شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [توصيات لنواب مجلس الشورى‏]

طهران، حسينية جماران‏
ذكرى ولادة الإمام أمير المؤمنين علي (ع)- افتتاح الدورة الأولى لمجلس الشورى الإسلامي‏
توصيات لنواب مجلس الشورى‏
نواب مجلس الشورى الإسلامي‏
جلد ۱۲ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۹۵ تا صفحه ۲۹۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏
بإرادة الله تعالى يتم افتتاح مجلس الشورى الإسلامي في يوم عظيم للغاية ومبارك وميمون. يوم الثالث عشر من رجب، يوم الولادة المباركة السعيدة لرجل التاريخ الكبير ومعجزة الدهر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) يفتتح مجلس الشورى الإسلامي المقدس وهو أول مجلس في الجمهورية الإسلامية وأول مجلس يتشكل بانتخابات حرة. وأتمنى أن يكون هذا المجلس ببركة هذا اليوم المبارك مجلس عدالة ويسير على طريق الإسلام ومنفعة المسلمين والبلد الإسلامي. الحمد لله العظيم أن استطاع الشعب الإيراني الشريف خلال فترة قصيرة أن يرسي دعائم الجمهورية الإسلامية بحرية وهدوء. وكل هذا ببركة الإسلام ووحدة كلمة الجماهير المسلمة الملتزمة. أبارك طليعة هذا المجلس المبارك لشعب إيران العظيم ولكم ايها النواب المحترمون، وأكرر الوصايا التي يعرفها الأخوة:
أولا. أنتم أيها الأخوة المحترمون نواب شعب لا يفكر سوى بالإسلام العظيم والعدالة الإلهية- الإسلامية. وانتخابكم جاء لأجل تطبيق العدالة الإسلامية التي حُرِمَ منها هذا الشعب طيلة الحكم الظالم والغاصب للنظام الشاهنشاهي الذي استأثر بثروة البلاد الطائلة لنفسه وأعوانه المشؤومين، ووهبها الى القوى العظمى لمواصلة سلطته المتجبرة، وحرم الشعب المظلوم على نطاق واسع جداً من ابسط الاحتياجات وأذاقه الأمَرَّين، وجعل البلاد تابعة للأجانب وخاصة أمريكا على كافة الصعد الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. لنرى ما الذي ستفعلونه انتم وحكومتكم المنتخبة لأجل الشعب المستضعف الذي أخرجنا جميعاً بحركته الثورية من العزلة.
ثانيا. الأمل هو أن يكون الاهتمام بأمور المستضعفين ومعوزي البلاد الذين يشكلون القسم الأعظم من الشعب المظلوم، في مقدمة أعمالكم، وأن تُقدَّم في مجلس الشورى الإسلامي الأول مشاريع جادة لتحسين أحوال هذه الطبقة المحرومة، لتنفذ من قبل حكومتكم المنتخبة بلا أي‏ تلكؤ، ولتكونوا قد وفيتم أمام الله تعالى بعض ديونكم لهذه الطبقة العزيزة، التي وضعت أرواحها على طبق الإخلاص للإسلام والحرية واستقلال البلاد وحققت النصر للثورة الإسلامية.
ثالثا. انتم منتخبو المجلس يا من حظيتم بالدعم الحقيقي من أبناء الشعب الأعزاء، عليكم الوقوف بمنتهى القوة حيال القوى الشيطانية التي كانت في النظام السابق العميل، تتحكم بمصيرنا، وأن لا تخافوا أية قوة غير القوة الإلهية، ولا تهتموا بأي شي‏ء غير مصالح البلاد. تنبهوا إلى أن اليساريين أو اليمينيين أو البقايا المتهرّئة للنظام السابق قد تطمع بما لديها من أساليب خداع ومسرحيات تقوم بها خارج المجلس، بالتغلغل إلى المجلس وفرض الأهداف المشؤومة للأجانب. عليكم جميعاً التدقيق بوعي في المشاريع والقضايا الراهنة، وأن تعوذوا بالله تعالى من كيد الأعداء. حفظنا الله تعالى جميعاً من الزلل.
رابعا. الحمد لله أن العلماء العارفين بأحكام الشرع المطهر لهم حضورهم في المجلس، وفقهاء صيانة الدستور يضطلعون بدورهم، ولكن من الضروري أن لا تتعارض المشاريع التي يصادق عليها المجلس مع أحكام الإسلام المقدسة، لابد من معارضة بشدة وبمنتهى القوة الاقتراحات المخالفة للشرع المقدس التي قد تطرح بسبب الغفلة وعدم الوعي، وأن لا تخافوا الأقلام المسمومة وأقوال المنحرفين، ولا تنالوا رضا المخلوق بسخط الخالق، واعلموا إن الله القاهر القادر حاضر وناظر.
خامسا. هذه أول دورة لمجلس الشورى الاسلامي في الجمهورية الإسلامية، وهو نموذج للدورات المقبلة، وأية سنة حسنة أو سيئة قد يكون لها أثرها في الدورات الأخرى وتجلب لكم الاجر الجزيل أو الوزر والوبال لا سمح الله. من الضروري العمل بهدوء واحترام متبادل عند حصول المداولات وتضارب الآراء، وليس كما في دورات رضاخان وبعدها. ومن الضروري العزوف عن التكتلات والتوجّهات غير المبدئية لضرب الطرف الآخر، ففي المناخ الهادئ فقط يمكن حل المشكلات.
سادسا. خصوصية هذا المجلس ومناخ البلاد في هذه الدورة يفرض أن يسود الانسجام بين المجلس والحكومة حتى يتغلبوا على مشكلات البلاد. وأن لا تضع أي من مؤسسات الجمهورية الإسلامية، خاصة المجلس ورئيس الجمهورية والحكومة العراقيل في طريق المؤسسات الأخرى، وأن تجنّد نفسها بجد لخدمة الإسلام والبلاد حتى يسندهم الله تعالى. وأن يصغوا لنداء السماء التربوي (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) «1» ويطيعوه. وأن يجتنبوا النزاع والتفرقة، ويصغوا للأمر الإلهي النافع (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) «2» فعاقبة التنازع الفشل والهزيمة وذهاب الكرامة وماء الوجه.
سابعا. احفظوا سياسة (لا شرقية ولا غربية) على كل الصعد الداخلية والعلاقات الخارجية، وارشدوا من كانت له لا سمح الله ميول نحو الشرق أو الغرب، وإذا لم يتقبل فاعزلوه. وإذا كان في الوزارات وباقي مؤسسات البلد مثل هذه الميول المضادة لمسار الإسلام والشعب، فالهداية أولًا، وعند حصول مخالفة فعليكم بالاستجواب، فوجود مثل هذه العناصر المتآمرة على رأس الأمور أو في المراكز الحساسة يؤدي إلى ضياع البلاد.
ثامنا. المشاريع والاقتراحات المتعلقة بالعمران وتحسين حال الشعب لا سيما المستضعفين، صادقوا عليها بسرعة وبطريقة ثورية، واجتنبوا التدقيق الزائد وتغيير العبارات غير اللازم والذي يوجب تأخير الأمور. واطلبوا من الوزارات والموظفين التنفيذيين اجتناب الروتين الإداري وأخطاء زمان الطاغوت، وأن يتوخوا رفاهية الشعب المظلوم واصلاح أموره على الفور.
تاسعا. القوانين المعيقة في الدوائر الحكومية، التي صودق عليها في المجالس غير القانونية للنظام السابق، وأدت وتؤدي إلى إعاقة الأمور وتأخيرها والتضييق على المجتمع، ألغوها بنحو ثوري- مع أنها ملغية بحد ذاتها- واستبدلوها بقوانين تقدمية يؤخذ بنظر الاعتبار فيها رفاه الشعب بأحسن الوجوه.
عاشرا. مثلما ينشط مجلس الشورى الإسلامي في خدمة المسلمين ومن أجل توفير الرفاهية لهم، عليه كذلك العمل والمبادرة لرفاهية وراحة الأقليات الدينية التي تحظى باحترام خاص في الإسلام وهي من الشرائح المحترمة في البلد. وهم أساساً يخدمون البلد في صف واحد مع المسلمين، ويتمتعون بكل قيمه ومآثره في صف واحد.
أحد عشر. المطلوب من أصحاب السماحة فقهاء مجلس صيانة الدستور أن لا يتهاونوا في واجبهم المهم ازاء الأشخاص أو الجماعات المنحرفة إطلاقاً، وأن يقوموا ويبادروا إلى واجبهم الخطير جداً، ويصونوا الإسلام وأحكامه التقدمية، ويبذلوا خدماتهم بكل جهد بين يدي الله تعالى ووليه المطلق حضرة ولي الله الأعظم- إمام العصر- عجل الله تعالى فرجه الشريف. أسأل الله تعالى عظمة الإسلام والمسلمين والبلد العزيز. والسلام على المسلمين وعلى عباد الله الصالحين.
الأربعاء 7 خرداد 1359/ 13 رجب 1400
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-آل عمران، الآية ۱۰۳. «۲»-الانفال، الآية ۴۶.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: