بسم الله الرحمن الرحيم
التأسي بأئمة الدين في تحمل الصعاب
إن هذه المشاعر التي أشاهدها من فئات الشعب، المشاعر التي تأتي بهم من أماكن بعيدة، من بختياري، ومن الشمال، ويتحملوا عناء وعُورة الطريق وبرودة الهواء، إن هذه المشاعر تحملني مسؤولية في عنقي، لا أدري كيف أنهض بهذه المسؤولية. أرسلوا لي اليوم صورة لشهيد استشهد قرب الجامعة، وقد أوصى أنه إذا لم أوفق لرؤية فلان- يقصد الإمام الخميني- فابعثوا بهذه الصورة إليه. إني أشعر بثقل المسؤولية حين أرى هذه الصورة وصوراً أخرى لشهداء هذا الطريق. إن هذه المشاعر ثقيلة علي والذي يهوّنها عليّ أننا من الله والى الله راجعون، والطريق هو طريق الله. أنتم قدمتم من بختياري إلى هنا لله، لم أكن قصدكم، وإنّما الله. وكذلك السادة من الشمال قدموا، سلكوا هذا الطريق، وهو طريق الله، وكان لله. والذي يهون علينا الأمور هو أن ما نعانيه للإسلام.
فلنا أسوة بموالينا وسادتنا وأوليائنا المعصومين ورسول الله- صلّى الله عليه وآله وسلم- فقد تحملوا المشاق أيضاً. وما تحملوه ربما لا يمكننا تحمله. ما عاناه الرسول لا يمكننا تحمله، فنحن قطرة في هذا البحر اللامتناهي، وبمقدار قطرة واحدة، ذرة واحدة يمكن ان نضحي، ولا بدّ أن نضحي. فهو الإسلام والقرآن والله.
من هو الرجعي؟
كلّ ما نقدمه في طريق الإسلام وطريق الله وطريق القرآن فهو فخر لنا، إنه طريق الحق. دعوا اتباع الباطل يقولون ما يشاءون. وذروهم يسومونكم بالرجعية. دعوا أولئك الذين يعملون للآخرين غافلين عن شعبهم وبلدهم، تمرّدوا على شعبهم وبلدهم، وخدموا الشرق والغرب، دعوهم يصفون الذين يعملون في بلدهم ولبلدهم ولاستقلالهم بالرجعية.
اتركوا الحكم للعالم، فهل الشعب الذي طرد الأعداء، أعداء البلد، والمجرمين، والخونة ويريد الحرية والاستقلال هل هذا الشعب رجعي، أو أولئك الذين يخدمون المجرمين المطرودين ولأجلهم يدخلون المدارس ليبلغوا على شعبهم خدمة للأجانب؟ أليس الذين يحاولون سلب شعبنا الاستقلال ومصادرة حرياته هم الرجعيين؟ هل الرجعي من يريد التخلص من الظلم ويطالب باستقلاله؟ هل الذي يرفض الارتباط بالشرق والغرب ويجابههما. بحزم طالباً الحرية لشعبه، رجعي، أو من كان دأبه وما زال خدمة أعداء الشعب بحجّة العمل للشعب فيميل مرّة لليسار وأخرى لليمين؟
خدمة الأجانب باسم الشعب
دعوا الأعداء يقولون ما يشاؤون. الزموا انتم طريق الله. فالطريق الواضح هو طريق الله. الطريق الذي سلكه الانبياء. أولئك اعتبروا الرسول رجعياً، وهكذا القرآن. وفي الحقيقة ليس هذا هو مطلبهم. انهم يعملون لمصلحة الآخرين. وعلى شبابنا المتبصر أن ينظروا عواقب الأمور، ويسألوا اولئك ماذا يريدون؟ فإن كنتم تريدون أن تعملوا للشعب، فلِمَ تحرمونهم زراعة أراضيهم؟ ولِمَ تمنعون الشعب من تشغيل مصانعهم؟ ولم تحرقون بيادر هي حاصل سنة لأسرة واحدة. وانتم يا من تدعون العمل للشعب وتَسمون الآخرين بالرجعيين راجعوا أنفسكم، فهؤلاء يخدمون الشعب وأنتم تخدمون الآخرين.
مرة أخرى أشكر لكم أيّها الشباب والشيوخ لما تجشّمتم من عناء، وكذلك الأطفال الذين تحمّلوا العناء، والمعاقين والذين أرسلوكم برسائلهم، أشكر لكم جميعاً وأدعو لكم، أنا خادم لكم. وآمل أن تكونوا سعداء، وتنالوا سعادة الدنيا والآخرة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته