بسم الله الرحمن الرحيم
الشدّة على الكفار والرأفة بالمؤمنين
أنا مسرور لأننا نحيي ذكرى يوم 15 خرداد حيث رأيتم ورأينا ما جرى على شعبنا، من مآسي وآلام. وها هو الخامس عشر من خرداد يعود ونرى اننا نجتمع بكم هنا يا أمل مستقبل الشعب، نتكلم بضع دقائق ونستعرض إن شاء الله ما جرى ويجري من الأمور.
ما تحدث به هذا السيد عبارة عن مضمون آية قرآنية تتحدث عن المؤمنين ومعيار الإيمان، فإن الله تبارك وتعالى قد وضع للمسلم ميزاناً يستطيع بواسطته التعرف على مدى ايمانه: (اشداء على الكفار رحماء بينهم) «1». حينما يواجه المؤمنون الكفار يواجهونهم بشدة وعنف، ولكنهم يتعاملون بالرحمة والعطف فيما بينهم.
لقد شهدت عن كثب ما جرى على هذا الشعب، منذ بدايات مجيء رضا خان إلى طهران وانقلابه، والى الآن تقريباً. ففي زمان رضا خان لم يكن الا قمع الشعب، وكذلك الحال في عهد ابنه، إذ انهم كانوا يتعاملون بشدة وقوة شيطانية مع شعبهم، ويقمعون الشعب ويقمعون الجامعة. لم تكن جامعة آنذاك لكنهم كانوا يقمعون الطلاب وعلماء الإسلام. كانت العلاقة فيما بينهم بعكس ما أمر به الله تبارك وتعالى. الشدة كانت فيما بينهم. يدعو الله تعالى إلى الرحمة فيما بينهم، ولكن في عهد هذين الشخصين كان السائد فيما بينهم وبين وطنهم وأبناء شعبهم هو الشدة والقمع.
حينما هجمت القوى الثلاث- بريطانيا والاتحاد السوفيتي وأمريكا- على حدودنا وهجموا على ايران، قال أحد اصحاب المناصب آنذاك كما ينقل- أن رضا خان سأله- كم استمرت المقاومة؟ فقال: ثلاث ساعات. وهذا كان كذب أيضاً. وقال بعد ذلك: لِمَ حصل هذا؟ فقال: إن هذا مهم ايضا. لقد شهدت بنفسي أن القوات الأجنبية بعدما اجتازت الحدود ودخل الأجانب طهران، هرب اصحاب المناصب، أي انهم تركوا كل المعسكرات. كنت أشاهد الجنود في الازقة والشوارع هائمين على وجوههم ولم يكن لديهم حتى ما يأكلون. وعبرت قافلة نوق من هناك، تحمل البطيخ على ما يبدو، حينما سقطت بطيخة من فوقها، هجموا ليأكلوها، ورؤساهم حزموا امتعتهم وهربوا.
كان هذا وضعنا، لا نستطيع استعراض الأمور، لكن هذه خلاصة لوضع جيشنا حينذاك، وكذلك شرطتنا وكذلك قوات الدرك. لقد كانوا على عكس ما قاله القرآن اشداءً على أبناء الشعب. يقول الله إن المؤمنين اشداء على الكفار. وهؤلاء كانوا اشداء على ابناء بلدهم ومن كانوا في بلادهم، وعلى المسلمين.
رأفة الجيش بالشعب وشدته على الأجانب
وقد انتابني مثل هذا الألم أيضاً بسبب اللقاء الذي جرى بين محمد رضا وأحد رؤساء جمهورية أمريكا- أظنه كان جونسون- ما تزال مرارته في ذائقتي، حيث رأيت هذا الشخص الذي يتعامل هكذا مع الناس في ايران، ويقمعهم على هذا النحو، كان واقفاً هناك مقابل طاولة رئيس الجمهورية، وقد رفع الرئيس نظارته ولا ينظر إليه. كان ينظر لجهة أخرى، وهذا مثل طفل كتاتيب. شبهته يومذاك بطفل كتاتيب الذي يقف مقابل معلمه الذي يخاف منه ويخشاه بشدة. كان مثل هذا المشهد. لقد تألمت إلى درجة أن المرارة لا تفارقني لحد الآن، حينما أتذكر الوضع الذي كنا قد ابتلينا به. أي اشخاص كانوا يحكموننا؟! أي اشخاص كانوا يحكون هذا الشعب؟! اشخاص كانوا يتعاملون هكذا مع الأجانب والكفار، وبينما هم قمعيون هكذا حيال شعبهم.
إنكم بصفتكم الأمل لمستقبل هذا البلد إن شاء الله، عليكم النظر لهذا الأمر الوارد من الله تبارك وتعالى لقياس من هو المؤمن. كونوا رحماء لطيفين رؤوفين مع شعبكم، مع الشعب المسلم، مرعدين مزمجرين مقابل الأجانب. عكس ما كان في النظام السابق. ففي صدر الإسلام حينما كان المسلمون يواجهون الكفار، كانوا يتعاملون معهم بقسوة؛ بحيث يقال قد شاع بأن هؤلاء العرب يأكلون البشر.
كانوا رؤوفين عطوفين فيما بينهم إلى درجة ان القائد الكبير مالك الاشتر مرّ ذات يوم في السوق فسبه رجل لم يعرفه، فنكّس رأسه ومشى. فقال له احدهم: ألم تعرفه؟ قال: لا، قال: انه مالك الاشتر. فركض وراءه، فكان قد دخل مسجداً ووقف للصلاة. جاء إليه واعتذر منه. قال: كلا، لا تعتذر. جئت إلى هنا لأصلي واطلب لك المغفرة من الله. هذه هي التربية الإسلامية.
الادب والثقافة الإسلامية وقاية من الزلل
إذا تأدب جيشنا وهو أمل الشعب، بالأدب الإسلامي فمن المستحيل ان يتزعزعوا أو ينهاروا فيما لو تعرضوا لأي هجوم. فالذي يتزعزع هو غير المؤمنين. المؤمن لا يتزعزع. اذا تحقق الادب الإسلامي بين شعبنا، وغدت جميع فئات الشعب تتحلى بالصفات الإسلامية، فلن يصيب هذا الشعب أي ضير، ولن يكون عرضة للتزلزل والضرر. حاولوا في هذه الكليات والجامعات التي انتم فيها أن تقووا إيمانكم. الإيمان الذي يجعلكم شرفاء هنا ويحفظ ماء وجوهكم امام الله أيضاً، فتردون على الباري تعالى مرفوعي الرأس.
حاولوا ان تعودوا أنفسكم على أن لا تحكموا أهالي بلدكم بغير الحق. كونوا رحماء. وإذا صدرت من أحد مخالفة، فلا تعاملوه بقسوة وعنف. ينبغي العمل حسب القانون، كما كان عدد جنود صدر الإسلام قليلًا ولكنهم فتحوا فتوحات كبرى. السر في انتصار هذا العدد القليل على امبراطورية إيران، هو انهم كانوا مؤمنين، وكانوا يعملون انطلاقاً من روح الإيمان بأنهم إذا قتلوا يصيرون الى ربّهم، ويكونون مرفوعي الرأس، بينما لم يكن اعداؤهم مؤمنين بهذه الاصول وقد ساقوهم بالقوة إلى الحرب، وحينما شاهدوا حال الإسلام، حينما شاهد الإيرانيون ان جيش الإسلام على وضع يختلف عمّا كانت عليه امبراطورية ايران، أقبل الناس عليهم. كان هذا سر انتصار المسلمين على جيش إيران المجهز وكذلك على الروم. وهكذا لو كان جيشنا جيشاً سليماً إسلامياً- وطنياً لما استطاعوا فرض أحد علينا من الخارج. فُرض المستشارون الأمريكيون علينا لأن الرؤوساء آنذاك كانوا جميعاً ممن لا إيمان لهم اصلًا، ويريدون أن يقضوا الدهر مع الناس بالعنف، والحصول على بعض المكاسب المادية بالسرقة وما إلى ذلك.
شعبية الجيش الإيراني
اليوم، لو ارادت أمريكا أو السوفيت، أو أيٍّ كان أن يبعث لكم مستشاراً، ستحولون أنتم دونه وتمانعون. وإذا أراد صاحب منصب فرضاً، أو قائد جيش أن يفعل هذا، سوف لن يخضع لهذا الجنود أنفسهم واصحاب الرتب والضباط الادنى رتبة منه وسيحولون دون ذلك. لأن شبابنا وجنودنا تحولوا إلى شيء آخر يختلف عن العهد السابق. اصبحوا الآن على نحو آخر.
أخوتي، إذا اردتم أن تكونوا مرفوعي الرأس في الدنيا والآخرة، وأن تعيشوا عيشة شريفة، عليكم الوقوف بعزم واقتدار امام الاغيار، وتكونوا فيما بينكم رحماء واصدقاء ورؤوفين. إذا لم يكن للجيش سند شعبي، سيكون حاله كحال الجيش السابق حيث رأى اصحاب الرتب انهم لو ارادوا البقاء في طهران والوضع على ما هو عليه، فإن الناس أنفسهم سيفعلون بهم كذا وكذا. فحزموا امتعتهم وهربوا. اما انتم فالشعب سندكم إن شاء الله. إن عددكم عدة آلاف فرضاً، لكن سندكم أكثر من ثلاثين مليوناً، أي كل الشعب. الجيش جيش شعبي، وليس جيشاً طاغوتياً يقمع الشعب. جيش يعيش مع الجماهير تحت سقف واحد، والناس تتظاهر من أجله. هذا شيء جديد منَّ الله تبارك وتعالى به علينا فحافظوا عليه. حافظوا على هذا السند فإنه سيمنحكم من القوة ما يُمكِّنُ الواحد منكم على مواجهة مئة، وعلى مواجهة مئات. حينما تجدون أنكم تواجهون العدو في ذلك الجانب، وتواجهون الساخطين في هذا الجانب، فلن تستطيعوا الثبات. الجيش الذي لا يرضى عنه شعبه، الجيش الذي يرى أن الشعب قد تنكر له، لن يتمكن من مواجهة عدوه. خلافاً للجيش الذي يرى أكثر من عشرين مليوناً، أكثر من ثلاثين مليوناً هم أنصاره وسنده. فكما يحارب هو في ساحة القتال، فالشعب أيضاً يحارب الى جانبه بكبيرهم وصغيرهم، نساءً ورجالًا. مثل هذا الجيش هو المنتصر. حاولوا أن تكونوا هكذا.
صيانة البلد رهن باتحاد القوات المسلحة
هل كان 15 خرداد يومئذ أفضل حيث انهال الجيش على الناس وذبح الشعب المسكين بتلك الصورة، أم 15 خرداد اليوم والذكرى السنوية ل- 15 خرداد حيث عانقتم الشعب وجئتم تتحدثون مع بعضكم؟ حافظوا على هذه النعمة الإلهية. نعمة إلهية منّ الله بها علينا أن يكون الجيش والشعب والدرك والشعب والحرس كلهم احباء بعضهم وشركاء بعضهم في السراء والضراء. ليكن الجيش منسجماً مع الدرك والحرس، والحرس منسجماً مع الجيش والدرك، وكذلك الدرك. لتكن القوات المسلحة منسجمة هكذا وتحرص على القيام بالأمور مع بعضها. إذا اراد الحرس أن يسيروا في جهة والجيش في جهة والدرك في جهة والشرطة في جهة، فلا حاجة لأن تتعرض هذه البلاد للخطر من الخارج، فهي تواجه الخطر في الداخل، كالبطيخة المنخورة من داخلها. لقد شاهدتم سر انتصاركم، وشاهدتم انكم انتصرتم على كل هذه القوى التي ساندت هذه القوة الشيطانية، وشاهدتم أن سر ذلك يكمن في إيمانكم وهتافكم (الله أكبر) ووحدتكم وهدفكم الواحد. سرتم جميعاً على طريق واحد. الشعب وأفراد الجيش من ذوي الرتب الدنيا الذين كانوا مؤمنين، والدرك والجميع التحموا مع بعضهم وساروا كلهم في طريق واحد وكانوا جميعاً مؤمنين. لم يكونوا يفكرون إطلاقاً بالحصول على منصب، انطلق الجميع من إيمانهم بالله تبارك وتعالى وهتاف (الله أكبر) والمطالبة بجمهورية إسلامية، هذا هو سر انتصاركم. هذا هو رصيد انتصار الشعب الإيراني. الانتصار الذي لا يعلم الشعب الإيراني طبيعة النظرة التي أوجدها في خارج البلاد لإيران. شعبنا لا يدري مدى الاحترام الذي تكنه له الشعوب الأخرى. الشعوب الرازحة تحت الظلم، تدرك ما الذي قمنا به وما الذي قام به شعبنا وما الذي حصل.
الانتصار في تحرر المستضعفين من الأسر
ينبغي على الجميع كما في البداية، حيث علّمهم الله تبارك وتعالى ذلك الرمز، واجتمع الجميع بإلهام من الله تبارك وتعالى على رأي واحد وعلى حركة واحدة، تحركوا وغيّروا كل شيء، ينبغي المحافظة على هذا السر. إذا تصورتم اننا قد انتصرنا الآن وعلينا أن نذهب وراء شؤوننا، كلا، إننا لم ننتصر بعد، فنحن لا نزال مهددين اقتصادياً وعسكرياً من قبل اكبر إمبراطوريات العالم وهي أمريكا، وهي ليست قضية رئيس جمهورية، انها قضية إمبراطورية، قضية استبداد. اننا نواجه الآن مثل هذه القوة مضافاً إلى باقي القوى.
ثمة قوة هنا، في هذه الجهة، وقوة في تلك الجهة، والكل يريدون اثارة الاضطراب في الوضع القائم في إيران. اننا لسنا منتصرين الآن. انتصارنا يتحقق يوم تتحرر إيران وسائر البلدان التي يعيش فيها المستضعفون مكبّلين بالأغلال، ويتم اجتثاث جذور المفسدين الذين يسعون إلى صرف الناس عن الجمهورية الإسلامية وعن الإسلام. عندئذ سنكون منتصرين وعندها يجب أن نكون سوية أيضاً.
قوة المسلمين في اتحادهم
المسلمون- بحسب أمر الله تبارك وتعالى- يد واحدة، (يد واحدة على من سواهم) «2» الكل كأنهم يد واحدة، ولم يقل حتى يدين اثنتين، لأن اليدين أيضاً قد تذهب واحدة لهذا الجانب وتذهب الأخرى لذاك الجانب. كلا يد واحدة، كلهم يد واحدة. هكذا هو المسلم، وإذا كان المسلمون هكذا، إذا كانوا متحدين بهذه الصورة كاليد الواحدة، فلن يصيبهم مكروه. المكروه يصيبنا ويصيبكم من داخل الإنسان نفسه، ومن داخل الشعب والبلد. لا تخافوا من الخارج اطلاقاً، خافوا من الداخل. خافوا أن يفرّقوا بينكم بالمؤامرات ويفصلوكم عن بعضكم البعض ويفصلوا الشعب منكم. هذا الضرر ضرر كبير يفتّتنا تلقائياً حتى لو لم نتعرض ولن نتعرض لهجوم من الخارج. هذا الضرر ضرر خطير.
عدم الغفلة من الوساوس الداخلية
لقد بدأ الشياطين. بدأوا من هنا. ضعوا في حسبانكم ان تلك الضجة الخارجية قد تكون لأجل إلهائنا عن الداخل. الضجة التي يقومون بها في الخارج والتهديدات التي يطلقونها في الخارج، احتملوا أن تكون من أجل أن نضل مسارنا ونغفل عن الداخل. لا تغفلوا عن الداخل وعن الوساوس التي تُثار في الداخل، في داخل المعسكرات مثلًا، في داخل الجيش والدرك، مما تحول دون نظم الأمور بشكل صحيح. خافوا من هذه الأمور، ومن أن يدب الخلاف داخل الجيش نفسه، ويكثر القيل والقال، وتسود الفوضى. خافوا من هذه الأمور فانها تزعزع الجيش وتضيّع النظام.
ضرورة حفظ النظام داخل القوات المسلحة
ليس الجيش جيشاً إن لم يكن فيه نظام، والشياطين الذين ربما كانوا قد تغلغلوا داخل الجيش سائر القوات المسلحة وغير المسلحة، انهم يعملون في كل مكان بإسلوب معيّن لسلب النظام من الجيش والدرك وسائر القوات المسلحة. ولكي يخلقوا الفوضى داخل الجيش ذاته. إذا رحّب الجيش بتلك الفوضى وتقبلها فمعنى ذلك انه ليس بجيش، ولن يكون بمقدوره مجابهة أية قوة مهما كانت بسيطة. إذا لم يستطع الجيش اصلاح نفسه وحفظ قوته وتلاحمه نظمه، فلن يستطيع الصمود امام الغير كائناً من كان هذا الغير.
هؤلاء الذين يأتون الى الشباب ويقولون لهم متظاهرين بالحرص عليهم لماذا يجب عليكم [الطاعة] مثلًا، في وقت لم يتغر الوضع عما كان عليه في عهد الطاغوت!!. كلا، إنه كعهد أمير المؤمنين. إن إطاعة الطاغوت سيئة، وليس اطاعة جيش الإسلام. اطاعة قائد الإسلام واجبة بحسب حكم الإسلام. والمخالفة حرام. الطاغوت كان سيئاً بسبب طغيانه لا بسبب نظمه. إذا اردتم افساد الاوضاع، وجاء عدد من الشباب غير الناضجين من عديمي التفكير وارادوا افساد الاوضاع، ستكونون جميعاً عرضة للمكاره، وليس اصحاب الرتب فقط وإنّما جميعكم ستكونون عرضة للمكاره. لو أنّ أصحاب الرتب العليا، من الملتزمين وسيكونون من الملتزمين إن شاء الله، لم يطيعوا ما فوقهم ولم يطيعوا القائد العام، لن يكون الجيش جيشاً على الاطلاق. في عهد الإمام علي أيضاً كانت الطاعة واجبة على الجيش للقائد. انه حكم الإسلام. وطبعاً على القائد بدوره ان لا ينظر نظرة طاغوتية إليهم، بل ينظر إليهم بعطف ورحمة. عليكم جميعاً أن تكونوا قوة واحدة (يد واحدة على من سواهم). عليكم جميعاً أن تحافظوا على النظم. كل القوات المسلحة يجب عليها حفظ النظم ليكون الجيش سليماً، والدرك سليماً وحرس الثورة سليماً.
لو أراد حرس الثورة أن يتصرّف بطريقة فوضوية، وحيثما وجد جماعة منهم، لا يتوّرعون عن التعرّض للناس ويأخذون- لا سمح الله- أموال الناس، فلن يكونوا حرس الإسلام. وإنما الطاغوت ظهر بصورة أخرى. فماذا كان الطاغوت يا ترى؟ الطاغوت هو من لم تكن ارواح الناس وأموالهم في أمان في زمانه. إذا لم تكن ارواح الناس وأموالهم في أمان من القوات المسلحة اليوم، فسيكون هذا هو الطاغوت،ولكنه يظهر في صورة أخرى، طاغوت يظهر في صورة مسلم، وخطره أكبر من خطر ذلك الطاغوت. انه منافق. وعذاب المنافقين اكبر من عذاب الكفار.
التنسيق واحترام القانون داخل القوات المسلحة
حاولوا جميعكم، ولتحاول كل القوات المسلحة أن تكون منسجمة والانصياع للقوانين المعمول بها داخل القوات المسلحة. لا تتصوروا أن إطاعة الآمر عمل طاغوتي. كلا، إطاعة الآمر في الجمهورية الإسلامية وفي جيش الإسلام، هو حكم الإسلام، وحكم الله. إطاعة القادة وهم (أولوا الأمر) حسب بعض التفاسير، أمر واجب. لا ينخدع شبابنا الطاهرون والصالحون بهؤلاء الشياطين الذين يأتون ويقولون ما يقولون. لا تتبعوا من يتحدث لكم عن التمرد، انظروا من هو، ومن اين اتى وماذا يبغي. اعلموا انه يستلهم هذا الكلام من غير المسلمين. انه يستلهم من أشخاص لا يريدون ولا يستطيعون أن يروا بلداً يقف على اقدامه وقد وقف. انكم الآن محسودون من قبل كل الأجانب الذين يريدون الاستيلاء على إيران وابتلاعها، انهم يتآمرون ليفرقوا بينكم. ويفصلوا الحرس عن الدرك، والدرك والحرس عن الجيش، والجيش فيما بينهم. فاذا حصل ذلك كنتم جميعاً عرضة للخطر.
انني ادعو لكم جميعاً بالسلامة والسعادة ان شاء الله ولكل شعب إيران ولكل القوات المسلحة، وان يكون الجميع منسجمين ويحافظون على سلسلة المراتب. وانتم المشتغلون بالدراسة عليكم أن تستعدوا لخدمة بلدكم إن شاء الله، ولخدمة الإسلام التي هي خدمة للبلد، وسيتقدم شعبنا باقتدار إن شاء الله، ولا يخاف من هذه الاقاويل التي تطلق في الخارج والداخل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته