بسم الله الرحمن الرحيم
المدعون كذبا الدفاع عن الإسلام والمسلمين
إنني أرى اليوم وجوهاً بريئة تعرضت لليتم والتشرد من جراء ظلم الدول الكبرى وبأيدي عملائها. الادعاءات كثيرة. جميع رؤساء الدول الإسلامية يدّعون الإسلام وجميع رؤساء العالم يدعون حب البشرية وحقوق الإنسان. هذه الادعاءات ليست جديدة، ففي صدر الإسلام كانت الادعاءات كثيرة أيضاً ولكن عند الامتحان فان الأعمال لم تكن موافقة للادعاءات. الخوارج أيضاً كانوا يدعون الإسلام وأمثال عمرو بن العاص أيضاً كانوا يدعون الإسلام واليوم فان صدام يدعي الإسلام ويدعي حب العرب وأخوته الخونة أيضاً يدعون نفس الشيء من قبيل السادات وأشباهه. ولكن عندما تشاهدون أعماله ونشاهدها فان بين أعمالهم وأقوالهم مسافات شاسعة. لقد اجتمع في الطائف هؤلاء الذين يحبون الإسلام وانصاره باسم الإسلام وفي المركز الذي ظهر منه الإسلام وهو الحجاز ولكن ماذا قالوا وماذا فعلوا؟ هل ذكروا شيئاً عن الأطفال الذين تيتموا بأيدي الصهاينة، هل ذكروا لبنان؟ وهل تعرضوا لذكر الدول الإسلامية الواقعة تحت ضغوط القوى الكبرى وعملائهم؟ هؤلاء المحبون للإسلام لا يرون أن الإسلام في جميع الدول الإسلامية يتعرض للاضطهاد من قبل الدول الكبرى وعملائها؟ الا يعلمون ماذا يجري في جنوب لبنان، وفي فلسطين، وفي إيران، وفي العراق، وفي سائر الدول الإسلامية، وماذا يفعل مع أهلها وكم يتموا من أطفالها الصغار البريئين وشردوهم من منازلهم؟ اما كان مؤتمر الطائف يعلم بهذه الأمور؟ إجتمعوا باسم الإسلام في ذلك المؤتمر ولم تكن هناك حتى رائحة الإسلام. كل ما كان هناك هو النفقات الطائلة والحياة المخملية دون الاهتمام بالإسلام وأمور المسلمين. ألم يسمع هؤلاء بحديث رسول الله انه (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) «1»؟ هؤلاء الرؤساء الذين اجتمعوا في مؤتمر الطائف، في البلد الذي نشأ فيه رسول الله والإسلام ونشر دعوته منه، ماذا قالوا حول الإسلام؟ بماذا اهتموا من أمور المسلمين، وبالمسلمين أنفسهم؟ هل نستطيع أن نعدهم مسلمين وفقا للحديث الشريف؟ هل تحدث اولئك شيئاً عن الدول الإسلامية التي تشرد شعبها وقتل وترك مثل هؤلاء الأطفال الأبرياء بفعل الدول الكبرى وبأيديها وبأيدي عملائها؟ هل اهتم هؤلاء باعتداء إسرائيل على لبنان وفلسطين؟ هل بحث المشاركون في مؤتمر الطائف اعتداء العراق على دولة إيران الإسلامية التي لا ذنب لها سوى أنها خلعت الطاغوت وأرادت بدلًا عنه أن تطبق الإسلام وأن تقيم نظاماً إسلامياً بدلًا عن نظام الطاغوت ولا ذنب لها سوى هذا؟ أم أن كل شيء هو ادعاء. وكونهم إسلاميين هو ادعاء، وهو الادعاء الرائج بين جميع رؤساء الدول الإسلامية.
الادعاءات الكاذبة لحماة حقوق الإنسان
الاهتمام بحقوق الإنسان هو أيضاً ادعاء آخر. وهو سائد بين جميع رؤساء دول العالم. ولكن كيف هو في مقام العمل؟ كارتر أيضاً كان يدعي أننا نحترم حقوق الإنسان ولكن هل كان يحترم حقوق الإنسان؟ وهل كان الشاه الذي كان مدعوماً من قبلهم يحترم حقوق الإنسان في إيران؟ هل الدول التي سلطت الاسرة البهلوية علينا وأدعياء حقوق الإنسان والمحترمون لها لم يكونوا يرون ماذا فعلوا بالإسلام والمسلمين؟ ألم يعلموا ماذا فعل الصهاينة بلبنان وفلسطين؟ أم أنهم كانوا شركاءهم؟ الجميع يدعون. قليلون هم المسلمون ويهتمون بأمور المسلمين. الشعوب نفسها يجب أن تهتم بالإسلام. نحن يائسون من الأكثرية الساحقة من زعماء المسلمين. لكن الشعوب يجب أن تهتم بالأمر. نحن لسنا يائسين من الشعوب. في قضية هجوم العراق على إيران الشعوب هم الذين أعلنوا تأييدهم [لنا] وقلما شاهدنا مثل هذا الموقف من الحكومات. فهم إما دعموا مواجهة الكفر للإسلام ودعموا البعثيين والبعث العراقي أو أنهم اختاروا الوقوف جانباُ والتفرج بصمت على ما يجري، وعلى هجوم الكفر على الإسلام. هؤلاء المدعون للإسلام وقفوا يتفرجون بلا مبالاة لهجوم اسرائيل على لبنان وفلسطين والجرائم الكثيرة التي ارتكبتها. هل يهتم هؤلاء بامور المسلمين في حين أن المسلمين واقعون تحت وطأة عملاء الدول الكبرى وهؤلاء لا يكترثون؟ كيف نقبل نحن هذه الادعاءات؟ اولئك الذين قتلوا أمير المؤمنين علياً- عليه السلام- في محراب العبادة كانوا أيضاً يدعون الإسلام. اولئك الذين حشدوا الجيوش وهجموا على جيش الإسلام في صدر الإسلام وهجموا على جيش علي بن أبي طالب كلهم كانوا يدعون الإسلام وكانوا يخونون الإسلام باسم الإسلام. صدام أيضاً يدعي الإسلام وهجم على بلد إسلامي باسم الإسلام وتسبب باستشهاد الآلاف من شباننا باسم الإسلام وشرد ما يقرب من مليوني إنسان. وباسم الإسلام يفعل في بلده بالإسلام وبعلماء الإسلام ما كان يفعله المغول بالايرانيين. الادعاءات كانت كثيرة دائما والآن أيضاً كثيرة. إنني أتقدم لكم جميعاً أيها الأطفال الذين تعرضتم لليتم بسبب جور هؤلاء المجرمين بالتعازي ونحن شركاؤكم في حزنكم. نحن نشارككم أحزانكم لأننا لا نعلم مصير السيد موسى الصدر «2». ونحن شركاء الشعب العراقي في حزنه على تعذيب وقتل السيد الصدر «3» وأخته العزيزة بذلك الشكل. ونحن شركاء المظلومين في العالم في حزنهم ونقف إلى جانب جميع المظلومين في العالم. يجب على مظلومي العالم ان يقوموا بانفسهم ضد المستكبرين. لا يجوز للمستضعفين أن يجلسوا لتقوم حكوماتهم بهذا الامر يجب عليهم أن يقوموا به بأنفسهم.
وفق الله الإسلام والمسلمين لتحصيل القوة ان شاء الله وان ينصركم انتم أيها الأخوة والأخوات الذين شردتم من بيوتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته