بسم الله الرحمن الرحيم
مواصلة النهضة ومكافحة جذور الاستعمار
نحن نواجه كلّ يوم تقريباً أمّهات فقدن أولادهن وآباء فقدوا أعزة لهم، ومعاقين ومجروحين، والمصائب التي خلفها النظام السابق للشعب. ونحن نتألم يومياً لهذه الأمور، لكننا نواسي أنفسنا بأن شعبنا أصبح كمجاهدي صدر الإسلام، فقد فقدوا الكثير من ابنائهم مع رسول الله وأمير المؤمنين، لكنهم حفظوا الإسلام. واليوم نحن في وضع يواجه فيه الإسلام الكفر، ويحتاج إلى تضحيات، وشعبنا والحمد لله وقف كالرجال ليقدم التضحيات. ليس الرجال بل النساء، وليس الرجال والنساء بل الاولاد، فقد عزم الجميع على أن ينصروا الإسلام العزيز. اليوم هو يوم نواجه القوى الشيطانية الكبيرة، وهم لم ينثنوا عن مؤامراتهم. انهم يحيكون المؤامرات، ومؤامراتهم كثيرة في الداخل. والمؤامرات الداخلية هي الفادحة، والتصريحات الخارجية كالمقاطعة الاقتصادية والتدخل العسكري ليست مهمّة. وأمريكا أخفقت في دعايتها لمثل هذه التصريحات، لكن المؤامرات الداخلية التي تحيكها أيد أجنبية، ولا سيّما أيدي أمريكا، هؤلاء لم يخفقوا بعد.
إن ما أضعف شعبنا هم العملاء الظاهريون، وعلى رأسهم محمد رضا، وقد قطع الشعب أيدي هؤلاء وطردهم من إيران، وقطعت أيدي الأجانب الظاهرة، لكن جذورهم الخفية ما تزال تحيك المؤامرات في كل المجالات وبمختلف فئات الشعب. وعلى شعبنا ألا يظن أنه حصل على النصر النهائي، فهو ما زال في الطريق، ونحن في مرحلة الثورة. ما لم تقطع جميع الجذور الفاسدة وجميع الفئات من بلادنا يجب ألا نهدأ. هذه النهضة - والحمد لله - بلغت ما بلغت بالحزم، ويجب أن تستمر بالحزم، وآمل بهذه البصيرة والنور الذي أضاء قلوب ابناء الإسلام، وقد وجدوا دربهم، وشخصوا عدوهم من صديقهم وكلّ الفئات التي تحيك المؤامرات، آمل أن تنالوا- إن شاء الله- النصر كاملًا.
ثورة العشّاق والمضحّين
هنالك أمران مهمّان: الأول- وهو مهم جداً- أن يعلم الشباب في أي مجال هم الآن، ولا سيّما الذين يؤدّون خدمة للثورة؛ سواء من كانوا في اللجان الثورية، ومن كانوا في حرس الثورة، وقوى الأمن الداخلي، وجميع الفئات، ليعلم الجميع أن الإسلام هو الذي نصرنا. صرخات (الله أكبر) وشوق الشهادة الذي وجد عند جميع الفئات. الأب الذي قدم ولده يفتخر بشهادته، الأم التي لها عدة اولاد وقد قدّمت بعضهم، وتأمل وتقول: ادعو الله أن يستشهد الآخرون. وهذا بسبب إسلامية النهضة. ولو كانت ثورة غير إسلامية، أو كانت للدنيا، فلا نشاهد من يقول: أنا أقدّم أبنائي للدنيا، ولكن لأنّها لله، ولأن الثورة لله، ولأن همّكم كان أن تسيروا قدماً لم تفكّروا بأنفسكم. ولا بد من القول: إنكم لإيثاركم ولعلاقتكم بالله، جنيتم النصر، وهو نصرٌ يمكن أن نقول عنه بلا نظير. إن جميع الثورات تقريباً وقعت إمّا بيد العسكر، وإما بيد حزب له ارتباط بالعسكر، أو من لهم ارتباط بالأجنبي. فانقلاب افغانستان الذي حصل قبل أيام أعلن رجل شيوعي من قادة الشيوعية أنّه انقلاب شيوعيّ، وهذا الانقلاب حصل بعساكر دولة روسيا. ولا يُدرى هل يمكنه أن يستمر في حكمه. والشعب الأفغاني شعب ناهض ولكن الانقلاب الذي حصل في بلاده توالت الانقلابات العسكرية بعده بيد الأجانب، وهكذا سائر الانقلابات والثورات حصلت بامتداد يد العسكر والاحزاب فيها اكثر من يد الشعب. على طول التاريخ قل أن نجد أو لا نجد ثورة تتبلور من صميم الشعب، ولا تعتمد على العسكر، أو القوى الأجنبية، ولا تملك تجهيزات عسكرية، ولا تملك السلاح، وفاقدة للعلوم العسكرية، وتستند لجموع الشعب، الطالب الجامعي الذي عمله الدرس، وعالم الدين الذي همه الدرس، والكاسب الذي عمله الكسب، والفلاح الذي معلوم عمله، وعمال المصانع، كل له عمل خاص ولم يكونوا عسكريين، ولم يتلقوا دراسة عسكرية، ولا يملكون سلاحاً، بل انتصروا بقوة الإيمان انقلبوا من إنسان ماديّ إلى إنسان معنويّ. اولئك كانوا مجهزين بجميع القوى، بكافة الأجهزة، ويملكون مختلف التجهيزات الحربية والعدد والعلوم العسكرية وخلفهم جميع القوى الكبرى وسواها. وأنتم بالاعتماد على أنفسكم ومن داخلكم ثارت الجموع واوجدت هذه النهضة، وبتوكلكم على الله انتصرتم، ويجب أن تحافظوا على هذا الأمر.
ضرورة المحافظة على سرّ النصر
إذا أردتم أن تستمر نهضتكم- إن شاء الله- وتطبّق كل أحكام الإسلام - إن شاء الله - وتقام دولة إسلامية الهية، يجب ان تبقوا على السرّ الذي نصركم، وهو التوجه لله، والإيمان الذي دفع بكم، وقطع العلائق التي بطبيعتها تجذب الإنسان.
جميع الأخوات والإخوة حين خرجتم إلى الشوارع وكنتم تهتفون ضد النظام السابق، وتطالبون بالجمهورية الإسلامية، تعلمون جيّداً أنكم لم تكونوا تفكرون بلباسكم، ولا ببيوتكم، ولا بمعيشتكم، ولا بوضع مدارسكم، قط، لم تكونوا تفكرون بهذه الأمور. لو كان ذلك لما نلتم النصر. فلو كان كلٌ منكم يفكر بوضعه المعيشي لم تكونوا تنتصرون. لأن لكل امرئ أملًا خاصاً يصبو إليه. انفصلتم عن كل ما يخصكم، ووجهتم قلوبكم لله وهمكم كان الله، وإحياء الإسلام. وقد ضقتم ذرعاً بالظلم، والتمستم العدل الإلهي. ويوم نهضتم لم تجعلوا في اذهانكم شيئاً، غير ذلك الهدف الذي استولى على مشاعركم. وإذا سلبتم هذا التوجّه واشتغلتم بأعمالكم الخاصة، خسرتم خسراناً عظيماً. أمّا إذا حقّقنا جميع الأهداف، فحينها يمكن لنا أن نفكر بأنفسنا، ولكننا لم نصل إلى أهدافنا بعد. الآن كالسابق حينما كنتم تهتفون في الشوارع. كلّ ما جرى هو أن الصورة السابقة تغيرت والآن انتم مواجهون للقوة كبرى هي قوة أمريكا والآخرين.
انتصار الثورة والمنعطفات الخطرة
إذا اعتبرنا أنفسنا منتصرين وانشغلنا بتصفية الحسابات، بما يملك هذا وما لا يملك ذاك، أي شغلنا أنفسا، فحينها يتوقف النصر، وتوقف النصر أفضل من التراجع، فربما يتراجع النصر. أولئك يتآمرون ويتوحدون معاً، وانتم إذا انشغلتم بأنفسكم فسوف تتفرقون. في ذلك الوقت كنتم مجتمعين ولا يصيبكم الضرر ولا يمكن لأولئك أن يصيبوكم بأذى. واليوم اجتمعت الشياطين واتّحدت. وإذا تراجعتم عن الوضع الذي كنتم فيه وانشغلتم بأنفسكم، وهمتكم أموركم الخاصّة، فسوف تتفرقون وتتجرّعون الأذى، في الوقت الذي ما زلتم فيه وسط الطريق. فلو كنتم قد طويتم الطريق فلا يضركم الانشغال بالاهداف الصغرى كثيراً، ولكنكم في وسط الطريق، كالقافلة التي عبرت منعطفاً وهي مستعدة لاجتياز منعطفات ومرتفعات أخرى، فإذا اكتفت باجتياز عدّة منعطفات، ولم تنشط لباقي المنعطفات خارت عزيمتها وعدا عليها اللصوص.
واما إذا استعدت للصوص كما استعدت في المنعطف الأول فلا يمكنهم إلحاق الضرر بهذه القافلة. وأنتم اليوم قد عبرتم العقبة الأولى، وهي منعطف الشاهنشاهية، وبقي في طريقكم عقبات أخرى يجب أن تجتازوها، ويمكنكم ذلك فإذا ابقيتم على التصميم الذي به عبرتم العقبة الأولى. الأمر المهمّ اليوم هو طرح الاختلافات كلّها جانباً.
سياسة المرحلية في ضرب الإسلام
أولئك الذين لا يريدون للجمهورية أن تصل لهدفها هم الذين نالوا منها ومن الشعب الإيراني ضربة قاصمة عالمين أنها ضربة من الإسلام، فسيواجهون الإسلام تدريجياً، ويحاولون وقف الثورة، فهم لا يرغبون في بقاء الجمهورية الإسلامية، فطرحوا في الخطوة الأولى إسلامية الجمهورية ادّعاء بالغنى عنها، ثم طرحوا قضية الانتخابات. ثم حاولوا التدخل في مجلس خبراء القيادة، والآن وصل الأمر إلى قضية انتخاب رئيس الجمهورية، هنا أيضاً يحاولون طرح الأمور نفسها. ثم طرحوا ذلك في مجلس الشورى. انهم لا يريدون أن توجد دولة بحكومة إسلامية، لأنهم تلقوا ضربات من الإسلام. اكثر المؤامرات دبرت بيد أولئك الذين ارتبطوا بالقوى العظمى، وأغلبها ينصبّ على منع إقامة جمهورية إسلامية. لذا لا يسمحون بترشيح رئيس للجمهورية ملتزم ومسلم ومتحرّق لأجل الشعب، ولا يميل لا للشرق ولا للغرب. إنه لأمر حسن إذ أن توفيقكم تمّ بقوة الإسلام، وذلك لسموّكم عن المصالح الخاصّة. والآن كذلك تستمرون في سيركم وإن شاء الله تصلون االى لهدف.
مخاطر التكتّلات والتفرقة
قضية أخرى ترتبط بالأمر، وهم جادون فيها، وهي أنهم يوجدون فرقاً مختلفة بطرق متعدّدة. والتكتل الذي كنتم عليه، كأنكم حزب واحد، كنتم حزب الله، يريدون أن يسلبوكم هذا التوحّد، يسلبوا هذه الوحدة. واعلموا أنّ كلّ جماعة مهما كثر عددها إذا لم تنسجم، ولم تتوحد توحّداً حسناً تبقى عُرضة للخطر وتضرّ نفسها بنفسها، فكل جماعة في دولة، أو محافظة، أو مدينة، إن لم تتوحّد تتنازع، وعندئذ تضرّ نفسها ضرراً بالغاً. وأمّا إذا توحّدت، وازدادت الوحدة، قل الضرر. ونحن حين كنا في أوّل الدرب، والنهضة في أول الطريق، وهذه الوحدة وهذا الانسجام كان كبيراً كنّا أقوياء. ففكرة من هو عدوّي لم يكن لها وجود، إذا كان الرأي واحداً.
وإذا كانت هنالك فكرة ما، فقد كانت منزوية، إذ كان هناك انسجام بين الشعب، وكان الصوت يخرج من حنجرة واحدة. ولو زرتم طهران حينها لشاهدتم ذلك التماسك، وسمعتم التكبير والتهليل الموحدين يهزان التظاهرات التي تخرج في اقصى إيران، وسمعتم ما يخرج من حنجرة الطهرانيين يخرج من حنجرة العبادانيين ومن البندر عباسيين والمشهديين، فقد كان لإيران كلّها صوت واحد، وكأنّها حنجرة واحدة يخرج منها ذلك الصوت. هكذا كانوا منسجمين، كنتم قد خلقتم مجتمعاً موحّداً. وأولئك شاهدوا ذلك وأنهم صُفعوا به بأمرين عظيمين هما إسلامية الثورة، والانسجام الذي كان لديكم. ولذا حقدوا على هذين الأمرين، وراحوا يسعون بأقلامهم وأقدامهم، وبإعلامهم، ليسلبونا الإسلام وإقامة حكومة إسلامية. ليسلبوكم انسجامكم. يريدون سلب الوحدة وخصوصية المجتمع الموحد المتمثلة بوحدة الهدف كالصوت الذي يخرج من حنجرة واحدة، بإرادة واحدة يريدون سلبنا هذا التوحّد، ليفرّقونا. ولهم خطط مختلفة بهذا الخصوص، لهم طرق مختلفة ليسلبوكم هذا الانسجام، وهذه الوحدة، بأساليب ماكرة في كل مكان.
الاساليب الماكرة لجنود ابليس للتفرقة
لقد انتشرت جيوش الشيطان وجنود ابليس في كل انحاء إيران وتمركزت فيها. وإينما يرتفع صوت فهو منهم. يرتفع من هؤلاء الشياطين الذين يتبعون الشيطان الأكبر. اينما يعلو صوت، أو تبث تفرقة فهما منهم. إينما كان الحديث بمواجهة النهضة والجمهورية الإسلامية، فهو من إعلامهم. ففي المدن، والأكثر في الأرياف، والآن في القرى، باسماء مختلفة وأشكال متعددة يتغلغلون ويؤثرون في الناس الطيبين، فهم شياطين وهؤلاء أناس طيبون. يأتونهم باسم الإسلام، لضرب الإسلام، فيخدعونهم باسمه. ماذا تعني كتابة أمور تسبب التفرقة، بين الفئات فهم يعمدون إلى الجامعة ليقولوا شيئاً. والى السوق ليقولوا شيئاً آخر. وبين المزارعين كذلك، وفي المعامل يقولون شيئاً آخر، وفي كل مكان يظهرون بشكل معين. وفي المدن يبثون التفرقة بألوان الأباطيل التي تقضي على تآزر الفئات وتعاونها، فالجهد الذي بّذل إلى الآن وتسبب في التقارب بين الجامعيين وأهل العلم وطلبة المدارس وعمّق وحدتهم واتحاد أفكارهم يريدون تبديده وشقّ هذه الصفوف. فالكسبة والجامعيون كانوا زملاء، وكأن الجامعة والسوق وجود واحد يعملون معاً. يريدون الآن تفريقهم وتفتيت جميع الفئات باعمال هذه المؤامرة. لنر مدى وعي الشعب، وهل يتمكن الشعب من الكشف عن أوراقهم؟
هل انتبه الشعب لمؤامراتهم؟ يجب إعلام الجميع بمكرهم وغدرهم، فجميعنا مكلفون بنشر هذه الأمور وهو مسؤولية أهل العلم والمنابر والمثقفين وأصحاب القلم. الآخرون كذلك يجب أن يُعلموا الجميع. ويتواصوا، ويُخبر أحدهم الآخر بأن يحذروا من حيل الشياطين التي تريد أن تفرقهم. فقد يأتون باسم الإسلام وكلماته يريدون تفرقة الصفوف. يجب الانتباه لهذين الأمرين، احدهما حفظ الوحدة، والآخر الوجهة الإسلامية أي أن يكون الهدف هو الإسلام لا النفس.
التمرد والاعتداء أم نقض العهد في مقابل الإسلام؟
مسألة أخرى تتابعها الشياطين، وعلينا أن ننتبه لها، وهي أن الأعمال التي ترتكبها الحكومة أو الشعب، أو الحرس الثوري، أو اللجان الثورية، أو المحاكم أو العسكريون، أو غيرهم يجب أن تتواءم والقواعد الإسلامية. فنحن قمنا بثورة على حكومة طاغوتية وكافرة ورمينا إلى حكومة الإسلام والعدل: فيجب أن لا نرتكب باسم الثورة ما يخالف الثورة. فالثورة ثورة إسلامية. وثورات العالم لم تكن إسلامية. فكانت تتبعها الآلاف من أنواع الفساد. وأما ثورتنا، فهي إسلامية، وجميعكم صوّت للجمهورية الإسلامية، وعدد قليل لم يصوّت لها. واما الشعب فقد صوت للجمهورية الإسلامية، أي: وافق على أن الحكومة حكومة إسلامية.
هذا ما قبله الشعب وصوّت عليه، ويجب أن يفي بهذا الأمر. إن يفي بعهده. أنتم الآن عاهدتم الإسلام. وكلنّا عاهدناه عهداً خاصاً وبايعناه على أننا نريد الجمهورية الإسلامية والحكومة الإسلامية، بايعناه على ذلك. فإذا قلنا: بايعنا الإسلام والجمهورية الإسلامية، صوّتنا للجمهورية الإسلامية، ولكننا لا نعمل بأحكام الإسلام، فهذا نقض للبيعة وللعهد. يجب أن تكون جميع الأمور إسلامية. فإذا صودرت أموال يجب أن تكون حسب القوانين الإسلامية، فأموال الآخرين مال خاصّ، فإذا صودر أهلها عليها، فهذا نقض للبيعة التي بايعتم الإسلام عليها. وإذا أرادت محكمة أن تسلب مال أحد وهي لم تتأكد أن هذا المال قد أتاه عن طريق غير شرعي، أو من الاحتيال، فان مثل هذه المحكمة التي تدعي أنها بايعت الإسلام نقضت بيعتها. وإذا صودر شبر واحد من أراضي أي أحد دون ميزان شرعي، فهذا يناقض ما عاهدنا عليه الإسلام. وإذا ظُلم أحد بخلاف الموازين فقد اعتدي على حقّه، فمن ارتكب هذا العمل خالف العهد الذي عاهده. يجب أن تكون كل أمورنا إسلامية. لا أن نسمّي أمراً ما بأنه إسلامي، وفي الحقيقة هو طاغوتي. يجب أن نحذر، فقد تجاوزنا مرحلة الطاغوت، وتلبسنا الإسلام. فنقول بالإسلام، وإذا بنا نكون طواغيت، ونظلم للناس، فيسيء الحرس الثوري الناس، ويسيء حرس الحدود بالناس. والمحاكم تجانب العدل. فيجب أن يكون كل شيء إسلامياً.
عدم المفسدة في المجتمع الإسلامي
إذا اصبح كل شيء إسلامياً، ينشأ مجتمع لافساد فيه، ولا يصيب هذا المجتمع ضرر. أما إذا كان المجتمع فوضوياً، فهو عُرضة للضرر. فكل شيء في موقعه المناسب بموازين إسلامية، والدولة إسلامية، والقانون إسلامي، ففي الإسلام أمر واحد يحكم هو القانون. في زمن الرسول كذلك كان القانون يحكم. والرسول كان منفذاً للقانون. في زمن أمير المؤمنين كذلك كان القانون يحكم. وأمير المؤمنين كان منفذاً. في كل مكان يجب أن تكون الأمور هكذا، أي أن يحكم القانون.
أي أن الله يحكم. حكم الله. الحاكم واحد هو الله، والقانون قانون إلهي. والآخرون منفذون. إذا ارادوا أن يقولوا شيئاً من عندهم، فالرسول الذي هو رأس العالم، يخاطبه الله أنه إذا قلت شيئاً غير الذي قلته لك سأقطع منك الوتين. آخذك وأقطع وتينك. وذلك كي تعمل بما يريده الإسلام. وأنت منفذ بالطبع كان واضحاً أنه منفّذ وأنه لا يخالف أبداً. ولكن هذا درس، يُوجه التحذير للمسؤول الأول كي نحترس نحن، وكي نفهم واجبنا. إن حال هذا المرء واضح، والله يعلم أنّه لا يتخلف، يعلم أنه لا يضع قدماً خارج ما رُسم له، ولكن هكذا يخاطبه الله كي يعلم الجميع واجبهم، فاذا كان هذا هو الأمر مع الرسول، فمعنا كذلك.
وإذا تخلّفنا عن القانون الالهي شيئاً ما، فالله يمهلنا. ولكن إذا لم نراعي وانتهت المدة، فلا يُعلم ما الذي سيجري. الان ونحن نهتف ونشجب ما فعله هؤلاء بنا، ونعلن أن أمريكا هكذا فعلت، فإذا تخلفنا وقتاً ما ولم ننتبه لذلك. ولم نعر قوانين الإسلام أهميّة، فسنُسلب- لا سمح الله- العناية الالهية. ونترك لحالنا. وإذا حصل هذا سنهلك واحداً بعد آخر. فلنحذر جميعاً، ونبتهل جميعاً أن يجعلنا الله ممن يتبع الإسلام وأن نتبع قوانين الإسلام.
أدعو الله أن يحفظكم جميعاً، ويوفقكم. وأشكر لكم قدومكم من أماكن بعيدة في هذا الطقس البارد. وآمل أن تشمل الجميع السعادة والسلامة، الأخوات والأخوة أيدهم ونصرهم الله.