بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة السعي لإحقاق الحق
لم يكن من المقرر أن أجتمع بأحد في هذا اليوم بناءً على نصيحة الأطباء، ولكن قدومكم من الهند ووجود بعض القضايا المهمة المتعلقة بالخارج، دفعني إلى التحدث إليكم قليلًا.
إن الدول الإستعمارية والإستكبارية لن تكف عن أعمالها الشريرة وخططها الشيطانية، خاصة بعد أن طردت من إيران وتعرضت مصالحها إلى ضربة قاصمة. كما أنها اليوم تشعر بخوف أكبر من ذي قبل من تكرار التجربة الإيرانية في مناطق أخرى من العالم. إنهم ما زالوا يترصدون بنا ويسعون لتشويه صورة الثورة الإسلامية والنظام الإسلامي في الخارج، لأن هذه المسألة مهمة وحياتية بالنسبة لهم. ولن يتخلى هؤلاء عن أهدافهم الشريرة هذه خاصة بعد أن فقدوا مصالحهم في إيران وهم على أبواب فقدانها في مناطق أخرى من العالم. فهم يهدفون للسيطرة على العالم بأجمعه ونهب ثرواته وفرض هيمنتهم عليه. إن هؤلاء يرون اليوم أنهم في خطر خاصة وقد فقدوا مصالحهم في إيران وأن شعوب العالم أخذت تصحو تدريجياً، وتتخذ من الثورة الإسلامية الإيرانية نموذجاً يحتذى به لطرد الأجانب.
(جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً) «1» إن عدونا اليوم يتخبط خوفاً وقلقاً وإن الباطل الذي يجرون وراءه قد دنا من الزهوق. ذلك الباطل الذي تغلغل إلى كافة أنحاء البلاد وساهم في تخلفنا وتراجعنا.
علينا أيها الإخوة السعي لتحقيق المعنى الوارد في الآية الكريمة السابقة، وعلى جميع الدول الإسلامية العمل على تعزيز سلطة الحق كما جاء في الآية الشريفة (جاء الحق).
فعندما يحل الحق في مكان ما فإن الباطل سيزهق بشكل طبيعي. لذلك على جميع المسلمين في العالم العمل على إقامة سلطة الحق بعيداً عن دائرة الشعارات بل في إطار عملي إلتزامي. فالحق لا يأتي بالهتاف والشعار بل بالعمل والسعي الجاد والتسلح بالإيمان والإخلاص والإنصياع للأحكام الإلهية.
إن سيادة الأحكام الإلهية في مكان ما، هي كفيلة بإجبار الباطل على الرحيل عن ذلك المكان، ولو إمتثلت جميع الشعوب الإسلامية بشكل تام للأحكام الإلهية والقيم الأخلاقية، التي أكدت عليها الشريعة، لزال الباطل وزهق.
علمت بوجود بعض الإخوة القادمين من الهند بينكم أود أن أقول لهم ولكل المسلمين في إيران وخارجها أنه يجب العمل على تحقيق مفاد الآية الشريفة «جاء الحق» للقضاء على أركان الباطل في كل مكان.
الإتحاد والثبات والتمسك بمحور الحق
يحاول الأعداء ومثلما نوهتم إليه أنتم- وعبر عملائهم ووسائلهم المنتشرة في كافة أنحاء العالم تشويه صورة الثورة الإسلامية الإيرانية في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية لأنه لو وصلت الصورة الحقيقية الرائعة للثورة إلى الخارج لاطمأنت قلوب المؤمنين ولازدادوا عزماً وتصميماً على مواجهة هذه القوى الباطلة وسحقها.
علينا أن نتسلح باليقظة ونواجه مشاريعهم الشريرة هذه، فمثلًا لو قام بعض الأفراد المنحرفين في الهند أو باكستان أو في بقية البلدان الإسلامية بالتبليغ ضد الثورة الإسلامية وتشويه صورتها المشرقة، فعليكم أيها الإخوة الدارسين في هذه البلدان أن تواجهوا أكاذيبهم هذه وتبينوا الحقائق للجميع.
إن الحق منتصر والباطل زاهق دائماً. إذاً اسعوا لنشر الحق ودافعوا عنه وواجهوا أهل الباطل الذين يعملون ضد الثورة ليسود الحق جميع البلدان الإسلامية ويندحر الباطل منها. إن الشرط الأساسي في هذا المجال هو الثبات على الحق والتمسك به والصمود أمام الباطل والإتحاد على كلمة الحق. إذ ليس من المعقول أن يجتمع أهل الباطل على باطلهم ونتفرق نحن، ونحن أهل الحق والصواب.
ألا ندعي أننا مسلمون وأن كتابنا القرآن وقبلتنا الكعبة، إذاً لنمتثل للأوامر الإلهية الداعية إلى نصرة الحق ومحاربة الباطل. وهو تكليف إلهي لا يقتصر على أبناء الدولة الإسلامية الواحدة بل يشمل المسلمين كافة. آمل أن يدرك المسلمون أهمية الإلتفاف حول الحق والإتحاد فيما بينهم لمنع أهل الباطل من تمرير دسائسهم. ثبت الله أقدامنا وأقدامكم على الحق والصواب ومنَّ علينا وعلى جميع المسلمين والمستضعفين بالنصر.
والسلام عليكم ورحمة الله