بسم الله الرحمن الرحيم
علماء الدين والتدخل في المجالات الاجتماعية والسياسية
مع أن الوقت قليل وقد مضى تقريباً؛ ولكن أتحدث إليكم يا علماء الدين ويا اخوة الإسلام وأبناءه.
قامت الأيدي المشبوهة للمستعمرين من خلال أشخاص ومجموعات نفذت إلى الفئات المختلفة للشعوب الإسلامية وقامت بتنفيذ برامج طيلة سنوات طويلة. ومع الأسف فقد تم وقدّم ثماره الخبيثة إلى الشعوب. وهو أن علماء الدين يجب أن يعزلوا في المساجد والحجرات والزوايا وكل همهم أن يذهب شيوخهم من المنزل إلى المسجد ومن المسجد إلى المنزل، وأن يكونوا منفصلين عن المجتمع لا يهمهم ما يجري فيه من أمور. حتى أن التدخل في الأمور الاجتماعية والسياسية للبلاد كان عاراً يخالف عدالة ومنزلة علماء الدين! وكان واجب علماء الدين الشبان هو القعود في زوايا المدارس والغرف الرطبة والاقتصار على تحصيل العلوم، والعلوم التي لا ترتبط بالمجتمع، ولا ترتبط بسياسة المجتمع. حتى أن لباس العسكرية كان من جملة الأشياء التي لو أن رجل الدين لبسها لأخرجه عن العدالة! والتدخل في الأمور السياسية كان قد روّج له أنه يخالف منزلة علماء الدين؛ وفلان إذا كان سياسياً يجب إخراجه من مجموعة علماء الدين. كان هذا أمراً خطط له من أجل عزل علماء الدين وجرهم إلى زوايا الانعزال وغرف المدارس وزوايا المسجد واقتنع به أكثر علماء الدين، والأكثرية الساحقة للأمة. وإذا كان هناك أمر يتعلق بالسياسة او المجتمع او المشاكل السياسية والاجتماعية للإسلام والبلد الإسلامي؛ فلا يجوز لرجل الدين أن يتدخل فيه! هذا الأمر أخذ من أوروبا لأن هؤلاء أيضاً قاموا بعزل علماء دينهم من أجل أن يقوموا بأي عمل في حق الشعوب دون أن يوجد من يقول لهم لماذا قمتم بهذا العمل. هنا أيضاً في بلدنا، وفي البلاد الإسلامية الأخرى، نفس المخطط. لو تدخل علماء الدين في أمر سياسي معين فان الشعب كان يؤاخذهم، ونفس علماء الدين يؤاخذونهم. يجب أن يكونوا منعزلين عن السياسة وعن مصائب الإسلام والمسلمين ويجب أن توكل هذه الأمور إلى السلاطين وعمالهم. كانت هذه خطة رسمت منذ فترة طويلة واستفادوا منها فوائد كبرى. لو لم تكن هذه الخطة أو أنها لم تنجح ولم تصل لأهدافها فان بلدنا وبقية البلدان الإسلامية التي يجب أن يتدخل فيها رجل الدين في شؤون البلاد ويجب أن تكون السياسة الجديدة على رأس برامجه ما كانت لتواجه هذه المصائب. لقد فهم هؤلاء أن هذه المجموعة التي لها تأثير على الناس وهي مفتاح الشعب يجب أن تعمل بحيث أن الشعب نفسه لا يسمح لها بالتدخل بالسياسة وأن تقتنع هي نفسها بأنها يجب أن لا تتدخل بالسياسة. تماما كما فعل الغرب مع الكنيسة وتم عزل الكنيسة عن الشعوب. هنا أيضاً قاموا أنفسهم بهذا العمل وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن فيه.
مؤامرة العدو في عزل علماء الدين عن ميدان السياسة
اليوم حصل في شعبنا تغير كبير، وقد تفضل الله بعنايته فأوجد هذا التحول بقدرته وقد حدث مثل هذا التحول عند علماء الدين. الآن هم يشاركون في الجهاد إلى جانب المجاهدين ويقدمون الضحايا والشهداء ويظهرون بين حشود الناس بالسلاح وقد زال حاجز عدم تدخل علماء الدين بالأمور الاجتماعية والسياسية والحربية. بحمد الله أنتم أيها السادة وجميع علماء البلاد وجميع طلاب العلوم الدينية وعلماء الدين موجودون في ساحة الأحداث وتشاركون اخوانكم في الحرس وإخوتهم، في الجيش، في الجبهات وتضحون.
إخوتي الأعزاء أبناء الإسلام! انتبهوا إلى أن هناك تياراً يعمل على عزلكم عن الأمر الذي أنتم فيه. إحذروا أن تستغفلكم المجموعات، أو أولئك الذين لا يريدون لعلماء الدين في هذه البلاد أن يتنفسوا، وأن يعيدوكم إلى المدارس لتنزووا في الحجرات! فكما تعملون على اكتساب العلم وتجعلون التقوى في رأس قائمة اهتماماتكم، يجب أن تسعوا إلى الاستعداد للتدخل في الأمور السياسية والأمور الاجتماعية والتدخل في مشكلات المسلمين وأن تكونوا مستعدين للدفاع عن البلد الإسلامي. وكما خططوا لعلماء الدين فانهم خططوا للشباب من غير علماء الدين سواء منهم الجامعيون وغيرهم من الشباب بأشكال مختلفة لكي لا يكون لهم وجود على الساحة السياسية وألا يتدخلوا في الأمور التي تحتاجها البلاد. كثير من الذين كانوا في المدارس والجامعات؛ عملوا من خلال تعيين المعلمين والأساتذة الذين كان كثير منهم منحرفين عن مسير الإسلام ومسير الشعب المسلم وكانوا يحرفون شبابنا ويمنعونهم عن السعي في سبيل الإسلام شوهوا صورة علماء الدين في أذهانهم، كما شوهوا صورتهم عند علماء الدين. وصارت هناك جبهتان: جبهة علماء الدين وجبهة الجامعة. واستفادوا هم من الانقسام إلى هاتين الجبهتين. والحمد لله تحطم هذا السد وصار عالم الدين إلى جانب الجامعي، والجامعي إلى جانب عالم الدين في العمل والانخراط في الأمور السياسية والأمور الاجتماعية والامور العسكرية. لا يكن بينكم من يأتي لانتقاد الجامعة. ولا يكن بين الجامعيين من يأتي لانتقاد علماء الدين. انتقاد هؤلاء وأولئك ليس لصالحكم وليس لصالحهم بل هو لصالح القوى الكبرى. هؤلاء لن يتركوا البلاد الإسلامية بهذه السهولة وقد قطعت أيديهم عن إيران- التي كانت ثرواتنا النفطية تذهب لجيوبهم وكانت جميع مخازننا لصالحهم وكان جميع الأشخاص الذين يقومون بعمل ما يقومون بما يصب لصالحهم- ولن يتخلوا عنا بهذه السرعة.
أعزائي، إخوتي، أخواتي! لتنتبه جميع فئات الشعب إلى التيارات المنشغلة بالعمل على تصوير علماء الدين في أعين الناس بشكل آخر والتي تعمل على فصل الناس عن علماء الدين وفصل الجامعة عن علماء الدين وتحقيق أهدافها. ولو من خلال إيجاد نظام يحكم الشعب بأساليب ماكرة؛ نظام له مظهر إسلامي بحيث يصيح أكثر منكم (وا إسلاماه) ولكن هو في الباطن منافق يعمل خلافاً لمصالح البلاد. اليوم الحيل الشيطانية للقوى الكبرى تعمل لفصل الشعب عن علماء الدين و فصل علماء الدين عن الشعب وعن الجامعة وعن الشباب. وهذه هي الخطة التي يريدون من خلالها عزل علماء الدين في الحجرات والمساجد ليتسنى لهم القيام بما يحلو لهم.
هؤلاء الذين ينتقدون علماء الدين أين هم، وفي أي زاوية؟ الذين هجموا عند الثورة على مخازن الأسلحة ليسرقوها، والآن الاسلحة في أيديهم وعندما بدأت الحرب فانهم جلسوا جانباً ينتظرون أن ينتصر العراق أو دولة أخرى ليلتحقوا بهم. علماء الدين عندنا حاضرون دائماً في الساحة. شهداؤهم الآن في مقابل عيني- كثيرون منهم أو بعضهم- حاضرون. ونفس علماء الدين الشبان قد رجعوا من الجبهة بأسلحتهم. هؤلاء الذين ينتقدون علماء الدين، في أي جبهة هم؟ ومن من الشهداء قدّموا؟ فليأتوا وليعرضوه. لقد قاموا بنهب الأسلحة وجلسوا جانباً ينتظرون أن تتم هزيمة إيران. وصالحوهم- إذا كان بينهم صالح- يريدون الاستفادة لصالحهم وأن يتنحى هؤلاء الذين قدموا الدماء جانباً ليتسنى لهم الحصول على المكاسب التي حققها اولئك. المنحرفون لا يعتقدون بالإسلام ولا بعلماء الدين ولا الجامعة.
ضرورة تعزيز العلاقات بين الحوزة والجامعة
يجب أن تنتبهوا! ويجب أن تنتبه الجامعات والمدارس والجميع يجب أن ينتبهوا! يجب أن توطد الجامعة علاقاتها بالفيضية. ويجب على الفيضية أن توطد صلتها بالجامعه. أنتما فئتان إذا صلحتما تصلح الشعوب. لا قدر الله لو لم تصلحوا أو انعزلتم فان بلادكم والذين يمكنهم القيام بعمل ما سوف ينزوون وسوف ترجع القوى التي خسرت مصالحها إلى الساحة من جديد وتأتي بحكومة من الوجهاء وحكومة الوجهاء ستقوم بتدمير جميع ما لدينا!
أنتم أيها الإخوة والأعزاء! تماماً كما أن السلاح في يدكم يجب أن يكون الاصلاح في اليد الأخرى. يجب أن تكونوا صلحاء، يجب أن تتصرفوا بطريقة تعرضون فيها الإسلام تماماً كما هو. إعلموا أن علماء الدين والملبسين بلباس علماء الدين لا قدر الله لو قاموا بتصرف يخالف تعاليم الإسلام فإنهم سيعملون على عزل علماء الدين من خلال هذه الأعمال. وسوف تشرع الاقلام بالكتابة ضدكم وتفصلكم عن الأمة وتفصل الأمة عنكم وينزلون بهذا الوطن ما أنزلوه في زمن رضا خان وابنه.
الإسلام اليوم هو في أيدينا جميعاً، في جميع أنحاء البلاد الإسلامية ولا سيما في إيران التي أعلنت الجمهورية الإسلامية- الإنسانية فيها، الإسلام هو أمانة، أمانة كبيرة. هذه الأمانة التي بيدنا لو أننا قمنا بخيانتها فان الخيانة بحق الإسلام هي خيانة بحق الأحكام النورانية لله؛ وخيانة للشعوب الضعيفة. لينتبه علماء الدين في جميع أنحاء البلاد سواء الشباب الذين في ساحات القتال والتضحية أو هؤلاء الموجودون في المدارس لدراسة العلوم، أو هؤلاء المنشغلون بالتدريس، أو أئمة الجمعة والجماعات، أو أولئك الذين في المحاكم والمناصب القضائية، أو أولئك الذين في اللجان الثورية والأماكن الأخرى، عليهم أن ينتبهوا إلى أن الإسلام في أيديكم أنتم أيتها الجماعة هو أمانة. إنحرافكم ولو كان انحراف البعض منكم يوجب أن يهجم عليكم الأشخاص الذين يعادونكم ويعادون الإسلام بأقلامهم وأقوالهم وأن يضخموا هذا الموضوع: مجاهداتكم لا تقال منها كلمة واحدة ولكن انحرافكم يقال دائماً ويكرر على مسامع الناس؛ تجهيل الناس بجهادكم. الأتعاب التي واجهتكم والتي تحملتموها منذ الخامس عشر من خرداد وحتى الآن والتي تحملها كباركم في السجن والتعذيب، والأعمال التي مورست بحقهم والتي لا تمارس بحق اللصوص، لم أر أنهم يذكرون شيئاً عنها! الأقلام عاجزة عن أن تذكر شيئاً عن هذا! أما لو حصل في محكمة ما يعد في نظرهم انحرافاً، أو لو كان لا قدر الله انحرافا بحسب الواقع؛ فان عملاءهم يشرعون هنا وهناك بالدعاية بأن هذه ديكتاتورية علماء الدين. هذه الكلمة كلمة صنعها أعداء الإسلام ويريدون وضع علماء الدين جانباً، وأن يذهب رجل الدين إلى زاوية المسجد ويمارس الأمور الإسلامية لا المتعلق منها بالمجتمع، ولا المتعلق بمشاكل المجتمع والإسلام، بل ما يتعلق بالأمور العبادية فقط؛ على أن يسيطر الآخرون على الساحة ويفعلوا بنا ما فعله محمد رضا.
واجب علماء الدين هو القيام بالأعمال بحسب الموازين الشرعية
يجب أن تستيقظوا! يجب أن يستيقظ الشعب. شعبنا مشغول بالقيام بواجباته في الشوارع والأسواق وفي كل مكان يتواجد فيه، في المعامل وفي الأراضي. ليستيقظ هؤلاء الذين يتفوهون بهذه الكلمة (ديكتاتورية علماء الدين) هذه كلمة باطلة والمراد منها أشد بطلاناً! وإلا فعليهم أن يحددوا علماء الدين الذين يمارسون الديكتاتورية. إذا كان معنى الديكتاتورية هو اخذ حق المظلوم من الظالم، وإذا كانت الديكتاتورية تعني القضاء على أمثال (نصيري)، فإن هذا هو الشيء الذي فعله الإسلام والشيء الذي تم بأمر الإسلام. وإذا كانت الديكتاتورية معناها هو فرض ما يراد فرضه على الشعب، ويراد بالقوة إيذاء الشعب، وتحقيق أهدافهم فإن هذا كذب واضح. يجب على الشعب أن يأخذ من يقول مثل هذه الأمور وأن يسألهم من هذا الشخص وماذا فعل وأي عمل ديكتاتوري قام به حتى يفهم الشعب أساس هذا الأمر أين هو؟.
أنتم أيها السادة مكلفون في الأعمال التي تقومون بها وجميع فئات علماء الدين بين الشعب والمشتغلين بأداء الخدمة هو أن تكون الأعمال وفقاً للموازين الشرعية وأن لا تتجاوز الموازين الشرعية أبداً حتى لا تقدم الذرائع للعدو. هذا هو واجبكم أن لا تقصروا عن أحكام الإسلام وإن شاء الله لا تقصرون. وواجب الشعب هو الاقتداء بعلماء الدين وأن لا يكترث بالكلام والدعاية المعادية لعلماء الدين. تتبعوا إذا قالوا عن مكان ما، انظروا أين حصلت الديكتاتورية التي يتحدثون عنها؟ هل رئيس مجلسنا ديكتاتور ويمارس الديكتاتورية؟ وهل المسؤولون الآخرون في البلاد يمارسون الديكتاتورية، أيهم يمارس الديكتاتورية؟ أم أن ألسنة الناس غير الملتزمين هي التي تمارس الديكتاتورية وتريد إضعاف علماء الدين وإضعاف الجمهورية الإسلامية. الألسنة التي تهاجم علماء الدين خلافاً لمصالح الإسلام دون أي حجة شرعية أو تهاجم الجمهورية الإسلامية دون أي دليل واضح. هذه ألسنة أصحابها ديكتاتوريون ويريدون إقصاء علماء الدين من الميدان لكي تأتي عندها حكومة مطابقة لرغبة ريغان أو الاتحاد السوفياتي.
خطر الإسلام دون علماء الدين
أنني أعلن حالة الانذار لجميع علماء الدين في جميع أنحاء البلاد! أنا أعلن حالة الانذار لجميع الشعب! أعلن حالة الانذار لجميع علماء الدين الأعلام أن إذا وجد بينكم لا قدّر الله من يعمل خلافاً للموازين الإسلامية فأمروه بالانتهاء عن عمله. وإذا لم يقبل فأخرجوه من سلك علماء الدين. إذا لم تفعلوا هذا الشيء لا قدّر الله فإن صورة علماء الدين- التي هي عزّ الإسلام- ستتشوه بفعله.
ومع تشويه صورة علماء الدين فإن الإسلام سيتعرض للانزواء. الإسلام دون علماء الدين مثل بلد بدون طبيب. خطباؤكم وعلماؤكم عليهم أن يقدموا النصيحة في الحوزة والأماكن الأخرى التي يعمل فيها علماء الدين لكي لا يصدر عنهم (لا قدر الله) أي عمل يعطي مبرراً لأولئك الذين يريدون إخراجكم من الساحة. فتبدأ الأقلام بالدعاية للتقليل من شأن الخدمات التي قمتم بها ولو كان هناك انحراف وانزلاق من واحد أو اثنين منكم يحسب على علماء الدين جميعا. يجب أن تتهذبوا. يجب أن تهذبوا أنفسكم. الأشخاص الذين هم في الحوزات. الأساتذة الموجودون في الحوزات عليهم أن يسعوا لتكون الحوزات مهذبة. والخطر الذي أكشف عنه للشعب هو أن هناك تياراً يعمل على عزل علماء الدين جانباً، وهناك تيار يعمل على عزلكم عن علماء الدين، وأن يعملوا بالشعب ما عمله محمد رضا. إلّا أن عملهم بشكل آخر.
اليقظة أيها الشعب! يا علماء الدين استيقظوا! استيقظوا أيها الجامعيون! استيقظوا أيها العمال! أيها الموظفون! أيها الصغار! أيتها النساء! أيها الرجال! استيقظوا وأبطلوا مفعول هذا التيار ولا تدعوا شعبكم ووطنكم ينحرف عن طريقكم الذي هو طريق الإسلام وطريق الرسول الأكرم.
هدف العدو هو إيجاد الاختلاف والفرقة بين جميع فئات الشعب
كلمة أكررها مرة أخرى، وقد كررتها مراراً، وهي للأشخاص الذين يتصدون لمسؤوليات البلاد بدءاً من رئيس الجمهورية إلى كل مكان وكل شخص وكل جهاز يقوم بعمل في هذه البلاد من أفراد الجيش وقوات الدرك وحرس الثورة والشرطة وجميع العشائر وجميع فئات الشعب والذين يقومون بالخدمة.
لجميع هؤلاء أقول هذه الكلمة وهي أن انتبهوا إنهم يجرونكم نحو الاختلاف وأنتم لا تنتبهون إلى هذا الأمر! يأتون إلى هذه المجموعة يشتكون عندها ضد تلك المجموعة، ويذهبون إلى تلك المجموعة يشتكون عندها ضد هذه المجموعة. هناك أشخاص في الحدود، هناك حيث يضحي شبابنا بدمائهم، يذهبون إلى هناك يريدون فصل الحرس عن الجيش والجيش عن الحرس وفصل كليهما عن قوات الدرك. وداخل الجيش نفسه يعملون على إيجاد فئات مختلفة، ويوقعون الاختلاف داخل الجيش نفسه. ليلتفت إلى أن هؤلاء الذين يذهبون إلى رئيس الجمهورية باسم النوايا الخيرة ليتحدثوا هناك عن الآخرين هم شياطين على شكل بشر بسيرة شيطانية، وأولئك الذين يذهبون إلى أجزاء الحكومة، إلى رئيس الوزراء وإلى الآخرين لينتقدوا رئيس الجمهورية هؤلاء أيضاً شياطين على شكل بشر بسيرة شيطان.
الذين يريدون إيقاع الخلاف بينكم والعداوة، يريدون تسليم البلاد إلى الأجانب وأن يقضوا عليكم جيمعاً وأن يوجدوا دولة في هذه البلاد تكون ألعوبة بيد أمريكا أو الاتحاد السوفياتي.
العقل السياسي يقتضي منا اليوم أن نتجاوز خلافاتنا حتى مع أولئك الذين يخالفوننا في المنهج ولكن يوافقوننا في أصل الهدف ويوافقون الشعب ومسيرهم هو مسير الشعب. العقل السياسي يقتضي منا اليوم أن نتجاوز جميع الخلافات إلى أن تهدأ البلاد ويتحقق هدفنا الأصلي وهو تطبيق الإسلام في هذه البلاد وأن تتحقق الجمهورية الإسلامية بمحتواها الحقيقي وأن نوفق ان شاء الله. أنا أقول للجميع، لجميع هؤلاء أقول، اجتنبوا الخلافات فيما بينكم. لا يكن الأمر بحيث كلما اجتمعتم تتحدثون ضد الآخرين ولا يكن أمركم بحيث كل منكم يتناول قلماً ويستخدمه ضد الآخرين. آمل أن تكونوا جميعاً مؤمنين بالإسلام وبالجمهورية الإسلامية وفي هذه الحالة يكون مسيركم جميعاً واحداً حتى ولو اختلفت عقائدكم في بعض الأمور واختلفت أساليبكم. لكن اليوم ليس وقت إعمال الأساليب المختلفة. أنا أوصي جميع من يتصدى للأمور (سواء السادة في المجلس أو السادة المسؤولين في الأماكن الأخرى) أنا أوصيهم جميعاً بكمال الاخلاص أن هذا تكليف شرعي الهي والتقصير عنه يخالف نهج الإسلام.
ضرروة اتحاد الشعب وعلماء الدين والجامعة
نحن جميعاً ندعم الجيش ونحن جميعاً ندعم قادة الجيش ولو قال أحد أن شعبنا ليس مع الجيش فهو كذب صريح. والدليل عليه هو أن الجيش هناك يقوم بواجبه. وجميع أبناء الشعب يخدمونه. الذين يقولون إن الجيش وعلماء الدين مختلفون مع بعضهم البعض، هم يكذبون لأن علماء الدين الأعزاء الذين جاؤوا إلى هنا من مختلف أنحاء البلاد وجاؤوا الآن من قم ومشهد المركزين العلميين الكبيرين في البلاد جاؤوا إلى هنا بأسلحتهم وقد قدموا الشهداء والمجروحين ثم يذهبون إن شاء الله وينتصرون بمشيئة الله. جميع أبناء الشعب يجب أن يكونوا خلف الجيش وعلى الجيش أن يحافظ على الجبهات.
حرس الثورة والشرطة وقوات الدرك والجيش جميع هؤلاء وسائر القوات المسلحة وغير المسلحة، جميع هؤلاء يجب أن يكونوا متعاونين مع بعضهم والشعب إن شاء الله يكون معهم إلى أن تنتهي إن شاء الله الحرب المفروضة. وإن شاء الله تتقدمون أنتم بالنصر. وأنا أحذركم أنتم وجميع الأجيال التي تأتي بعدكم وبعدنا، على الشعب وعلماء الدين والجامعة وعلماء الدين أن لا ينفصلوا عن بعضهم ولا ينسلخوا عن بعضهم لأن انسلاخهم عن بعضهم هو هلاك الشعب وهلاك الإسلام وهلاك البلاد.
والسلام عليكم