بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الله الفياضة على شهداء الفضيلة، الشهداء الذين بذلوا دماءهم ليسقوا شجرة الإسلام المباركة. تحيات متتالية للمعاقين والمصابين في سبيل الثورة الاسلامية التي رفعت رأس ايران في العالم. كل يوم يمضي نكتشف اكثر فأكثر عمق جرائم الشاه المخلوع وحماته الظالمين، مع أنه من غير المعلوم أن يستطيع حتى التاريخ أن يسجل كل هذه الجرائم، جرائم المتجبرين المجرّدين من الفطرة الإنسانية، المتجبرين الذين يرون حياتهم المخزية وسلطانهم ومواصلة جرائمهم رهناً بقمع وقتل الآخرين، والذين أعمتهم وأصمتهم شهوة الرئاسة.
على كافة المستضعفين أن يتحدوا مع بعضهم ويجتثّوا جذور الفساد في بلدانهم. إن السلام والصلح العالمي يتوقّف على زوال المستبكرين. وطالما بقي هؤلاء السلطويون العديمو الثقافة على وجه الأرض، لن ينال المستضعفون ميراثهم الذي تفضل به الله تعالى عليهم.
يا مظلومي العالم، من أي طبقة ومن أي بلد كنتم، عودوا إلى رشدكم، ولا تخشوا ضجيج وعربدة أميركا وسائر المتجبرين الغاشمين، ضيقوا الخناق عليهم، وخذوا منهم حقكم بسواعدكم. ويا أيها المسلمون، من أي شعب ومن أي مذهب كنتم، اقلعوا عن العداوات الضيّقة وانصاعوا لأمر القرآن الكريم والإله العظيم: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا «1».
لقد جعل الله تعالى العزة لنفسه، ولرسوله العظيم، وللمؤمنين، ثوروا على الحكومات المتجبرة التي اخضعتكم لسيطرة أعداء الإسلام، وانقذوا بلدانكم من أيدي هؤلاء الخونة الاذلاء، فالله معكم. أُهنئ كل ذوي شهداء طريق الإسلام وأعزيهم، وأتمنى السعادة للجميع، وأسأل الله تعالى شفاء المعاقين والمصابين، وأتمنى سلامة الجميع وسعادتهم. والسلام على عباد الله الصالحين.
21 ربيع الأول 1400 ه- ق/ 19 بهمن 58 ه- ش
روح الله الموسوي الخميني
طهران، مستشفى القلب
اجتماع أسر الشهداء من كافة انحاء البلاد
السلام العالمي، القضاء على المستكبرين
أسر الشهداء
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۲ ص ۱۲۴
«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۰۳.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417