بسم الله الرحمن الرحيم
في 15 خرداد الموافق ل- 12 محرم في اليوم الثالث لشهادة اعظم الشهداء المضحين في التاريخ، أضاف جلاوزة النظام البهلوي المجرم فضيحة أبدية إلى فضائح هذا النظام المستمرة طيلة خمسين عاماً، ومع أن الشعب الإيراني الغيور مني بالفشل ظاهراً مقدماً حوالي خمسة عشر ألفاً من الشهداء الى البارئ عز وجل بتضحياته العظيمة إلا أن هذا الحدث كان منطلقاً لانتصار الإسلام والشعب.
كما كانت شهادة سيد المظلومين وانصار القرآن في عاشوراء بداية حياة خالدة للإسلام والحياة الأبدية للقرآن.
لقد عصفت تلك الشهادة المظلومة وأسر آل الله بعروش اليزيديين- والذين كانوا يريدون حسب ظنهم الساذج أن يمحوا باسم الإسلام أساس الوحي- وقد أخرج هذا الحدث السفياينين من التاريخ، فإن هذه الشهادة الشجاعة للشعب الإيراني المظلوم قد أخرجت عروش البهلويين والتيار البهلوي من تاريخ إيران والذين كانوا يريدون باسم الإسلام أن يخرجوا الإسلام من الساحة ويجلسوا مكان الوحي أفكار الغرب وأمريكا.
ففي الحقيقة كان انتصار 22 بهمن سنة 1357 من نتائج انتفاضة 15 خرداد في عام 1342 شمسي.
والآن أيضاً حثالات الكيان الدموي السابق في صدد تجديد حياتهم بمساعدة وعون مجموعات تابعة وأقلام اذناب الغرب والشرق ويريدون زلزلة الجمهورية الإسلامية بأقلام ظاهرها أخلاقي وبألسنة مخادعة في الداخل والخارج ويظهروا في الدنيا أن جمهوريتنا نظام ظالم وأسوء من النظام البهلوي ويشوشوا الأفكار العامة ويبررون تدخل القوى العظمى في أمور البلد.
فهؤلاء بحجة أنه لا يوجد قانون في إيران وأن حكومة الغاب قد نشأت في إيران وبسبب أن كل مؤسسات الجمهورية، خلافاً لقوانين الدنيا بدأوا بنهب الأموال وقتل النفوس، يريدون أن يفتحوا الطريق أمام اسيادهم إما القوى العظمى الشرقية وكتلة الشيوعية أو القوى العظمى الغربية وكتلة الرأسمالية ويشدوا إيراننا العزيزة باسم الحرية نحو مزيد من المشاكل وهدفهم هو أن لا يكون هناك قيد ولا شرط وأن يخرجوا الشعب المسلم من الساحة. فهؤلاء يريدون الحرية المسلحة في مواجهة الجمهورية الإسلامية والحرية في الغش. هؤلاء يريدون حرية البندقية من أجل القضاء على الإسلام والجمهورية الإسلامية، وهذه الحرية هي التي شن النبي والإسلام وقادته الحرب عليها في كل التاريخ وضحوا بأنفسهم في هذا الطريق. ونحن أيضاً بحكم الاقتداء بهم متواجدون في الساحة. فاذناب الغرب يريدون الحرية كما في الغرب حتى الحرية الجنسية بحدها الكبير وحرية مراكز الفحشاء، فالإسلام والجمهورية الإسلامية يخالفان أفكارهم الحيوانية تلك.
فهم مخالفون للحرس وأصل الحرس وللجيش ولكل القوى المسلحة، ويجب أن يكون شعبنا العظيم يقظاً ويرد كيدهم الى نحورهم. انهم يخافون من تكريم ذكرى 15 خرداد. لأن هذا اليوم هو يوم تاريخي كبير وبداية لتفتح الإسلام والإستقلال والحرية للشعب.
لقد تحقق في ظل الإسلام الاستقلال بمعناه الحقيقي والحرية بمعناها النزيه. يوم 15 خرداد وكما هو الحال في عاشوراء يوم حداد عام للشعب المظلوم، يوم ملحمة وولادة جديدة للإسلام والمسلمين.
إن تكريم ملحمة 15 خرداد، هو تكريم للقيم الإنسانية على طول التاريخ، كما أن تكريم يوم عاشوراء المصيري، تكريم للإسلام والقرآن الكريم.
لقد نفى عاشوراء ب- (لا) اليزيديين طوال التاريخ وأرسلهم إلى القبر، وقد دفن حادث 15 خرداد البهلويين واتباعهم والقوى العظمى. إن تكريم يوم 15 خرداد والقيام بالمظاهرات فيه هو صراخ مؤلم من المستضعفين بوجوه المستكبرين ومن الملتزمين بالمذهب القرآني الراقي في مقابل المستسلمين بدون أي مقابل للمذاهب المنحرفة أو الالتقاطية الوافدة من الشرق والغرب والذين يسعون بأقلامهم وأيديهم وبشدة بشكل زاحف من أجل انحراف شعبنا المظلوم.
فعلى شعبنا الشريف أن يحافظ على أيام الله هذه المهداة من عالم الغيب الرباني بقلبه وروحه وبيده وأسنانه، وأن يهاجم بالشعار والشعور المخالفين للمذهب والخادمين للشياطين الكبار والصغار وأن ينظموا صفوفهم ويجعلوا قلوبهم أكثر اطمئناناً لكي يتغلبوا على المشكلات ومؤامرات الغرب والشرق بقدم ثابتة وإرادة حديدية، وأن يتجهزوا بالايمان بالله في مواجهة المشاكل.
وعلى كل القوى المسلحة الإسلامية من الجيش والقوى العسكرية والنظامية والدرك والشرطة وقوات التعبئة والعشائر وكل المجاهدين الأعزاء الإسلاميين أن يحافظوا على انسجامهم ووحدتهم وأن يهاجموا بالقدرة الإلهية وبصوت الله أكبر الأعداء الكفرة وأن يطلبوا النصر من الله الكبير، حيث أن يد الغيب معهم.
وعلى الشعب العزيز المجاهد أن يدعم القوى المسلحة وأن لا يتقاعسوا عن مساعدتهم وتقديم العون لهم وأن يمدوهم بالمعنويات للتضحية والعبادة النفيسة، وإن الفتح والظفر لقريبان. فالشرف والعزة لكم والعار والخذلان لأعداء الإسلام.
السلام على عاشوراء، السلام على 15 خرداد و 22 بهمن، السلام على أيام الله وعلى الشعب الإيراني الشريف والعظيم، والسلام على المقاتلين والمجاهدين في جبهات القتال وخلف الجبهات. والسلام على عباد الله الصالحين.
15 خرداد 1360 ه- ش
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
ذكرى النهضة الدامية في 15 خرداد
المحاولات اليائسة للمجموعات المرتبطة بالشرق والغرب ضد الإسلام والثورة
الشعب الإيراني ( «1» 1)
جلد ۱۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۱۸ تا صفحه ۳۲۰
«۱»-أقيمت مراسم تكريم انتفاضة ۱۵ خرداد في جامعة طهران وذلك بحضور مئات الآلاف من أهالي مدينة طهران الذين ساروا في مسيرة انطلقت من عشر مناطق نحو جامعة طهران مكان إقامة صلاة الجمعة. وقد كانت الجامعة ممتلئة بالناس في كل أنحائها وفي الشوارع المحيطة بالجامعة إلى مسافة واسعة. وقد قرأ نداء الإمام ابنه السيد أحمد الخميني. وقد كان العدد كبيراً لدرجة أنه وصل إلى المنصة بعد تأخير ساعة واعتذر من الناس.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417