بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم المبارك هو يوم القضاء على سلطة ناهبي العالم
أبارك حلول السنة الجديدة لجميع مسلمي العالم والشعوب المظلومة الواقعة تحت ضغط القوى العظمى ولشعب إيران المجاهد. بورك لك أيها الشعب الناهض واليقظ الذي دخلت الساحة بجميع قواك في مقابل القوى الكبرى التي عبأت قواها ضدك. وكما كنتم في بداية النهضة متحدين ومتعاضدين، اليوم أيضاً في هذه السنة الجديدة انتم متحدون. وآمل أن تكونوا متآخين أكثر من الماضي ومتفقين في الفكر والجهاد.
مبارك لنا ذلك اليوم الذي تتحطم فيه سلطة ناهبي العالم عن شعبنا المظلوم وسائر الشعوب المستضعفة، وتتولى فيه الشعوب جميعها تقرير مصيرها بيدها وتستيقظ فيه الدول وترى انها تمتلك كل تلك الوسائل والافراد والقوى البشرية وكل تلك الأراضي الشاسعة والثروات الطبيعية. اننا لم ننتبه إلى قوانين الإسلام التي عقدت الأخوة «1» بين جميع المسلمين ودعت الجميع للاعتصام بحبل الله «2» والتبعية لخط الإسلام.
وأنا آمل في هذه السنة الجديدة من شعبنا وحكومتنا وجميع من له علاقة بإدارة البلاد من العسكريين والمدنيين أن يكونوا جميعاً متآخين. وهذه نعمة كبيرة يعبر عنها القرآن بأنها نعمة الأخوة، واعتبر أن نعمة الأخوة هذه توجب لنا النجاة من جميع المصائب. أنا آمل في هذه السنة الجديدة أن يكون الجميع متآخين مع بعضهم وأن يتقدم الجميع بمصالح البلاد إلى الأمام وأن يقطعوا أيدي القوى الكبرى عن وطنهم. وعلى جميع مسلمي العالم أن ينتبهوا للآية القرأنية الكريمة التي تدعو المسلمين إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله الذي هو الإسلام. على الجميع أن ينتبهوا وأن يجتمعوا في هذه السنة الجديدة المباركة والميمونة تحت راية الإسلام العزيزة. وأن يتوحدوا جميعاً لقطع أيدي القوى الكبرى التي لا تفكر بشيء سوى مصالحها ونهب ثروات الشعوب الضعيفة. لتكون الشعوب والدول الإسلامية مجتمعة مع بعضها؛ ولتتآخى جميعاً وتتساوى.
سنة الأخوة الإيمانية ووحدة الكلمة
على الحكومات ألّا تفكر في التسلط على شعوبها وقمع الشعوب وعلى الشعوب ألّا تفكر في إبطال ما تقوم به الحكومات. إذا عادوا إلى الإسلام وانتبهوا إلى أحكام الإسلام كما فعل شعبنا مع حكومته حيث صادق على جميع الأجهزة الحكومية. لا أن الأجهزة الحكومية تريد أن تتطاول على الشعب أو تتسلط عليه ولا الشعب بصدد أن يعمل على إبطال الأعمال التي تقوم بها الحكومة. الجميع مع بعضهم البعض. ويعمل الجميع معاً على تقدم البلاد وعدم السماح للقوى التي كمنت وانتشرت نفاياتها في البلاد، لا يسمح الشعب لهم بالتمكن من القيام بأي عمل.
اننا نامل أن تكون هذه السنة سنة الأخوة الإيمانية ووحدة الكلمة، وسنة العودة إلى ما كان في أوائل النهضة كما هو مشهود بحمد الله، وأن تزداد هذه الوحدة وتُحكم وأن يكون جميع أبناء هذه البلاد في صدد خدمة الوطن وخدمة الإسلام والوطن الإسلامي، لتكون هذه السنة الجديدة كلها اعياد نيروز وأن يتحقق انتصار الإسلام إن شاء الله، وأن تتمكن جميع الأقليات الموجودة في البلاد؛ الأقليات الدينية الموجودة في بلادنا والمعترف بها أن تتمكن من العيش تحت لواء الإسلام برفاه وطمأنينة.
جهود الحكومة لتطوير البلد
ستزول الآثار المشؤومة للحرب الصدامية المشينة التي شنها علينا عميل القوى الكبرى إن شاء الله. وعلى كل حال يعلم شعبنا أن مثل هذه المسائل آثار للحرب. ونحن نعتبر أن جميع هذه الآثار الناتجة عن الحرب هي من العدو وليس من الأصدقاء. الحكومة بكل قواها تعمل على مواكبة التطور والمحافظة على حالة الرفاه عند الناس ولكن هذه هي آثار الحرب. أتذكر جيداً في السنة التي دخل فيها الحلفاء إيران، وقتها كنا في قم. كانت جميع المخابز والأفران تقريباً مغلقة بسبب القحط الذي حدث حتى أنني في أحد الأيام في أواخر الحرب كنت أمشي مع طفل وفجأة صاح الطفل: آه! خبز! كان الطفل لم ير الخبز لمدة طويلة. أنتم تعلمون أننا الآن في حالة حرب، وبحسب ظروف الحرب، التي هي حرب مع جميع القوى الكبرى ومع مقاطعتهم المفروضة علينا حيث تعلمون أننا نعاني منذ مدة من المقاطعة والحرب. ومع ذلك فإنّ في البلد شيئاً من الرفاهية بفضل جهود الشعب وجهود الحكومة. وأنا آمل أن تنتهي الحرب بسرعة وأن ينتصر جيش الإسلام على جيش الكفر وأن يصبح هذا البلد في حالة من الرفاهية إن شاء الله وأن يكون بلدا سعيدا بحيث تكون شعوبنا وشعبنا في هذا البلد بسعادة وسلامة. وأن يحوّل الله قلوبنا وأبصارنا وبصيرتنا إلى قلوب نورانية وبصيرة واقعية بحيث نقيّم الأمور بشكل صحيح.
هناك أشخاص يريدون إضعاف هذا الشعب ويريدون من خلال دعاياتهم السيئة التي كثفوها في الأيام الأخيرة الإيحاء بأنه لم يحصل شيء في البلاد. وهذا النظام مثل النظام السابق ومثل الأوقات التي كانوا فيها سابقاً. هذه الدعايات تتناول الشحّ في بعض المواد. ينتقدون الوضع الاقتصادي. لا يلتفتون إلى أننا في نفس الوقت الذي بذلنا كل جهودنا في هاتين السنتين لنمنع القوى الكبرى من التدخل ولم نسمح لنفاياتهم بظلم هذا الشعب، مع ذلك فإننا قمنا خلال هذه الفترة القصيرة ببناء مدارس وقمنا بأعمال تعبيد طرقات وبناء أبنية عدة أضعاف ما قاموا به طيلة خمسين سنة، لكن عميت القلوب لا يحسبون هذا ويقولون الحكومة لا تستطيع أن تعمل والإسلام لا يمكنه أن يدير البلاد! اليوم الإسلام هو الذي يدير البلاد. والإسلام هو المحور الذي يجمع حوله جميع أبناء البلد. ولا يسمح للحرب أن تترك تأثيرها السيء أكثر من المقدار الموجود في تلك الأجواء.
سنة سيادة القانون
وأنا آمل أن يجعل الله هذه السنة سنة رحمة، سنة بركة، سنة صفاء، سنة أخوة، وسنة مساواة. وأن يجتمع جميع الشعب والدولة والمسؤولون جميعاً وأن يعملوا جميعاً على تهيئة وتوفير جميع ما يحتاجه الوطن بالسلامة والسعادة. وأن يحولوا دون الأعمال غير اللائقة التي تحصل في البلاد والتي تحدث في أي ثورة. وأن تكون بلادنا في السنة القادمة وفي هذه السنة التي نحن فيها بلاداً يسودها القانون فقط. وأن لا يسود شيء آخر غير القانون وأن يعمل الجميع بالقانون وأن لا يعمل أحد خارج حدود القوانين. وأن يعمل الجميع في حدودهم.
وأن تكون السعادة والسلامة لجميع المسلمين وخصوصاً لبلدنا وللعراق إن شاء الله وأن تتنحى جرثومة الفساد «3» جانباً وأن يتحرر منه مسلمو العراق وإيران وأتمنى السعادة والسلامة للجميع.
وإن شاء الله تحرّر فلسطين وبيت المقدس ويعود مسجد جميع المسلمين إلى حالته الأولى ويدفع الله شر الظالمين والجائرين عن المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته