بسم الله الرحمن الرحيم
الظلم هو أساس وركيزة الحكم الطاغوتي
لقد أوصاني الأطباء بعدم الإكثار من الكلام، ولكن ومع أني إجتمعت بأشخاص غيركم هذا اليوم فإنه لا يمكنني الرضوخ لرغبة الأطباء هذه خاصة وأن الإخوة وخصوصاً علماء الدين الأعلام في كردستان، قد تفضلوا بالمجيء من محافظة كردستان. وكلنا نعلم حجم المآسي والويلات التي واجهت شعبنا البطل في كردستان خاصة العلماء الأفاضل. ومدى الظلم الذي مارسه النظام الطاغوتي في هذه المحافظة وفظاعة الجرائم التي ارتكبها هناك. وبالطبع لم يقتصر ذلك على هذه المحافظة فقط بل تعرضت محافظات فارس وخراسان وكرمان وبلوشستان للظلم أيضاً. وقد ركّز النظام الطاغوتي على ظلم الشعب ونهب ثرواته بالإشتراك مع أعداء الأمة. ولكن عزيمة الشعب وإرادته في محافظة كردستان وغيرها قد قطعت يد الظلم هذه، وإن ما نراه من مظالم في هذه المحافظة اليوم هو ناجم عن جذور الظلم السابق وآثاره المتبقية.
إننا اليوم أمام مؤامرة شريرة يقودها بعض الأفراد ممن يدعون الإسلام وهم في الحقيقة أعداء للإسلام، وهنا لابد لي أن أخاطب هؤلاء الخونة قائلًا: كيف تدعون الإسلام من جهة وتثيرون الفتن وتدبرون المؤامرات ضد شعبنا المحروم والمستضعف في كردستان من جهة أخرى؟ إن إسلامكم الذي تدعونه والذي يمنحكم الحق في التآمر على الشعب والعمل لصالح الأعداء هو بعيد كل البعد عن الإسلام المحمدي وعن التعاليم القرآنية، فالإسلام المحمدي وكما ورد في القرآن هو الأساس. هذا الأساس مبني على الأخوة والمحبة، المؤمن أخو المؤمن، وهو حكم منصوص عليه في القرآن «1».
إذاً فالمؤمنون في كل أنحاء العالم إخوة فيما بينهم وإذا تعرض أحدهم لخطر أو مصيبة فعلى الجميع أن يهبوا لمساعدته ونصرته، وإن لم يتمكنوا من القيام بذلك مباشرة فعليهم العمل على خلق الظروف المناسبة لرفع الظلم والخطر عنه.
كيف يمكن لمن يدعي الإسلام ويزعم أنه محب للشعب والوطن أن يجمع من حوله بعض الأفراد المنحرفين والبعيدين عن الإسلام ويدبر معهم المؤامرات لخلق الأجواء المناسبة لدخول الأجانب والتسلط على الأمة وإحكام القبضة عليها والتحكم بمصير المسلمين في كردستان وغيرها من المناطق؟
ضرورة اتحاد المسلمين في مواجهة القوى الشيطانية
فليعلم كل من يحيك المؤامرات ضد هذه الأمة لا يمكن له أن يواجه شعباً متحداً تحت راية الله أكبر، وأن أسلوب إشاعة الفتن والتفرقة لن ينفعهم في شيء.
إن المؤمنين إخوة ولا يمكن لبعض الأقاويل المنحرفة والأبواق الإعلامية الفاسدة أن تفرقهم. وما نراه من مواجهة شيعية- سنية هو ناتج عن الجهل وعن الإعلام الغربي المغرض كما لدينا نزاعات داخل الشيعة أنفسهم وصراعات بين السنة أنفسهم وكل ذلك من صنع الغرب. إن جميع الطوائف الإسلامية اليوم تواجه القوى الشيطانية الهادفة لنسف الإسلام وإقتلاع جذوره، هذه القوى التي رأت في الإسلام ووجدت في وحدة الشعوب الإسلامية خطراً كبيراً عليها.
على جميع المسلمين في العالم أن يتحدوا ويضعوا الإختلاف والنزاع جانباً وأن يمتثلوا لما أمر به القرآن الكريم في هذا المجال كي لا يصل بهم الأمر إلى الفشل. إن من يدعي الإسلام ويزرع الفتن ويثير التفرقة بين المسلمين هو ليس بمسلم أبداً ولا يعرف عن الإسلام المحمدي أي شيء. فالمسلم الحقيقي يعمل بما يأمر به القرآن الذي ينص على أن المؤمنين إخوة وأن كل مسلم مكلف بمراعاة كافة جوانب الأخوة ومستلزماتها. الأخوة تتطلب أن يهب جميع المسلمين لنصرة المسلم ومساعدته عند تعرضه للظلم والعدوان ومشاركته في الأفراح والأحزان.
إن الأساليب التي يتبعها هؤلاء في بث التفرقة بين المسلمين تصب جمعيها في مصلحة الأجانب وتسهل تسلطهم على البلاد وعودة البلاد إلى ما كانت عليه من ظلم وقهر شمل جميع أرجائها من العاصمة وحتى أقصى المناطق.
علينا أن نتسلح باليقظة وعلى جميع علماء الدين وأئمة المساجد أن ينبهوا الناس لخطر هؤلاء المفسدين الذين يسعون من خلال إشاعة التفرقة بين أفراد الشعب إلى إعادة البلاد إلى حالتها السابقة قبل الثورة وإحكام قبضة الأجانب على البلاد.
الإهتمام الأكبر بالمناطق التي تعاني من الحرمان
إن ما تعانيه البلاد من مشاكل ومصاعب تواجه الشعب والحكومة على السواء هي من صنع الخونة والعملاء في كردستان وبلوشستان. فهؤلاء لم يتركوا للدولة الفرصة الكافية للإهتمام بهذه المحافظات المحرومة وتنميتها.
أيها الإخوة، إن الحكومة والمجلس يعملان على الإهتمام بجميع المناطق والطوائف دون تمييز، فالقرآن الكريم أمر بالعدل وأكد عليه مراراً. وبما أننا نمتلك حكومة إسلامية ومجلساً إسلامياً فإن كل محافظة في هذا البلد ستنال نصيبها من الرعاية والإهتمام بشكل كامل.
إن الواقع اليوم يفرض علينا أن نبدأ بالمناطق الأكثر حرماناً وما تفضل به هذا السيد المحترم هو صحيح تماماً وأنا شخصياً أوافقه على ما قال، فلقد إرتكبت الحكومة الكثير من الأخطاء في عملية التنمية هذه. طبعاً لا أريد أن أدافع عن الحكومة ولكن علينا أن نكون منصفين بعض الشيء، فلقد واجهت الحكومة وما زالت تواجه العديد من المشاكل التي لم تترك لها فرصة للعمل والتخطيط الجيد لعملية التنمية الشاملة. إذ كيف يمكن للحكومة أن تشرع في إنماء منطقة ما دون أن توفر الأمن فيها أولًا. وها أنتم ترون اليوم وتسمعون عن وجود بعض المفسدين والأشرار وقيامهم بعمليات القتل والنهب مع أن الأجواء العامة في كردستان حالياً تميل إلى الإستقرار والهدوء أكثر من السابق.
علينا في البداية أن نغلق الملف الأمني ونقضي على كافة المفسدين وخاصة في المناطق الحدودية والمناطق التي تواجه تهديداً أمنياً جاداً ومن ثم علينا الشروع في عملية التنمية الشاملة.
إن شاء الله سيسود الأمن كل مكان، وستتحقق كل المطالب التي ذكرها هذا الأخ المحترم. أيها الإخوة إن الدولة الإسلامية ومن خلال القانون الإسلامي لا يمكن لها أن تُميز بين منطقة وأخرى وتفضل طائفة على أخرى.
أتمنى من علماء هذه المحافظة الأبرار، في سنندج وكافة أنحاء كردستان، وكذلك من علماء البلاد أجمعين، أن يبينوا للناس دور الوحدة والأخوة والإلتفاف حول شعار الله أكبر في بلوغنا لهذا النصر العظيم. إني خادمكم جميعاً وأدعو لكم، وأتمنى من الله تبارك وتعالى أن يمنحكم وجميع المستضعفين في العالم السعادة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته