بسم الله الرحمن الرحيم
تكاتف الشعب وتواجده على ساحة الأحداث
أيها السادة المحترمون، القادمون من قاعدة الوحدة في دزفول، وقوى التعبئة في أصفهان، وجميع من يحضر هنا الآن، أشكركم جميعاً وأشكر جميع المقاتلين المتواجدين على الخطوط الأمامية للجبهة، والخطوط التي تقع خلف الجبهة.
اليوم، وبحمد الله وعونه، فإن شعب إيران هذا الشعب المؤمن والمقاتل، لديه عقائده التي يجاهد من أجلها، ومادامت هذه الروح العظيمة تسكن في قلوب أبناء الشعب، فليس هناك خوف من المؤامرات والحيل التي اعترضت طريق أمتنا في الماضي، والتي ستحاول اعتراضه في المستقبل أيضاً، إن الأمة التي تخشى من مثل هذه المشاكل والعقبات هي الأمة التي لا تمتلك الإيمان. وأما الأمة التي تمتلك الإيمان والعقيدة، وتجاهد في سبيلهما وهي تعتقد تماماً أن الجهاد والتضحية في سبيل الله هو النصر بعينه- ونيل شرف الشهادة في هذا الجهاد هو نصر آخر- لن تهزم أبداً. إن أولئك المتآمرين والخونة، الذين يسعون لخلق الفتن والنفاق بين أفراد الشعب، مخطئون تماماً إذا اعتقدوا أنهم بأعمالهم هذه، سيستطيعون تفكيك صفوف الشعب المتراصة، وجر أفراد الشعب إلى نزاعات فيما بينهم، فهم لم يعرفوا الشعب الإيراني جيداً، ولم يعرفوا بعد، أن الشعب الإيراني بأسره شعب مجاهد ومؤمن، وأنه سيقطع بالإيمان والعقيدة، أيدي الجناة والخونة الممتدة إلى وطنه، وسيبطل المؤامرات الواحدة تلو الأخرى. إن الشعب بأسره اليوم، يقظ ومدرك لكل ما يجري، يراقب المؤامرات والجرائم وبمجرد الإحساس بأن مجموعة ما أو أشخاصاً ما يسيرون بعكس مسيرة الشعب- التي هي مسيرة الإنسانية ومسيرة الحق والجهاد من أجل العقيدة والإيمان- فإنه سيقف في وجههم ويضع حداً لأطماعهم، دون أن يدعوه أحد لفعل ذلك أو يزوده بالسلاح، فجميع أفراد الشعب وسائر القوى الأخرى، كالجيش والشرطة وحرس الثورة وقوى التعبئة، والقوى المدنية وجميع الفئات مسلحون بالإيمان، وهم يقظون لما يجري حولهم، ومراقبون لأعمال التكتلات والأحزاب والإئتلافات. وهم أيضاً من سيقف في وجه كل معاد للثورة، أو من يفكر بالعمل خلافاً لمصالح الثورة والشعب. والحمد لله فإنه لا حاجة لمن ينبه الشعب إلى هذه الأمور أو من يحرضه على المقاومة. إن هذا الشعب هو الشعب المؤهل للوصول إلى النصر النهائي، وكلما قدم شهداء أكثر في هذا الطريق، فإن عزيمته ستصبح أعظم وسيصبح الوقوف في وجهه أصعب.
نصيحة للشباب المخدوعين بشعارات العصابات
إن هذه العصابات مخطئة تماماً إذا اعتقدت أنها تستطيع خداع شبابنا وأبنائنا الأعزاء بأفكارها الخبيثة، وجرهم إلى الشوارع للقيام بأعمال الشغب والوقوف في وجه الأمة، ومعاداة الثورة التي قطعت أيدي العملاء والخونة عن هذه البلاد، بدلًا من أن يكونوا في مواقع قيادة هذا الوطن والعمل من أجله، وإنني أنصح الشباب أن لا ينخدعوا بكلام هذه الذئاب المسعورة، وأنصح الآباء والأمهات أن ينقذوا أولادهم من براثن هذه الذئاب، التي هي على هيئة إنسان، فهم يريدون جركم إلى الهاوية، انظروا إلى هذه الأحداث «1» التي وقعت منذ عشرة أيام، وتأملوا فيها، ماذا حدث؟ ولماذا؟ ولمصلحة من كان؟ فهل أنتم تقفون في وجه أمريكا وتريدون أن تجاهدوها؟! أم أنكم تريدون أن تجاهدوا الاتحاد السوفييتي؟! هل تريدون تحرير وطنكم من أيدي أمريكا؟! أم من أيدي الاتحاد السوفييتي؟! لقد خدعكم قادة المنافقين والخونة، وحولوكم إلى ألعوبة في أيديهم، وبينما هم يختبئون في أوكارهم، قاموا بجركم إلى الشوارع، ليكون حدوث تلك الفاجعة على أيديكم. في وجه من، تريدون أن تقفوا؟ وفي وجه من أعلنتم الجهاد المسلح؟ لقد أعلنتم الجهاد المسلح ضد شعب كان يقدم دماءه طوال ثلاثة وعشرين عاماً، ثمناً لقطع يد أمريكا ومعسكرها والاتحاد السوفييتي ومعسكره عن هذا الوطن. إنكم تريدون الوقوف في وجه هذا الشعب! لقد دفعوكم للقيام بأعمال سودت وجه التاريخ، فهل فكرتم بما تقومون به، وبمن يقوم بدفعكم للقيام بهذه الأعمال؟ ومن هم أولئك الذين يدعونكم للجهاد والمقاومة، بينما يختبئون هم في جحودهم؟! في وجه من تريدون الوقوف؟ في وجه الإسلام؟! أم في وجه الجمهورية الإسلامية؟! أم في وجه القرآن؟! وهل تقفون في وجه الإسلام والقرآن باسم القرآن؟! وباسم الإسلام تحاربون الإسلام؟! وباسم الحرية تقاتلون الحرية؟! استيقظوا!! وانصحوا شبابكم، فلو حشدتم كل ما تملكون من قوى لمواجهة هذا الشعب العظيم، المسلح والغيور فلن تكونوا أكثر من قطرة في وجه سيل عارم، فلماذا تدفعون بأنفسكم إلى الإثم والإجرام، وتحت عنوان استقلال إيران، تريدون وضع إيران بين مخالب هذه الذئاب؟! تأملوا قليلًا، وليتأمل شعبنا في أمر هؤلاء، وعلى آباء وأمهات هؤلاء الشبان والشابات المخدوعين بالشعارات الرنانة، أن يفكروا بأبنائهم وسبل هدايتهم إلى طريق الحق. فنحن نريد الخير لكم، والجمهورية الإسلامية أيضاً تريد لكم خير الدنيا والآخرة، وتريد أن تحقق لكم الاستقلال الحقيقي، وأن تحرركم من براثن ذئاب الشرق والغرب. إن هذه العصابات المشؤومة والمجرمة، تلعب بعقول شبابنا- وتجندهم ضد الإسلام والشعب المسلم، لخدمة القوى الأجنبية العظمى وعلى رأسها أمريكا- بينما تختبئ هي في الجحور.
وضوح عمالة وخيانة المؤيدين لأمريكا
لقد فضح هؤلاء المخططون أنفسهم ومخططاتهم التي يعملون عليها منذ فترة، غافلين عن أن الله يراهم وهم لا يرونه، إن أساليبهم البدائية هي التي فضحت أعمالهم وأظهرتهم على حقيقتهم أمام أبناء الشعب، لقد جاؤوا وهم يتسترون بقناع الإسلام، ويدعون التقوى، من أجل تنفيذ الخطط المشؤومة التي أعدتها القوى العظمى، وعلى رأسها أمريكا لتطبيقها في هذه البلاد. إن هؤلاء لم يعرفوا شعبنا بعد، ولم يدركوا ماذا يعني أن يكون الشعب مسلماً، وعلى الرغم من كل ذكائهم وعلمهم، لم يدركوا ماذا تعني الأمة الإسلامية، وماهي قدرة الإسلام الحقيقية. كان كل همهم أن يفتحوا الطريق لأمريكا، وأن يجتمعوا تحت لوائها، لم يستمعوا لنصيحتي وأغمضوا أعينهم عن المصالح والمنافع التي أرشدتهم إليها وعن كل الأمور الحسنة التي فيها خير البلاد، ولكن حدث ما لم أكن أريد أن يحدث. وعندما قاموا بإخراج رضا خان، قال أحد أصدقائهم في المجلس: (الخير في ما وقع)، وأنا لا أريد أن يتكرر هذا مرة أخرى في جمهوريتنا الإسلامية، ولا أريد أن يكون هناك أشخاص، لا يعرفون أين مصلحتهم ويرفضون كل المشاريع التي وضعناها لخدمتهم، ثم يسعون للتفريط بمن كانوا بالأمس يقفون معهم ويساندونهم، وحتى أنهم حولوهم إلى أعداء لهم، وكل هذا لأنهم لم يفهموا الإسلام، ولم يفهموا الأمة الإسلامية. لقد تصوروا أنهم يستطيعون خداع الشعب بالأحزاب والألاعيب السياسية، كما يحدث في الغرب والشرق، وأنهم سينجحون في نشر الفرقة بين أبناء الشعب، ودفعه للوقوف في وجه الإسلام، وحل مجلسه وحكومته ومحاكمه وجمهوريته الإسلامية بنفسه. ومن ثم جعله يفتح الطريق أمام أمريكا، ويقدم وطنه لقمة سائغة للاتحاد السوفييتي. ويبدو أنهم لم يعرفوا معنى الإسلام بعد، فهم يعتقدون أن الإسلام مثل المذاهب الأخرى، ليس أكثر من مذهب سياسي، ومن الممكن توجيهه بسهولة بواسطة الألاعيب السياسية الشيطانية، وتغيير مسير الشعب الذي قدم الدماء على مدى عشرين عاماً في سبيل الإسلام، وإخراجه من طريق الحق إلى طريق الباطل ومن النور إلى الظلمات، حتى يتسنى لهم فتح المجال لهم ولأعوانهم، كي يعيثوا فساداً.
أنا آسف جداً لما حدث، لم أكن أريد أن أتحدث عن مثل هذه الأمور «2» من عزل وتعيين، وخصوصاً في بداية حياة الجمهورية الإسلامية، ولكن على الرغم من كل الجهود التي بذلتها، إلا أن هؤلاء لم يستمعوا للنصيحة. جربت كل الأساليب لدعوتهم إلى ترك ما هم عليه، والالتحاق بشعب إيران المسلم. كنت أود أن يبقى جميع هؤلاء الأشخاص الذين شاركوا في دعم البلاد والحكومة، في أماكن عملهم حتى يتحقق النصر النهائي. وحتى ترى الجمهورية الإسلامية النور، وأن يساهموا جميعاً في تحقيق هذه الانجازات، ولكن بعض الأيدي العميلة والذئاب تدخلوا لمنع كل هذا من الحدوث، وجرت الأمور على عكس ما كنا نريده تماماً. وعندما أحسسنا أن هناك خططاً شيطانية، في طريقها للظهور، وأنهم اتحدوا مع المنافقين، الذين نزلوا إلى الشوارع في اليومين الماضيين، وقتلوا شبابنا، وأحرقوا المحلات ودمروا الشوارع، وكل هذا من أجل تدمير البلاد، وعندما اتضح أن هناك خطراً محدقاً [...]. وقد أعلنت في السابق، أنه إذا أحسست بخطر ما، فإنني سآخذ ما أعطيتكم إياه.
إنهم يدّعون الإسلام، ويدّعون أنهم يسعون للحفاظ على مصالح الناس، ويقولون (نحن حماة الشعب)، أنا لا أدري أين يعيش هذا الشعب الذي يدّعون أنهم يدافعون عنه! فهل يعيش هذا الشعب في إيران أم أمريكا أم الاتحاد السوفييتي؟! إنهم يدّعون أنهم حماة الشعب، وشعب إيران بالذات، ولكن هل يعني هذا أن يقفوا في وجهه، ويحملوا السلاح ضده؟!
مع كل أسف، إنني أرى أن الكثير من شبابنا خدعوا بشعاراتهم، لقد كان هؤلاء الشباب ذوي قلوب طاهرة نقية، ولكن الذئاب خدعوهم، وأبعدوهم عن طريق الحق، وأنا آمل أن يعود هؤلاء الشباب إلى رشدهم، وإلى أحضان الشعب والإسلام، ولهذا فإني أدعو آباءهم وأمهاتهم، ألا يسمحوا لأبنائهم بالسير خلف تلك الحفنة من الخونة، وأن لا يتركوهم يتأثرون بشعارات هؤلاء، فهم يريدون السيطرة على البلاد، وتدعمهم في هدفهم هذا، أمريكا أو الاتحاد السوفييتي، لا تدعوا شبابكم ينجرون خلف الإثم.
إن هؤلاء لم يعرفوا شعب إيران بعد، ولم يعرفوا القوى المسلحة الموجودة في إيران أيضاً، فهم يعتقدون أن الأوضاع الآن هي نفسها الأوضاع التي كانت موجودة في زمن الشاه المخلوع. وأن الجيش الموجود الآن، هو نفسه الجيش الذي كان في العهد الملكي، وأن شعبنا هو شعب ساذج، من الممكن خداعه بسهولة ولهذا فقد حشدوا كل قواهم للقيام بهذه المهمة، وللأسف فإن بعض المجموعات التي هي بالفعل مجموعات من الأشخاص المتدينين، والمصلين قد دخلت في هذا الموضوع أيضاً.
نصيحة لحزب نهضة الحرية بالانفصال عن المتآمرين
لقد قلت مراراً وتكراراً: (ابتعد «3» عن هذه العصابات الفاسدة، وتبرأ من المنافقين، حتى لا تفقد شخصيتك وكيانك، انضم إلى الشعب، وأخرج هؤلاء من نفسك، فهم سيجرونك إلى الإثم والجريمة. إن أغلب هذه الذئاب التي التفت حولك، تريد أن تقودك صوب الجريمة. فأبعدهم عن نفسك). ولكنه انصاع لهم وذهب خلف الجريمة، لأنه لم يستطع أن يدرك ماذا يعني الإسلام، وماذا يعني بلد مسلم وشعب مسلم، وجيش مسلم، وقوى مسلحة مسلمة، إنني لازلت أود حتى اليوم أن تعود تلك الأحزاب المسلمة التي تضم بين أفرادها المصلين «4»، الذين لم يقطعوا ارتباطهم بالله عز وجل والإسلام إلى وعيها وأن تبتعد عن أولئك الذين أعلنوا الجهاد ضدالإسلام، وأن تذهب إليالإذاعة والتلفزيون لتدين أمام الجميع، تلك المجموعات المنافقة، التي ارتكبت العديد من الجرائم الشنيعة منذ عدة أيام، وأن يتبرأوا منها، فقد كانت تعد العدة لتقطيع إيران، ولإنزال الويلات والمصائب بجميع مدنها. وأن يعلنوا أنهم لا ينتمون إلى أولئك المتآمرين المفسدين، الذين لايملكون أي اعتقاد بالإسلام وهم من كان السبب في فاجعة أول أمس. وأن يعلنوا أنهم يتبرأون من أولئك الذين، لازالوا إلى اليوم يعتقدون أن الإسلام دين خاطئ، وأن أحكامه كانت تصلح لفترة ما قبل 1400 سنة فقط، أنا أعلم أين تكمن مصلحتكم، فلا تسمحوا- لاسمح الله- أن يحل بكم، ما حل بالآخرين، وإنني آمل أن تجتمعوا جميعاً حول لواء الإسلام، وأن تقفوا صفاً واحداً في وجه أمريكا والاتحاد السوفييتي حتى تنقذوا وطنكم، بدلًا من أن تقفوا في وجه بعضكم، حاولوا حل الخلافات الموجودة بينكم، وانتبهوا لخطبكم وكتاباتكم حتى لا تثير نزاعات فيما بينكم، فما يحدث الآن ليس في صالح الإسلام أو البلاد أو الشعب، فإلى أين تريدون أن تجروا بلادكم؟ أيها المتدينون. إلى أين تريدون أن تقودوا هذه البلاد؟! إلى أحضان أمريكا؟! أم إلى أحضان الاتحاد السوفييتي؟! ألا تعتقدون أنه لو افترضنا جدلًا- إذا استطعتم نشر الفرقة بين الجماعات المسلمة، فلن تكون النتيجة إلا قدوم أمريكا أو الاتحاد السوفييتي واحتلال هذه البلاد؟ فهل أنتم غافلون عن هذا الأمر؟ أأنتم غافلون عن هذا الأمر، أيها العلماء؟! هل تريدون بيع هذا الشعب لأمريكا؟! ومرة أخرى، أعبر عن شوقي الشديد لكي أراكم متحدين مع بعضكم، وأتمنى أن تنتصحوا وتعتبروا مما حولكم. إن هذا المجلس، موجود للوقوف في وجه الأمور اللاأخلاقية وغير المنطقية، وبعيد عن سيطرة أي من الأحزاب أو المجموعات، أغلب أعضائه أشخاص مستقلون، يفكرون بما سيفعلون ثم ينفذون، ويأخذون رضا الله سبحانه وتعالى بالحسبان دائماً، لأنهم يريدون الوصول إلى النهاية. فهل تدركون نتيجة ما تقومون به لحل هذا المجلس؟! فهل استغفلتكم الشياطين، أنتم أيها المتعلمون والمتدينون؟! وهل تدركون خطورة ما تقومون به؟ انتبهوا، فإن هذه الأحداث التي تحدث في العالم، هي لتنبيهنا، فالمهم هو أن تنتبهوا لما يحدث، وأن لا تحاولوا الإبحار عكس جهة الإسلام والشعب المسلم الغاضب. أنا أريد الخير لكم ولهم ولهذه الأحزاب والتكتلات الضعيفة. فلتتوقف هذه الأحزاب عن الوقوف في وجه الإسلام والجمهورية الإسلامية، وليعود أولئك الذين لم يقوموا بأي عمل- ضد الجمهورية الإسلامية- بعد، ثائبين إلى أحضان الإسلام وأطلب من الشباب المخدوعين بأفكارهم، أن ينتبهوا لأنفسهم ويعودوا إلى أحضان الإسلام، لأنهم إن لم يعودوا فكأنهم يضحون بأنفسهم في سبيل الشيطان، ويقدمون إخوتهم قرابين لأحاسيسهم الشيطانية أيضاً. إن قادة هذه الشياطين يريدون أن يجرّوا شبابنا وأبناءنا وبناتنا للوقوف في وجه الشعب والمواجهة معه، وفي النهاية سيفني الجميع بعضهم، إن هذه الأحزاب عبارة عن عصابات صغيرة تسعى لإخفاء نفسها خلف شبابنا المخدوعين، وعندما سيعود شبابنا إلى أحضان الإسلام والشعب، فإن هذه العصابات ستظهر على حقيقتها، وسيرفع الشعب صوته ليطالب بوضع حد لها. إنني أريد ما فيه صلاح المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وأطلب من الجميع أن يخرجوا الشر الموجود في نفوسهم، وأقول لأبنائنا وبناتنا أن لا ينخدعوا بكلام أحد، وينقذوا أنفسهم من المكائد، ويعودوا إلى أحضان الإسلام، لأن هؤلاء لا يريدون مصلحة الشعب، والدليل على ذلك، هو أنهم كانوا يقفون في وجه الشعب كلما سنحت لهم الفرصة، فهذه الغوغاء والاضطرابات التي حدثت منذ عدة أيام، هم من أحدثها. فهل كان الهدف منها هو الوقوف في وجه أمريكا؟! وهل هؤلاء الناس الذين استشهدوا كانوا من الأمريكيين؟! وهذه البيادر التي تحرقونها، أهي للأمريكيين؟! وهذه المعامل التي توقفونها عن العمل، أهي للأمريكيين؟! وهؤلاء المزارعون الذين تدعونهم إلى الجلوس وعدم العمل، وإذا عملوا وكدّوا، فإنكم تأتون في النهاية لتحرقوا بعود كبريت، كل ما بذلوه من جهد طيلة العام، هل هم من الأمريكيين أيضاً؟! هل أنتم من المدافعين عن الشعب؟! من المدافعين عن شعب إيران؟! من المدافعين عن شعبكم؟! وأنتم أيها السادة الذين تدافعون عن هؤلاء الأشخاص، فهل تدافعون عن الإسلام بعملكم هذا؟! وهل تدافعون عن الجمهورية الإسلامية أيضاً؟! وهل تعتبرون أعمالهم أعمالًا إسلامية؟! أتعتبرون أعمال حكومتنا الإسلامية غير إسلامية، وأعمال هذه الأحزاب والعصابات التي عبأت نفسها لقتال الشعب في الساحات والشوارع، أعمالًا إسلامية؟! ألا يجب عليكم أن تتأملوا قليلًا في الموضوع؟! (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة) «5» فكروا في الأعمال التي تقدمون عليها، وبالمصائب التي تنزلونها على أنفسكم، فهل كانت هذه الخطابات التي أرسلتموها، في سبيل الله؟! أم من أجل وطنكم؟! أم من أجل الإسلام؟! وهل الدين هو من أمركم بمخالفة هذه الحكومة التي تثقل المشاكل كاهلها، وأن تعرقلوا طريق الحكومة التي تجهد نفسها ليلًا نهاراً في سبيل مصلحة الشعب؟! فهل هذا من أجل الإسلام؟ أم من أجل الشعب المسلم؟! أم من أجل الوطن؟!
شمران، ضمن لنفسه الشرف في هذه الدنيا
يجب أن نأسف لهذه المشاكل التي نغوص فيها. فأنا لا أريد أن يحل بكم ما حل بغيركم، ولم أكن أريد أن يحل بأولئك ما حل بهم أيضاً، لقد تأملت ولازلت أتأمل في ما تفكرون فيه، وأنا لا أريد أن يكون قراركم النهائي هو غض النظر عن الإسلام- لا سمح الله- والتفكير في أنفسكم فقط. كم سنة سنعيش؟ وكم سنة تريدون أن تعمروا؟ وهل تعتقدون أنكم ستحصلون على منصب أعلى من منصب رضا خان ومحمد رضا خان؟! اعتبروا، اعتبروا من أحداث التاريخ، إن التاريخ معلم الإنسان، فتعلموا من التاريخ ومن هذه الأحداث التي تقع في العالم. إنكم راحلون عن هذا العالم بعد عدة سنوات، شمران «6» أيضا رحل، لقد رحل بعد أن ضحى بحياته في سبيل عزة وعظمة الإسلام. العزة والشرف في هذه الدنيا، ورحمة الله سبحانه وتعالى في الآخرة، ونحن وأنتم سنرحل أيضاً، فلنمت كما مات شمران، وكما يموت جنودنا المتواجدون على الحدود. اقرأوا الوصايا التي كتبها أعزاؤنا هؤلاء. لقد عبدتم الله 50 سنة، فلماذا لا تخصصون يوماً واحداً لقراءة هذه الوصايا والتأمل بها. تعلموا من هؤلاء الشبان الذين سببت الحرب لهم إعاقة دائمة، إذ أنه يأتيني كل يوم بعض هؤلاء، وبعضهم من فقد إحدى ساقيه يأتيني وهو يتوكأ على العصا، ويبكي أمامي ويرجوني أن أدعو له بالشهادة. لقد طلبت منكم أن تعلنوا أنه لا علاقة لكم بهذه الجماعة التي تصدر أشياء مخالفة للإسلام ولنص القرآن، وتدعي أنها جماعة ذات تنظيم وقوانين «7»، فلماذا لم تفعلوا ما طلبت منكم. ولقد قلت كثيراً لذلك الرجل «8»، ابتعد عن هؤلاء المنافقين، وأعلن أنه لا علاقة لهم بالإسلام وأنهم لايمتون لك بأي صلة. ولكنه لم يقبل ولذلك حل به ما حل. ولا زلت آمل أن يتوب حتى يرحمه الله سبحانه وتعالى، ويبيض وجهه في الآخرة. أما أنتم فلا زال أمامكم الوقت الكافي للتوبة، وللابتعاد عن أولئك المنافقين الذين يحاربون الإسلام. فعليكم أن تسحقوا هوى النفس، والرغبات الشيطانية التي في داخلكم، وتعلنوا أنكم بريئون من أولئك الذين يسمون أنفسهم الجبهة الوطنية (جبهة ملي) ويصدرون بيانات تخالف الأحكام الإسلامية، ومن أولئك الذين خرجوا في اليومين الماضيين إلى الشوارع وأعلنوا أنهم سيرفعون السلاح في وجه الجمهورية الإسلامية.
إنني محب لكم وأريد لكم الخير، ولكن بعضكم لا يدرك هذا، وأريد أن أقول أنه على الرغم من أنكم ترعرتم في الأجواء السياسية، إلا أنكم لا تمتلكون حساً سياسياً، كما أن السيد بني صدر لم يمتلك ذلك الحس.
توصية ونصيحة موجهتان إلى بني صدر
والآن أيضاً أقول للسيد بني صدر: أحذر من الوقوع في فخ هؤلاء الذئاب الذين، كمنوا لنا خارج البلاد، وأحذر من أن تريق ماء وجهك أكثر من هذا، وإني أود ألا تزداد أخطاؤك أكثر من ذلك فتخسر الدنيا والآخرة، وأود أن تكون حياة كل من يعيش في هذه البلاد حياة إنسانية- إلهية. واحذروا أن تقعوا في براثن تلك الذئاب لا سمح الله، فلو أنك استمعت لنصائحي لما حدث كل هذا، ولكن أولئك الذين يحاربون الإسلام لم يسمحوا لك بذلك، لقد كانوا يظهرون لك الود ثم استدرجوك إلى حيث كانوا يمارسون جرائمهم، ليدفعوك أنت أيضاً إلى ظلم نفسك. فقد فتحوا أفواههم مثل التنين ولن يغلقوها حتى يقضوا عليك. ولذلك فإن صلاحك في الابتعاد عن هؤلاء والتبري منهم، والتنحي جانباً والتفرغ للتأليف والكتابة. ولو أنك أصغيت لهذه النصيحة التي قدمتها لك في ذلك اليوم عندما كنتُ مريضاً في المستشفى، لما حدث لك كل هذا، وأنا أيضاً لم أكن أريد أن تؤول حالك إلى ما هي عليه الآن، ولقد نبهتك في ذلك اليوم إلى أن (حب الدنيا رأس كل خطيئة) «9» فلو أنك فهمت معنى هذا الكلام ودست على أهوائك وشهواتك، لما ابتعد عنك أصدقاؤك وأحباؤك، بينما تقربت منك تلك الفئة التي تريد استخدامك كأداة للوصول إلى مآربها، إن أصدقاءك الأقربين تخلوا عنك والناس الذين كانوا يرفعون الشعارات لأجلك تخلوا عنك. وهذا دليل على أنك فاشل سياسياً، وهل هناك دليل على ذلك أوضح من أنك خسرت ثقة أحد عشر مليون شخص «10» ؟! لقد مر هذا الأمر بشكل سيء، وليته لم يمر، ولكن على كل حال، دائماً يوجد مجال لكل إنسان كي يتوب، فباب التوبة مفتوح دائماً. ورحمة الله تسع كل شيء. فما عليك إلا أن تتوب وأن تخطو خطوة واحدة باتجاه الله عز وجل وسوف يقبل منك، وسيعيد لك كيانك وماء وجهك الذي ذهب.
وأنتم أيضاً، يا أعضاء المجلس ويا مسؤولي البلاد، اسمعوا هذه النصيحة من رجل مسن مثلي، وأعلنوا براءتكم من تلك الأحزاب التي رفعت السلاح في وجه الإسلام، وتريد أن تفسد في إيران، وابتعدوا عن أولئك الذين يعتقدون أن الإسلام غير مناسب لهذه الأيام، وتبرأوا منهم أيضاً، فباب التوبة مفتوح، إن أعظم الذنوب هو مساندة من يقف في وجه الإسلام، أو من يرفع الشعارات المضادة له. إنني أريد لكم الخير ولهذا فقد سامحتكم على كل إساءاتكم بحقي، ولكنني أتمنى أن تقلعوا عن كل الأعمال الخاطئة التي تقومون بها، وأن تقفوا مع الشعب في وجه هذه الأحزاب التي تريد استغلالكم لتحقيق مآربها، عودوا إلى عقائدكم الحقيقية، عودوا- إلى الشيء الذي تبعدكم نفوسكم عنه- عودوا إلى الإسلام. ولنتخذ هؤلاء الجنود الذين يضحون بأرواحهم على الخطوط الأمامية للجبهة في سبيل عقائدهم، قدوة لنا. فهل يعقل أن يضحوا هم بأرواحهم في سبيل الإسلام وفي سبيل وطنهم، ثم نجلس نحن هنا نتقاتل مع بعضنا ونضيع ما ضحوا بأرواحهم من أجله؟! إن هذا الأمر من الناحية الإسلامية، من أكبر الذنوب، ومن الناحية الإنسانية من أفظع القبائح. ومن العار أن ننشغل هنا بكتابة المقالات والصحف والنزاع، بينما يذهب الآخرون إلى الجبهة دفاعاً عن عقائدهم وعن مصالح وطنهم ويقضون أوقاتهم بالعبادة. إن هذا الأمر بالفعل يبعث على الخزي والعار. اللهم أنقذنا من شر أنفسنا، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم، وأنقذ بلادنا من شر الأجانب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته