بسم الله الرحمن الرحيم
دعايات القوى الكبرى حول ضعف الشعوب بهدف استعمارها
إن أساس كل فشل ونجاح يبدأ من ذات الإنسان. فالإنسان هو أساس النجاح والفشل. عقيدة الإنسان هي أساس كل أمر. الغربيون وفي السابق الإنكليز وبعدهم أمريكا وباقي الدول القوية كانوا يسعون الى جعل الشعوب بإعلامهم الواسع تصدق بأنها عاجزة، وأنها لا تستطيع القيام بأي عمل، فيجب أن يمدوا أيديهم في الصناعة، والنظام ودوائر الدولة، نحو القوى العظمى من الشرق والغرب.
هؤلاء الذين كانوا يريدون سلب ثروات البلدان الضعيفة، وقد وضعوا لذلك خططاً صحيحة وهي أنهم كانوا يسعون لكي تصدق شعوب هذه البلاد بأنها عاجزة، وذلك من خلال إلقاء فكرة الضعف بين الشعوب. لكي يعتقد بذلك الشعب قائلا أننا لا نستطيع أن نقوم بالصناعة ولا نستطيع أن ندير الجيش ولا نستطيع إدارة الدولة.
لقد تم ذلك بواسطة إعلام اذناب الغرب في هذا البلد، فَجَرُّوا هذه البلاد إلى الفساد والخراب والتخلف.
فكل إنسان يصدق بأنه ضعيف وغير قادر على عمل فلن يستطيع إنجازه، فمهما كانت قدرة الجيش قوية ولكن اذا كانت معنوياته ضعيفة فإنه سيعتقد بأنه غير قادر على مواجهة القوة الفلانية ولن يستطيع أن يقاوم ويصمد. فهذا الجيش محكوم عليه بالفشل وكل بلد يعتقد بأنه غير قادر على التصنيع محكوم على شعبه بعدم القدرة على ذلك حتى النهاية، وهذا أساس الخطط التي وضعتها القوى الكبرى للشعوب الضعيفة والكتاب وأتباع الغرب.
التابعون لهم روجوا بشكل واسع لهذا الأمر بحيث أن هذه الدول صدقت أنها غير قادرة على فعل شيء وغير قادرة على إدارة أي أمر من أمور البلاد كالجيش والصناعة وباقي الأمور التي لها علاقة بحضارة البشر. وأنها يجب أن تكون تابعة للغرب وللقوى الكبرى، فيحتاج جيشهم الى مستشار وبلدهم الى مدبر.
فما دام هذا الأمر معتقدا به في دول العالم والدول المستضعفة، فسيبقون مبتلين وتابعين نتيجة لهذا إلى النهاية.
الثقة بالنفس أساس ثورة الشعب الإيراني
إذا اعتقدتم أنكم لا تستطيعون أن تصنعوا ولا تستطيعون أن تطوروا الصناعات الثقيلة والصغيرة والأشياء التي كنتم بحاجة للغرب في تصنيعها، فما دامت هذه الفكرة موجودة، لن تستطيعوا أن تنجزوا شيئاً.
فيجب في البداية أن تصلحوا أنفسكم، وتؤمنوا بأننا بشر، ولنا القدرة على التفكير، ولنا القدرة على الصناعة. فهذه القدرة موجودة بالقوة في كل أفراد البشر. فلو آمنتم بذلك سوف تنجحون.
فلقد رأيتم بعد هذه التجربة التي عشتموها خلال السنتين الماضيتين بأن كل هذا الكلام الذي كان يُقال كان عبارة عن إعلام والحقيقة كانت غير ذلك. فكان الإعلام يروّج أنه لا يمكن التنفس مقابل القوى الكبرى ويجب الاستسلام والتسليم أمامها.
إنكم طوال هذه المدة التي نهضتم فيها وثرتم، آمنتم بقدرتكم على العمل وجعلتم الدول المستضعفة وشعوبها تعتقد بأنه يمكن الوقوف والصمود أمام أمريكا الناهبة للعالم والاتحاد السوفياتي الناهب للعالم.
فأنتم خلال هاتين السنتين التين نهضتم فيهما نهوض الرجال ووقفتم أمامهم وقطعتم أيديهم جميعاً من بلادكم ورأيتم أن ذلك ممكن وأنكم تستطيعون وعلى الرغم من أن قدراتكم العسكرية ليست كقدراتهم وقدراتكم الصناعية ليست كقدراتهم ولكن يمكن الصمود والمقاومة أمامهم.
وعندما يؤمن شعب بأنه يستطيع أن يحقق أمراً ما، فإنه سوف يحققه. فإن الأساس هو الإيمان بأحد هذين الأمرين، القبول بالضعف والعجز أو الإيمان بالقدرة والقوة.
فإذا امتلك الشعب هذا الإيمان بأننا نستطيع الوقوف في وجه القوى العظمى، فسوف يكون هذا الإيمان سبباً لنشوء القدرة والوقوف مقابل القوى العظمى.
الاستقلال والتخلص من التبعية رهن بالاعتماد على الذات
إن هذا الاستقلال الذي حصلتم عليه، إنما هو لإيمانكم وتصديقكم بأنكم قادرون، آمنتم بأن أمريكا لا تستطيع أن تفرض عليكم. فهذا الإيمان كان سبباً لتلك المعجزة التي حققتموها وكما تلاحظون فإنكم قد أنجزتم صناعات كثيرةً خلال هاتين السنتين، كان أولئك يقومون بها ولتصدقوا أننا نحن أيضاً نستطيع ويمكننا أن نبتكر. فإن هذا الإيمان يسبب زيادة قدراتكم.
وأساس ذلك هو الإيمان الذي كانوا قد سلبونا إياه «1». فقد أفرغونا من كل شيء، بحيث أن أفكارنا ومعتقداتنا كلها كانت تتسم بالتبعية. فلو كانت أفكار شعب ما تابعة لقوة كبرى، فإن كل شيء لهذا الشعب سيكون تابعاً. فالأساس في هذا هو أن تكون أفكاركم حرة، فلتكن أفكاركم حرة من التبعية للقوى الكبرى. فلو تحررت أفكاركم وآمنتم بأننا نستطيع أن نكون صُنَّاعاً وصناعيين، فسنكون كذلك. فإذا آمنتم بأننا نستطيع أن نكون مستقلين وغير تابعين لأحد، فسوف نستطيع. فإذا كان المزارعون مؤمنين بأنهم قادرون على أن نصل إلى حد ما في الزراعة نستطيع به التصدير للآخرين وغير تابعين لأحد، بل ولعل الآخرين محتاجون إلينا، يستطيعون ذلك. وإذا كنتم أيها العاملون في الصناعة وموظفو التصنيع في الجيش مؤمنين بذلك وبتجربة اليوم بأنكم تستطيعون أن تكونوا صُنَّاعاً وأن تبتكروا، فسوف تستطيعون ذلك.
فكما علمت أنه تم الكثير من الأعمال الجيدة في هذه الصناعة وأتمنى من الآن فصاعداً أن تنجزوا أعمالًا أكبر من ذلك، بحيث أننا لا نمد يدنا لأحد من الشرق والغرب، ونستطيع أن ننجز أعمالنا بأنفسنا. نستطيع أن ندير بلدنا باستقلال تام وبدون الارتباط والتبعية في أي أمر من الأمور، ولنصدق بأننا مثل كل المخلوقات في العالم نستطيع أن نقوم بأعمالنا.
فبهذا الاعتقاد وهذه الثقة نستطيع أن نتقدم إن شاء الله، ويعينكم الله تبارك وتعالى، كما كان هناك عون غيبي إلى الآن وهذا البلد بلد الأئمة وبلد صاحب الزمان- سلام الله عليه- بلد يتابع استقلاله حتى ظهور الموعود، ولتكن قدرته في خدمة ذلك العظيم والذي سيملأ العالم إن شاء الله بالعدل والقسط ويرفع الظلم والجور عن المستضعفين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته