بسم الله الرحمن الرحيم
الفتنة والاضطرابات في آذربيجان
المشكلة أن هناك من لا يعرف أوضاع آذربيجان وأهالي تبريز، يجهلون أن أهالي تبريز وآذربيجان كانوا دائماً يؤيدون الإسلام والبلاد. أنهم ثلّة من خارج البلاد، المشكلة أنهم يتسلّمون الأخبار من الخارج بانه حصل في آذربيجان كذا، وفي تبريز قد وقعت الاختلافات.
أنتم تعلمون ونحن نعلم وأنتم تعلمون أن هذه الجماعة التي تثير الفتن، هي مجموعة تتبع كلّ صوت يعلو من أي مكان، ويعمل هؤلاء على إغفال عدّة لا اطلاع لهم، لهم شعبية، وطيبون، لكنهم من أهل القرى والأرياف، ولا علم لهم بعمق الأمور، وبما خُطّط لهم، فيستغفلونهم بوسائل مختلفة، فتحصل الاضطرابات. ويحرضونهم على فعل ما يخالف الإسلام، وما يخالف النهضة الإسلامية. ويكشفوا عن الأمر إلى الخارج بان الآذريّين هكذا، أو أن آذربيجان هذا هو وضعها. فلو كشفوا عن أنفسهم، من نحن، وما نريد، لما كانت المشكلة بهذا الحجم.
نحن من أول الثورة كنا نعلم ما يريد هؤلاء. فهم لا يريدون الإسلام. هذه المجموعة من أول الثورة كانت لا تريد تحقق الجمهورية الإسلامية في إيران، لذا شاهدتم كيف كانوا يمنعون الناس من الادلاء بأصواتهم، وعدة منهم احرقوا بعض صناديق الاقتراع. منعوا الناس بقوة السلاح في بعض الأماكن. وهكذا خالفوا الجمهورية الإسلامية خطوة بخطوة. والآن هم مخالفون أيضاً. وهدفهم واضح هو هذا، ولِمَ هكذا؟ وهذا أيضاً وتلقوا صفعة من الإسلام. لا يريدون للإسلام أن يتحقق في الواقع. ولكنهم لا يكشفون عن هوياتهم وحقيقتهم. فمن جهة هنالك خطر على آذربيجان، اذ يقال في الخارج: إن آذربيجان هكذا. وهذا ما على الشباب الآذريّ والسادة من آذربيجان أن يرفعوا شبهة معاداة آذربيجان للإسلام.
آذربيجان سباقة في النهضات
كان الآذريّ دائماً مؤيداً للإسلام، وكان سبّاقاً في كل أمر. كان سباقاً في رفع الظلم. الآذريّ في أوائل الحركة الدستورية قدّم خدمات كثيرة، فناسٌ مثل (ستار خان وباقر خان) «1» قدّموا، ثم الخياباني «2» قدّم ما قدّم، وفي هذه البرهة انتفض على رضا خان من آذربيجان المرحوم الميرزا صادق آغا «3»، والمرحوم انكجي «4»، وآخرون من علماء آذربيجان، انتفضوا، وأبعدوا. قضوا مدّة طويلة في منفاهم. ربّما في سنقر أو سقز.
كانت آذربيجان في الخندق المقدّم لمواجهة الأشرار، وللنهوض بالأهداف الإسلامية. والآن ظهر البعض، فوجود الأشرار في كل جماعة أمر طبيعي، ولكن تجمعوا من أماكن مختلفة، واعلنوا التحاقهم.
في ذلك الزمان قتلت حركة الفرقان «5» الإرهابية الرجل الفذّ المطهري واعلنت عن ذلك. وقتلت (ميليشيات الشعب) الشيوعية السيد القاضي.
فهذه الجماعات هي التي رفضت الإسلام ورفضها الجمهورية الإسلامية، فعمدوا إلى مواجهتها. فمجموعة تشعل النار في مصلّى الجمعة، وحين تختلف مجموعة مع أخرى يتضح حالها بآعمالها. فالذين يحرقون محل خطبة إمام الجمعة، مكان عبادة المسلمين، ويهاجمون المصلين، ويجرحونهم، فهؤلاء وضعهم الروحي جليّ. فعمل الإنسان كاشف عن سريرته ومبيّن لحقيقته،. فهم يعملون مثل هذه الاعمال، يهاجمون محل عبادة الله الذي تقام فيه الصلاة، يهاجمون معبد الناس، المحل الذي يريد الناس أن يصلّوا فيه. من هذه الأعمال تتضح أسرارهم.
على آذربيجان أن تعلن براءتها من هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم إليها. أن تعلن براءتها من أناس، بهذه الاسماء التي لا علاقة لها بالإنسانية والإسلام، وهم يقدمون على مثل هذه الأعمال التي تلوث اسم الشعب الآذريّ. إنها قضية مهمة لآذربيجان. آذربيجان التي خالفت هؤلاء على طول التاريخ. حين كانوا محتلين لإيران سابقاً وما فعله (بيشه ور) في حينه، آذربيجان هي التي انقذت إيران. جماعة خدمت الإسلام دائماً، واليوم يأتي عدة بنوازعهم الخاصّة يريدون الإساءة لآذربيجان.
بقعة لا تليق بثوب آذربيجان
على آذربيجان أن تخلص نفسهامن هؤلاء، وتمحو وصمة هذا العيب الذي ألحقوه بها، يجب أن تخلص نفسها. على الشباب الآذريّ أن لا يسمحوا بإلصاق هذه الوصمة بهم. في الخارج أيضاً ينشط عدد من الجهلة فيكون مردود عملهم الاساءة إلى سمعة آذربيجان. آمل أن تحذر آذربيجان من أولئك الذين يريدون الوصول لأهدافهم، الأهداف التي يُخطط لها من الخارج، آمل أن يؤيد الله المسلمين ويؤيدكم. وعليّ أن أشكر لكن أيتها السيّدات المحترمات، إذ جئتن من مسافات بعيدة في هذا الجوّ البارد إلى هذا البيت البائس.
ادعو الله أن يحفظكن - إن شاء الله - بحفظه، ويوصلكن إلى السعادة والرفاه والسلامة، وأن يبيد أعداء الإسلام، ويمحو آثارهم والسلام على الجميع.