بسم الله الرحمن الرحيم
رفع راية الإسلام خفاقة في أنحاء العالم
كلما أشاهد هذه الوجوه النيرة التي توحي بالعزم والحزم، كلما رأيت هذه الوجوه النيّرة والمؤمنة والملتزمة، تغمرني البهجة والفخر. أنتم أيها الاخوة الشباب والاخوات أمل الأمة. وأنتم ايها الشباب وأنتن أيها الاخوات والاخوة من تقدمتم بالنهضة إلى الامام ببذل دمائكم. قمتم بثورة لا نظير لها أو قلّ نظيرها في العالم. الثورة الإسلامية ثورة شعب ملتزم بالإسلام. إنني خادم الجميع في كل مكان. والخدمة التي استطيعها- وهي الدعاء- أقوم بها في حقكم أيها الشباب والاخوة والاخوات. أيها الشباب والاخوات والاخوة كما حققتم هذه الثورة الكبرى بجهودكم، فإنّي أتمنى أن تواصلوا هذه النهضة من الآن فصاعداً أيضاً بوحدة الكلمة والاتكال على الله تبارك وتعالى. نحن لازلنا في منتصف الطريق، وعلينا أن نقطع طريقاً طويلًا، والطريق الطويل هو أن نرفع راية الإسلام خفاقة في كل أرجاء الأرض. أتمنى أن نوفق ونقطع هذا الطريق الطويل بسهولة، متسلحين بالعزم والاتكال على الله تبارك وتعالى. والمهم هو أن نكفّ عن التوجهات والمشكلات الشخصية. ونلتفت الى ما يريده الإسلام والى تطلعات القرآن الكريم السامية والى ما يريده الله تعالى ونطيع أوامره حيث دعانا إلى الاتحاد والى الاجتماع والى الإخلاص والى العمل لرفعة الإسلام.
علينا أن نسير بالإسلام إلى الأمام، ونصدره إن شاء الله إلى مختلف انحاء العالم. ونبيّن قوة الإسلام لكل القوى العظمى. وأشكركم جميعاً أيها الاخوة والاخوات المجتمعون هنا. إنني بمثابة مشقة عليكم اينما كنتُ، لكنني أدعو لكم أيضاً. وحينما جئت إلى هنا «1» خلال هذه الأيام المعدودة صرت مشقة على السيد إمام «2» وهو من الأصدقاء الأعزاء، وعلى السيد موسوي وهو أيضاً من الأصدقاء الأعزاء، وعلى سائر أهالي هذه المنطقة. أتمنى أن نستطيع إن شاء الله بلوغ نهاية هذه الخدمة التي شرعنا بها، وأن نستطيع بوحدة الكلمة وبالاتكال على الله تبارك وتعالى أن نرفع راية الإسلام خفاقة في كل مكان.
تصدي المحاكم بحزم للعصابات العميلة المفسدة وعليكم أيها الأخوة أن تدركوا أن هناك في بلدنا جماعات مفسدة مختلفة تزرع التفرقة بين الاخوان. جماعات مرتبطة بالنظام السابق، جماعات مرتبطة بأمريكا، أو ربما بالسوفيت، وعليكم أن تحبطوا مؤامراتهم بالوعي وبالتسليم لله، ولا تدعوا هذه الزمرة تخلق المتاعب لنهضتنا وثورتنا.
الآن موعد البيادر، موعد حصاد محاصيل هذه الناس المعوزة، وهؤلاء الذين يزعمون انهم (فدائيو الشعب)، الذين يزعمون انهم يخدمون المعوزين راحوا يحرقون البيادر. وقد قرأتُ في احدى الصحف أنهم اضرموا النار في مائة بيدر في منطقة من المناطق. ولو استولى هؤلاء على السلطة فسيحرقون كل شيء. أهدافهم وأساس تفكيرهم لا ينسجم مع التفكير الإسلامي. وهم لمّا رأوا الإسلام يزدهر واحكام الإسلام تطبق في إيران، وإن شاء الله في سائر المناطق، راحوا يتخبطون ويزرعون الفرقة بين الناس، ويحرقون ما زرع الناس، لا يتركون المعامل تواصل اعمالها. عليكم جميعاً أن تتنبهوا أن هؤلاء الاشخاص الذين يفسدون، ويقومون بالتفجيرات في سوق المسلمين وفي أنابيب النفط- التي هي مِلكُ المعوزين- وفي الأماكن التي يوجد فيها عدد كبير من المسلمين، هم أساساً مفسدون في الأرض وينبغي قمعهم بكل قوة. وعلى المحاكم أينما كانت أن تحكم على مثل هؤلاء بالموت. حياة هؤلاء ليس فيها سوى الوبال على المجتمع، وزرع التفرقة، وايجاد الاضطرابات في ايران من أجل أن تعاود القوى الكبرى هيمنتها علينا.
كونوا واعين أيها الشباب. جميع شباب البلد يجب أن يتبصروا ويحولوا دون وقوع المفاسد التي تقترفها هذه الزمرة. يجب أن يحرسوا البيادر التي تكونت بعرق جبين الناس، والبساتين التي غرسها الناس. حراسة كل شيء تقع على عاتقكم. لا تتكلوا على الحكومة وحدها، لا تتكلوا على القوات المسلحة فقط، فهم أيضاً مشغولون باسداء الخدمة، وعليكم أيضاً أن تؤدّوا خدمة للناس. آجركم الله جميعاً وسلّمكم، وطهّر بلدكم من الفاسدين ومن جذور الفساد، ومنَّ عليكم جميعاً بالسعادة في الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته