاً الحيوانات التي لا تملك حضارة، في غير الحيوانات، اين تجدون أنتم مكاناً لا تمييز فيه بين الأفراد، يعني إما أن نكون جميعنا مهندسين، أو نبقى أميين. فجميع أفراد بلادنا يجب أن يكونوا مهندسين، حسناً، الجميع مهندسون ألا نحتاج إلى مزارعين؟ الجميع فلاحون، ألا نحتاج إلى عمّال؟ الجميع عمّال، ألا نحتاج إلى مقاولين؟ هل هذا الكلام قابل للذكر؟

دسيسة باسم المجتمع الموحد

لقد طرقت أسماعهم كلمة هي المجتمع التوحيدي، ولكنّهم لم يدركوا معناها. أو أن البعض ضالعون في هذا الأمر يتربّصون لإثارة الفوضى في البلاد، ويريدون فرض الهيمنة الأمريكية وأمثالها علينا مرّة أخرى، إن هؤلاء توغلوا بيننا. المجتمع التوحيدي اسألوا هؤلاء ماذا يقصدون بالمجتمع الموحّد؟ هل المقصود هو أننا لا نحتاج إلى ضبّاط وذوي مراتب وجنود ولا نحتاج إلى الطاعة؟ فعندما يأمر أحد ما، لا يجب أن يطيعه كلّهم يجب ان يكون الجميع آمرين، ولا نحتاج إلى من يطيع. أو يجب أن يكون الجميع مطيعين، ولا نحتاج إلى قائد. هل هذه بلاد؟ هل ستكون مثل هذه بلاد؟ إن هذه خيانة للجيش وخيانة للإسلام؟ لقد قرأوا في آذان هؤلاء وشكلوا مجالس خطابة، أسمعوهم كلّ باطل. يأتون إلى هنا، ويخترعون مراتب عسكرية ويمنحونها للضبّاط، يقولون: أنت قدّم هذه الرتب العسكرية. هل هذا يعني شيئاً غير إفساد البلاد؟ إلا نحتاج في هذا البلد إلى كاسب؟ إلا نحتاج إلى تاجر؟ إلا نحتاج إلى من يبيع السجاد؟ بلادنا يجب ان تكون متساوية، وبحسب زعمهم المجتمع الموحّد الذي لا يفهمون معناه، يجب أن يكون مجتمعاً موحّداً يتساوى الجميع فيه. إلا نحتاج إلى طلبة، لأن الطالب إن كسب العلم، اختلف عن الآخرين. هذا ليس مجتمعاً توحيدياً أن يكون بعضه عالياً والآخر دانياً. هل يستوي الذي يقوم بفكره مثلًا بعمل عظيم وذاك الذي يزرع جريباً من الأرض؟ هل يتساويان في مجتمعات العالم؟ على صعيد العالم هل من يقوم بصناعة الطائرات مساوٍ لمن يحفر الآبار للوصول الى المياه، هل يستوون؟ هذا لا يعني المجتمع الموحّد. ذلك يقوم بعمل ما وهذا يقوم بعمل آخر. ذلك يعيش حياة ما وهذا يعيش بصورة أخرى.

مجتمع موحّد أم فوضى؟

ماذا يقول هؤلاء؟ اين يوجد في العالم مجتمع موحّد ليكون هنا؟ ألا يوجد في الاتحاد السوفيتي رؤساء ومرؤوسون؟ ألا يحكم الكرملين على جميع بلاده؟ لا يحكم القادة هناك؟ أصحاب المسؤوليات هناك لا يتهرّبون من عب‏ء مسؤولياتهم؟ ألا يوجد هناك مجتمع متساو، الصين أيضاً هي كذلك. أين يوجد في العالم مكان، الجميع فيه جنود ولا يوجد من هو صاحب مركز ورئاسة؟ أو يكون الجميع ذوي مركز واحد؟ ما هذا المفهوم الخطأ الذي ترسخ في أذهان هؤلاء؟ انّ هذا خيانة للإسلام، خيانة للبلاد، خيانة للجيش. يجب أن يكون الجيش بتلك القوة التي يجب أن يتمتّع بها. طبعاً يجب أن يكون للجميع تفكير واحد. المجتمع التوحيدي هو هذا: يجب أن يفكر الشعب الإيراني أجمع بشي‏ء واحد وهو أن يخرجوا من تحت لواء الأجانب، ويقوموا بإدارة شؤون شعبهم، بإدارة شؤون بلادهم بنفسهم. المجتمع الموحّد كان ذلك الذي انتصرتم بسببه في الثورة، هو ذلك الذي انتصرتم انتم بقيامكم. يعني أن الجميع جاءوا معاً وبكلمة واحدة، موحدي الفكر. ولا يعني المجتمع التوحيدي أن تعمّ الفوضى، ولا تكون حكومة ولا يكون شعب ولا يكون مدير ولا دائرة ولا مهندس ولا شي‏ء آخر. إن هذه مسألة تشكّل خطراً على بلادنا.

ضرورة التحلّي باليقظة إزاء مخاطر أمريكا

على هؤلاء الشباب الذين يعيشون بين اوساط الجيش الانتباه. فهذا خطر يحدق ببلادكم بأيدي أناس يخالفونكم وأنتم غافلون عنهم وهم يخدعونكم وقبل أن أقوم‏ بغربلة واسعة وأعمل بحزم، كما استطيع أن اعمل قوموا أنتم بإصلاح الأمور وإلا قمتُ أنا نفسي بهذا الأمر. إن الذين ذهبوا وخلعوا رتبهم العسكرية حسب ما نقلوا لنا قيل لهم: اخلعوا رتبكم العسكرية، لا توجد بعد الآن جندية ولا من هو عال ولا دان. إن هذه أعظم خيانة تقترف بحق بلادنا. قبل أن نتدخّل نحن قوموا أنتم بإصلاح الأمور.
إن هذه أيضاً احدى المشكلات التي نواجهها الآن، إذ نواجه أمريكا من جانب، ونواجه هؤلاء الشباب الذين يساعدونها من جانب. لا يفهمون أن أمريكا لو شاءت في يوم من الأيام المجي‏ء إلى هنا وإثارة البلبلة فإننا بحاجة إلى جيش، بحاجة إلى قوات درك وشباب يحرسون البلاد، وفي ذلك الحين يجب أن نذهب جميعنا، لا يفهمون هذا الأمر. لقد تلاعب بهم بعض الأفراد.
إن هؤلاء يحيكون هذه الدسيسة لكم، يأتون إليكم ويقولون لكم ويتوهمون بأنّهم سينشؤون لكم مجتمعاً توحيدياً، افضحوا هؤلاء لكي يتم طردهم. أنتم اطردوهم. أنتم الشباب الموجودون هناك اطردوهم، وهذه الخطوة تناقض الإسلام، ومصالح الشعب الإيراني ومصالح البلاد، وتناقض مصالح المسلمين، فلا تقوموا بمثل هذا العمل الخاطئ. أنا أقول للقوى العسكرية، للجيش وللدرك ولحرس الثورة، يجب أن لا تكون فوضى، بدعوى أنا حارس أو ثوريّ، ولي أن أفعل ما أشاء، فهذا يعني عدم التنسيق والانسجام في البلاد.

ضرورة الانسجام والتنسيق بين القوى العسكرية

عندما تعمّ الفوضى في بلد ما، فإن الحياة تدمر، وان هجموا عليكم غداً فلن تستطيعوا ردّهم. إن توجّه إليكم عدو ما فإنكم لن تستطيعوا المواجهة. طيب، انظروا الآن أنهم في الداخل والخارج يتعدّى بعضهم على بعض، ولا قوة تتصدى لهم، لماذا؟ لأنه لا انسجام بينهم. لا انسجام بين القوى العسكرية قطعاً. حرس الثورة وحدهم لهم حياتهم الخاصة، الجميع لكل مكان، ولنفسه، وكذلك الآخرون. يجب ان تفكروا بهذا، فكروا أنتم أولًا. حرس الثورة هؤلاء الذين أدين لهم بالشكر، صانوا البلاد، لكن توغل بينهم من لا يسمحون لهم بالانسجام، وهؤلاء بحاجة إلى الانسجام. يجب التنسيق بين هذه القوات، وإن لم تكن قوى بلدٍ ما منسقة، فإنه ليس بإمكانها عمل شي‏ء. يجب التنسيق في كل مكان. اين ما تذهب ترى أن حرس الثورة يُدْهِلُون إلى معسكرات الدرك ومعسكرات الجيش ويُهدّدونهم، ماذا يفعلون، يسيؤون إليهم، كتب لنا أنّهم يهينوننا. ما هذه الأوضاع؟ أنتم مسلمون، أنتم وطنيون، أنتم تعملون لله. تعملون لوطنكم، حسناً يجب أن تنسقوا أعمالكم جميعاً لكي تتمكّنوا من إنجاز الأمور. وهذه أيضاً إحدى المشكلات التي ابتليت بها البلاد، ابتليت بها مجموعة من الأحبة، الأحبة الذين لا يدركون، جهلة. أفراد متدينون يريدون القيام‏ بواجباتهم، لكن شرذمة من الكفرة يحرضون هؤلاء. الشباب أيضاً بفطرتهم النقية يتوهمون بأن ما يقوله هؤلاء صحيح. ابحثوا انتم عن مناشئ هذه القضايا لتعرفوا من الذي يقول ذلك. إن هذا أيضاً امر وتوجد مشكلات أخرى.

الاتكال على القدرة الإلهية

لكننا من منطلق اتكالنا على قوة عظيمة سننتصر ان شاء الله. اننا لسنا بشي‏ء قطعاً، وأن توهّم أحد منكم أنّه شي‏ء، فانّه يسير في الدرب الخطأ. إنّنا عدم، وهذه الأصوات التي تقول، الخميني كذا لا محل لها، كلها عبث. الخميني أيضاً ليس بشي‏ء. إن العمل وراءه قوة عظيمة هي التي أنجزته وحفظته، وتلك هي إرادة الله الذي بيده كل شي‏ء، وهو الذي يستطيع نصر جماعة غير مسلحة على قوة عظيمة وينجز العمل. مادمتم ترون انني كذا وأنت كذا، ترون بشراً وماذا تفعلون، هذا لا فائدة منه. إننا إخوة، يجب علينا جميعاً الإقبال على الله- تبارك وتعالى- وبالاتّكال على الباري - تعالى - سننتصر إن شاء الله.

يقظة جيل الشباب‏

أنا آمل ان يستيقظ شبابنا في أيّ مكان كانوا، في الجيش، في قوى الدرك، في دوائر المرور، في حرس الثورة، في لجان الثورة الإسلامية، في المحاكم، في الأسواق، في الشارع، في القطاع الزراعي، في قطاع تربية المواشي، في المصانع، آمل أن ينتبه هؤلاء أجمع ويدركوا أننا نواجه قوة، إن لم نكن معاً ولم نتّكل على الله، فإننا سنكون لقمة سائغة. يجب علينا الات- كال على الله والتضامن فيما بيننا، يجب أن تلتحم البلاد لكي لا يستطيع احد الإضرار بها. إن كن- ا أفراداً وجماعات متفرقة سينالنا الضرر. لأننا سنكون جميعنا ضعفاء، ولكننا إن انسجمنا فيما بيننا، وساندت الجماعات بعضها بعضاً، وينظرون بنظرة واحدة. يتم تشكيل مجتمع توحيدي بهذا المعنى، يكون الجميع متضافرين، ويتّحدون فيما بينهم، ويكون تفكيرهم تفكيراً واحداً، فلا يقول أحدهم: لا، والآخر نعم، إن أصبحنا هكذا، فاننا منتصرون إن شاء الله.
وأنا ادعو الباري - تعالى - أن يقي بلاد إيران التي هي بلاد الإسلام، البلاد التي يرعاها الله - تبارك وتعالى - والرسول وأئمة الهدى، شرّ الأشرار الداخليين والأجانب. ليمنّ الله عليكم أنتم الشباب الذين تقدّمون الخدمات للبلاد، في أي مركز تقدمون الخدمات للبلاد، في الحقل الزراعي، في الصناعة، في الجيش، في القوى الأمنية الأخرى، في حرس الثورة ليَمُنّ عليكم بالقوة والعافية السلامة. ليوفقكم الله إن شاء الله، وتتقدّموا إلى الامام بعزم وقوة وسوف تتقدمون.



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: