بسم الله الرحمن الرحيم
مقارنة الجمهورية الإسلامية مع النظام الشاهنشاهي
لأن جماعات مختلفة جاءت إلى هنا وهم في مشقة في هذا المكان الضيق أنا أشكرهم بشكل عام جميعاً، وأعتذر لهذا المكان الضيق وضيوفنا الأعزاء كثيرون وهم في مشقة. ولأنني لا أستطيع أن أذكر أسماء جميع المجموعات التي جاءت إلى هنا لانني من الممكن أن أنسى بعضهم لهذا أشكر جميع المجموعات التي جاءت إلى هنا واطلب لهم من الله تعالى السعادة والسلامة. أحدثكم شيئاً عن المواضيع المهمة في أيامنا هذه.
أنتم تعلمون إنه منذ انتصار الثورة تعرضت الثورة إلى هجمات مختلفة، عسكرية والأسوأ هو هجوم الأقلام والألسنة ولازال الأمر مستمراً. ومن الممكن أن تستمر فيما بعد. الآن من الأمور التي يبثون الدعاية لها بين فئات الشعب المختلفة هو أن الثورة لم تقدم شيئا وأن الجمهورية الإسلامية مثل النظام الشاهنشاهي، فقط تغير الاسم. اليوم أريد أن أتحدث حول نظام الجمهورية الإسلامية والمسؤولين في هذه الجمهورية الإسلامية بعض الشيء. أنظروا هل هذا النظام مثل النظام السابق أو أنه أسوأ من النظام السابق الذي يتمنى بعض الكتاب عودته. أنا لا أريد بكلامي هذا أن أنزه أشخاصاً أو أجهزة بشكل مطلق. أنا مثل البقية ومثل المسؤولين أنفسهم أعتقد أن هناك نواقص. وفي بعض أجزاء البلاد هناك أشياء تتعلق بالأمور التنفيذية تتعارض مع قانون الإسلام والجمهورية الإسلامية. هذا لا ينكرونه ولا ننكره. لكن أن يقال إن الجمهورية الإسلامية هذه باللفظ وليس لها واقع وحقيقة وأنها نظام الشاهنشاه والبعض يقول إنه أسوأ من النظام الشاهنشاهي! أنا أتحدث باختصار بعض الشيء حول أصل النظام وأساسه ومسؤوليه. هؤلاء الذين يقولون إن الجمهورية الإسلامية أيضاً هي نفس النظام الشاهنشاهي ولكن تم أخذ لفظ ووُضع على النظام الشاهنشاهي وجعل اسمه الجمهورية الإسلامية وأما المحتوى فهو النظام الشاهنشاهي نفسه. في نفس الوقت الذي لا أريد أن أؤيد أحداً بشكل مطلق أريد أن أجري مقارنة. أقارن النظام الشاهنشاهي مع هذا النظام وأقارن بين المسؤولين في هذا النظام مع المسؤولين في النظام الشاهنشاهي لنرى هل ما يقال الآن صحيح أم لا، أم أن هذا الكلام يتفوه به الأشخاص المرتبطون بالنظام الشاهنشاهي والذين كانوا مستفيدين في ذلك النظام ولم يعد بإمكانهم أن يستفيدوا هنا كما كان في السابق.
مقارنة الشاه مع رئيس الجمهورية الإسلامية
في النظام الشاهنشاهي كان على الرأس السلطة: السيد آريا مهر «1» وأقرباء آريا مهر في ذلك الوقت كان الشاه المعدوم وأقرباؤه. اليوم نقارن السيد بني صدر «2» معه. لأن أعلى الأشياء في الجمهورية هو منصب رئاسة الجمهورية. نحن نقارن بين هذين الاثنين وعائلتيهما لنرى هل هذا النظام هو النظام الشاهنشاهي نفسه أم لا. هذا الذي في رأس الهرم يختلف عن ذلك. على أنني لا اريد التحدث بشكل مطلق. ما اقوله ان هؤلاء [ليسوا] كما نحب تماما لكني أريد أن أبين ظلم هؤلاء الذين يقولون مثل هذا الكلام من خلال مقارنة المسؤولين جميعهم في هذا الزمان وجميع المسؤولين في عهد النظام البهلوي: الحياة التي كانوا يعيشونها والمصالح المادية التي كانوا يستفيدونها وما كانوا يضعونه من موارد البلاد في البنوك الخارجية وحياتهم هنا والحدائق العظيمة والأملاك العظيمة والأجهزة الطاغوتية الكبيرة. الحياة البسيطة لرئيس الجمهورية اليوم هل هذان يشبهان بعضهما؟! صاحب الجلالة المقتدر الذي كان طاغيا على جميع أنحاء البلاد ويأخذ موارد البلاد هو وأقاربه ويعطون الباقي للدول الأجنبية ويعطون نفطنا للخارج بالشكل المعروف دون أن نحصل على شيء في مقابله، هل قام شعبنا بتنحية جلالة الملك آريا مهر وجعل مكانه جلالة ملك آخر يتمثل في رئيس الجمهورية؟! هل أجهزة هذا كأجهزة ذاك؟ هل ينهب هذا الرجل كما كان ينهب اؤلئك؟! هل عائلة هذا تعيش مثلما كانت تعيش عائلة أولئك؟! لقد رأيتم ورأينا حسب ما نعرفه عنهم قصورهم في طهران وفي أماكن أخرى وفي بقية المدن أيضاً حتى أن صاحب الجلالة وصاحب العظمة كان في السنة يريد أن يذهب عدة ساعات إلى إحدى المحافظات، كانوا يبنون له أماكن فارهة من أموال هذا الشعب لأن جنابه يريد ان يذهب إلى هناك عدة ساعات في السنة. الآن هل السيد بني صدر هكذا؟! هل بنى في كل مدينة مبان عظيمة من اموال هذا الشعب حتى اذا اراد ان يذهب إلى هناك لمدة ساعتين يستفيد من هذه المباني؟ وهل عند هذا الرجل اساسا بيت، حسب ما سمعت ليس عنده بيت سوى بيت وصله من ابيه؟ كيف هو وضع عائلته؟ هل يوجد مثل اشرف بهلوي «3» في اسرته؟! هل يوجد مثل فرح «4» في اسرته؟! هل يوجد مثل شمس بهلوي «5» في اسرته؟! هل مثل اخوته هنا بذلك الشكل وهم يتسلطون دون ان يكون لنا اي اطلاع انا وانتم على هذا التسلط؟! هؤلاء الذين يقولون انه نفس النظام الشاهنشاهي ونحن قمنا فقط بتغيير الاسم هل محتوى الجمهورية الإسلامية هو نفسه محتوى النظام الشاهنشاهي؟! حسنا هذا شخص من الاشخاص الذين يتربعون على قمة الهرم الا يرى هؤلاء حياته؟ الا يرون انه الآن وقف حياته على خدمة الشعب بينما هؤلاء لم يقوموا بهذا ولو ليوم واحد؟ هذا فيما يتعلق برئيس الجمهورية.
مقارنة حكومة الشاه والجمهورية الإسلامية
ومن المؤسسات الأخرى التي كانت في ذلك النظام وهي موجودة في هذا النظام ايضا مجلس الوزراء او رئيس الوزراء، هل إن مضمون الجمهورية الإسلامية هذه هو نفس مضمون النظام الشاهنشاهي وهل هذا هو نفس النظام الشاهنشاهي ولكنه جاء باسم آخر، هل إن السيد رجائي «6» مثل السيد أزهاري «7» او السيد بختيار «8» أوالسيد شريف إمامي «9» الذين فتحوا نيران رشاشاتهم على هذا الشعب وارتكبوا تلك الجرائم الكبيرة. وهل إن للسيد رجائي أجهزة قمع وهو مشغول بقتل الشعب ونحن لا علم لنا بذلك ولكن هؤلاء الكتاب غير المنصفين قد اطلعوا على ذلك. هل إن حياة السيد رجائي وسائر الوزراء مثل وزير الداخلية تشبه حياة أمثال أزهاري وشريف إمامي وبختيار؟ وإنه يقوم بنفس الجرائم التي ارتكبوها ولكن باسم الجمهورية الإسلامية؟ هل الأمر هكذا؟ هل إن انطباع شعبنا عن السيد رجائي بهذا الشكل؟ إن من يقولون إنه لا فرق بين النظامين يسوون بين رجائي وبختيار الذي أصدر قرار القتل وهو هارب من البلد. أو يقارنونه بأمثال ازهاري وغيره. فهم يرون ان الاسم هو الشيء الوحيد الذي تغير ولكن المضمون لم يتغير، إن السيد رجائي هو كالسيد شريف إمامي ويقوم بنفس الأعمال؟ أو أننا قمنا بالتمويه وأسميناه رئيس وزراء الجمهورية الإسلامية. ولكنه نفس رئيس الوزراء السابق باسم مزور. هل الأمر هكذا؟ إذهبوا أنتم وشاهدوا حياة رئيس الوزراء وهؤلاء الوزراء الذين هم مشغولون بالخدمة الآن ويسهرون من أجل الشعب، شاهدوا حياتهم وقارنوها بحياة من كانوا قبلهم. قارنوا بين أعمالهم وأعمال من سبقوهم. انظروا هل للجمهورية الإسلامية هي نفس نظام الشاه ام لا، أن هناك فرقا من السماء الى الارض بين الاثنين. وإذا كانت هنالك إشكاليات تطرح من قبل الناس فهي ليست من قبيل ما تطرحونه أنتم. إنكم تتهمونهم بالنهب والقتل ولكن الناس قد يعترضون عليهم بأنهم لم ينجزوا الأعمال كما كان الناس يتوقعونها.
فقد يقال لهم بأن هذه المصائب التي حلت بالبلاد خلال خمسين عاماً إنكم لم تستطيعوا حلها خلال أيام أي لم تتمكنوا من القيام بالمعجزة. نحن والسيد رجائي لا نعتقد بأن الحكومة الآن يجب أن تكون حكومة المعجزات. ولكنكم تشاهدون خدماتها كما تشاهدون أتعابهم. إنكم ترون حالة حياتهم البسيطة، إذاً فإن ذلك مختلف تماماً عما يتشدق به الجالسون في بيوتهم.
مقارنة بين مجلس الشاه ومجلس الجمهورية الإسلامية
لنأت الى المجلس، وهو من المؤسسات المشتركة بين الجمهورية الإسلامية والنظام الشاهنشاهي الدستوري- حسب تعبيرهم- لقد رأيتم جانباً من المجالس السابقة وأنا قد رأيت الكثير منها. هل إن المجلس السابق ورئيس المجلس السابق مثل مجلس اليوم ورئيسه «10». هل الموجودون في المجلس اليوم من الشخصيات ذات الشعبية الواسعة ومن كانوا من الشخصيات الطاغوتية في المجلس السابق سواء؟ وهل إن الشعب الإيراني صوّت لنفس أولئك الطواغيت وأوصلهم الى المناصب وهم مشغولون أيضاً بنفس الاعمال السابقة والقوانين التي كان يتم تشريعها في عهد الشاه السابق؟ برلمان الجمهورية الإسلامية هو نفس برلمان النظام الشاهنشاهي ولم يتغير سوى الاسم.
وبدل أن نقول مجلس النظام الشاهنشاهي الآريامهري فقد أسميناه مجلس الشورى الإسلامي للجمهورية الإسلامية؟ هل هذا هو انطباع الشعب؟ أم أن هذا الكاتب الذي جلس جانباً ولأنه متضرر من الجمهورية الإسلامية يودّ لو عاد النظام الشاهنشاهي ليستفيد الآن كما كان يستفيد في العهد السابق هو ورفاقه في ذلك العهد. هل اجتمع شعبنا وتكاتف وأطاح بنظام شاهنشاهي وأحل محله نظاماً شاهنشاهياً آخر؟ أليس ذلك إساءة لشعب بأسره؟ إن هذا النظام جاء بأصوات الشعب. رئيسه منتخب وبرلمانه منتخب ووزراءه منتخبون وكلهم جاءوا من خلال أصوات الشعب. أكان شعبنا بطرا عندما قدّم شبابه شهداء ومعوقين وجرحى لاستبدال نظام شاهنشاهي بنظام شاهنشاهي آخر؟ هل إن شعبنا هكذا بحيث يقدمون شبانهم ودماءهم لإحلال نظام شاهنشاهي بدل آخر؟
الحقيقة أن هؤلاء السادة جالسون ويتلفون أوراقهم وأقلامهم ويفضحون أنفسهم. هل إن رئيس مجلسنا اليوم مثل رؤساء المجالس السابقة. حتى إن رؤساء المجلس الذين كانوا يدعون الوطنية كانوا من الطبقة الارستقراطية وكانوا ينتمون الى طبقات بمستويات معيشية لا توصف ولهم خدم وأوضاع طاغوتية هل الأمر كما يدعي هؤلاء؟
مقارنة بين الجهاز القضائي الشاهنشاهي والسلطة القضائية بالجمهورية الإسلامية
الجهاز الآخر هو السلطة القضائية، هل إن مجلس القضاء في عهدنا- عهد الجمهورية الإسلامية- ورئيس المحكمة ورؤساء المحاكم ورئيس المؤسسات القضائية كلهم كالذين كانوا في النظام الشاهنشاهي؟ هل إن الدكتور بهشتي «11» والسيد موسوي اردبيلي «12» هم مثل القضاة الذين كانوا في ذلك العهد؟ ألا يعرف الناس وضع القضاء في ذلك الوقت؟ قارنوا بين القضاة الذين كانوا في ذلك العهد- ما عدا بعضهم الذين كانوا من الطيبين وهم يعملون الآن ايضاً- وتمت تصفيتهم إدارياً وبين هؤلاء الذين يعملون الآن.
إن السيد موسوي اردبيلي هذا الرجل الذي أمّ الناس قبل عدة أيام في صلاة الجمعة كما رأيتم وقد أبدى إشفاقه وحبه للشعب هل هو مثل المدعي العام الذي كان سابقاً؟ هل إن الناس الذين جاؤوا وصلّوا خلفه هل جاؤوا ليخدعوا العالم أم كانوا مخدوعين؟ هل أقالوا طاغوتياً وجاؤوا بدله بطاغوتي آخر؟ هل إنهم أقالوا قاضياً غير عادل وأحلوا محله قاضياً غير عادل آخر؟ هل أقالوا رئيس المجلس الأعلى للقضاء وأحلوا محله شخصاً طاغوتياً آخر؟ هل إن هؤلاء مثل أولئك؟ وهل إن أعمالهم هي نفس الأعمال؟ وهل إن حياتهم مثل حياة أولئك؟
طيب، فليتحرى الشعب ذلك ويعلم الحقيقة. هل أن الشعب يريد خداع العالم أم أن شريحة منه تريد مخادعة شريحة أخرى؟ يجب أن ندرس ذلك ليتبين كلامهم الذي يزعمون من خلاله بأنكم قد أطحتم بنظام طاغوتي وأحللتم مكانه نظاماً طاغوتياً آخر؟
هذا عن القضاة لا أريد أن أصف القضاة في العهد البائد وإلى أي طبقة كانوا ينتمون. إنني لا أريد أن أبين أن بعض الشيوعيين أيضاً كانوا فيهم، إن قاضي الشرع الذي يجب أن يعمل طبقاً للموازين كان شيوعيا. كما كان بينهم من هو أسوأ من ذلك. هل الأمر كذلك اليوم؟ هل إن مجلس قضائنا فيه قضاة مثل قضاة العهد السابق؟ وكذلك الحال بالنسبة لمحاكمنا أيضاً. إنني لا أريد أن أقول أن جميع قضاتنا الموجودين حالياً في البلاد طيبون جداً. لا أدّعي ذلك أبداً. إلّا أنني أريد أن أبين ما يقولونه من أن ما جرى عبارة عن تغيير اسم، خلع نظام شاهنشاهي وهذا النظام الموجود هو نظام شاهنشاهي آخر. أنا أود المقارنة بينهما لنتبين الحقيقة هل هي كذلك ونحن ادعاءاتنا كاذبة؟ وهل إن شعبنا لا سمح الله وصل إلى هذه المرحلة من عدم الفهم والتخلف بحيث أنه أطاح بنظام شاهنشاهي وأحل محله نظاماً آخر بأيديهم؟ هل الأمر هكذا؟ وهذا أحد هذه الأماكن، طبعاً هناك بعض الخلل في الجهاز القضائي في جميع أنحاء البلاد لكن هل يقارن اليوم بالأمس؟
مقارنة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في عهد الشاه مع وضعها في الجمهورية الإسلامية
ومن الأمور الأخرى الاذاعة والتلفزيون. الاذاعة والتلفزيون الآن مع انه لم يتم التسلط عليهما بشكل كامل ولم يتسنّ جعلهما كما يحب، هل هي مثل الاذاعة والتفلزيون في عهد رضا خان ومحمد رضا؟! في عهد محمد رضا رأيتم كيف كان والآن الاذاعة والتلفزيون هل هي نفسها الاذاعة والتلفزيون الشاهنشاهي ونحن فقط غيرنا الاسم. البرامج هي نفسها البرامج السابقة وما كان في التلفزيون السابق وتلك الأقوال التي كانت في السابق وتلك المسرحيات وتلك الافلام هي نفسها الموجودة الآن؟! أم لا هذه تختلف عن تلك؟ في نفس الوقت الذي لم يتمكنوا من إصلاحها بتمام معنى الكلمة ولكن هل الاذاعة والتلفزة اليوم مع تلك الاذاعة والتلفزة في تلك السنوات- التي شاهدها الكثيرون منكم- هي نفسها؟! هي نفسها الاذاعة والتلفزيون في عهد الطاغوت وقد غيروا اسمها فقط؟! أم لا ليست المسألة بهذا الشكل وأصحاب الأقلام هم المنحرفون!
مقارنة القوات المسلحة في عهد الشاه مع نظيرتها في الجمهورية الإسلامية
والآن ننتقل إلى موضوع القوات المسلحة: نشرع من الجيش إلى أن نأتي إلى هؤلاء الأصدقاء الموجودين هنا الآن. هل جيش اليوم وقادة الجيش الآن مثل جيش الشاهنشاه والقادة هم القادة؟! الفرقاء والألوية والرتب العالية والرتب الدانية هم كهؤلاء على نفس الشاكلة؟ وضع حياتهم مثل أولئك الفرقاء؟ هل هم الآن مثل الفريق باتمانقليج «13»؟ إلا أننا غيرنا لفظاً مكان آخر، والناس تجمعوا ليرفعوا باتمانقليج ويضعوا باتمانقليج آخر مكانه؟! هل هو بنفس الترتيب ونفس الوضع والجيش بنفس النظام السابق وبنفس الوضع السابق ولم يتغير أصلًا؟ أم أن بين هذين الاثنين تغيراً كبيراً. وحتى اذا وجد نقص هم الآن منشغلون بإصلاحه. إذن [ليس] لان منشغلون باصلاحها. ر كبير. ظام السابق وبنفس الوضع السابق رؤساء الجيش الآن كما كان عليه الوضع في السابق. قائد الجيش الآن يختلف عن قائد الجيش في السابق إختلاف الأرض عن السماء في طريقة التفكير وطريقة العمل ويختلف في الحياة العادية. إذن ليس هذا كذاك. ولم يكن الأمر [استبدال] لفظ بآخر.
حسناً الدرك كيف هو؟ الدرك في ذلك الوقت كان بوضع أنه عندما زار رضا خان معسكرا للدرك وضع يده في جيبه خشية أن يسرق من جيبه أحد مع أنه نفسه كان رئيس اللصوص. أنتم أي واحد منكم أدرك ذلك العهد والدرك وابتلي بأولئك الذين كانوا يضعونهم على قارعة الطريق تعرفون كيف كان الوضع. هل الوضع الآن كما كان في السابق؟! هل الدرك الآن منشغلون بالنهب والسرقة وما شابه؟! أم لا، الآن ليس كما كان سابقاً. هل اجتمع شعبنا والقى مجموعة من الناهبين ليضع مجموعة أخرى في مكانهم؟! أخذ مجموعة من اللصوص ووضع مجموعة أخرى بدلًا عنهم. أم أن هذه الكتابات المغرضة تأتي لأنهم لا يطيقون رؤية هذه الجمهورية؟ ولها مصادر مختلفة في نفوسهم الخبيثة.
حسناً قوات الشرطة كيف؟ أنا نفسي ابتليت بالذهاب إلى المخافر في أيام شبابي ولابد من أنكم قد ابتليتم أنتم أيضاً بالذهاب إلى المخافر التي كانت في السابق وتعرفون كيف كان الوضع وكيف كان الناس في نظر تلك المخافر وكيف كانت تتعامل مع الناس وكيف كان الشرطة الذين يفترض أن يكونوا حرساً للشعب كيف كانوا يتعاملون مع الشعب. الآن هل هم أنفسهم؟! الآن هل تتحكم الشرطة بالناس؟! كان الواحد منهم يأتي إلى سوق طهران فيعطله! الآن لو أتوا كلهم هل يفعلون مثل ذلك العمل؟! كلا. وحتى لو اتوا، هل الشعب هو نفس ذلك الشعب ليقبل ذلك؟! هذا يجب أن أقوله بشأن الشعب نفسه. في ذلك الوقت كان الشخص الذي يريد أن يذهب ليشتكي على شخص كان يخاف ان يذهب إلى المخفر فتحدث له مشكلة! كان الناس يخافون من المخافر ما يخافونه من اللصوص والمجرمين! الآن هل الوضع كذلك؟! هل يخاف الناس اليوم من المخافر والشرطة كما كان في ذلك الوقت؟ ثم إن المعاملات هل هي نفسها التي كانت عند الشرطة والمخافر؟ أم أن الكتاب يتمنون عودة ذلك الزمن؟ أنها اضغاث أحلام!.
منزلة حرس الثورة ومكانتهم
الحرس الثوري لم يكن في ذلك الوقت. لماذا لم يكن؟ لأن الحرس لم يكن يرضى بالوضع الطاغوتي. الحرس لم يكن يناصر الظلم والطاغوت وكذلك الشعب. في ذلك الوقت لم يكن هناك حرس لأن الشعب كان يعارض النظام الشاهنشاهي ويعارض الطاغوت وكان يعتبر دعم الطاغوت حراماً يتعارض مع الإسلام ويتعارض مع القرآن الكريم. بعد الثورة انبعث الحرس من أنحاء البلاد في حركة عفوية فخرجوا من أعماق الشعب ليحافظوا على البلاد وهم الآن يقومون بهذه الخدمة. هل هم مجموعة من مجموعات الطاغوت إلّا أنهم غيروا اسمهم؟! كان رؤساؤهم في ذلك الوقت يقال لهم فلان والآن الرؤساء هم أنفسهم هم الناهبون والحرس هم نفس اللصوص ولكن باسم الإسلام؟! هل يفهم الشعب مثل هذا الشيء؟! أنا لا أريد أن أقول أن جميع الحرس في جميع أنحاء البلاد يعملون بشكل جيد. أنا عاتب على بعضهم. وأطلب منهم بشكل جدي أن ينتبهوا إلى أن بعض الأقلام موجودة. هؤلاء الجناة أقلامهم الجانية تعمل ليلًا ونهاراً لترى منكم أقل خطأ لتعرّفه وتصورّه على أنه أعظم انحراف وتستميت في هذا الأمر. هذا ما يتعلق بالحرس. الحرس لم يكونوا في ذلك الوقت لكونهم يعارضون الطاغوت وعندما زال الطاغوت وجدت مجموعة ملتزمة ومتدينة من أجل حفظ النظم. ليس الوضع أنهم جميعاً بما فيهم أنتم الذين جلستم هنا نفس الطواغيت السابقين وقد غيرتم الاسم فقط! وهكذا الوضع في كافة انحاء البلاد!.
أبعاد تحول الشعب في الثورة الإسلامية
نأتي الآن إلى الشعب لنرى هل هو نفس الشعب أيضا؟ هل تغير أم لا؟ هذا الشعب يجب أن نتحدث عنه من جهات مختلفة ولكن أنا أتحدث حول بعض الأشياء. هذا الشعب هو نفس الشعب الذي كان يأتي شرطي إلى السوق فيقول له اليوم هو يوم الرابع من آبان «14» ويجب عليكم جميعاً أن تزينوا الشوارع بالمصابيح الكهربائية ولم يكن أحد يجرؤ على المخالفة. وإذا خالف أحد كان يؤتى به إلى المخافر ويعمل معه ما يعمل. ما الذي حصل حتى صار الشعب الذي كان يخاف من شرطي بذلك الشكل نزل إلى الشوارع يطالب بأننا لا نريد نظام الشاهنشاه من الأساس! هل تعدون هذا شيئاً قليلًا؟ النظام الشاهنشاهي الذي حكم لمدة ألفين وخمسمائة سنة هذا الشعب في منتهى القوة ومنتهى الشيطنة حتى أن عادلهم المعروف بالعدل كان أسوأ من أسوأ مجرمي الدنيا وفي الزمان الذي نعيش فيه مارسوا أبشع أنواع الجرائم ضد الشعب حتى لم يكن يجرؤ على التنفس. ما هذا التحول الذي طرأ على الشعب حتى استطاع القيام ضد نظام يمتد لألفين وخمسمائة سنة وهو في منتهى القوة وتدعمه قوى أخرى من قبيل أمريكا والاتحاد السوفياتي وغيرها من القوى الأخرى ما الذي حصل حتى لم يعد يكترث لهذا النظام وانتفض ضده وضد تلك القوى الداعمة له وتغلب عليهم جميعاً؟ هل هذا الشعب هو نفس الشعب في زمن النظام الشاهنشاهي في نفسياته ونحن فقط غيرنا اسمه ليكون الشعب في الجمهورية الإسلامية. شعب الجمهورية الإسلامية هو نفسه الشعب في الزمان الشاهنشاهي مع تغيير الاسم؟ أم لا، حصل تغير؟! في يوم كان سوق طهران الكبير كله يخاف من شرطي واحد وفي يوم نزل أهالي سوق طهران وجميع الشعب إلى الشوارع ليقولوا أننا لا نريد أساس هذا النظام ولم يخافوا من دباباته ولا رشاشاته ولا مدافعه وبهذه الشجاعة الإنسانية التي لديهم خرجوا إلى الشوارع بمنتهى الرجولة، رجالهم ونساؤهم وقضوا على النظام الشاهنشاهي.
هل نساؤنا اليوم هن نفس النساء في زمان صاحب الجلالة؟ الا أننا غيرنا اسمهن؟! الجمهورية الإسلامية هي اسم بدون محتوى؟ الرجال هم نفسهم الرجال والنساء نفسهن النساء وكل شيء هو نفسه؟ هل نساء زمن الطاغوت اللواتي كن يظهرن في التلفزيون واللواتي كن في الشوارع هن نفسهن النساء اليوم؟! أم أنهن ذهبن إلى جهنم وصارت نساؤنا اليوم مثل الرجال الشجعان ومثل الأسود الشجعان خرجن وقمن مع إخوتهن بصنع الجمهورية الإسلامية؟ اذن المحتوى ليس هو نفسه ولم يتغير سوى الاسم. الآن هل كل منهن في الشوارع هن أنفسهن اللواتي كن في الزمن السابق ونحن فقط قد غيرنا اسماءهن؟! أم لا المضمون أيضاً قد تغير؟ الأقلام التي تكتب في هذا المجال ويريد أصحابها التعبير عن عقدهم في هذا المجال من خلال أقلامهم أو أنهم يريدون إعادة زمان الشاه السابق أو ما يشابهه وربما جلب ما هو الأسوأ منه إلى إيران وإعادة السلطة اليه واسر الشعب مرة أخرى وإخضاعه. هذه الأقلام التي تقول إن المحتوى لم يتغير وهو نفسه إلّا أن اسمه كان في السابق النظام الشاهنشاهي والآن هو نفسه النظام الشاهنشاهي لكن اسمه قد تغير، حسناً نذهب ونتجول في شوراع طهران وبقية المدن ننظر في الشوارع الممتدة من طهران إلى شميرانات هل هي نفسها في النظام الشاهنشاهي وفي الوقت الحاضر ولم يتغير فيها شيء سوى اسمها؟! هل بيوت الدعارة الآن تملأ هذه الشوارع وشميرانات والأماكن الأخرى وهل لازالت الحانات تملأ إيران ومراكز الفساد في كل مكان ودور السينما بنفس الوضع السابق فقط نحن غيرنا الاسم؟! هل فعلا الأمر كما يقال؟! هؤلاء الكتاب على من يريدون أن يضحكوا؟ على هذه الامة وهذا الشعب الذي كان دائماً في الساحة من البداية وحتى الآن. الشعب لم ينزو جانباً، ولم تتسلط على الحكم مجموعة ولم تتحكم مجموعة بمقدرات الشعب دون أن يكون له علم بما تفعل. الشعب هو نفسه الشعب الذي نزل إلى الساحة وقدم شبابه واخوانه وابناءه فداءً للوطن وقام عن سابق وعي وتصميم بخلع نظام طاغوتي واستبداله بنظام طاغوتي آخر. الآن هل ترون انتم من حانات الخمر الكثير وقد غير اسمها فقط؟! هل إن مراكز الفساد منتشرة في أرجاء إيران مثل عهد الشاه إلّا أنه مع وجودها قد غيرتم الاسم فقط؟!
انتقاد الكتاب الذين يسعون لتثبيط عزيمة الشعب
كما يبدو أن السادة يجلسون في بيوتهم ويكتبون أو أنهم يتحدثون لأصدقائهم وأحياناً يتآمرون- ونحن لسنا غافلين كثيراً عن مؤامراتهم- القضية هو إن لديهم مرضاً فليكشفوا عن مرضهم. هؤلاء مرضى! فليقولوا مرضهم الأساسي. مرضهم الأساسي هو أن الإسلام جاء وسلبنا مصالحنا والامتيازات التي كانت بايدينا ونحن ساخطون على الإسلام الذي ياخذ منا امتيازاتنا ومصالحنا المادية. أنا لا أعتقد أنكم أيها السادة وجميع الشعب غافلون عن المواضيع التي أقولها لكن من الجيد أن أذكر بها فمن الممكن أن يكون هناك بين هذه الجموع البعض ممن لم ينتبهوا جيداً وبالتالي ينخدعون بهؤلاء المتلاعبين. هؤلاء الكتاب هم متلاعبون! وأقلامهم هي أدوات اللعب هم يعملون على تثبيط الشعب بأي حيلة ممكنة ليقولوا للشعب أن شيئاً لم يتغير. ما كان في السابق موجود الآن. جميع الأجهزة اليوم هي نفسها وقد اجتمعتم وأعطيتم أصواتكم الانتخابية لرئيس الجمهورية وصوّتم للجمهورية الإسلامية ولممثليكم من النواب في المجلس ولكنكم أتيتم بهؤلاء وجعلتموهم على راس السلطة وهم نفس المجموعة السابقة! وهم يقومون بنفس الأعمال السابقة التي كان يقوم بها اولئك وأنتم تعرفون كذب هذا الامر جميعكم ولكن أخاف أن لا ينتبه البعض ويصدقوا بعض المسائل التي تطرح.
وأنا أكرر أن هناك بعض النواقص وهي كثيرة ولكن لا تتوقعوا لبلد سُعي في اثقاله بالقيود والتبعية طيلة السنوات الخمسين الأخيرة وعُمل على القضاء عليه وإفساد كل شيء فيه وإفساد شبابه لا تتوقعوا مع هذا أن نستطيع وأن تستطيعوا وأن تستطيع الحكومة خلال مدة قليلة، سنة أو سنتين أن تعالج كل هذه المشاكل خصوصاً مع هذه المؤامرات الكثيرة والكبيرة الموجودة ومصائب الحرب وحسب ما سمعت إن بعض الأخوة المتضررين من الحرب حاضرون هنا. أنتم تعلمون أن البلاد بطولها وعرضها قد تم تخريبها باسم الاصلاحات؛ تم تخريب زراعتها ومعاملها وتم ربطها بالأجانب من جميع جهاتها؛ ثقافتنا واقتصادنا وجيشنا وكل شيء كان تابعاً. لقد حققتم معجزة من خلال ما قمتم به حتى الآن وما قام به الشعب- وهو المساعد للحكومة وجميع الاجهزة الحكومية- حتى الآن هو شيء من المعجزات. طيلة الخمسين سنة تم كل ذلك التخريب في مقابل شيء بسيط من الإعمار وفي هاتين السنتين تم كل ذلك العمل والخدمة للبلاد وخصوصاً للقرى المنسية والتي لم يكن يهتم بها احد ولم تكن تحسب من الشعب. واليوم فإن الكثير من الأعمال تم انجازها للقرى أو أن الأعمال هي قيد الإنشاء والإنجاز.
هذه الأقلام تريد تثبيط الشعب. في نفس الوقت الذي بدأ الشعب يلعب دوراً فان هؤلاء يتحدثون وينشرون ويقولون للناس أنه لا ليس هناك شيء! لم تفعل الجمهورية الإسلامية شيئاً! والإسلام ايضا لم يجد نفعا! حتى يتم نقل هذه الأخبار إلى خارج البلاد ويصدّقها أولئك الذين في خارج البلاد ولا علم لهم بما يجري في إيران. وهؤلاء يسرون بأن يصدق الأجانب هذا لعل فرجاً يحصل للظالمين وتعود إيران لسابق عهدها حتى يتمكنوا من القيام بما يحبون.
لقد تحدثت لكم عن هذه الأمور الواضحة واتعبتكم بها من أجل أن تنتبهوا إلى أن هذه الطفيليات التي لا تطيق رؤية الإسلام ولا تريد النظام الإسلامي لأنها تضررت منه قد انتشرت بين الشباب والشعب وفي المدارس لتتفوه بمثل هذه الأشياء. هذه أكبر إهانة توجه للشعب، وهي أن الشعب قام باجتثاث الطاغوت ليضع طاغوتا آخر مكانه! هذه إهانة كبيرة للشعب نفسه لأن أحداً لم يات ليجبركم على الجمهورية الإسلامية ويفرضها عليكم.
أنتم الذين ذهبتم بأنفسكم وصوتم. لقد صوت ما يقارب اثنين وعشرين مليوناً. هؤلاء الناس الذين بلغ عددهم اثنين وعشرين مليوناً هل جاؤوا بجمهورية إسلامية باللفظ ليتسلط من جديد عملياً النظام الشاهنشاهي السابق نفسه؟! أم لا قام البعض بالتلاعب على هؤلاء الاثنين والعشرين مليوناً الذين صوتوا وهؤلاء كان رأيهم أن الجمهورية الإسلامية هي النظام الشاهنشاهي نفسه وجاء شخص أو شخصان أو مائة شخص أو مئتا شخص واستطاعوا الضحك على الشعب وجروه إلى صناديق الاقتراع؟! أكبر إهانة للشعب أن يقال له إنك قد ضحك عليك من قبل عدة أشخاص! من هم هؤلاء الذين تلاعبوا بالشعب؟
ومن جميع الأحوال يجب على الجميع أن ينتبهوا جيداً ويفتحوا آذانهم وأعينهم ولا تتخيلوا أن الأجانب الذين يعملون من خلال هذه الطفيليات يكفون عنا بهذه السهولة.
نحن مبتلون لسنوات طويلة. أعدوا أنفسكم من أجل بناء وطنكم ومن الجدير أن نتعب لمدة عشر سنوات أو خمس عشرة سنة وأن نتحمل المشقة من أجل أن يستقل وطننا وأن يتخلص من قبضة هذه الذئاب المفترسة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته