شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [دعوة الشعب العراقي لإسقاط الحكومة البعثية في العراق‏]

طهران، جماران‏
دعوة الشعب العراقي لإسقاط الحكومة البعثية في العراق‏
جلد ۱۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۹۸ تا صفحه ۲۰۱

‏بسم الله الرحمن الرحيم‏
السلام على الشعب العراقي الشريف المظلوم الذي لا يزال يرزح ومنذ سنوات طويلة تحت سلطة نظام البعث الكافر، متحملًا أفظع الجرائم، وشاهداً للظلم والقمع الذي مارسه هذا النظام ضد أبناء بلده من العلماء والمراجع والمجاهدين العظماء، لقد شهدنا معاً ما الذي فعله هذا الحزب الفاسد بآية الله السيد الحكيم وأولاده الكرام ومدى الأسى والحزن الذي ودّع به هذا السيد الجليل الدنيا، وما تعرض له أبناؤه من ممارسات القمع والتعذيب والسجن، كما شهدنا معاً كيف قضى المجاهد الكبير الشهيد الصدر وأخته المظلومة بنت الهدى تحت التعذيب الوحشي على أيدي أزلام الطاغية المجرمين، كما شهدنا معاً الممارسات الوحشية الظالمة لهذا النظام ضد الحوزة العلمية في النجف والمشاهد المشرّفة وما لاقاه طلاب العلوم الدينية من حبس وتعذيب وقمع.
كما رأينا معاً كيف إقتحم جلاوزة النظام الصحن الشريف لحرم الإمام أمير المؤمنين (ع) وإنهالوا على الناس ضرباً بسياطهم وعصيّهم، وما الذي ارتكبوه من فظائع بحق زوّار سيد الشهداء (ع) في يوم الأربعين.
كما شاهدنا معاً حركة التهجير الجماعي الواسعة التي مارسها هذا الطاغية بحق الكثيرين من أبناء الشعب، الذين استقبلتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويعيشون فيها الآن معززين مكرّمين.
أيها الشعب الشريف، أيها الجيش المبتلى بهذه الحكومة الكافرة، إلى الآن يمضي أكثر من عدة أيام على الهجمات الوحشية والإعتداءات التي يشنها النظام البعثي الكافر وبأمرٍ من قوى الشر الكبرى على جيرانكم في الدولة الإسلامية، والتي ارتكب فيها أفظع أنواع الإجرام والظلم والعدوان بحق إخوانكم من المسلمين المظلومين، فقد دُمّرت مدنهم وهُدّمت منازلهم، وقُتلت وشرّدت نساؤهم وأطفالهم، كل هذا لا لشي‏ء، سوى لأنهم يريدون إقامة جمهورية إسلامية، يحكم فيها القرآن وقوانين الإسلام وينعمون فيها بالإستقلال والحرية والتحرر من سيطرة قوى الشر الكبرى وتكون ثرواتها وخيراتها ملكاً للشعب ولخدمة الشعب لا حكراً على‏ السلطة الحاكمة وأسيادها من القوى الكبرى، الذين يستنزفون مقدّرات الشعوب وينهبون خيراتها وثرواتها، فهذا هو جرمنا الذي لا يغتفر عند مصاصي دماء وناهبي خيرات البشر. إخواننا في الجيش العراقي، إلى متى ستبقون آلة في يد الكفار تحاربون إخوانكم وجيرانكم المسلمين؟
إلى متى ستستمرون في هجماتكم على الإسلام والقرآن المجيد والدولة الإسلامية وتقتلون إخوانكم المسلمين، خدمةً للكفار وتحقيقاً لمصالحهم ومنافعهم؟ إنهضوا أقطعوا أيدي هؤلاء المجرمين الجناة عن بلدكم المسلم. إلى متى تريدون خدمة الكفر والمجرمين؟
إنكم تعلمون جيداً أن هذه الحرب فرضت على إيران فرضاً، وأننا ندافع عن بلدنا لأن الدفاع عنها واجبٌ شرعاً وعقلًا، ومن المؤسف والمحزن مشاهدة الكفار وأزلامهم الخبثاء قد أوقدوا ناراً للحرب بين طائفتين من المسلمين ثم تنحّوا جانباً، ليدرسوا كيف يستغلّون الوضع لصالحهم وتحقيق مآربهم في المنطقة.
أيها الضباط وضباط الصف والمراتب في الجيش العراقي: أتدرون ما تفعلون وبأي دافع تلقون بأنفسكم؟ أتدرون أنكم ولأجل مصالح الأخرين ومنافعهم، تجرّون أنفسكم إلى الموت، على أيدي جيش، وقِوى بشرية عظيمة لا قبل لكم بها، تعشق الموت والجهاد في سبيل الله كأن قلوبهم زبر الحديد؟ أتعلمون بأنّ الله ورسوله يغضبان من أولئك الذين يشهرون أسلحتهم في وجه إخوانهم من المسلمين، وإن عاقبة ذلك الخزي في نار جهنّم؟ كفوا أيديكم عن قتل إخوانكم، واحملوا أسلحتكم والجأوا إلى إيران الإسلام التي تفتح صدرها لإستقبالكم واستضافتكم.
يا عشائر دجلة والفرات الغيارى، أيها المحاربون المسلمون، قوموا للدفاع عن الإسلام وحفظ القرآن وأحكامه، فإن الدفاع عنهما واجب على كل مسلم ومسلمة. وأنت أيها الشعب العراقي، الذي ذاق ولا زال يذوق الكثير من الويلات والمآسي على أيدي هؤلاء العملاء، قم وثر في وجه الظالمين ولا تخشى هذا الحزب الكافر، فإنك إن تمهلهم أكثر من ذلك فسيقضون على الإسلام في بلادك ويمحون جميع آثاره ومظاهره لأنهم أعداء للإسلام، فهؤلاء وأسيادهم من الأمريكان قد نالوا صفعة من الإسلام أفقدتهم صوابهم، وجعلتهم يناصبون العداء له. فلا تتوقعوا من العفلقيين والصداميين والساداتيين أن يكفوا عن مناصبة العداء للإسلام.
وأنتم أيها العلماء الأعلام ومشايخ وخطباء أهل السنة العظام والمفكّرين والمثقفين المسلمين في العراق، أيقظوا الناس من غفلتهم وانهضوا للذود عن الإسلام والبلدان الإسلامية والله سيؤيدكم ويعينكم. فقد رأيتم ورأينا كيف استطاع الشعب الإيراني المجاهد إسقاط نظام الطاغوت في بلاده رغم جميع أشكال الدعم التي كان يتلقاها من قوى الشر الكبرى وأن يكف أيدي هؤلاء الأشرار عن العبث في مقدّراتها وثرواتها. واعلم يا جيش العراق وشعبه‏ العزيز، أن الجيش وقوات حرس الثورة وجميع قواتنا المسلحة من قوى الأمن، والشرطة، والإستخبارات، مدعومة بجيش شعبي ضخم من شرائح الشعب المختلفة، وقوات التعبئة المسلحة حيث تشكل جميعها قوة هائلة عظيمة ومنسجمة، وسداً منيعاً محكماً في وجه كل معتدٍ ظالم، ولأن منطلقهم في الحرب هو الله والإسلام والقرآن وهدفهم الشهادة ولقاء الحق، فإن النصر سيكون حليفهم لا محال.
إننا في الوقت الذي ننشد فيه الصلح والعدل، ونتعامل فيه مع الأسرى معاملة إسلامية إنسانية، إلّا أننا نضرب بشدة أعداء الإسلام والمعتدين على دولتنا الإسلامية ولا تأخذنا بهم شفقة ولا رحمة.
ولقد رأيتم ورأيناهم في هذه الحرب المفروضة التي يخوضون غمارها على كراهة منهم، كيف أثبتوا لعدوّهم المتعنت، أنهم في ميادين القتال أسود ينقضوا على القوى الشيطانية. وأن شبابهم لا ترهبهم أيّ قوة في العالم، وقد أثخنوا العدو جراحاً بضرباتهم الموجعة لدرجة أنه إختار الفرار مخلفاً وراءه عتاده الحربي على الصمود في وجههم، ونسأل الله أن لا يأتي اليوم الذي نعلن فيه التعبئة العامة، فعندها سترى الدنيا بأسرها ما هي قوة الإسلام، وكيف أن قوة الإيمان ستنتصر على كل قوة، وإنكم رأيتم ورأينا كيف أن صدّام وبعد كل هذه الجرائم وإراقة الدماء، وقتله للأبرياء يطالب الآن بوقف لإطلاق النار، طبعاً هذه حال كل مجرم معتدٍ بعد إرتكابه المجازر، فإنه يرغب بتهدئة الأوضاع لفترة من الزمن، كيما يتسنى له الإستمرار في سفك الدماء، بعد إعادة تأهيل جيشه ومده بالعتاد الجديد، من خلال الدعم الذي يتلقاه من الأشرار والمجرمين من أمثاله، ولكن شعبنا وقواتنا المسلحة لن يتوقفوا عن القتال حتى تحقيق النصر النهائي والإنتقام للجرائم التي إرتكبها حزب البعث الكافر وسيستمرون في الحرب ببسالة ولن يعتنوا بألاعيب اللصوص الدوليين ولن يولوها أي أهمية.
سمعتم وسمعنا أن بعض شيوخ الخليج وبعض حكومات الدول الإسلامية إختارت الإنحياز في هذه الحرب الدائرة بين الكفر والإسلام لصالح جبهة الكفر، وراحت تدعم دولة البعث الكافرة هذه مالياً، وإعلامياً، وعسكرياً. إنه من المؤسف والعجيب حقاً، أن ترى أشخاصاً يعتبرون أنفسهم مسلمين وحكاماً للدول الإسلامية، يظاهرون الكفار على الإسلام والقرآن. ولكن ليعلم هؤلاء، أنه في حال ثبوت ضلوعهم في أعمال معادية للإسلام ومصالحه، ولم يستطيعوا تبرئة أنفسهم في ذلك، فإن الشعب والدولة الإسلامية ستتعامل معهم حسب ما يمليه عليها تكليفها الشرعي، وإني أنصحهم أن يكفوا عن دعم جبهة الكفر ضد الإسلام، والعمل حسب ما يمليه عليهم واجبهم الإنساني والإسلامي وأن لا يغامروا بمصيرهم.
وإني وإن كنت أعلم من خلال الأخبار الموثقة التي وصلتني، أن شعبنا وقواتنا المسلمة يعاملون المهجرين معاملة إسلامية وإنسانية، إلّا أنني أريد منهم ألّا يبخلوا على الأسرى وخصوصاً المصابين والجرحى منهم، بالرحمة والمحبة وتقديم ما يحتاجون إليه من خدمات، كما أريد من قواتنا المسلحة أن يكون تركيزها في القصف على مواقع العدو، حتى وإن كانت قوات العدو لم تستثنى مستشفياتنا من القصف، فهذا هو الفرق بين الحق والباطل وأنتم ونحن على علم بما تقوم به وسائل الإعلام الغربية وبعض وسائل الإعلام في الدول الإسلامية، من تشويه للحقائق من خلال بثها لأكاذيب وبرامج تخدم أعداء الإسلام والدولة الإسلامية، وإني أحذّر حكومات الدول الإسلامية، وأطالبها بمنع هكذا حملات إعلامية والتوقف عن دعم الكفار ضد الإسلام، وفي الختام فإني أتوجه بالشكر والإمتنان العميقين إلى جميع الشعوب والدول والمنظمات الإسلامية وغير الإسلامية على دعمها ومساندتها للدولة الإسلامية وللجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعلى إدانتها للجرائم التي ترتكبها القوى الكبرى وعملاؤها في المنطقة ضد إيران الإسلام، كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى التجمعات الطلابية وغير الطلابية في الدول الأوروبية وغيرها من الدول، التي عبّرت عن إستنكارها وإدانتها للجرائم التي أرتكبها صدام وأسياده ضد الجمهورية الإسلامية، وأسأل الله تعالى السعادة والسلامة لجميع هؤلاء. كما أشكر شعبنا البطل المجاهد وجميع قواتنا المسلحة من جيش وحرس ثورة وقوات أمن وقوات تعبئة وقوى شعبية علمائية وغير علمائية على التضحيات والجهود التي يبذلونها على جبهات القتال كما أشكر أولئك الأعزاء المتواجدين في كافة أنحاء البلاد، والذين يقدمون الدعم المادي والمعنوي لإخوانهم المجاهدين على الجبهات. وأسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسلامة، وللإسلام والمسلمين النصر والعزة، ولأمتنا الإسلامية النصر والفرج النهائي. (إنه على نصره لقدير) «1»، وأتوجه بالسلام والتحيات إلى الشعب العراقي الشريف الذي قلبه معنا، ونسأله الدعاء في الديار والعتبات المقدسة للإسلام بالنصرة وعلى الظالمين بالبوار والهلكة. والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-مأخوذة من الآية ۳۹ من سورة الحج.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: