بسم الله الرحمن الرحيم
مسؤولية الأطباء والممرضين القيمة
إن وجود الاتحادات الإسلامية في كل البلد وخصوصاً في المؤسسات الثورية من الأمور الضرورية.
لكن يجب على السادة المؤسسين للاتحادات الإسلامية أن ينتبهوا أولًا إلى أن لا يدخل فيها أشخاص فاسدون من المجموعات المنحرفة.
وثانياً: أن ينتبه هؤلاء السادة أنفسهم إلى أن يكون ما ينجز من أعمال هناك هي أعمال إسلامية وخالية من الانحرافات.
اليوم وقد قدمت إلى هنا الاتحادات الإسلامية لوزارة الصحة والأطباء أيضاً وعمال المراكز الصحية في خوزستان والممرضون المحترمون لتلك المحافظة، فأريد أن أذكر نقطة حول هؤلاء الأطباء والمساعدين والممرضين وموظفي الصحة في كل البلد، وأخرى حول هذه المؤسسات في خوزستان وغرب وجنوب البلاد.
فما أريد ذكره بالنسبة لهؤلاء السادة والسيدات في أنحاء البلاد هو أن: الطب والتمريض وخدمة المرضى الراقدين في المشافي، هي خدمة صعبة جداً، ولكن لها قيمة كبيرة جداً.
فالعناية بالمريض مهمة صعبة جداً والتمريض الجيد له قيمة كبيرة وهكذا الطب والوقوف لراحة المرضى والمجروحين والمعاقين والذهاب والعمل معهم مهمة صعبة جداً، لكن العمل بشكل صحيح له قيمته النفيسة جداً.
فيجب على الجميع في كل الإدارات أن ينجزوا العمل الصحيح، ولكل عمل صحيح قيمة، ولكن للمشافي خصوصية معينة.
فإن عملكم خصوصاً المممرضين والممرضات مع المرضى الذين هم، قلبهم مكسور، فهم يحتاجون إلى علاج روحي، يحتاجون إلى هدوء روحي وبقدر ما تظهرون لهم من المحبة وتعتنون بهم كأم وأخت وأخ وأب، فهذا يؤثر في معنوياتهم، وهو يؤثر أيضاً في شفائهم وسرعة تحسنهم وإن الخدمة لهذه المجموعة والخدمة لعباد الله هؤلاء له قيمة كبيرة عند الله تبارك وتعالى.
وما يجب أن أذكره للممرضين والممرضات والأطباء والمساعدين وكافة موظفي المشافي في خوزستان والمناطق التي طالتها الحرب هو أن عملكم في تلك المشافي أكثر قيمة من كل مكان، فالأعمال هناك معرضة للخطر حيث أنكم تواجهون عدوا لا يرحم حتى المستشفيات والمدارس أيضاً، فخدمتكم هناك لها قيمة كبيرة جداً. فالعناية بالأشخاص الذين فقدوا أعضاءهم وصحتهم وسلامتهم من أجل الإسلام تعتبر خدمة كبيرة جداً وقيمة عند الله تبارك وتعالى.
لكن يجب أن تنتبهوا كثيراً إلى أن يكون وضع المشافي وضعاً إسلامياً وأن تكون معاملتكم لهؤلاء المرضى والمعوقين معاملة الأم والأب والأخ والأخت، فهو عمل صعب جداً وله قيمته وفيه الكثير من المسؤولية. كما أن عمل الاتحادات الإسلامية أيضاً له قيمته ومسؤولياته الكبيرة.
وبناءً على هذا، فإن وصيتي وأمنيتي لجميع الاتحادات الإسلامية في كل أنحاء البلاد ولكل الأطباء والمساعدين والموظفين والممرضين والممرضات في كل البلاد، وخصوصاً في المناطق التي تتعرض للحرب وفي الأماكن المعرضة للخطر، هو أن تسعوا بكل قواكم لكي تكون أعمالكم إسلامية ومعاملتكم مع المرضى جيدة وأن يكون سلوككم سلوكاً إنسانياً إسلامياً.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يعطيكم الأجر أيها الإخوة والأخوات بعنايته وأن يُكتب في صحيفة أعمالكم أجر تلك النسوة اللاتي كن في صدر الإسلام يذهبن من أجل العناية بجرحى جيش المسلمين إن شاء الله.
الالتفاف حول القانون والاحترام والخضوع للقانون
نواجه اليوم مشكلات تدبّر لنا وتصدّر إلينا من الخارج ومن الداخل أيضاً عن طريق عناصر مرتبطة بالخارج ويسببون المشكلات. وقد أعلنت منذ بداية هذه السنة أن نعتبرها سنة تطبيق القانون وأن نعمل بالقانون بحيث يعتبر الإسلام والدنيا أن عملنا سلوك صحيح. فلا نستطيع أن نعتبر أن البلد الذي لا يحكمه القانون وخصوصاً القانون الذي هو قانون الإسلام بلد إسلامي. فالذين يخالفون القانون هم يخالفون الإسلام أيضاً. الذين يخالفون ما صادق عليه المجلس بعد أن صادق مجلس صيانة الدستور عليه يرتكبون مخالفة، فهؤلاء علموا أو لم يعلموا يخالفون الإسلام.
فلو أن جميع الأشخاص في بلدنا وكل المجموعات الموجودة في بلدنا وكل المؤسسات المتواجدة في أنحاء البلاد خضعوا للقانون واحترموه، فلن ينشأ أي خلاف.
إن الخلافات تنشأ من الذين يتجاوزون القانون. فلو كان القانون هو الحاكم في بلد ما فلن ينشأ أي خلاف. حيث أن كل الأنبياء منذ بداية العالم وإلى الآن أتوا من أجل إحلال القانون ونبي الإسلام وأئمة الإسلام وخلفاء الإسلام كانوا خاضعين للقانون ومُسلِّمين له. فيجب علينا أن نقتدي بنبي الإسلام وبأئمة الهدى ونعمل بالقانون ونخضع له.
فالقانون للجميع. طبعاً لو أنهم أرادوا أن يعملوا بالقانون ويوقفوا سارقا ما عند حده، فإن ذلك السارق سوف يعترض، لكن يجب أن ننبه ذلك السارق الذي يريد أن يعترض على القانون إلى أن هذا قانون، فلو أن ابن الرسول الأكرم، أو ابنته أيضاً- لا سمح الله- سرق، لقطع الرسول الأكرم يده، فهذا قانون. القانون لمصلحة الشعب، لمصلحة المجتمع، ليس لمصلحة بعض الأشخاص وبعض الفئات. فالقانون يهتم بكل المجتمع. القانون من أجل تهذيب المجتمع. طبعاً إن اللصوص يكرهون القانون والديكتاتوريين أيضاً يكرهون القانون والأشخاص الذين يريدون أن يرتكبوا مخالفات يكرهون القانون، لكن يجب أن يُحترم القانون الذي هو لكل الشعب ولتهذيب كل الشعب ولاستقرار كل الشعب ولمصلحة كل الشعب. فلا يجب أن أخرج وأثير الضجة لقانون يخالف وجهة نظري وأصرخ أنني لا أقبل هذا القانون، هذا قانون غير حسن. القانون جيد، فيجب عليكم أن تطابقوا أنفسكم مع القانون، لا أن يطابق القانون نفسه معكم. فلو صار الوضع أن يطابق القانون نفسه مع مجموعة ما، مع فئة ما، مع شخص ما، فليس هذا قانوناً. فالقانون على القمة ويجب على كل الناس في أي بلد أن يطابقوا أنفسهم مع القانون. فلو أن القانون حكم خلافاً لما يريدون، يجب أن يخضعوا له، عندها سيكون البلد بلد قانون.
فلو عُمل بالقانون في مكان ما وخرجت إحدى المجموعات للاعتراض ضد هذا العمل في الشوارع، فهذا هو معنى الديكتاتورية حيث أنني قلت مراراً أنها تتقدم خطوة خطوة، فهذا هو الديكتاتور الذي تبدل فيه الإنسان إلى هيتلر، هذا هو الديكتاتور الذي تبدل فيه الإنسان إلى استالين. فلو لم يعمل بالقانون في بلد ما، فإن الأشخاص الذين يريدون أن يخالفوا القانون فهؤلاء هم الديكتاتوريون الذين ظهروا بمظهر إسلامي أو مظهر انصار الحرية وأمثال هذه الكلمات.
فلو أن كل هؤلاء السادة الذين يدّعون أننا نحن نشجع القوانين، يجلسون سوية ويفتحون القانون ويعينون واجبهم وتكليفهم من القانون ومن ثم يلتزمون بأننا نخضع للقانون سواء كان مخالفاً لرأينا أو كان موافقاً، فسوف لن تكون هناك نزاعات ومشاكل.
فلو أنه في مكان ما يريد أحد القضاة أن يطبق القانون، ونحن نريد أن نقول لا، نحن لا نقبل هذا القاضي فهذا هو معنى الديكتاتورية.
فالديكتاتورية هي أن لا يخضع لا للمجلس ولا لقوانين المجلس ولا لمجلس صيانة الدستور ولا لما صادق عليه هذا المجلس من مقررات ولا للسلطة القضائية ولا للنيابة ولا لمجلس النيابة وأيضاً لكل المؤسسات الأخرى. فالقانون يعني أنه عين وظيفة الجميع وكل شيء بحسب القانون الإسلامي وبحسب قانون البلد المنطبق مع قوانين الإسلام. فبعد أن عين القانون الوظيفة فكل شخص يريد العمل خلافاً للقانون فهو ديكتاتور قد ظهر الآن بشكل مظلوم ومن ثم سيظهر بشكل قاهر وجبار وسوف يشد البلد نحو الفساد والدمار فعندما يتجه هذا البلد نحو الفساد ويتفرق الناس ويختلفون مع بعضهم، فهذه هي الوظيفة التي يجب أن يؤديها للقوى العظمى فهذا الشخص عملياً قد أنجزها لو أنه لا يفهم ذلك، ولو أنه يعلم ذلك فتلك مصيبة أكبر، لكنهم غير ملتفتين لذلك.
فلو أنني نصحتكم بأن تعملوا جميعاً بالقانون وترفعوا أيديكم عن الضجة والشغب، ويبتعد الصحف والكتاب والمحررون والخطباء عن الضجة والشغب، فلو حدث ذلك، فسوف نجد بلداً قانونياً هو نفس البلد الإسلامي الذي يخلو من الديكتاتورية.
تحذير شديد للمتآمرين والمفسدين
إنني دائماً أنصح السادة وأريد أن يكون العمل بشكل صحيح طبقاً للقوانين ومع ذلك يكون هناك بعض المخالفات، فأنا أنصح السادة ليس من باب أن الشعب قد ضعف، أو شعر بالفتور وأن شعبنا لم يعد يهتم بأحكام الإسلام بعد، فهؤلاء يسعون لكي يوجدوا ديكتاتوراً يخضع الجميع له، فليست المسألة كذلك. لقد أثبت 15 خرداد والذكرى السنوية ل- 15 خرداد أن هذا الشعب في الساحة وهم في الساحة من أجل الإسلام.
فما دمت أستطيع إلى الحد الذي تقتضيه الأخلاق الإسلامية أن أدعو كل هؤلاء والمجموعات والفئات وكل الأفراد إلى الالتزام بالهدوء فسوف أعمل بذلك وأقدم النصيحة لهم، نصيحة أخوية، نصيحة متواضعة، ولكن يجب أن يعلم الجميع أنه في اليوم الذي أشعر فيه بالخطر على الجمهورية الإسلامية فهو ذلك اليوم الذي أشعر فيه بالخطر على الإسلام، ففي ذلك اليوم لن أجلس ناصحاً كالآن، فإنني سوف أقطع أيدي الجميع.
فلو أن أشخاصاً في هذه الفترة الزمنية- حيث أننا مبتلون بالحرب، فيجب حفظ الهدوء- لو أن أشخاصاً يخطبون في اطراف البلاد وكان خطابهم سبباً للتوتر، فذلك الشخص كائناً من يكون وفي أي منصب كان، سوف أقيله عن منصبه، سوف أعيده إلى مكانه الأول قبل أن تبدأ الفتنة.
وأعلن اليوم لهؤلاء الذين يذهبون إلى الأطراف ويتحدثون- حسب ما أخبروني بذلك، فهذه المجموعات الفاسدة قد حصلت أيضاً على الفرصة من أجل القيام بمسيرة- فعلى كل القوى العسكرية والنظامية والحرس أن يمنعوا مثل هذه الخطابات بشكل جدي، وأن يلقوا القبض على الخطباء الذين هم من هذا الخط.
لو أنني خطبت خطاباً مخالفاً للدستور الإسلامي من أجل إيجاد التوتر والتشنج والمشاكل للشعب المسلم الذي قدم الدماء في طريق الإسلام، لو أنني فعلت هذا، فإن هذه المؤسسات العسكرية والنظامية والحرس مكلفة شرعاً بالقاء القبض علي وتسليمي للمحكمة، فليس في هذا استثناء.
فافتحوا آذانكم، فإنني سأعمل كما عملت مع الشاه وكما عمل الشعب مع محمد رضا، فسوف أعمل ذلك مع الأشخاص الذين يريدون إيجاد الفساد، الذين يريدون علاوة على التكلم التصعيد والتوتر، مع الأشخاص الذين يريدون الوقوف صفاً أمام النيابة والمحكمة والمجلس وأمام المؤسسات الأخرى، سوف أعمل مع هؤلاء كما عملت مع محمد رضا، فاليوم الإمكانيات موجودة في أيدينا وسوف تعيشون العزلة والانزواء.
وأنا أنصحكم أيضاً فتوبوا قبل أن يفوت الأوان واجتنبوا ما تقوله العناصر الفاسدة لكم وما تطلبه منكم وأبعدوهم عنكم. فلو أن شخصاً ما يخالف الهدوء والاستقرار سوف أتعامل معه بقسوة وهذا تكليف شرعي على عاتقنا جميعاً وعلى عاتقي أنا أيضاً.
أحذر كل المسلمين أينما وجدوا في أنحاء البلاد، في الأسواق وفي أي مكان وأقول أن هناك مجموعات بصدد إغلاق السوق، وهم الرأسماليون فهم يريدون اليوم أن يخلقوا المفسدة.
هؤلاء هم نفس الفئات الفاسدة الذين يجعلون من بعض الأشخاص آلات بأيديهم ويريدون الفساد ولو حدث أمر كهذا، فإغلاق السوق اليوم والمظاهرة اليوم، كإغلاق السوق والتظاهر أمام الرسول الأكرم (ص)، أمام الإسلام وكونوا يقظين كي لا تغتنم هذه الفئات الفرصة لا سمح الله بذريعة ماذا حدث وماذا هناك فتتظاهر وهي تريد أن تحدث الشغب.
فلتعلنوا عن هؤلاء الذين يحركون الشغب أياً كان سواء بالقلم أو اللسان أو بأي شيء، فإنني سوف أجعله منزويا. بناء على هذا فأنا أنصحهم إلى الحد الذي لا أرى فيه خطراً على الإسلام ومادامت هذه الألعاب السياسية لن ترمي بالإسلام والمسلمين في الخطر وأطلب منهم بكل تواضع وخضوع أن يرفعوا أيديهم عن مثل هذه الاساليب ولو أني شعرت بالخطر، فكما صُنع بمحمد رضا فسوف يُصنع بالجميع هكذا. اليوم إغلاق السوق، التظاهر، الخطابة المنحرفة، فكل هذه الأمور خلافٌ لمصالح الإسلام وخلافٌ لمصالح الله تبارك وتعالى الذي جعل الإسلام لنا قدوة، وتلك الأمور حرام.
فإن إغلاق السوق في أي مكان والتظاهر في الأزقة والمناطق بدون أن يكون هناك إذن من وزارة الداخلية هو انحراف ومحرم وإن من واجب القوى العسكرية والنظامية والحرس وقوات التعبئة وكل الشعب أن يمنعوا مثل هذه المفاسد من الحدوث وهذا تكليف شرعي وإلهي.
وأقول أيضاً لكل السادة الذين يريدون الخطابة ونشر الإعلانات وغيرها من رسائل مفتوحة ومن هذه الخزعبلات، أقول لهم جميعاً ارجعوا إلى الإسلام، ارجعوا إلى القانون، ارجعوا إلى القرآن الكريم، فلا تتذرعوا بذرائع واهية تكون سبباً لعزلتكم وإبعادكم. فأنا أحب الكثير منكم وأرغب في أن يعمل الجميع بالقانون والكل يكون في مكانه وإذا لم يحدث هذا، فسيكون للمسألة شكل آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته