شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [اختلاف الثورة الإيرانية عن باقي الثورات في العالم‏]

طهران، حسينية جماران‏
اختلاف الثورة الإيرانية عن باقي الثورات في العالم‏
العاملون في مؤسسة جهاد البناء في انحاء البلاد
جلد ۱۲ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۵۷ تا صفحه ۳۵۹

بسم الله الرحمن الرحيم‏

السمة العقائدية والشعبية من المزايا الفريدة لثورة إيران‏

أعلم أن المكان ضيق والطقس حار، لذا سأختصر في الإشارة إلى بعض الامور:
الثورات التي حدثت وتحدث في العالم اما أن تقوم بها الشعوب أو تقوم بها الحكومات على شكل انقلابات. وإن معظم الثورات كانت عبارة عن انقلاب. وربما قليلًا ما نجد بينها ثورات لم تحركها الاحزاب والجماعات. لو بحثتم في كل الثورات التي حدثت، لن تجدوا ثورة لها هاتان السمتان: الأولى انها حدثت من قبل الشعب من دون تدخل الاحزاب والفئات والجماعات السياسية وما إلى ذلك. والثانية هي ان تكون عقائدية وانطلاقاً من عقائدية إلهية. لن تجدوا مثل الثورة الإيرانية في كل الثورات التي شهدها العالم. كان للثورة الإيرانية ولا زال توجه اسلامي، وهو أن كل إيران- التي هي مسلمة الا ما ندر- نهضت انطلاقاً من هذه الفكرة الإسلامية. شاهد الجميع، حينما شن الهجوم من قبل النظام الفاسد على الجماهير، أن كل الجماهير بشيوخها وشبابها ونسائها ورجالها تقدموا بشعار (الله اكبر) و قارعوا النظام الطاغوتي وطالبوا بنظام إسلامي. لم يكونوا يريدون اسقاط حكومة طاغوتية ومناصرة حكومة طاغوتية ثانية، أو مناصرة حزب سياسي، لم تكن مثل هذه المسائل اطلاقاً، بل كانت هذه الثورة تبعاً للفكرة الإسلامية.
الإسلام فيه كل شي‏ء، لكن شعبنا لم يخرج ليقول اننا نريد النظام الفلاني مثلًا. الجميع كانوا يقولون نريد الإسلام. اجتمعوا كلهم على كلمة الإسلام والجمهورية الإسلامية. ولم يكن لأي من الجماعات الأخرى سواء كانت سياسية أو غير سياسية أي دخل في هذه النهضة. وقد تقدمت بشكل معجز لأنها كانت نهضة إسلامية. إذ ثار شعب باكمله وسار كله إلى الله، وسيتقدم ويفلح لانه شعب الهي لا يهاب الموت. الالهيون لا يخافون أي شي‏ء. يخافون الله ويرومون تطبيق احكام الله في بلادهم. ليس من حق أي حزب أو جماعة أو شخص ان يقول انني انا الذي اوجدت هذا أو نحن الذين اوجدنا هذا، فما تحقق صنعه الشعب بإرادة الله تعالى.
كانت معجزة تحققت بإرادة الله تبارك وتعالى، وطالما كان هذا الجانب الالهي موجوداً، فلن يلحق الشعب مكروه.

خصوصيات الثورة الإسلامية في إيران‏

هذه هي خصوصيات النهضة الإسلامية التي تنبثق من الشعب ذاته، وهو ما حدث في إيران. بعد ان انتصرت الثورة، اذا بكل إيران تنهض فجأة ومن دون أي تنظيم مسبق ومن دون أن يضطلع أشخاص معيّنون بتوعية الناس، نهض أبناء الشعب أنفسهم وأسسوا مؤسسات وجماعات. في كل إيران شكّل الناس أنفسهم محاكم، وتولى القضاء في كل مدينة وفي كل ناحية رجلُ دينٍ، وتولى أشخاص آخرون الادعاء العام وما إلى ذلك، من دون أي تعيين من المركز، وظهرت المؤسسات المختلفة في كل انحاء إيران وانبثقت تلقائياً. ومن المؤسسات التي انبثقت تلقائياً من بين أبناء الشعب وتكفل بها الشعب نفسه هي مؤسسة جهاد البناء هذه. اللجان والحرس وكل هذه المؤسسات الجديدة شكّلتها الجماهير من دون أن يكون ثمة جهاز أو مؤسسة تدفعهم لذلك. وطالما كان هذا المعنى وهو أن الناس يرون أنفسهم مكلفين بالبناء، فلن يصيبهم أي مكروه.
إنما يصيب المكروهُ البلدَ والشعب- لا سمح الله- يوم يزول من بين الناس هذا المعنى الذي ظهر في اوائل النهضة وادى إلى النصر. أي أن الحال تؤول بسبب الاختلافات وتشتت الاهواء النفسية، إلى اضمحلال ذلك المعنى الالهي الذي كان بين الشعب وأوجب النصر، وعندئذ سترتفع يد الرحمة الالهية عن هذا البلد لا سمح الله. اعملوا على أن لا تخرج كلمة (يد الله مع الجماعة) «1» هذه من ايديكم. اذا كانت الجماعات كلها مع بعضها وكانت الفكرة إسلامية، كانت يد الله معهم.

الخدمة بقصد الهي خالص، لا من أجل أغراض نفسانية

المؤسسات التي انبثقت من صميم الشعب في إيران، ظهرت في البداية بقصد الهي خالص. واذا هانَ هذا القصد الالهي في انظاركم سترتفع يد الله أيضاً. حاولوا في هذه المؤسسة التي تخدمون فيها وتقدمون خدمات قيمة، حاولوا ان تكون خدمتكم هذه في سبيل الله، أن تكون خدمة لعباد الله، خدمةً لعباد الله المستضعفين الذين يحبهم الحق تعالى. حاولوا أن تكون الخدمة للمستضعفين، لا للاهواء النفسانية، وحاولوا عدم تدنيس هذه الخدمة ببعض الأعمال غير المقبولة. الشياطين يريدون أن يلوثوا كل واحدة من هذه المؤسسات الإسلامية. فأيدي‏ الخونة تعمل. المؤامرات مستمرة لإظهار هذه المؤسسات الإسلامية أمام العالم بخلاف ما هي عليه. اذا حصلت في هذه المؤسسات- لا سمح الله- ممارسات مخالفة للموازين، ستكون الفرصة سانحةً امام المتربصين؛ فيضخموا هذه الأمور بابواقهم ومزاميرهم، ويشوّهوا سمعتكم انتم العاملين في سبيل الله. لتتنبه المحاكم في كل ارجاء البلد، بان لا تنسى الله تبارك وتعالى في المحاكم، وتتجنب الاشتباهات والأخطاء والانحرافات وتحتاط في اموال الناس وانفسهم، فاذا اعتبر البري‏ء مجرماً- لا سمح الله- وحكمت بمعاقبته، فهذا أمر عظيم جداً عند الله، ولا جواب عليه. وانتم ايها السادة في جهاد البناء احرصوا أن يكون جهاد البناء، بنّاءً، ولا يكون فيه تخريب ولا انحراف. إذا كان جهاد البناء خالياً من الانحرافات وكان في سبيل الله، فإن ذلك الجهاد يقترن بالجهاد الأكبر أيضاً.
انني إذ اثمن جهودكم جميعاً ايها الشباب الذين تعملون في جهاد البناء في كافة انحاء البلاد وتتجشمون العناء، اطلب منكم أن تجاهدوا أنفسكم أيضاً اثناء جهاد البناء. إذا كان ما تقومون به خالصاً لله فقد حققتم جهاد النفس أيضاً. أسأل الله تبارك وتعالى أن تكونوا جميعاً مرفوعي الرؤوس عند الله تبارك وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-حديث نبوي-- صحيح الترمذي، ج ۳، ص ۳۱۶.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: