بسم الله الرحمن الرحيم
مواساة أسر الشهداء وعائلاتهم
إن الوقائع والأحداث التي نشهدها كل يوم تبعث على الأسى كما تبعث على الفخر والاعتزاز. فبالأمس حضر هنا جمع غفير من معاقي الحرب واليوم أيضاً جاء عدد كبيرٌ منهم من محافظة أصفهان يحملون الكثير من صور الشهداء.
كما أن توافد العديد من الآباء والأمهات حاملين صور أبنائهم من الشهداء ومنهم من قدم أكثر من شهيد وبهذه الروحية والمعنوية العالية. ليعتبر بحق تحولا عظيماً نبارك للشعب الإيراني به.
ولا يسعني وسط هكذا جمع نوراني إلا أن أعبر عن حزني وأتقدم بأحرّ تعازيَّ لأسر وذوي الشهداء، سائلين المولى أن يعظم لهم الأجر ويلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد شهداءنا الأبرار برحمته الواسعة فإن هكذا قضايا ومصائب كانت على مرّ التاريخ، وقد كان لأولياء الله سبحانه وتعالى ومسلمي صدر الإسلام نصيباً كبيراً منها. وربما ما حصل ويحصل في صفوف الشعب الإيراني من تحول رجالا ونساءً، صغاراً وكباراً لا نظير له منذ ذلك الحين ولحد اليوم، وما هذا التحول الذي نشهده إلا من عطايا وفضل الله تبارك وتعالى علينا، ونحن وما لدينا هو من الله ولله علينا أن نقدمه في سبيله، فالسعادة الحقيقة هي من نصيب أولئك الذين يبذلون وبسخاء كل ما أعطاهم الله في سبيله. وإني أتقدم بأحر التعازي والتبريك لجميع الإخوة والأعزاء الذين فقدوا أبناءهم، أبارك لهم لأنهم نجحوا في تربية هكذا شبان غيارى يبذلون مهجهم في سبيل دينهم وإسلامهم، فإن للإسلام حقاً كبيراً علينا في أن نصونه ونحفظ وجوده، ولو أنّا بذلنا كل ما نملك في سبيله لما أدينا ما علينا من حق تجاهه. أسأل الله تعالى السلامة والسعادة للجميع والمغفرة والرحمة الواسعة لأولئك الشبان المضحين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته