بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الظرف الذي ستحقق فيه، بعون الله - تعالى - مرحلة أخرى من مراحل قيام نظام الجمهورية الإسلامية، حيث يعيش الشعب الإيراني المناضل الواعي على أعتاب انتخاب رئيس الجمهورية، لابد لي من التذكير بالنقاط التالية:
أولا. أنّ الدستور الذي صوت له الشعب نص على تخويلي صلاحية المصادقة على أهلية رئيس الجمهورية وإحرازه للشروط المطلوبة. ومع ذلك فإنّ المصلحة، والأمور التي تجب مراعاتها، ومنها الوضع الاستثنائي للبلاد، قد أوجب التسريع في هذا الأمر الحيوي، ثمّ إنّ التعرف على 120 مرشحا يستغرق وقتاً طويلًا، وإنّ تأخير الانتخابات في هذا الوضع غير الاعتيادي ليس من مصلحة البلاد، لذلك، ولأسباب أخرى فوّضت إلى الشعب مهمّة البت في أهلية رئيس الجمهورية وانتخابه لكي يتسنّى للشعب تقرير مصيره بنفسه.
ثانيا. إذا استتب الاستقرار الكامل - إن شاء الله - فإنه بحسب الدستور يجب في المراحل القادمة أن يقوم مجلس الخبراء بهذه المهمّة، فهم الذين يجب أن يبتّوا في أهلية رئيس الجمهورية وفقاً للموازين القانونية.
ثالثا. أطلب من الشعب الإيراني الشريف أن لا يتوانى في هذا الأمر الحيوي، وأن لا يقف منه موقف اللامبالاة، وأرجو أن يشترك جميع أبناء الشعب بجد في هذا الأمر إنطلاقاً من حبهم للإسلام كما اشتركوا سابقاً في التصويت للجمهورية الاسلامية، وتوجهوا الى صناديق الاقتراع بحماسة وشوق. فإنّ الله - تعالى - معهم، وإنّ النصر للشعب المسلم النبيل.
رابعا. شعبنا الشريف يتمتع بالفطنة والنباهة ازاء المؤامرات التي يحوكها المتآمرون لكي لا يستطيع الانتصار في هذه المرحلة المهمة، وحرفه عن الطريق الصحيح. لكنه - إضافة الى فطنته ونباهته - يراعي بدقة كاملة الشروط المذكورة في الدستور.
خامسا. أرجو من السادة المرشحين وانصارهم، التمسك بالأخلاق الإسلامية والإنسانية في الدعاية الانتخابية لأنفسهم، وأن يبتعدوا عن الطعن بالآخرين؛ لأن هذا العمل يسبب الاختلاف، وفيه انتهاك لحرمة الآخرين، وأنّ ارتكاب ما يخالف الأخلاق والثقافة للنجاح في غرض من الأغراض - وإن كان اسلامياً - أمر مرفوض، ولا يعتبر من الدوافع الإسلامية.
سادسا. إنني لا أنوي تأييد أحد المرشحين، كما لا أنوي رفض أحد. وأرجو من جميع الأحزاب والفئات والأشخاص ان لا ينسبوا مرشحيهم إليّ لكي يكسبوا بذلك التأييد او التعيين او الرفض.
إنني أرغب كثيراً في أن تحافظ الفئات الملتزمة والمؤمنة بالجمهورية الإسلامية وبخدمة الإسلام، على الهدوء والأمن في الدعاية لمرشحيها، وأن تتفاهم مع بعضها تفاهماً أخوياً صادقاً، وأن تتجنب تماماً التفرقة وإثارة ما يعكر صفو الاجواء؛ فإنّ التفرقة والتشتت يزعج الأصدقاء، ويُسعد الأعداء، ويوفر الاجواء للدعايات المعادية.
أسأل الله - تعالى - أن يزيد في عظمة الإسلام والمسلمين.
14 دي 1358 ه- ش/ 15 صفر 1400 ه- ق
روح الله الموسوي الخميني
قم
انتخابات رئاسة الجمهورية
الشعب الايراني
جلد ۱۲ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۷ تا صفحه ۱۸
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417