بسم الله الرحمن الرحيم
الاستعداد لحل المشاكل والصعوبات
إن الامور عندكم أيها السادة واضحة فإنكم تعرفون كيف كان الوضع والآن كيف هو وكيف يجب أن يكون.
فالجميع يعلم جيداً كيف كان الوضع السابق، وربما تعرفون الوضع في البلاد ومطلعون على هذه الأمور أكثر مني لأنكم كنتم هنا وأنا كنت غائباً، فقد اجتمعتم جميعاً وكل الشعب بحمد الله على حل كل المشكلات والصعوبات وأبعدتم ذلك اللص الأصلي وهو أمريكا ومن تبعها، وما زلنا الآن مبتلين بتبعات هذه المسائل.
فيجب أن يكون الشعب- الذي يريد الاعتماد على نفسه ويريد الحرية والاستقلال- مستعداً، حتى يتحمل المصاعب التي تحدث بعد كل ثورة، فلا تحدث ثورة بدون أن يكون وراءها مصاعب ومتاعب، ونحن الآن بعد الثورة وهذه المتاعب كانت موجودة والآن موجودة في كل مكان، وبعض الدول التي حدثت فيها ثورة كالاتحاد السوفياتي والتي مضى عليها أكثر من ستين عاماً، وغيرها مضى عليها أكثر من عشرين أو ثلاثين سنة، فهؤلاء أيضاً عندهم مشاكل ومصاعب، ولكن هنا ستكون المصاعب أقل، لأن الذين ثاروا هنا مسلمون، وليس انقلابا عسكريا يقوم به افراد من داخل الحكومة ضد الحكومة ويقضون عليها. بل إنها هنا مطلب شعبي وإسلامي بسبب المشاكل والمصاعب والتقصير الذي كان في السابق وقد رأى الشعب أن الإسلام في خطر، فثار وحقق ما نحن عليه الآن.
والحمد لله فإن هذه المشاكل التي يتعرض لها بلدنا أقل من المشاكل التي تتعرض لها الثورات الأخرى والنقطة الأساسية عندنا أن ثورتنا ثورة إسلامية وقد ضحى الرجال والنساء في طريق الإسلام.
وبعد الآن هناك مشاكل أيضاً، فعلاوة على المشاكل المشتركة التي تواجهها بعض الثورات، فعندنا مشكلة الحرب، لأن بلدنا يختلف كثيراً عن البلدان الأخرى، فبلدنا هو مطمع للقوى الكبرى، فعندنا وضع خاص من حيث الموقع الجغرافي ومن ناحية الذخائر الموجودة، وبعد الثورة فإن القوى العظمى سوف تعمل لخلق المزيد من المشاكل والمتاعب بقدر ما تستطيع، وإن أذيالهم المتواجدين في الداخل لن يكفوا عن أعمالهم بهذه السرعة، ولكن الواقع هو أننا ثرنا من أجل الإسلام و سوف نتحمل من أجله. وأتمنى أن ننتصر أيضاً. إننا اقتلعنا الأساس.
التأسي بالنبي والأئمة (ع) في تحمل المصاعب والمتاعب
إن شعبنا قد دمّر من كان الأساس وكان حلقة الإرتباط وكان قوة كبيرة وهذه القوة كانت عند الأسرة البهلوية وفي النهاية عند محمد رضا وكانت القوى الكبرى كلها تدعمه.
وقد اقتلعتم أنتم هذا الأساس، فانتهى. فهذه تبعات تأتي بعد كل ثورة ويجب التحمل وهو في هذه المسألة تحمل لله. كما تحمل رسول الله (ص) في مكة بحيث نعلم كم عانى من العذاب خلال عشر سنوات، وعندما أتى المدينة انتهت آلام مكة وبدأت حروب وغزوات النبي (ص) وآلامها فتحمل أيضاً تلك الحروب التي امتدت طيلة سنواته العشر في المدينة، وتحمل أصحابه وجيشه ما تحملوا من آلام ومشقة.
فما حصل لرسول الله (ص) من عذاب وآلام في المقاطعة «1» التي استمرت ثلاث سنوات كانت مقاطعة بمعنى الكلمة حتى أنهم لم يكونوا يجدون ما يأكلون، فكانوا يجلبون ماءهم وكل ما يحتاجونه من الخارج بمتاعب كثيرة، وهذا إلى الآن لم يحدث في إيران بحمد الله، ويجب أن يكون ذلك مثلًا لنا.
فنحن الذين نعتبر أنفسنا أمة النبي الأكرم (ص) وشيعة الأئمة المعصومين، يجب أن نرى كم تحملوا خلال حياتهم من أجل الإسلام، تحملوا المصاعب والمشاكل والمتاعب. فقد كان أمير المؤمنين (ع) يعيش أيام خلافته حياة صعبة وأسوأ من أيامه قبل الخلافة وعندما كان رسول الله (ص) موجودا كانت الحروب وكان علي (ع) الرجل الأبرز في الحرب، فعندما وصل إلى الخلافة كانت متاعبه ومشاكله أكبر لأنه كان يلتزم بمسائل كبيرة، غير المسائل التي يجب القيام بها، فمؤونته كانت قليلة ومع ذلك كان يقاوم بشكل جيد ويروج للإسلام ويمضي به قدماً.
وأئمتنا (ع) كانوا إما في السجن أو مبعدين أو محاصرين. وكان ذلك هينا عليهم لأنه كان لأجل الإسلام. ونحن نقول أن كل شيء يهون لأجل الإسلام. فالإسلام شيء يجب أن نكون جميعاً فداءً له حتى يتحقق.
وأتمنى أن تحلّوا- رغم انشغالكم- بقدراتكم الفكرية وتوكلكم على الله العظيم والذي هو القدرة المطلقة، هذه المسائل ومشكلات إيران مع باقي إخوتكم وأعدكم بالنصر إن شاء الله، وليوفقكم الله ويؤيدكم وينصركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته