بسم الله الرحمن الرحيم
شرح خصائص الثورة الإسلامية
أبارك عيدالفطر السعيد لكافة المسلمين في العالم وخاصة لكم أيها السادة الحضور.
وبارك الله ذلك اليوم الموعود الذي تتحد فيه حكومات الدول الإسلامية متضامنة مع شعوبها تحت راية الإسلام للقضاء على الوجود الغربي في أراضيها.
أود أن أحدثكم قليلًا عن خصائص هذه الثورة الإسلامية التي قامت في إيران. ونتمنى أن تعم هذه الثورة كافة البلدان الإسلامية من خلال تصدير مبادئها للخارج ودفع المستضعفين لمواجهة المستكبرين فالحق يؤخذ ولا يعطى.
وهنا أود أن أشير إلى صفات وخصائص الثورة الإسلامية لنتمكن من المقارنة بين الواقع الراهن وبين الأوضاع في المناطق الأخرى.
شعبية الحكومة ودورها في قيادة الشعب وهدايته
في أي دولة في العالم، إسلامية أم غيرها يقوم الرئيس بالخروج إلى الجماهير ويلتقي بهم يومياً ويخطب بهم مرشداً في شهر رمضان المبارك دون أدنى خوف؟
هل تدرون ما الذي كان يحدث عندما كان الشاه المخلوع يخرج إلى أحد الشوارع أو المناطق؟
كان السافاك يقوم مسبقاً بإخلاء الشوارع والبيوت المحيطة ويستخدم عدداً هائلًا من أفراد الجيش فضلا عن استنفار جهاز الأمن بأكمله. لماذا يا ترى؟ لأنه كان عدواً للشعب بعيداً عنه ومتعالياً عليه.
بينما نرى رئيس الجمهورية «2» في يومنا هذا يحضر كافة الإجتماعات ويلبي كافة الدعوات في أي منطقة أو مدينة ويخطب بالناس مرشداً هادياً دون خوف! لماذا؟ لأنه فرد من أفراد الشعب ويتمتع بجماهيرية وشعبية كبيرة.
فى أية دولة إسلامية ياترى يقوم رئيس مجلس الشورى «3» باعتلاء المنبر مقدماً الوعظ والإرشاد لأكثر من ثلاثين مرة في شهر واحد؟
في أية دولة في العالم يقوم رئيس المحكمة العليا في الدولة «4» بهداية الناس وإرشادهم؟
ويقوم رئيس النيابة العامة «5» ووزير الداخلية «6» والعديدمن المسؤولين في الحكومة بالمشاركة في المجالس دون خوف أو هلع؟
أي دولة في العالم تمتلك مجلس شورى كمجلسنا هذا؟
كان المجلس في عهد الشاه المخلوع ورضا خان المطرود يعج بالأرستقراطيين والأثرياء وعملاء الغرب والشرق ولكن مجلسنا اليوم يخلو من كافة هؤلاء فنواب المجلس كلهم من عامة الشعب وبعض العلماء والفقهاء والكثير من نوابه أفراد ملتزمين إلى درجة كبيرة.
إن مجلسنا ومؤسساتنا الحكومية الأخرى لا نظير لها في العالم أبداً.
شعبية الأجهزة العسكرية
إن التلاحم الموجود في هذا البلد بين القوات العسكرية والجيش لا مثيل له في العالم فالشعب يمطر أفراد الجيش ويرميهم بالورود أينما حلوا والسبب واضح لأن الجيش قد شكل من قبل الشعب نفسه ليدافع عنه وعن قضاياه.
في أية دولة في العالم يقوم الشعب بتشكيل لجان ومحاكم ومؤسسات تعبوية في سبيل الإسلام دون أن يطلب منه ذلك؟ فها هو الحرس واللجان المختلفة والمحاكم تعمل على خدمة الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء البلاد.
في أي بلد في العالم يضحي الشعب في سبيل دينه بهذا الشكل ويدعم حكومته ويساندها في كل أمر طارىء؟
شعبية النظام ودورها في تصدير الثورة
إن الهدف من تصدير الثورة إلى الدول الإسلامية وكافة الدول التي يناضل فيها المستضعفون ضد المستكبرين هو الوصول إلى حالة معينة تكون فيها الحكومة غير مستبدة وغير ظالمة ولا يكون الشعب فيها عدواً للحكومة. فهدفنا الأصلي هو المصالحة بين الشعوب والحكومات.
لو قامت حكومات بلدان العالم بدراسة التجربة الإيرانية وإطلعت على حقيقة العلاقة بين الحكومة والشعب لتأثرت أيما تأثر.
طبعاً هنالك الكثير من الأقلام المأجورة ووكالات الأنباء والقنوات المغرضة التي تعادي إيران حكومة وشعباً وتشوه صورة الثورة في الخارج، والجميع هنا يعرف الهدف من ذلك. فحكومتنا وشعبنا ملتحمين متحدين ويقف فيها الجامعيون مع رجال الدين جنباً إلى جنب وكذلك بقية فئات الشعب كما ينصهر الجيش والعسكر مع عامة الشعب في بوتقة واحدة، ومع وجود هذا التلاحم لا يمكن للغرب أن يصل إلى أهدافه ولا يمكن لحكومة خائنة أن تصل للسلطة وتعمل على خدمة المصالح الغربية. فلو أدلى وزير أو رئيس الوزراء بكلمة تصب في مصالح الغرب لواجه معارضة شديدة من الشعب.
نأمل ونتمنى أن تتمتع كافة الدول والبلدن الإسلامية وجميع الدول المستضعفة بحكومات جماهيرية شعبية تصل إلى السلطة بانتخاب ديمقراطي حر.
رجال الدين وخدمة الغرب
إننا فضلًا عن المعاناة التي تسببها لنا أمريكا والإتحاد السوفيتي فإننا في مواجهة فتنة عظيمة تتمثل بأولئك الذين يدّعون التدين ويتحدثون بإسم الدين والكثير من هؤلاء يتربع على رأس الهرم الديني ومؤسسات الإفتاء في العالم الإسلامي.
يفسر هؤلاء كلامنا كما يحلو لهم ومن ثم يتهموننا بالكفر ويعتبرونا من الخارجين عن الدين. فإن كان ذلك ناتجاً عن سوء فهم فإني أنصح هؤلء بالدراسة المعمقة والإطلاع الدقيق على الحقائق ليدركوا فداحة الخطأ الذي ارتكبوه وبطلان التهم التي إنهالوا بها علينا وأن الغرب هو الرابح الوحيد لإنعكاسات هذه الفتنة.
وإن كان في ذلك تعمداً مغرضاً فليعلم هؤلاء بأنهم يواجهون دولة إسلامية سعت ومازلت تسعى لرص الصفوف والمصالحة بين الأخوة في سبيل اتحاد الدول الإسلامية بعيداً عن أسلوب التكفير الذي يتبعه الجبناء ولكن البعض ممن يرتدي لباس الإفتاء ويلقب بالمفتي الأعظم والشيخ الأكبر راح ينشر سمومه ويغرس مخالبه.
ألا يعلم هؤلاء بأن أفعالهم وتصرفاتهم هذه مخالفة للإسلام وتعاليمه وتصب في مصلحة الغرب ليس إلا؟
ألا يعلم هؤلاء أنهم بأفعالهم وأقوالهم هذه يخدمون الغرب عن قصد أو غير قصد؟
لماذا لم يكفر هؤلاء السادة السادات ولم يدينوه لجرائمه النكراء؟
عندما نتحدث نحن عن الإمام المهدي وهو القوة التنفيذية في الإسلام فإننا نقصد أنه سيملأ الأرض بالعدل ولديهم هم نفس المعنى (يملأ الأرض قسطاً وعدلًا بعد أن ملئت ظلماً وجوراً) «7» ونحن نقول أن الأنبياء لم يوفقوا في الوصول إلى أهدافهم بشكل كامل وسيرسل الله سبحانه وتعالى في أخر الزمان من يتابع طريق الأنبياء ويحقق أهدافهم المنشودة بشكل كامل. ولكن هؤلاء الناس ولا أدري إن كانوا متعمدين أم غافلين راحوا يؤولون كلامنا ومعتقداتنا وقالوا بأن فلان يزعم بأن الإمام المهدي سيتمم الشريعة.
إن هذا الأمر يبعث على الأسف الشديد وهو مخالف لما نعتقده فنحن نعتبر الإمام المهدي (عليه السلام) خادماً للإسلام وتابعاً لرسول الإسلام وهو في نفس الوقت نور عين رسول الله وسيجري كل ما أمر به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
تأويل الكلام وإيجاد التفرقة
لماذا يقوم البعض في الحجاز والكويت والأماكن الأخرى بتأويل كلامنا وتوجيه التهم الباطلة إلى دولة إسلامية تسعى لإيجاد الوحدة بين المسلمين وتناضل من أجل طرد الغرب من أرض المسلمين. إن هؤلاء يخدمون الغرب من جهة ويفرقون المسلمين من جهة أخرى.
ألا يعلمون أنه لا تجوز إثارة التفرقة بين المسلمين وأن ذلك مخالف للنص القرآني؟
ألا يعلمون ذلك حقاً أم أنهم يعملون على خدمة الغرب عن عمد وقصد لا سمح الله؟
إننا نسعى للوصول إلى وحدة المسلمين جميعاً من خلال تضامن الحكومات مع شعوبها واتحاد الدول مع بعضها البعض، ولقد شاهد الجميع كيف تمكن الشعب الإيراني من سحق قوة كبيرة نتيجة الإتحاد ورص الصفوف، هدفنا هو إتحاد مليار مسلم مع بعضهم البعض، فبإتحادهم هذا لن نسمع بمشكلة فلسطين وأفغانستان ثانية. ولو يدعنا وعاظ السلاطين بحالنا ولا يعرقلوا مسير وحدتنا فإننا سننتصر وجميع البلدان الإسلامية ستنتصر أيضاً.
أسأل الله أن يمن على الإسلام والمسلمين بالعزة والعظمة ويوحدهم على كلمة واحدة وأبارك ثانية هذا العيد السعيد لكافة المسلمين في العالم الإسلامي.
والسلام عليكم ورحمة الله