بسم الله الرحمن الرحيم
يوم الثالث من شعبان المعظم المبارك، يوم الحرس، ويوم تحقق حراسة الإسلام والحقيقة والعقيدة الإلهية. يوم ولادة الحارس العظيم الذي احيى العقيدة بدمه ودماء ابنائه واصحابه. العقيدة التي كادت تُمحى وتضمحل بانحرافات حثالات الجاهلية والمخططات المدروسة لاحياء القومية والعروبة تحت شعار (لا خبرٌ جاء ولا وحي نزل) التي ارادت ان تصنع من حكومة العدل الإسلامي نظاماً ملكياً لتعزل الإسلام والوحي. وفجأة إذا بشخصية عظيمة تغذت على عصارة الوحي الإلهي وتربّت في بيت سيد الرسل محمد المصطفى وسيد الاولياء علي المرتضى، ونشأت في احضان الصديقة الطاهرة، تنتفض لتصنع بتضحيتها الفريدة ونهضتها الالهية واقعة كبرى «1» نسفت صروح الجائرين وانقذت العقيدة الإسلامية. سلام الله وصلواته على الروح الطاهرة لذلك الإمام واهل بيته واصحابه، الذي هدانا من ظلمة الجاهلية إلى نور الإسلام. والآن يا أمّة الإسلام ويا أمة محمد! علينا أن نتبع امامنا العظيم ونحرس الثورة الإسلامية بالتضحية، ونحذر الاهواء النفسية وهي تراث الشيطان، بغية مواصلة السير على هذه العقيدة العزيزة وهي تحرير مستضعفي العالم وكبت المستكبرين، واجهاض مؤامرة اعداء بلد الإسلام الهادفة الى ايجاد اليأس والارتخاء. ويا ايها الحرس الاعزاء، يا من نهضتم من صميم الشعب المسلم الملتزم وحرستم الثورة الإسلامية والنهضة المقدسة، وحققتم الثورة بالتضحيات والدماء الطاهرة لاخوتكم المعاقين المجاهدين، وطهرتم إيران العزيزة من دنس النظام الشاهنشاهي المنحط بهمتكم الكبرى وهمة الشعب الغيور والقوات المسلحة الملتزمة، وقطعتم ايدي الأجانب الاثيمة عن البلد الإسلامي، تيقظوا فالعدو يتربص لكم، وانصار الشيطان الأكبر والنظام الغاصب يحوكون لكم المؤامرات.
انني في يوم ولادة سيد الشهداء وحارس الإسلام العظيم، وفي محضر شهداء الثورة، اذكّر ببعض النقاط، عسى أن اكون قد اديت جانباً من تكليفي الإسلامي، ولم اخنكم:
اولا. ربما تغلغل في صفوفكم ايها الحرس الاعزاء في كل انحاء البلاد، بعض الافراد الخونة، وراحوا يسوقون بعض الشباب الطاهر الملتزم إلى ممارسات منحرفة من قبيل التمرد على احكام محاكم الثورة وعدم رعاية الانضباط والقرارات والمبادرة إلى مصادرة الأموال واعتقال الاشخاص بدون ترخيص قانوني، ليظهروكم أمام انظار الشعب على غير ما انتم عليه، فيضيّعوا جهودكم المضنية ايها الاعزاء في محضر الشعب. عليكم ان تعلموا ان الذين يدعون إلى الفوضى هم اعداؤكم واعداء الثورة الإسلامية، وإذا ما صادفتم مثل هذه العناصر سلّموهم للمحاكم لينالوا جزاءهم حسب الموازين الإسلامية والقانونية.
ثانيا. من الضروري أن تطيعوا قادتكم، فعدم مراعاة الانضباط العسكري والحرسي يؤدي إلى تضعيف القوات المسلحة، والذين يدعونكم لمثل هذه الأعمال إنما يريدون تضعيفكم، وإن عملوا بوعي فانهم من اعداء الثورة والإسلام، ومن الضروري أن تعلموا الجهات المختصة بهم ليُعاملوا بحزم.
ثالثا. مراعاة التنسيق مع سائر القوات المسلحة والمؤسسات الحكومية، من وظائفكم الحتمية ايها الحرس المحترمون وسائر القوات المسلحة، وإطاعة القائد العام للقوات المسلحة وهو ممثلي، من الواجبات الشرعية والإسلامية الملزمة بها كافة القوات المسلحة.
رابعا. انني اعلم يا اعزائي انكم من الطبقة المحرومة ورواتبكم ضئيلة. ولا شك انكم ايها الابطال ألقيتم بانفسكم في النار وبلغتم بالثورة النصر وواصلتموها، لا من أجل استلام رواتب بسيطة والحصول على الدنيا وبريقها، ولستم هكذا الآن أيضا، إنما عملتم ذلك ولا تزالون في سبيل الله ولخدمة الإسلام. إن ملاحظة وضع جنود صدر الإسلام الذين كانوا يقضون يومهم بتمرة واحدة وينهضون لحرب العدو، طالبين اجرهم من الله تعالى، يُنسي كل المتاعب.
خامسا. يجب على السيد رئيس الجمهورية وعلى الحكومة أن يسعوا لتعزيز القوات المسلحة لاسيما حرس الثورة، ويرفعوا نواقصهم واحتياجاتهم، وعلى مجلس قيادة الثورة ومن ثم مجلس الشورى الإسلامي أن يصادقوا على ميزانية القوات المسلحة خاصة الحرس بشكل مناسب، فتعزيز القوات المسلحة يحفظ استقلال البلد واستمرار النهضة.
سادسا. يجب أن تبقى اللجان ما دامت الحاجة إليها قائمة وطالما اقتضت الضرورة، ولكن تطهيرها ضروري، وينبغي تطهيرها من العاملين بخلاف المقررات الإسلامية.
سابعا. مثلما عيّنت بعض السادة في الجيش ليوافوني أسبوعياً بتقارير حول ما يحدث في كل ارجاء البلاد، فسوف أعيّن اشخاصاً في حرس الثورة والدرك والشرطة ليشكلوا مع العناصر الإسلامية الملتزمة والمسؤولة في الجيش وهذه المؤسسات، منظمةً للبحث في شؤون القوات المسلحة ولكي يشرفوا على هذه المؤسسات، ويعدوا تقارير شاملة ويطلعوني على مجريات الأمور.
واتمنى أن تكون كافة القوات المسلحة العاملة اليوم في خدمة الإسلام، منسجمة ومتعاونة في حراسة البلد العزيز والإسلام العظيم، وان لا تهاب أية مخاطر بالاعتماد على الشعب.
ثامنا. اطلب من كل المؤسسات الحكومية والوطنية وكل الجماعات أن يحترزوا من كل اشكال التعصب والنزاعات الفئوية والانتهازية والاهواء النفسية، وينذروا انفسهم لخدمة الشعب والطبقات المستضعفة، ولا ينحرفوا عن طريق الشعب، وأن يعتبروا الله حاضراً وناظراً، وان يقلعوا عن الاختلاف والنفاق، ويقدموا مصلحة البلاد على مصلحتهم، ولا يكون كل واحد منهم بصدد إضعاف الآخر والنيل منه، ويتقدموا إلى الامام مع الشعب المجاهد فالله معهم والنصر النهائي حليفهم. أسأل الله العلي القدير أن يحفظ الجميع. وسلام الله وعباده الصالحين على ارواح شهداء الثورة.
واخيراً يجب أن اذكرّ بأمر يعرفه الجميع وهو ضرورة تكريم شهداء الثورة وعوائلهم والمعاقين والمصابين. ومن الضروري لعموم الاجهزة التنفيذية أن تقوم بالأعمال الخاصة بالشهداء وعوائلهم والمعاقين والمصابين باسرع ما يمكن، وتوفر لهم التسهيلات اللازمة، فحقهم علينا وعلى الشعب النبيل عظيم جداً. وإذا تبين أن البعض يضعون العراقيل في بعض الدوائر والوزارات امام تنفيذ أمور شهداء الثورة وعوائلهم، فينبغي ملاحقتهم كأعداء الثورة. أسأل الله تعالى العزة للإسلام والمسلمين والبلد العزيز. والسلام على عباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
ولادة الإمام الحسين (ع) ويوم الحرس الثوري
تكريم مكانة الإمام ابي عبد الله الحسين (ع) - تحذير المتآمرين
الشعب الإيراني المسلم وحرس الثورة
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۲ ص ۳۵۳ الى ۳۵۵
«۱»-واقعة عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين«ع»-واصحابه الميامين.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417