بسم الله الرحمن الرحيم
عدم ارتباط الثورة بأشخاص معينين
أُخبرت بأن السادة قدموا من مناطق مختلفة لذا أشكركم شكراً جزيلًا على تفضلكم بالمجيء إلى هنا وأسأل الله أن يمن عليكم بالسلامة.
أعاني من مشكلة من النوع الخاص جداً وهي أني عندما أتحدث كل يوم بالناس أو مرتين في اليوم، فإن الأطباء يستشكلون علي ويطلبون مني أن أمتنع عن الكلام كي لا تسوء حالتي الصحية. وإن عملت بنصيحة الأطباء وامتنعت عن الكلام يوماً أو يومين، فإن الاذاعات الأجنبية تقول أين صار فلان.
تحضرني هنا حكاية تقول إن تلميذاً راح يدعو الله أن يميت معلمه وقد مات المعلم بالفعل فأخذه والده إلى مدرسة أخرى، فدعا التلميذ على المعلم فمات المعلم. مرة أخرى أخذه والده إلى مدرسة أخرى. قالوا للتلميذ أدعو الله أن يميت والدك وإلّا إذا مات هذا المعلم فهناك معلم آخر.
والآن يجب على هؤلاء الأجانب ومن يتبعونهم، أن يدعو لتجريد شعبنا من سلاحه المتمثل ب-" الله اكبر" ولن يستجاب لهذا الدعاء وإذا لم أكن أنا موجوداً فإن الشعب موجود. شعبنا ماض في منهجه وفي ثورته وتقدمه سواء بوجودي أو بوجود زيد أو عمرو.
إن شعبنا اليوم قد عرف طريقه وأهدافه وسيمضي في هذا الطريق ولن يؤثر رحيلي عنه في شيء أبداً. ولن تتمكن وسائل الإعلام الغربية مهما حاولت من التأثير والتشويش على أفكار الشعب لأن شعبنا قد نهض واتخذ من هذه الثورة طريقاً نحو النصر العظيم إن شاء الله.
لقد تم تجهيز جميع المؤسسات الحكومية، وإن العمل سينتهي منها قريباً. وإن شاء الله لن يعاني شعبنا من مثل هذه الأمور ماذا أصبح اقتصادهم وهكذا. شعبنا اليوم يريد الإسلام وقد عبرتم عن ذلك بالهتاف في بداية هذا اللقاء وبالمناسبة كم كان هذا الشعار رائعاً نحن سلاحنا الله أكبر. وإن من يتسلح بشعار الله أكبر ويستمد قوته من الله لا حاجة له لوجود شخص معين إلى جانبه. إذاً إن هذه الثورة لن تحيد عن مبادئها أو تتخلى مهما فقدت من الرجال.
التوكل على الله وعدم الخشية من المؤامرات
أسأل الله أن يمنحكم القدرة والقوة وأقول لكم لا تهابوا أي شخص إلا الله، ولا تعلقوا الإمل إلا على الله تبارك وتعالى، ولو علقتم الأمل على الله تبارك وتعالى، فإن أملكم هذا سيجلب لكم الثقة. وانا أطمأنكم أنه لن يصيب مكروهاً هذا البلد.
توكلوا على الله جميعاً لأنه منبع القدرة والنور ولا تخشوا المؤامرات والفتن. البعض يشير إلى بعض المؤامرات التي في طريقها إلينا وأنا شخصياً أستبعد ذلك وعلى المؤمن أن لا يلتفت إلى هذه الأمور لأن الله معه يحفظه من كل مكروه. ولكن ينبغي على قواتنا العسكرية من جيش وحرس ولجان تعبوية شعبية أن تبقى حذرة دوماً من خلال مراقبة كل الحركات المشبوهة وكشفها وفي نفس الوقت عليها أن تشعر باطمئنان كامل بأن الله معها يحميها من كل مكروه.
الدعوة على ضرورة النظام والإنضباط في القوات المسلحة
لقد أوصيت ولعدة مرات القوات المسلحة بمراعاة النظم في كل مؤسسة وإدارة فكل فرد في هذا البلد مكلف بمراعات ذلك. ولو افتقد النظام للنظم لما كان نظاماً في الأصل بل سيتحول إلى فوضى لا يمكنها أن تحقق شيئاً. يجب أن يكون الحرس منظماً من خلال إطاعة الأفراد لقادتهم وكذلك يجب أن يراعي تسلسل الرتب العسكرية في الجيش وأن يسوده جو من التفاهم والأخوة. كما يجب أن تتمتع الصلات والروابط بين المؤسسات الحكومية بالشفافية والإلتزام بالنظام والسعي لحل كافة المشاكل العالقة. ولا يجوز أن تسود الفوضى في هذه المؤسسات وينعدم التفاهم والتنسيق فيها، لأن البلد ملك للجميع وعلى الجميع أن يعملوا على المحافظة عليه. إن الدور والمسؤولية الأكبر في هذا المجال يقع على عاتق القوات المسلحة من خلال درء الفتن وكشف المؤامرات والقضاء على الإضطرابات وتدمير الأوكار التجسسية.
أسأل الله أن يوفق هذا الشعب الذي ذاق ولمدة طويلة الكثير من الويلات ويحفظه سالماً مستقلًا بشكل كامل. وأسأله أن يلقي اليأس والقنوط في قلوب الذين ظلموا هذا الشعب وأن يمنحكم القوة والقدرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته