بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس قدوة للشعب
أريد أن أذكر كلمة حول المجلس ومحيطه. وكلمة أخرى أيضاً تتعلق بالبلد وبالأشخاص المشغولين بالخدمة في هذا البلد.
فيما يتعلق بالمجلس قد رأى السادة قدراً كبيراً منه في التلفاز البارحة، حيث أنني قلت هذه المسائل السنة السابقة. ويجب أن أقول إنّ ما كنت أريده لم يتحقق بكل أسف. وكنت أريد أن يكون هذا المجلس أسوةً لكل البلد، ولكل المجالس القادمة والأجيال القادمة في كيفية تشاور الأعضاء.
ليس كما كان في المجالس السابقة، وخصوصاً في مجالس الخمسين سنة الأخيرة. فيطرح السادة قضاياهم في جو هادئ ويعبرون عنها بكل هدوء. فيبينوا ويحلوا اختلافاتهم في وجهات النظر واختلافاتهم في الأذواق، وفيما يتعلق بمسائل البلد التي تعرض هناك، كل ذلك في جو هادئ.
في الجو الهادئ تستطيع العقول أن تعمل. ففي اليوم الذي يدخل الغضب في العمل، فإن العقل يقف جانباً. إن القوة الغضبية عندما تدخل فإنها تبعد القوة العاقلة جانباً، فيتكلم الشخص بدون عقل.
وإن القاضي لا يجب أن يصدر الحكم في حال الغضب، لأن إصدار الحكم في حال الغضب هو حكم لا يصدر عن منشأ عقلي وشرعي.
فعندكم كثيرٌ من المسائل، افرضوا أن شخصاً يذهب ويقول ما لديه، عنده انتقاد، وطرح الانتقادات لا يُمنع شريطة أن لا يسيء الى شخص أو مجموعة ما وتقصيهم من الساحة، النقد من أجل البناء، النقد ضروري من أجل إصلاح الأمور، فيجب أن يكون في كل مجلس مثل هذه الانتقادات، ولكن لو انتقد انتقاداته في جو هادئ ونظرة صحيحة، فسوف يعطي نتيجة وأيضاً لو كان بنظرة صحيحة وبدون أن يكون هناك غضب في ذلك الطريق فيعطي نتيجة، فعندها يكون المنطق في مقابل المنطق.
ولو أردتم حل مسألة ما بالصراخ والضجة والغوغاء، ويعتبر كل شخص في نظره أن الطرف المقابل يهاجمه كعدو له، فتذهب العقول جانباً ولو أن القوة الغضبية- وهي أسوأ القوى- لم تُضبط وباشرت بالعمل فعلاوة على أنها لا تحل المسألة سوف تجعلها أكثر تعقيداً.
ضرورة مراعاة الحق أثناء إبداء النظر
الإنسان مضطر ليكون له ثلاثة أشكال من الرؤية: الرؤية الأولى هي الحيادية. وهذا رأي.
والثانية هي الدفاع عن طريقة أو تيار ما، والثالثة مخالفة أسلوب أو تيار ما، فهذه الرؤى منها الحيادية ومنها الموافقة لمسألة ما.
فالرؤية التي تمثل حب تيار ما أو بغض تيار ما، لا تستطيع أن تكون رؤية سالمة، حب الشيء يعمي ويصم «1». وكذلك البغض، فهو يطفئ نور العقل. فالحب المفرط لأسلوب ما يسبب عدم التفات ذلك الشخص المحب إلى أنه يظهر هذا الأمر من مبدأ الحب، وهذا ليس أمراً حقاً، أن يكون الأمر عن طريق الحب، وشئنا أم أبينا فهذه الرؤية غير صحيحة.
إن الإنسان لا يستطيع أن يعرف نفسه بهذه السرعة، فإن الإنسان يبقى حتى آخر عمره، إلى أن يغادر هذه الدنيا، تبقى لديه بعض المسائل في باطن أعماقه لا يستطيع هو أيضاً أن يفهمها.
إن الإنسان يجب أن يعرض نفسه على أصحاب القلوب السليمة. فإذا كانت هذه الرؤية عن طريق الحب، فيكون دائماً موافقاً لذلك الأمر المتعلق بذلك الأسلوب الذي يحبه، ويحاول أن يثبت ذلك الموضوع تحت أي ظرف مهما كان، ولو كان ذلك، مخالفاً للأخلاق، مخالفاً للمنطق.
ورؤية الشخص الذي يكون كارهاً لأسلوب ما هي رؤية غير سالمة، وهذا أيضاً يسعى لأن يصحح ما يكرهه أو ذلك الأسلوب الذي يبغضه بأي شكل كان.
ولهذا ترون أن أمراً ما يصدر عن أحدهم، ويصدر في وقت ما أو محيط ما أمر عن شخص ما، أو يصدر عمل ما عن أحدهم، فئتان إحداهما تعتبر أن هذا الأمر جيد وتحبه والأخرى تعتبر أن هذا الأمر سيء وتعاديه فإن ذلك الأمر زمانه واحد وكل نواحيه واحدة، فعندما يُعرض على من يحب صاحبه فإنه يقبل كل تفاصيله ومسائله ويؤيدها حتى ولو كانت مخالفة للعقل، أو المنطق. ويبدأ بالكلام بأن هذا هو الشيء الصحيح. وتلك الفئة التي لا تحب هذا فلو قيل لها أمر جيد، تسعى لكي تثبت أن هذا غير صحيح.
فالإنسان مبتلى بهاتين الرؤيتين. والرؤية الحيادية قليلة جداً. أي الحيادية في الرؤية: لا يمكن أن يكون الإنسان أبداً حيادياً بهذه الدقة. ولكن عند إبداء الرأي يجب أن ينظر إلى الحق. فيقع تحت تأثير الحق، حتى ولو كان هذا الحق صادراً عن عدوّي، فعلي أن أمدحه وأثني عليه كونه حقاً، ولو كان الباطل صادراً عن صديقي، فيجب أن أدينه كونه باطلًا.
ولو أن احدهم يحب اسلوبا في باطنه، والاخر يحب الاسلوب الاخر، ولكن عند ابداء الراي يجب ان يوضع الحب والكره جانباً من أجل التفكير في مصلحة البلد، ويميز بين الحق والباطل.
فأينما كان الحق يجب أن يُتبع ويجب تقبله برحابة صدر، ولو كان يخالف رغبتنا. ويجب أن يترك الباطل أينما كان وعن أيّ كان لأنه باطل. فيجب أن توضع الأشخاص والمجموعات والتنظيمات وما شابه جانباً، من أجل معرفة الحق والباطل. فلو ابتلي الإنسان من أجل إثبات الحق وإبطال الباطل بالعصبية، بالغيظ والغضب لا يستطيع الإنسان حينها تحصيل الحق، ولا يستطيع رد الباطل.
الفساد يأتي بالتدريج
المهم في الجميع، وخصوصاً فيكم أيها السادة الأعضاء في المجلس، والمجلس هو مصدر كل ما يحدث في البلد، المهم هو أن لا تصل الأمور إلى حد تصبح فيه القوة العقلية على الهامش، ويدخل الإنسان بالقوة الغضبية أثناء طرح المسائل وردها، والانتقاد والتكذيب.
افرضوا أن شخصاً قال أمراً مخالفاً لكم، اذهبوا إليه وتحدثوا بشكل منطقي حول هذا الأمر فإن الصياح والصراخ و- لا سمح الله- الكلام السيء لا يصلح الأمر. إلا أنه- لا سمح الله- إذا تكررت هذه الأمور في المجلس، شيئاً فشيئاً- فإنه لا يأتي الإنسان أي أمر فاسد دفعة واحدة، فالشيطان الباطني في الإنسان ماهر جداً، وهو لا يجر الإنسان إلى الفساد من البداية- ففي البداية يحرض الإنسان على أن يخطو خطوة صغيرة، وما إن خطاها حتى تكون في الغد خطوة أكبر.
يدخل الإنسان إلى جهنم رويداً رويداً. وينساق نحو الفساد شيئاً فشيئاً، فكل من ترون من الفاسدين فهم لم يكونوا من البداية هكذا، بهذه الدرجة من الفساد، بل إن كل مولود يولد على الفطرة «2» وهم لم يقفزوا دفعة واحدة من المرتبة الأولى إلى المرتبة العليا من الفساد.
فإن الأمر لم يكن كذلك أبداً. فقد حصل هذا بالتدريج، فهؤلاء الذين أصبحوا ديكتاتوريين لم يكونوا هكذا منذ الولادة. هؤلاء كباقي الناس. وبعد أن وصلوا أيضاً إلى منصبٍ ما، لم يمارسوا الديكتاتورية منذ البداية. ولكنهم اتجهوا نحو الديكتاتورية خطوة خطوة وشيئاً فشيئاً، وجاء وقت ما فخرج هيتلر، وخرج استالين أيضاً. فالشيطان الموجود في باطن الإنسان يجره نحو الفساد بكل مهارة. فلو أنه قال له منذ البداية اذهب واقتل شخصاً ما، فلن يذهب. فيجبره منذ البداية أن يفكر في ذلك الإنسان كيف هو وما أوضاعه؟ إحسده واغضب عليه. ثم يزداد ذلك أكثر، حتى يصبح شيئاً فشيئاً مهيأً لأن يقتل إنساناً! فكل هؤلاء الفاسدين أصبحوا كذلك بشكل تدريجي، فلم يصبح فاسداً فجأة. ولا يتصور أحد ما أننا في مأمن من أن نصبح فاسدين. فكلنا معرضون للفساد.
وكلنا مبتلون بالشيطان، وخصوصاً شيطان النفس، فكلنا يحكمنا الشيطان. لم يكن أحد ما فاسداً منذ البداية. وليس هناك من هو آمن من الوقوع في الفساد وفي مصيدة الشيطان.
اذا كان الإنسان مراقباً لنفسه، ومراعياً للمسائل الإنسانية، بحذر وبمحاسبة نفسه، ولو فرضتم أن بعض المسائل طُرحت في المجلس أو في مكان آخر، فيذهب الإنسان في الليل فيحاسب نفسه: أنَّ ما قلته اليوم ماذا كان مبدؤه؟ هل هو مبدأ إلهي أو مبدأ شيطاني، فلو أن الإنسان حاسب نفسه في الليل ووضع نفسه في المحاسبة بأنك اليوم ماذا تكلمت، هل هذا المبدأ شيطاني أم لا، إنساني وإلهي، فربما يتجه نحو إصلاح نفسه رويداً رويداً.
ولو أنه لم يفعل ذلك ولم يتخذ هذا الإجراء، فلا تستبعدوا أن زاهداً عابداً مسلماً، يصبح إنساناً فاسداً شقياً. فلا أحد آمن من ذلك.
ضرورة وجود التفاهم الكامل في المجلس
أتمنى من الآن فصاعداً أن تنتبهوا إلى أن لا يكون جوّ المجلس الذي يُعرض في كل البلد، وفي خارج البلد، بحيث يشعر الناس بعد انتخابهم لهذا النائب بالندم، بعد أن يشاهد الناس هذا المنظر، فلا يخرج عن الطريق الذي يسعى الناس جميعاً إليه.
يجب أن يكون للمجلس جوّ تُعرض فيه المسائل وتنتقد بكل تفاهم وحب للشعب والبلد، وأن يكون انتقاداً بناءً. ويكون جواب الانتقاد بناءً أيضا. وتكون واجهة هذا المجلس واجهة صالحة، بحيث أن الناس عندما يرون هذا المنظر يقولون كم كان عملنا جيداً باختيارنا لهؤلاء الأشخاص أعضاء في المجلس. ولا يكون الناس- لا سمح الله- نادمين على الإدلاء بأصواتهم.
أهمية المجلس وقراراته
وأنا أكرر أن المجلس هو أعلى مقام في هذا البلد. فلو أن المجلس أعطى رأياً وقبله مجلس صيانة الدستور، فلا يحق لأحد أن يتكلم بكلمة واحدة حول ذلك. أنا لا أقول أن لا يقول رأيه، لا، يقول رأيه، ولكن لو أراد الفساد، فيقول للناس أن مجلس صيانة الدستور كذا وهذا المجلس كذا، فهذا فساد، وهذا الشخص مفسد، فالمفسد في الأرض يجب أن يلاحق.
فهذا المجلس هو نتيجة لدماء مجموعة كانوا أوفياء للإسلام، وهذا المجلس هو حصيلة أتعاب مضنية ومجهدة لأمة مسلمة، لقد تشكل هذا المجلس مما قاله الشعب من (الله أكبر)، فلو كان من المقرر أن يخطو هذا المجلس الذي تشكل من (الله أكبر) التي قالها الشعب خطوة مخالفة للإسلام، فسيكون هذا المجلس مجلساً عمل خلافاً لمسيرة المسلمين.
فيجب على المجلس أن يطرح المسائل بقوة وبدون خوف من أحد ما أو جهة ما. ويجب أن يطرحوا المسائل وتناقش وتُنتقد انتقاداً صحيحاً، بعيداً عن الضجة والجدل والغوغائية.
فالشخص الذي يكون مخالفاً يذكر مخالفته بدون ضجة وجدال. ومن يكون موافقاً أيضاً، يعلن عن موافقته بدون ضجة وجدال. ومن ثم يتم الاقتراع، وبعد أن تتم العملية، فلو وافق الأكثرية يؤخذ إلى مجلس صيانة الدستور فإذا اعتبره صحيحاً وغير مخالف للإسلام ولا للدستور، فلو أرادوا الشيطنة فيما بعد، فهذه الشيطنة ناتجة عن الغضب والفساد.
فيجب الخضوع للمجلس والتسليم له، أي التسليم للإسلام، فعندما يكون غير مخالف للإسلام، يجب الخضوع للإسلام. ولو كان في باطنهم أساليب غير إسلامية- لا سمح الله- يجب عدم إظهارها ويجب أن لا يثيروا الشبهات في عقول الناس فيما يتعلق بالمجلس. وهذه مسألة أساسية ويجب أن يلتفت إليها الجميع، فلا يجب أن يقال إن المجلس غير صحيح بمجرد أن يكون هناك أمر مخالف لرأيه.
فليصلح هو نفسه، فهو نفسه غير سالم. يجب أن لا ينسب الخطأ الى مجلس صيانة الدستور، العيب فيه هو ويجب عليه أن يصلح نفسه وهذا بلاء لشعبنا. وأتمنى أن يكون المجلس مجلساً إسلامياً، مجلس عبادة، وليس مجلساً تقع فيه المعصية- لا سمح الله- ويتعرض الآخرون فيه للإهانة، بحيث يُساء لأحد. فهذا مخالف للإسلام ويجب أن لا يحدث.
عدم الاهتمام المفرط بالأشخاص وحب الشعب للإسلام
وأما المسألة التي أريد ذكرها بشكل كلي أن هذه الأمة التي نهضت من البداية ومنّت علينا فدخلت الساحة ووقفت مقابل كل القوى وأعطت صوتها للجمهورية الإسلامية حتى النهاية وأفشلت الطرف الآخر، فشعبنا هذا هو على موقفه. فهؤلاء الشياطين الذين يقولون أن الشعب كذا وكذا، هؤلاء جلسوا في بيوتهم يقدرون، فهم لا يحاسبون تلك الملايين التي كلما علا صوت بحجة الدفاع عن الإسلام، خرجوا في كل أنحاء البلاد إلى الشوارع- إلا مجموعة قليلة لا تعتقد بالإسلام- فهؤلاء أيضاً عندما يخرج الشعب في جهة ما فإنهم ينصهرون في هذا الشعب ويخرجون الى الشوارع. وما يقال دائماً بأنه يجب فعل شيء حتى يرضى عنا الشعب، فالشعب يريد الإسلام، فأي عمل أفضل من الإسلام؟ ماذا تريدون أن تفعلوا؟ فلتكن أعمالكم جيدة.
لقد أعطى الشعب الايراني صوته للجمهورية الإسلامية، قدم كل ما باستطاعته باخلاص قائلا نحن نريد الإسلام، فإذا كانت علاقتكم سيئة بالإسلام، حسناً، اذهبوا إلى أوروبا وأمريكا وإلى أي مكان ترغبون، وعيشوا هناك. أو عيشوا هنا وإذا كنتم تريدون الشعب، فلا تكثروا من القول بأن (الشعب معنا .. الشعب معنا). فالشعب مع الإسلام، ليس معي ولا معكم ولا مع الآخر. فإذا قلت كلمة واحدة خلافاً للإسلام، فسوف يخرج الشعب ويقضون عليَّ. فالشعب يريد الإسلام ولا يريد شخصاً ما ولا يعبد شخصاً. الشعب يريد أن تطبق قوانين الإسلام في هذا البلد.
فلقد ناضل هذا الشعب وجاهد كل هذا الجهاد من أجل أن يُقِرَّ قوانين الإسلام في بلد سُعي خلال مئات السنين وخصوصاً الخمسين سنة الأخيرة فيه لكي يوضع الإسلام جانباً، وأن يهمّش علماء الدين وعملوا على إضعافهم فالشعب يريد علماء الدين لأنه يريد الإسلام.
فإذا قام عالم الدين (لا سمح الله) بعمل مخالف للإسلام، فهو (سافاكي) ولا فرق بينهما. بل أسوأ منه أيضاً! فليُبعدوا هذه الأفكار عنهم كأن العلماء قد أصبحوا على الهامش، لا فأنتم من أصبح على الهامش. عالجوا أنفسكم. وعالجوا أمراضكم الباطنية، لا تكتبوا أن هذا البلد قد انتهى. فهذا البلد لم ينته، والجمهورية الإسلامية صامدة في مكانها أيضاً، والشعب خلف الجمهورية الإسلامية أيضاً، والشعب يدعم ويؤيد المجلس مادام على طريق الإسلام، ويدعم الدولة مادامت على طريق الإسلام، ويدعم أيضاً رئيس الجمهورية مادام على طريق الإسلام. فكل من يبتعد أو يتزحزح عن هذا الطريق لن يؤيده الشعب ولن يدعمه. لأن الشعب يريد الإسلام.
ولو قيس بيني وبين النبي الأكرم (ص) فأي مسلم يفضلني عليه (ص)؟ ولو كان الأمر بينكم وبين الإسلام فأي مسلم يفضلكم على الإسلام؟ فأبعدوا هذه الأوهام من رؤوسكم بحيث إنه لو حدث أمر ما فإن الشعب ليس هو ذلك الشعب. فالشعب يريد الإسلام. يريده حتى النهاية.
إن تلك الأقلام التي تهتم نوعاً ما بهذه الأمور. أصحابها يجلسون في بيوتهم ويحكمون بأن الشعب كذا! حسناً، فالشعب هم من ترونهم في الأزقة والأسواق ومن في الحرب وأولئك الذين يأتون كل يوم ويقولون إننا نريد أن نذهب إلى الحرب. فالشعب ليس أنا وأنت! فأولئك هم الشعب. هم الميزان. فلا تجلسوا وتكثروا من الكلام بأن الشعب كذا وكذا، الشعب يئس، الشعب كذا. لا فالشعب لم ييأس من الإسلام. فإذا كانت أعمالنا فاسدة فإنهم يقولون إنّ عملك فاسد، ولكننا نريد الجمهورية الإسلامية.
نصيحة للكتّاب للسيطرة على أقلامهم
تحكموا بأقلامكم نوعاً ما. وحافظوا على أنفسكم. فلا تتبعوا أهواء أنفسكم إلى هذه الدرجة. لا تتبعوا الشيطان إلى هذه الدرجة. اطرحوا المسائل بشكل صحيح. لا تطرحوا المسائل الفاسدة. لا تقولوا ماذا نفعل بعد الآن؟ ماذا يجب أن يحدث؟ إن ما حدث إلى الآن كان جيداً بحمد الله.
طبعاً إن بلداً يجرونه من خمسين سنة بل منذ 2500 سنة نحو الفساد، وتريدون أن يكون كل الناس صباح غد صالحين؟! تريدون كل المؤسسات مؤسسات إسلامية صالحة؟ فلو تنحيتم، ولو أعطي هؤلاء الذين يريدون أن يخلقوا الفساد المهلة، سوف يتحقق حتى ولو لم يسمحوا أيضاً، ولكن سوف يتأخر ذلك قليلًا. فأنتم كمسلمين تعتقدون بالإسلام، أعطوا مهلة لهذا الشعب الذي يُهاجم من كل جهة. فلا تهاجموه أنتم أيضاً!.
ضرورة تقدير الإسلام وعلماء الدين
نحن نريد دائماً أن نحل المسائل بكل هدوء. وإلّا فإن الشعب موجود وعلماء الدين أيضاً موجودون، فيجب أن تعلموا أن في كل مكان من هذا البلد يوجد عالم دين بارز، ملتزم بالإسلام، فعندما يخرج صوته سيكون الجميع خلفه. فلا تصرّوا إلى هذه الدرجة، أن يهمش علماء الدين.
فماذا فعلتم أنتم في السنوات الماضية للبلد حتى تقولوا الآن أنه لا يجب أن يكون لعلماء الدين دور أو لا يكونوا أصلًا؟ حسناً، ماذا فعلتم أنتم؟ ما العمل الإيجابي الذي قمتم به؟ لا شيء إلا الكلام.
وتقولون كثيراً: أننا قلنا، حسناً قلتم، ولكن ماذا فعلتم؟ الآن هذا هو الشعب الذي كان وراء هذه المجموعة ووراء الإسلام وكانوا يعتبرون أن علماء الدين علامة الإسلام ...- أنا لا أريد أن أقول أن كل روحاني كذا. فأنا أعتبر بعض علماء الدين أسوء منكم- فأقول لكم أن عالم الدين هو الذي أوصل الإسلام لنا إلى الآن، فلو أن علماء الدين وهؤلاء الأشخاص غير موجودين، فلن يكون عندنا اطلاع على الإسلام؟ فمن ضبط كل هذه المسائل وقسَّمها وأعطانا إياها؟ إنهم علماء الدين.
فمنذ زمن الإمام الصادق (ع) حيث دون فقه الإسلام والتشيع، فإن العلماء تكاتفوا، وأثناء الغيبة الكبرى أيضاً كانوا قد تكاتفوا وقسموا أحكام الإسلام. فهؤلاء قد نقلوها إلينا يداً بيد وجيلا إلى جيل حتى اوصلوها إلينا.
فهم الذين ثاروا عدة مرات في الخمسين سنة الماضية وأنتم شاهدون على ذلك، ولكن لم ينجحوا لأنهم لم يكونوا متمكنين من الأساس كثيراً.
وهم الذين اجتمعوا ضد رضا خان «3» من إصفهان ومن كل مكان، ولكن في النهاية ولأن الناس كانوا تحت السلطة بذلك الشكل، فشلوا. وهم الذين قاموا من آذربيجان. وخسروا أيضاً لأن المسألة لم تكن قد اتضحت بعد، وعلماء الدين هم الذين كانوا منذ 15 خرداد إلى النهاية حيث لم يكن احد ينبس بنت شفة غيرهم، فقد كانوا هم الذين يصرخون ويحتجون.
وفي هاتين السنتين الأخيرتين بدأ الأمر من علماء الدين. فلا تقولوا ماذا فعلت وماذا فعلنا؟ فالمسألة تحتاج إلى شيء من الإنصاف.
(لم يكن لعلماء الدين أي عمل منذ البداية! فنحن فقط قد قمنا بكل الأعمال!) إن هذا القول لا يجب أن يقوله شخص سليم لأن الناس سوف يضحكون عليه. فهؤلاء هم من كانوا قد أخرجوا الناس إلى الأزقة والأسواق، والإسلام هو الذي جعل الناس مستعدين للشهادة، وإلا فلا تستطيع أي جبهة أو أي حزب أو أي مجموعة أن تشد الناس لكي يتطوعوا من أجل الذهاب إلى الموت، طلباً للشهادة.
فهل عندكم أمثلة في التاريخ عن متطوعين يأتون ويقولون أننا نريد الشهادة. يالله! أدع لي كي أستشهد! يبكي كي ندعوا له بأن يستشهد. الإسلام هو الذي فعل كل هذا.
فاعلم يا سيد قدر الإسلام وهذه الطبقة من علماء الدين. فأنتم لم تفهموا وغير مطلعين بشكل صحيح، فلو همشوا هذه المجموعة، فلن يبقى من الإسلام بعد خمسين سنة رسمه واسمه.
فأنتم أيها المسلمون اعرفوا قدر هؤلاء الذين حافظوا على الإسلام وشكله، والآن أيضاً هم مشغولون في المراكز العلمية بفقه الإسلام- ومنذ يومين أو ثلاثة سألت أحد المدرسين المحترمين في قم والذي كان هنا، سألته حول الحوزات العلمية في قم وانتباه الطلبة إلى الفقه، وقد تحدث كثيراً حيث قال: بأنهم مشغولون بكل جدية بفقه الإسلام- فاعرفوا قدرهم.
فلو ذهب هؤلاء جانباً فلن تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً، كما إنكم منذ البداية لم تستطيعوا فعل شيء! فهم من أدخلكم إلى الساحة وجعلكم وزيراً ووكيلًا ولا أعرف ماذا، أو أعلى من هذا فرضاً، فلماذا تريدون أن تخالفوهم؟
فالشعب وراءهم، وهم بمرافقتهم للناس يعملون وينجزون أعمالهم. فلماذا تكثرون من القول بأن الشعب لا يريد هؤلاء؟ حسناً، فكيف يكون الناس لا يريدون الإسلام؟ وعلى فرض أن عالماً ما قد ارتكب خطا في مكان ما، وهذا فرض وليس موجوداً، فأنتم تناقشون وتتكلمون في ذلك كثيراً. ولا ترون أخطاءكم، ترون خطأ المعمم الفلاني، وأنا اوافق أن وضع القضاء الآن مثلًا ليس كما يجب أن يكون بسبب النقص الموجود، وبعض الشباب الذين يقومون ببعض الأعمال غير الناضجة وغير الصحيحة- ولكن ضعوا أيديكم بأيدي بعضكم من أجل الإصلاح، لا، أنه إذا ارتكب شاب خطأ ما، تقولون إن الحرس كذا وكذا! إن هؤلاء الحرس هم الذين انقذوكم، وإلا فإن رضا خان ومحمد رضا خان كانا سيفعلان بنا الكثير.
اشكروهم وشجعوهم، وأصلحوا أيضاً. يجب الإصلاح أينما كان الخطأ. لا تجلسوا وتقولوا فقط: إن الحرس كذا وكذا.
هذا الجيش هو الذي يخدم هناك تحت القصف والنار، فهؤلاء لأجل من يعملون؟ إنه من أجل البلد الإسلامي ومن أجل الإسلام. هؤلاء هم الذين يصلون صلاة الليل هناك ويعملون.
هم الذين لا يخافون من الموت ومن الذهاب إلى ذلك العالم، ويقولون: دعنا نذهب ونرتاح من هنا.
ولا بد أنكم رأيتم وصاياهم. اتركوا هذه القوة باقية، اتركوا قوة الإسلام باقية. فلو فشلت قدرة الإسلام (لا سمح الله) ولن تفشل، فإنكم ونحن وكل الحاضرين هنا وكل المفكرين والكتاب سيذهبون في مهب الريح.
فهذه هي القوة التي حفظتكم، قوة الشعب وقوة الإسلام لا تسمح لأمريكا بالقدوم إلى هنا، ولا الاتحاد السوفيتي من هناك. لأن الفساد سوف يحدث هنا. إنهم يريدون أن تكون لهم دولة. فدولتنا تضحي حتى آخر فرد فيها. فالإسلام هو الذي حافظ على هذه القدرة.
انهم يسخرون بمجرد أن يُقال (المتدين) متدين أي الإسلامي. فمن يسخر من الإسلامي، فإنه يسخر من الإسلام، فلو كان متعمداً، فهو مرتد فطري ( «4» 1)، وامرأته عليه حرام، ويجب أن يُعطى ماله للورثة، وهو يجب أن يُقتل.
ضرورة التزام الجميع بالقانون
أنا أرغب دائماً في أن تجلس كل الطبقات، كل الأشخاص المتواجدين في الساحة الكل يجلسون سوية ويصلحون الأمور. فلا يجلسوا، هذا يريد أن يُقصي هذا وذاك يريد أن يبعد هذا، ويجعلون المسألة تصل إلى طريق مغلق وبالتالي البلد أيضاً، هل وصلتم إلى طريق مغلق! إنكم مخطئون.
فالدولة الإسلامية لا تصل إلى طريق مغلق. فهذا الشعب وأولئك النسوة والرجال والشباب والأطفال هم القادرون على أن يخرجوا هذه الأمة من هذا الطريق المغلق. فأنتم اذا وصلتم إلى طريق مسدود، تقولون: حسناً، ماذا نفعل؟ حتى لو لم يبق الإسلام فالمهم أن نبقى نحن موجودين! ولو لم تبق إيران فالمهم أن نبقى نحن! اتركوا هذه التدخلات والأنانيات! اعملوا من أجل الله. واهدأوا لله. ومن أجل الله، ادعوا من أجل الهدوء. ومن أجل الله لا تتكلموا على بعضكم بالخفية.
وهم يقولون نحن نريد أن نشكل جمعية- منذ عدة أيام مضت قد أتى السيد حجتي الى هنا- جمعية (الوحدة) وكذا.
فقلت: إن هذا غير ممكن. فانظروا لو أنكم شكلتم عدة جمعيات، فمن جهة ستتشكل الجمعية ومن جهة أخرى كذلك، فبهذا الكلام لا يمكن أن تحدث، ولا تتم باللقاءات، ولا شيء آخر ولا بتشكيل الاجتماعات الخاصة واخشوا أن يحصل انفجار ما في وقت ما فيرسلنا إلى الفناء جميعاً.
اخشوا من هذا! ولا تغتروا بأنني أنا من فعل ذلك العمل ولا تقولوا أنني مثل رستم بطلٌ «5»! لا تكونوا مغرورين!
فهذا الشعب يريد الإسلام. فلو أنكم تخلفتم عن الإسلام فإن هؤلاء الطلبة الذين جلسوا هنا سوف يخالفونكم بكل قوة. وكل أمم الإسلام تريد أيضاً الإسلام. فقد قلت للسادة العلماء في بداية السنة بأن هذه السنة جيدة وسنة لتطبيق القوانين. فيجب أن تصبح الحدود معلومة. فما هي حدود السيد رئيس الجمهورية في القانون؟ فلو أنه تخطى القانون خطوة واحدة فأنا أخالفه. حتى لو كان كل الشعب موافقاً فأنا سأخالفه. السيد رئيس الوزراء ما هي حدوده؟ ويجب أن لا يخرج عن حدوده. فلو خرج خطوة واحدة فأنا أيضاً أخالفه. والمجلس ما هي حدوده، فيجب أن يعمل ضمن حدوده.
ما هي حدود مجلس صيانة الدستور، وما هي حدود السلطة القضائية؟ السلطة التنفيذية. فكل هذه قد عينها القانون. فلا يمكن قبول هذا منكم بأنكم لا تقبلون القانون. مخطئون في أنكم لا تقبلون القانون! إن القانون هو الذي لا يقبلك.
ولا يجب أن نقبل من أحد بأنه لا يقبل مجلس صيانة الدستور. لا يمكن أن لا تقبل. فقد أعطى الناس أصواتهم لهؤلاء، فالناس حوالي 16 مليوناً وربما أكثر قد أدلوا بأصواتهم على الدستور. فإن الناس الذين أدلوا بأصواتهم للدستور ينتظرون تطبيقه يُجرى ويُطبق، فلا يحق لأحد عندما يستيقظ صباحاً فيقول أنا لا أقبل بمجلس صيانة الدستور، أنا لا أقبل الدستور، لا أقبل بالمجلس، لا أقبل رئيس الجمهورية، لا أقبل بالدولة، لا! يجب أن تكونوا جميعاً مقيدين بقبول القانون، ولو كان مخالفاً لرأيكم. يجب القبول، لأن الميزان هو الأكثرية، وتشخيص مجلس صيانة الدستور بأن هذا مخالف للدستور ومخالف للإسلام يعد ميزاناً أيضاً يجب أن نقبله جميعاً.
فمن الممكن وأنا الطالب الحوزوي أن أكون مخالفاً لكثير من الأشياء. ولكن عندما أصبح قانوناً بالتصويت، فنحن جميعاً نقبل. فبعد أن أصبح قانوناً فإن كثرة الكلام في ذلك، لو أريد به تحريض الناس، فيعتبر مفسداً في الأرض، ويجب أن يحاسب في المحاكم على أنه مفسد في الأرض. وإلا، فيعطي رأيه بهدوء. فلا يوجد أحد مخالف للرأي الهادئ. فأنتم تقولون بأن ما قالوه خطأ، ولكننا نقبل ذلك عملياً. نرى أنه ليس كذلك، ولكننا نلتزم عملياً به. فليس في ذلك أي مانع.
طبعاً لو كانت المسائل مسائل إسلامية وكنتم مخالفين، فيجب أن يُضرب على رؤوسكم! أما لو كانت المسائل سياسية، أو مسائل أخرى فتقولون أنهم أخطأوا، حسناً، من الممكن أن يشتبه مليون شخص أيضاً ولا يوجد إشكال في ذلك، أما على الرغم من أنكم تعتقدون باشتباههم، فمع ذلك يجب أن تقبلوا. فلا يوجد حل.
وأنتم أيضاً قد أصبحتم أعضاء ونواب من طهران أو من أماكن أخرى، فالكثير يقولون بأن هذا ليس لائقاً! فيجب أن لا يكون ولكن الآن قد قبلته الأكثرية.
هؤلاء الناس المساكين يقبلون كل شيء، وأنت نقول أينما كان خلافاً لمصالحنا إننا لا نقبل الأساس. فأي شخص مخالف لي أينما كان فهذا أصلًا غير مسلم وكل من وافقني، حتى ولو كان الشمر أيضاً أعتبره أبا ذرّ! فهذه مسألة في باطن كل شخص. أصلحوا أنفسكم. ففي باطن كل شخص أن كلّ ما هو ملائم لنا فهو جيد، وما هو غير مناسب لنا فهو سيء. لا، فما هو حسب حكم الله جيد وبحسب الواقع فهو جيد، لا أن يكون الميزان هو ما هو ملائم لي فهو جيد.
فالقانون هو جيد عندما يكون لأجلي والمجلس هو جيد عندما يكون لأجلي، وذلك الجيش هو جيد عندما يكون لأجلي! فما ليس لأجلي فهو فاسد! فهذا شيء في قلب الجميع، وليس مختصاً بواحد أو باثنين. فكل شخص يريد كل شيء لنفسه، وكل الناس تريد كل شيء لنفسها، إلا أولئك الذين هم أعلى من هذه الطبقات. طبعاً كل شخص هكذا. ولكن في مسألة إدارة وتدبير أمور ومسائل البلاد، فيجب أن تقبلوا جميعاً وكل الأشخاص المسؤولين وكل الشعب ما قبله الدستور. وما قبله المجلس الذي صوت له واعتبره مجلس صيانة الدستور موافقاً للقانون والشرع. فيجب أن يقبلوا بهذا. فإذا أردتم أن لا يخرجوكم من الساحة، اقبلوا القانون، لا تقولوا بالقانون، وتعملون خلافه! اقبلوا القانون واعملوا جميعاً ضمن حدود القانون. فلو عمل الجميع ضمن حدود القانون، فلن يحدث خلاف. فكل الخلافات هي أن شخصاً يضع بساطه هنا ويضع آخر بساطه هنا، فلو جلس كل شخص على بساطه فلن تكون هناك مشكلة. أما لو أن هذا مد قدمه على بساط الآخر فإن الآخر سوف يبعدها جانباً، وهو يريد أيضاً أن يمد قدمه إلى هنا، فتنشأ المشكلة من هنا.
هوى النفس أساس جميع النزاعات
إن نزاعاتنا ليست نزاعات من أجل الله. اخرجوا ذلك من رؤوسكم! فلنخرج هذه الأمور جميعاً وهو أن مشاكلنا هي لله، هي من أجل مصالح الإسلام. لا، فالمسألة ليست كذلك. فلا يمكن أن أخدع! فمشكلتي أنا وأنتم وكل الأشخاص الذين تحدث بينهم مشاكل كلها لأجل أنفسهم. الكل يقول أعطني! والكل يريد هذه القدرة فأنا لا أفهم أي قدرة موجودة الآن في العمل! فلو أن محمد رضا كان وراء هذه الأمور فهذا معقول، لأنه كانت هناك قدرة- قدرة شيطانية- فلم يكن لأحد الحق في أن يقول كلمة واحدة، أما الآن فيأتي البقال ويخاطب رئيس الوزراء قائلا، أخي رئيس الوزراء أن العمل الفلاني غير صحيح، ويخاطب رئيس الجمهورية معترضا على عمل ما، فهذه ليست سلطة. إنها أخوّة وهم مجموعة من الإخوة، هذه المجموعة قد جعلها الحظ في هذه الأماكن، ومجموعة من البسطاء يصفقون لأجلهم! فهذه ليست سلطة بحيث أننا أتينا لأجلها.
فهذه أقاويل الشيطان الذي تغلب علينا. وإذا سمحتم لهذه الأقاويل، فإنها تؤدي بكم إلى جهنم! وتجركم في هذه الدنيا أيضاً إلى جهنم. فإن هذه الأهواء النفسانية وإن شيطان النفس ستذهب بكل شيء في هذه الدنيا.
لقد كان هيتلر مستعداً لفناء كل البشر من أجل بقائه في السلطة في ألمانيا. فقد كان في عقله أن الجنس الألماني هو الافضل وذلك الشيء الذي كان في عقل هيتلر موجود في عقولكم جميعاً! فقد خدعتم أنفسكم.
فهذا الأمر موجود عند الجميع بحيث أن أبقى أنا والكل يذهب! فيجب أن يكون هناك إنصاف في العمل، وأن يكون الانتباه نحو الله، وأن يكون حساب في العمل، فأنتم يجب أن تحاسبوا أنفسكم بحيث أنه ماذا أريد أن أفعل اليوم، فليذهب الجميع في إيران المهم أن أبقى أنا ولا يبقى أحد، لا فليبق الجميع، وحافظوا جميعكم على بلدكم. فليبق الجميع وليعمل الجميع بالقانون، فلينظر الجميع إلى الدستور، وليعرف كل شخص حدوده. وليقولوا للناس بأن الدستور قد عين للحكومة هذه الوظيفة، ولرئيس الجمهورية هذا العمل وللمجلس هذا العمل وللجيش هذا الأمر.
فقد عين للجميع وظيفته. وليقولوا للناس بأن وظيفتنا كما عينها الدستور الذي صوتم لأجله هي هذا الأمر. ليس فقط لفظاً، وفي الواقع شيء آخر. بل يجب في الواقع الخضوع للقانون وللإسلام. فإن الجميع يتلفظون بهذا. ربما يسألون الشيطان أيضاً، فيقول أنا ثوري! فاليوم كلنا ثوريون! فالجميع اليوم يرأف على شعبنا! والمشكلة اليوم أن الجميع يقول إننا ذهبنا أيضاً إلى الحرب- وقد رأيتم أنتم أن البعض قد كتبوا بأننا كنا في الحرب منذ البداية- حسناً، وأنا
أستطيع القول أيضاً إنني كنت أحارب في الصف الأول في الحرب، ولكن أكون جالساً هنا كأولئك.
فيجب أن يكون بحسب الواقع وبحسب الإنصاف، والضمير، فانظروا إلى حال هذا الشعب الذي أوصلكم إلى مناصبكم، وهم الناس الذين يسكنون في الجبال وكهوفها من أجلسكم في مناصبكم، فلا تضعفوا هذه الجمهورية. اخشوا ذلك اليوم الذي يفهم فيه الناس باطن ذاتكم، فيحصل الانفجار. اخشوا من ذلك اليوم- لا سمح الله- الذي قد يكون من (أيام الله). فذلك اليوم لن يكون كيوم 22 بهمن. فالقضية في ذلك أنهم سيقرأون الفاتحة على الجميع! أتمنى من الله تبارك وتعالى أن يحيطنا بعنايته ويهدينا إلى ما يرضيه، ويهدي أقلامنا إلى أن يكون ما نكتبه يرضيه. وأن يُجرى على ألسنتنا ما يرضيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته