بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم النظام البهلوي وأعماله الخيانيّة
أشكر السادة على قدومهم ليطلعوا على أوضاع هذا الشعب عن كثب، رغم إنهم لا يقدرون على رؤية ذلك. كان شعبنا في الفترة الأخيرة وطوال أكثر من خمسين عاماً سجيناً بيد اثنين من الحكام غير القانونيين والجائرين. أحدهما فرض علينا من قبل الانجليز وهو رضا خان. والثاني من قبل الدول الثلاثة بريطانيا وأميركا والسوفيت. وقد ارتكبا ضد هذا الشعب طوال الخمسين عاماً، من الجرائم والأعمال الخيانية ما لا يمكن احصاؤه في عدة أيام وعدة سنين.
بعض جرائمهما دُثرت الآن، ولا يعلم بها أحد إلا هما وبعض المقربين إليهما وهؤلاء ايضاً لا سبيل اليهم. إذاً، فأنتم حينما قدمتم إلى هنا لن تستطيعوا أن تشاهدوا آثار الاجرام في هذا البلد كما كانت، وآثار الأعمال الخيانية كما كانت. بإمكانكم فقط أن تسمعوا أو تشاهدوا بعض معوقينا الذين شهدوا تلك الأحداث.
الشرق يستعيد ذاته من خلال التمسّك بالإسلام
ينبغي القول إن الشعوب الشرقية طالما لم تدرك ان لها كياناً، وإنها أمة من الأمم، فلن تستطيع أن تحقق استقلالها. لقد عملوا طوال ازمان مديدة وبدعايات جد موسعة، وحتى على يد فئات من الشعوب نفسها، وحكوماتها، عملوا على إلحاق الهزيمة بالشعوب الشرقية نفسياً وبالكامل في مقابل الغرب وفي مقابل القوى العظمى، كي تخسر نفسها وتخسر عقيدتها.
لقد أضاع الشرق عقيدة الإسلام الكبرى وهي رأس كل العقائد. ومالم يستعد الشرق هذه العقيدة، وما لم يفهم ما هي عقيدته وما هي ذاته، وإنه موجود من الموجودات وإن بلدانه كسائر البلدان، فلن يستطيع مجابهة الغرب. لأنه كيفما ستكون المواجهة، فإنهم سيحبطون هذه المواجهة بدعاياتهم. فكروا في توعية بلدانكم، كل واحد أينما كان، عليه توعية شعبه.
بيّنوا لشعبكم ان له كيانه، وله عقيدته وثرواته. وإنهم سلبوا منكم كل شيء. والأخطر من كل ذلك إنهم زرعوا انحرافاً في الشعوب. عملوا على انحراف الشباب. عملوا على اشاعة الانحراف عقائدياً. عقائد الشرق، عقيدة الإسلام الكبرى قدموها ممسوخة الى الناس. فالذي كانوا يعرضونه لم يكن اسلاماً بل شيئاً آخر مبتذلًا قدموه للناس. وقد أشاعوا هنا تلك العقائد المبتذلة التي فشلت حتى هناك، الى درجة إن شبابنا انبهر بتلك العقائد والأفكار.
محاولات النظام البهلوي لتجريد الشباب من هوّيتهم
المسألة الأخرى هي إنهم فتحوا أبواب الفساد أمام شبابنا. نحن نعرف ما في بلادنا وأنا أدري إن بلدانكم على هذا المنوال أيضاً. نحن هنا نشهد ونرى مراكز الفساد في بلدنا، وكيف جروا شبابنا الى مراكز الفساد وسلخوهم عن هويتهم. يقال إنها كثيرة ولاشك إنها كذلك وإن مراكز الفساد في طهران اكثر من المكتبات.
لقد أفرغونا من كل شيء. أفرغوا شبابنا من خصوصية أن تكون لهم قوة الشباب، أرادوا أن يسلبونا قوانا الشابة، وبعد أن يسلبوا هذه القوى، يسرقون ثرواتنا وذخائرنا ويبقى شبابنا غير مبالين. هذا ما صنعوه في عهد النظام السابق. جروا شبابنا الى مراكز الفساد، وروجوا للفساد وأشاعوه. كانت المفاسد الأخلاقية العملية كثيرة الى درجة أن جميع الصحف والمجلات كانت تعمل في هذا المجال، وكذلك الاذاعة والتلفزيون. كل هذه الوسائل كانت مكرسة للقضاء على شبابنا ولسلبهم قوة الشباب.
والباب الواسع الآخر هو باب المخدرات كالهيرويين والخمور والأفيون وما الى ذلك، وقد كان هذا ايضاً باباً واسعاً جروا من خلاله شبابنا الى الفساد. حتى لا يسأل هؤلاء الشباب عن سبب ما يحلُّ بهم. أرادوا أن يسلبوا شبابنا هذه ال- (لماذا). لكي لا يفكر الشاب في من الذي يأخذ نفطه ولماذا. ومن الذي ينهب ثرواته ولماذا. وهل في بلده ارهاب ولماذا؟ والحرية مسلوبة ولماذا هي مسلوبة؟ هذه مخططات رسموها لنا ولكم ايضاً، ولكل بلدانكم. هذه المخططات المتشابهة موجودة في كل مكان.
وليكافح الذين يحبون اوطانهم، والذين يحبون شعوبهم، والذين يحبون الإسلام. ليكافحوا من أجل ازالة هذه الأوضاع التي حلّت ببلداننا. ليعيدوا العقول المنحرفة إلى رشدها. وليعيدوا تربية الشباب. إذا كانت الجامعات محبة للإسلام، ومحبة لبلادها، ومحبة لشعبها، فعليها تربية الشباب بشكل صحيح. وليحرروهم من هذا التغريب. الجميع في كل مكان ينبغي أن يتابعوا هذه القضية. القليل من الحكومات تفكر في هذه القضايا مع الأسف. فاذا كانت محبة للإسلام، ومحبة لبلادها، ومحبة لشعوبها، عليها أن تعيد النظر في اعمالها، وأن تقلع عن النهج الذي سارت عليه الى الآن.
العزة والاقتدار في العودة إلى الإسلام
البلدان الشرقية والبلدان الإسلامية، بلدان غنية. الآخرون يحتاجون اليكم. القوى العظمى تحتاج اليكم. السلاح الذي في أيديكم إذا قطعتموه عنهم يوماً واحداً، لانصاعوا لكم. وللأسف فإن بعض حكوماتنا تملك هذه الثروات ومع ذلك تطيعهم. لابد من حدوث تغيير يجعل الناس مثل مسلمي صدر الإسلام. لقد حصل في بلدنا بعض التحول، حيث أصبح الناس الى حد ما على غرار ما كان عليه مسلمو صدر الإسلام. وكل انتصارنا تحقق تبعاً لهذا المعنى. وهذا التحول الذي جعل جماهيرنا في ايران تتمنى الشهادة كما كان يتمناها شباب المسلمين في صدر الإسلام. وربما زارنا كل يوم شباب يطلبون ان ندعو لهم بأن يرزقهم الله الشهادة. هذا التحول حصل في ايران، ووحدة الكلمة والعودة للإسلام التي حصلت في ايران، ينبغي أن تكون نموذجاً تحتذي به كل الشعوب.
فإذا حصل هذا التحول، وتوجه الجميع الى الإسلام، والتفَّ الكل حول الإسلام، فإنهم بعدد سكانهم الكبير، وبما لهم من المعدّات، وبما يملكونه من اسلحة كالنفط وغيره، يجب أن يكونوا اسياداً في العالم. ولكنهم للأسف لا يسمحون بأن يحصل هذا الشيء.
لابد من التغيير. ولابد أن يبذل الجميع جهودهم. اسعوا جميعاً لأن يتحقق هذا التغيير، واعادة شعوبكم الى وعيها، لكي تدرك ان عهد التبعية للبلدان الأخرى، والانقياد للقوى العظمى قد ولّى.
إن الشعوب أخذت تستيقظ شيئاً فشيئاً. لقد استيقظ شعبنا. ولكن لا تزال عناصر مرتبطة بالاجنبي تعترض طريقنا من أجل ان لا نواصل نهضتنا. وهذا وهم ساذج يتوهمونه، فنهضتنا منتصرة وسوف تتقدم الى الأمام. وأسأل الله أن يوقظ كل المسلمين فيتحدوا ويكونوا اخوة، ويكفوا عن الخلافات، لتكف الحكومات عن الخلافات، ولتتحد الشعوب. سيزيل الله هذه المشكلات إن شاء الله، حتى يكون المسلمون يداً واحدة، ويد الله مع الجماعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته