بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة ايجاد تغيير في الإذاعة والتلفزيون
كنت قلقاً دوماً من هذه الإذاعة والتلفزيون، لأن الاذاعة والتلفزيون جهاز أقوى من كل الوسائل الإعلامية العامة. وقد أضحت الآن في كل القرى والمدن تقريباً. تطلع كل إيران والخارج على كل ما يحدث آنياً من خلال الاذاعة والتلفزيون. يجب إصلاح شأن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، أي يجب أن تتحول إلى مركز تعليمي ينشر التعاليم الإسلامية. الأخبار التي تبث، يجب أن لا تكون منافية للمعايير الإسلامية، فتستطيع كل جماعة أن تتآمر، ويأتون إلى الإذاعة والتلفزيون يتحدثون باشياء تآمرية. وطبعاً نحن لا نقول لابد من ممارسة الرقابة، بل نقول لابد أن تكون على طريق الإسلام والشعب.
الحرية في إطار النظام الإسلامي
الشعب يريد الإسلام. ويجب أن تكون كافة المؤسسات في إيران إسلامية. ليس معنى الحرية أن من يريد التآمر سيكون حراً في هذا التآمر، كلا، إنه ليس حراً في التآمر، أو يتحدث بأمور فيها تثبيط لعزائم الشعب وفيها اساءة للثورة. هذه ليست حرية. كل الناس أحرار في إطار هذه النهضة والثورة الإسلامية. من كان لديه قول فليقله، أياً كانت انتماءاتهم، ولكن إذا أرادوا التآمر وضرب الإسلام والمؤسسات المنهمكة بالعمل الإسلامي حالياً، فهذا ما لا يمكن أن يكون.
وعليكم أن لا تخافوا اطلاقاً من هؤلاء المثقفين المنهمكين دوماً بالافساد باقلامهم. انهم يريدون التطاول بأية ذريعة كانت ليقولوا كل ما يحلو لهم. منذ بدايات انطلاق هذه النهضة، حينما تنامت وازدهرت، شرعت هذه الفئة- ليس جميعهم طبعاً، ولكن المتغربين منهم وذوي النوايا السيئة- بالعمل ضد الثورة. لا يحدث شيء إلا ووضعوا العراقيل في الطريق. ينبغي أن لا تتساهلوا معهم أبداً، ولا تخشوا اطلاقاً أن تعارضكم جماعة مثلًا. من الطبيعي أن لكل عمل مهم مجموعة تعارضه. عليكم أن تنحّوا بحزم تلك العناصر التي ترونها فاسدةً وتبعدوا كل من يتآمر هناك، وذلك بمشاركة كل هذه المؤسسات الإسلامية، ولا تدعوهم يمارسوا هذه الانشطة.
مؤسسة الإذاعة والتلفزيون مربية المجتمع وجيل الشباب
وأخيراً ينبغي أن تكون لنا إذاعة وتلفزيون إسلامية مربية للمجتمع. طوال الفترة التي سيطر فيها الشاه المخلوع، على هذا التلفزيون، حاول أن يقود شبابنا إلى الانحراف. أراد أن يحرف هذه القوة التي يجب أن تخدم البلاد، إلى طريق يصب في خدمة الآخرين. وهذا ما يجب اصلاحه وما يجب تغييره. ينبغي أن تكون الاذاعة والتلفزيون مربية لشبابنا ومربية لجماهير شعبنا، لا أن تبث فيها أقوال تتعارض مع وضع البلاد ومصالحها، وتنشئ شبابنا بحيث لا يكونوا لأنفسهم، وانما للآخرين. يربون طائفة من الشباب بحيث يستقطبونهم لمراكز الفساد. أوجدوا مراكز فساد في كل مكان من إيران، يجرون إليها الشباب ويفسدونهم. يدفعون بعضهم صوب المخدرات فيفسدونهم عن هذا الطريق. وكان كل هدفهم هو أن يجعلوا هذه القوة الفعالة التي يجب أن تكون قادرة على كل شيء وتدير شؤون بلدها، إما غير مقيدة أو غير ملتزمة، أو معارضة لبلدها من حيث تشعر أو لا تشعر. وأحد المراكز التي ساهمت كثيراً في هذا الاتجاه، الاذاعة والتلفزيون التي بدأت أولًا ببث مخدراتها الخاصة. هذه الموسيقى كلها مخدرات. شبابنا الذين عودوهم على الموسيقى لا يستطيعون فعل شيء ولا يستطيعون أن يكونوا حازمين. الاذاعة والتلفزيون دفعت شبابنا في معظم الاوقات الى سماع هذه الاشياء. وعن طريق الأعين أفسدوا شبابنا، حيث كانوا يعرضون النساء بهذه الصورة أو تلك ويفسدون الشباب عن هذا الطريق. وكل غايتهم أن لا تكون في إيران قوة فعالة تقف في وجه أعداء إيران والإسلام، حتى يستطيعوا فعل ما يحلو لهم. هذا ما يجب أن يتغير. ينبغي أن تكون الاذاعة والتلفزيون بنحو تربي الشباب على أن يكون لهم استقلالهم وإرادتهم وقرارهم، لا أن يكونوا مسلوبي الارادة إزاء هذه الأمور الشهوانية أو الأشياء الأخرى كالهيروئين وما شاكل. ينبغي العمل في الاذاعة والتلفزيون بحيث يصونونهم عن هذه الأمور، ويحذرونهم من هذه الاشياء.
الجانب التربوي في أفلام التلفزيون
كذلك التمثيليات التي يبثها الراديو والأفلام المعروضة على شاشة التلفزيون يجب أن تكون مفيدة، لتكن أفلاماً مفيدة ولو كانت من إنتاج إيران. الأفلام التي تأتي من الخارج يجب فحصها جيداً لكيلا يكون فيها شيء سيء. قد يبعثوا- بأساليبهم الشيطانية- إلى هنا أفلاماً ليفسدوا بها شبابنا. هذه كلها يجب أن تعالج وتصلح وتكون إسلامية ومطابقة لأهداف البلد ومصالحه، ولخدمة البلد لا في خدمة الآخرين.
أتمنى أن تكونوا موفقين إن شاء الله، وأن تعملوا باقتدار وبإرادة صلبة على اصلاح الأمور. يجب أن تشرفوا على هذه الأمور ولا تسمحوا ببث أشياء تعارض مصالح البلاد. أنني أدعو لكم بالموفقية والتأييد إن شاء الله. وباقي المؤسسات الإسلامية متماشية معكم إن شاء الله. وأن توفقوا كلكم سوية إن شاء الله في جعل هذا المركز مركزاً إسلامياً لتربية شبابنا إن شاء الله.
ضرورة تطهير الإذاعة والتلفزيون من الموبوئين
وأما عن الأشخاص، فقد سمعت أنه تم استبعاد بعض الملتزمين الإسلاميين المخلصين لبلدهم. وبعض الذين يجب استبعادهم لا زالوا يعملون هناك. عليكم بمعية باقي السادة الملتزمين هناك أن تزيحوا هؤلاء المضرين ببلادنا، هؤلاء اليساريين والمرتبطين بهذه الجهة أو تلك. أزيحوهم من دون خوف، وأحلّوا مكانهم شباباً ملتزمين إسلاميين. وانظروا فيمن استبعدوهم من الأفراد الملتزمين، فاستقطبوا النافعين منهم. والاشخاص المضرون ولو كانوا متخصصين فرضاً- المتخصص الضار ضرره أكبر من غير المتخصص- يجب أن يُنحوا ويُستبعدوا. دمتم موفقين ومؤيدين إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته