بسم الله الرحمن الرحيم
معيار هيمنة الله على النفوس
أشكر السادة الذين اجتمعوا هنا لأتحدث إليهم ببعض الأمور. لقد جعل الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ميزاناً، علينا أن نعرف من خلاله أنفسنا وغيرنا. يقول عزّ من قائل: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) «1». ما يميز المؤمن الحقيقي عن غير المؤمن هو ما يقوله كتاب الله فإذا كان المرء مؤمناً لا بد أن يكون الله تبارك وتعالى وليه، والله تبارك وتعالى يخرج المؤمنين من كل الظلمات، ومن كل ما يحجب الانسان عن الحق تعالى، يخرجهم من كل هذه ويدخلهم إلى النور. هذا الإنسان الغارق في الحجب والغارق في الظلمات، إذا آمن إيماناً حقيقياً، اخرجه الله من كل انماط الظلمة وادخله إلى النور. القلب المعتم الذي غدت كل اشيائه في هذا العالم حجباً عليه، يزيلُ الله تبارك وتعالى هذه الحجب واحداً بعد الآخر ويحل النور محلها. والنور المطلق هو جماله عز وجل. إذا اردنا أن نختبر أصحاب الادعاءات، علينا أن نرى هل هذا المعيار، هل هذان المعياران اللذان ذكرهما الله تبارك وتعالى لمعرفة المؤمنين من غير المؤمنين، موجودان فينا أم لا. بمجرد أن ادعي أنا أو أنتم أننا مؤمنون بالله، ما لم يكن ذلك المعيار الذي قرره الله تبارك وتعالى فينا، يبقى ادعاؤنا فارغاً. هل نحن من أولياء الله وهل الله ولينا، أم أننا من أولياء الطاغوت، والطاغوت ولينا. إذا وجدتم أنفسكم قد خرجتم من قيود عالم الطبيعة ومن ظلمات عالم الطبيعة وألفيتم أن وشائج الإنسان بعالم الطبيعة قد زالت أو ضعفت. إذا وجدتم أنكم لا تقومون بعمل ما إلا في سبيل الله فإن حكومة الله قد هيمنت عليكم وعلى قواكم، وكان كل شيء فيكم وكل جوارحكم وقواكم مؤتمِرة بأمر الله. إذا كانت أعينكم محجوبة، تنظر إلى ما يجب أن لا تنظر إليه، فهذه علامة ولاية الطاغوت. وإذا احترزت العين عن تلك الأشياء التي توجب ظلمة الفؤاد، فالله هو الولي. هذا محك واضح يستطيع كل إنسان أن يعرف به نفسه. ويستطيع ان يعلم هل هذا الإيمان الذي يدعيه هو ام لا، وهل دخل نور الإيمان قلبه وازاح كل الظلمات.
إننا مهما كنا وفي أي مكان كنا، وأنتم في أي مكان كنتم، سواء كنتم في السوق أو في المدرسة أو في حرس الثورة أو في القوات المسلحة الأخرى أو كان الانسان رئيساً للجمهورية أو وزيراً أو نائباً أو من أية فئة أخرى، فهذا حكم عام وهو معيار عام، ومحك للجميع في هذا المعنى. علينا بهذا المناط حينما يجن الليل ويتخلّى المرء بنفسه ويتفرغ، أن يتأمل هل أن قلبه قلب نير يميل إلى النور، أم مظلم ينزع إلى آمال شيطانية، فأما أن يكون في قلبه الله أو الطاغوت. لا يخرج الأمر عن هاتين الحالتين. إما أن يكون المهيمن على القلب هو الله أو يكون الطاغوت هو المهيمن علينا. إذا كان اهتمامنا في هذه الدنيا وفي الأمور التي تعرض علينا في هذه الدنيا اهتماماً بعالم الطبيعة، ونريد كل ما نريده لانفسنا، ولا نذكر الله في ايٍّ من الأعمال التي نقوم بها، فاننا من الطواغيت، وأولياؤنا هم الطواغيت. وأما إذا هذبنا ذواتنا وربينا أنفسنا وخرجنا من هذه الحجب التي تحيطنا، ووصلنا إلى مصدر النور، وتعلّق قلبُنا بالحق تعالى وبالنور المطلق، وكنا خداماً للحق، وانفقنا كل ما منّ به الله علينا من نعم لخدمته، فهذه دلالة على أننا خرجنا من الظلمات أو من بعض الظلمات، ودخلنا إلى النور أو بعض مراتب النور. انتم أيها السادة في طليعة الحرس الثوري راقبوا أنفسكم. راقبوا هل أنتم مخلصون لله في هذه الخدمة، هل تخدمون في سبيل الله ولأجل أحكام الله ولأجل الجمهورية الإسلامية، أم أن هدفكم أشياء أخرى، وما هذه إلا ذريعة؟ اختبروا هذا المعيار في أنفسكم، إذا وجدتم المآرب والأهواء تأتي تباعاً في أذهانكم. (ماذا يجب أن أكون أنا، وماذا يجب أن يكون هو) هذه مآرب حيوانية. إذا وجدتم الأمر هكذا، عليكم إنقاذ انفسكم من هذه الورطة المهلكة. حذار أن يقضي الإنسان عمره في خدمة الطاغوت من حيث لا يشعر.
الأهواء النفسانية تحبط قيمة العمل
هذه من الأمور الدقيقة إلى درجة أن الإنسان نفسه لا يستطيع معرفة نفسه. أحياناً يتجه الإنسان منذ بداية عمره إلى نهايته، نحو الجحيم وهو لا يدري. يعمل منذ مطلع عمره إلى آخره من أجل اغراضه النفسية، وحتى لو كان في الحرس فهو يعمل من أجل أغراضه النفسية، ولا صلة لعمله بالله. وحتى لو كان في الجيش ويقدم خدمة عسكرية، فمن أجل اغراضه النفسية وبلا أية صلة بالله. وقد يكون طالباً يدرس العلوم الدينية ولكن من اجل أغراضه النفسية ومن دون ارتباط بالله. وحتى لو كان رجل دين يفتي فقد لا يكون ذلك من اجل اغراضه النفسية وبلا ارتباط بالله. هذا معيار حدده الله وهو: والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت. أنه معيار الإيمان واللاإيمان، قد نتلفظ ونشهد بالأشياء التي هي معيار في الإسلام، وقد تكون شهادتنا صادقة، لكننا عندما نعرض أنفسنا على المحك الذي حدده الله، نرى أننا في تلك الجماعة التي جعلها الله صنفين: الذين آمنوا والذين كفروا. إذا أردنا أن نفهم هل أننا من صنف الكفار، وحتى لو كنا في عداد المسلمين، وتنطبق علينا أحكام الإسلام، فنحن مسلمون، لأن المسلم هو الذي ينطق بالشهادتين ويؤدي آداب الإسلام. بيد أن الإيمان أعلى من هذا. أنه أمر فوق هذا. علينا أن نمتحن أنفسنا بالعيار الذي وضعه الله لنفهم هل الله ولينا أم ولينا الطاغوت؟ هل نخدم الشيطان أم نخدم الله؟ إننا إذ ندرس، هل ندرس لله أم لأهوائنا النفسية وهي الشيطان؟ ونحن إذ نفتي، هل نفتي لله أم لاهوائنا النفسية وهي ذاتها الشيطان؟ وإذ نعمل في الدائرة، هل نعمل لله أم لاهوائنا النفسية وهي ذاتها الطاغوت والشيطان؟ هذا محك وضعه الله. أيها الاخوة، هنا منزل نزلتم فيه ويجب أن تخلعوا هذه الخرقة، قد يحصل هذا عاجلًا أو آجلًا، ولكن سيحصل. قد يطول عمر الإنسان مئة عام، لكنه سيغادر. فهل سيدخل إلى النور إذا غادر أم إلى الظلمة؟ هذا هو الميزان. أنتم حرس الإسلام ورفاقكم حرس الإسلام، انظروا هل الأهواء النفسية هي التي دفعتكم إلى هذا، ولكنكم تتذرعون كل يوم بذريعة، وتمارسون عملًا انحرافيا مثلًا لا سمح الله؟ أم إنكم تسيرون على الطريق المستقيم، ولا تنحرفون الى هذا الاتجاه أو ذاك. الصراط المستقيم هو الصراط الذي يكون أحد طرفيه هنا وطرفه الآخر الله، المستقيم هو الطريق السوي، وأيّ انحرافٍ في أية جهة كان، يصدُّ الإنسان عن طريقه ويجره إلى الظلمات.
الحفاظ على المعنويات الإلهية المنبثقة عن عهد الثورة
حاولوا تحجيم أهوائكم قدر الإمكان، حتى توفّقوا إن شاء الله إلى أن تموت الأهواء فيكم. أنكم تريدون خدمة الإسلام، وكذلك كان الحال منذ البداية، حينما انبثقت هذه النهضة وهذه الثورة الإسلامية ساهمت فيها كل الجماعات التي كانت في إيران، باستثناء أولئك المنحرفين وهم دائماً منحرفون. لقد كان اندفاعكم بصورة تلقائية. لم يأت أحد ليهمس في آذانكم تعالوا نذهب لنفعل كذا وكذا، إنما أدركتم من أنفسكم انه يجب سلوك هذا الطريق. هذا الطريق طريق الله. لقد أنجزتم إحدى مراحل هذا الطريق بإزاحتكم الموانع التي كانت امام تقدم الإسلام وامام تقدم أحكام الإسلام. وطبعاً لا تزال هنالك بعض الموانع، لكنكم ازحتم الخطير منها، واتحدتم جميعاً، اتحد كل ابناء هذا البلد. وفي حين اندفع الجميع الى التضحية وبصوت واحد، لم يكن هنالك أي دافع طاغوتي، وإنما كان الهدف هو الله. تحولٌ عجيب ومعجز كان قد ظهر لديكم ولدى سائر أبناء الشعب بحيث ما كنتم تفكرون بأن تحصلوا على هذا المنصب أو ذاك، وأن تقوموا بهذا العمل لأجل ذلك المنصب، لم يكن الأمر هكذا إطلاقاً. الشخص الذي يتقدم نحو الدبابة بقبضة عزلاء ويلقي بنفسه تحت الدبابة، عمله هذا ليس لأجل منصب. وإنما لأجل الله. الشخص الذي يهجم بيد عزلاء على أصحاب الأسلحة الذين يطلقون النار بلا أي تحرج، لا يقوم بهذا للحصول على مكاسب دنيوية، فهو يضحي بنفسه. الذي يغض الطرف عن الدنيا لا يمكن أن يعمل هذا من اجل الدنيا. في هذا التحول الذي شملكم جميعاً، جميع من نزل إلى الساحة تقريباً، النساء والرجال، الصغار والكبار، النساء وهن يحملن الصغار في أحضانهن، لم تكن في هذه الحال أية شبهة شيطانية ولا أية آمال شيطانية. تذكروا حالتكم تلك، حالتكم حينما كنتم تصعدون إلى السطوح وتهتفون الله اكبر، وكان الشياطين في الأطراف يستهدفونكم بالرصاص. كنتم تنزلون إلى الشوارع وتواجهون أناساً لا يخشون الله ويريدون سحقكم بالدبابات. تذكروا حالتكم تلك. انها حالة كان الله وليكم فيها. أي ان كل شيء فيكم كان إلهياً. حركتكم كلها كانت حركة إلهية، كنتم يد الله في تلك الحال. وهذه الجماعة، هذه الجماعات التي كانت تعمل بهمة واحدة، هؤلاء كانوا يد الله؛ يد الله مع الجماعة «2»، تذكروا هذه الحال وحافظوا عليها. لا تقولوا لقد انتهت المسألة وتعالوا الآن لنتقاسم، لا تقاسم في الأمر، ليس هنالك تقسيم، التقسيم لأولئك الذين عملوا من اجل مطامح دنيوية. أنتم ذهبتم ووضعتم أرواحكم على طبق الإخلاص وأهديتموها. هل فعلتم هذا لأجل بطونكم حتى تريدون الآن التقسيم؟! لا تقسيم في الأمر.
سمو قيمة التضحية في سبيل الله
اطلبوا من الله، اطلبوا الأجر من الله، هذه الأشياء الدنيوية لا تمثّل ثمناً لتضحيتكم بأنفسكم ووضعكم إياها على طبق الإخلاص. والآن هل تريدون بدل التضحية بأرواحكم داراً أو دكاناً أو منصباً، هل يمكن أن يكون هذا بدل ذلك؟! الذي ضحى بكل شيء عنده، بنفسه، بإبنه الشاب، وبكل ما يملك، يأتي الآن ويقول أعطوني داراً بدل ذلك. هل لهذا بدلٌ أصلًا؟ هذه التضحية لا يستطيع أحد تعويضها سوى الله. لو أعطيتم كل هذه الدنيا لما كانت عوضاً. حافظوا على تلك الحال، وعودوا إليها، ولا تعودوا إلى الخضوع لقيادة الشيطان ولا يكون الطاغوت وليكم. إذا بقيت تلك الحال، حكمتْ فيكم ولايةُ الله، وهذا شيء لا يعوّض. أنتم الذين تذهبون إلى كردستان وتضحون، هذه التضحية لا تعوض في الدنيا حتى تأخذون العوض. إذا خطر ببالكم فكرة الحصول على العوض، فمعنى ذلك أن عملكم لم يكن لله، بل للدنيا. إذا كانت القضية قضية تقسيم أموال، سيتضح أن الأمر كان للدنيا حيث يراد الآن تقسيم الأموال. في حرب (حنين) حينما تقدم المسلمون وحصلوا على غنائم، أعطى الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلم) كل هذه الغنائم لأهالي مكة ولأبي سفيان وأمثاله، أعطى كل الغنائم للذين كانوا ضده. عتب عليه البعض وقالوا انهم قد شاركوا في المعركة، ولم يحصلوا على شيء من الغنائم. فقال له (ص): الا تحبون أن يأخذوا هم الإبل ويكون الرسول معكم؟ هم أخذوا الإبل وكان نصيبكم الرسول. من الخسارة أن يضحي الإنسان ثم يطلب إبلًا «3». أنتم الآن بعضكم ربما كنتم في كردستان، وأحداث كردستان وتلك التضحيات، أفتريدون الآن بعد أن عدتم إبلًا؟! أتريدون شيئاً لأنفسكم؟! هل يمكن لشيء أن يعوض هذه التضحية؟! تجاوزوا هذه الرغبات، هذه الرغبات ظلمات كلها. إنها الظلمات التي يقول عنها الله: والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات. الفطرة كلها على النور، فطرتكم فطرة نيرة، انها فطرة التوحيد. أنفسنا هي السبب في انحراف تلك الفطرة صوب الجهالات والظلمات.
الانتصار على النفس بمراقبة الأعمال
علينا أن نراقب أنفسنا. علينا أن نجاهد أنفسنا. علينا أن نحاسب أنفسنا بأنفسنا، قبل أن نُحاسَب. حاسبوا أنفسكم بأنفسكم، قبل أن يحاسبكم المحاسبون. كل لحظات عيونكم، كل خطرات أذهانكم، كل أفكاركم الباطلة في محضر الله، مسجلة في الصحف والملفات. كل لحظة من لحظات عيونكم تأتي خلافاً لما أمر به الله، لن تغيب عن محضر الله بل تسجل عنده. وقد جاء في الروايات أن هذه الأعمال تعرض مرتين في الأسبوع على ولي الأمر، على إمام العصر- سلام الله عليه- راقبوا أن لا تكون أعمالكم بحيث لو عرضت على إمام العصر- سلام الله عليه،- لآلمته لا سمح الله، ولأخجلته بعض الشيء أمام ملائكة الله، أن هؤلاء هم شيعتي، هؤلاء هم أحبائي يعملون بخلاف المقاصد الإلهية. رئيس القوم يصيبه الاحباط إذا عمل قومه خلافاً.
أيها الحرس الأعزاء ويا جنود الإسلام، احرسوا أنفسكم أيضاً أينما كنتم، حتى تحققوا النصر على أنفسكم والنصر على كل الشياطين. إنني آمل أنكم إذ شاركتم في هذه النهضة بذلك الحماس والغليان وبتلك التضحيات، لا تنكصوا خذولين في وسط الطريق وتنسحبون في منتصف الدرب. لقد تحركت هذه القافلة وهي سائرة إلى الله. سيروا سوية في هذا الطريق. إذا كنتم معاً سوية في هذا الطريق كان الله معكم. لا تتفرقوا، أنتم أخوة لبعضكم. (إنما المؤمنون اخوة) «4»، هذا أيضاً محك نرى من خلاله هل ننظر للآخرين بعين الاخوة، وهل نتعايش معاً كاخوان أم لا؟ ثمة خصومات ومشاكل بيننا لا سمح الله؟ المؤمن هو من يكون أخاً للمؤمن الآخر. عقدُ الاخوة هذا اوجده الله في الأساس لكم. أيها الاخوة، إننا لا نزال في منتصف الطريق والعدو يتربص بنا. ثمة طريق نسلكه فرادى، وهو الصراط الإلهي. العدو إبليس ويريد أن لا يدعكم تسلكون هذا الطريق، راقبوا أنفسكم لتسلكوا هذا الطريق بسلامة وتدخلوا- حيث تذهبون هناك- بسلام. وثمة طريق ينبغي ان نسلكه بطريقة جماعية، وهو تحقيق الأهداف الإسلامية، والحمد لله أنكم سرتموه إلى هنا بنحو جيد، وستسلكونه من هنا فصاعداً بسلامة وصلاح. إذا تذكرتم حالكم في زمان الثورة وحينما نزلتم جميعاً إلى الشوارع والساحات، ثم احييتم هذه الحال وأوجدتموها في أنفسكم، إذا أوجدتم هذه الحال في أنفسكم، ستكونون جميعاً اخوة فيما بينكم، وستزول هذه الآمال التي قد تظهر لدى البعض لا سمح الله، ويحل محلها الصفاء والاخوة.
الجمهورية الإسلامية أمانة في يد الشعب
في أيديكم الآن أمانة ينبغي أن تحفظوها، الا وهي الجمهورية الإسلامية. هذه منحة منحها الله لنا. يجب أن لا نفكر أننا قد فعلنا كذا وكذا. إذا قلنا أننا فعلنا كذا وكذا، فهذه أقوال شيطانية. الله هو الذي منحنا هذه الهبة. عدة قليلة لم يكن لها أي شيء من أسباب القوة، منَّ الله عليها برعايته فانتصرت على تلك القوى العظمى وتحققت الجمهورية الإسلامية- والحمد لله تعالى- بكل ما فيها من مؤسسات. ان الجمهورية الإسلامية الآن أمانة في أيدينا. إذا اختلفنا الآن لا سمح الله، إذا دب الخلاف بين الحرس أنفسهم، أو بينهم وبين سائر القوات المسلحة، وتناحروا هم معكم، وإذا تناحرت شرائح الشعب الأخرى مع بعضها من اجل الدنيا، فلن نستطيع تسليم هذه الأمانة إلى صاحبها. علينا إعادة الأمانة إلى أهلها. علينا ان نبلغ بالجمهورية الإسلامية نهايتها، فنشيع أحكام الإسلام في بلدنا أولًا، وفي كل البلدان إن شاء الله. هذه أمانة يجب أن نحفظها. لا تلهثوا خلف الآمال والمطامع والقضايا الأخرى المنحطة والشيطانية. يجب أن تتحلوا بعلو الهمة. ومثلما كنتم تتصفون بأرقى حالات علوّ الهمة حينما أردتم التضحية بأنفسكم، عليكم الآن التجلي بعلو الهمة، وأن لا تبالوا إطلاقاً بأن يكون أحدكم متقدماً والآخر متأخراً في المسؤوليات. كلنا معاً بين يدي الله. والكل من جنود الله إن شاء الله، والله تبارك وتعالى ولي الجميع إن شاء الله وسيخرجكم من كل أنواع الظلمات إن شاء الله ويدخلكم في النور المطلق. أيدكم الله جميعاً ودمتم موفقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته