نداء [الرد على الرسالة توجيه الانتقاد لتصرفات القوات الحكومية السعودية]

بسم الله الرحمن الرحيم‏
جلالة الملك خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية
تلقيت مكتوبكم. إن ما أعلنته سفارة الجمهورية الإسلامية صحيحة إننيأرى أن سبب جميع المصاعب والمشاكل للمسلمين والحكومات الإسلامية يكمن في الخلافات والنفاق بينهم.
لماذا جرّت الحكومات الإسلامية الأمور إلى حيث تعتبر التدخل في الشوؤن السياسية والاجتماعية التي هي من أهم حاجات المسلمين ومن أهم أمورهم في الحرمين الشريفين جريمة بسبب الفهم الخاطئ والأغراض السيئة ودعايات القوى الكبرى الواسعة، ولماذا تهاجم الشرطة السعودية داخل المسجد الحرام الذي جعله الله مكانا أمنا بنص القرآن الكريم للجميع وحتي للمنحرفين، بسلاحها المسلمين وتقوم بضربهم وإلقاء القبض عليهم وزجهم إلى السجون لقد كان ذنب هؤلاءالمسلمين رفع الهتاف ضد أمريكا واسرائيل العدوتين لله ورسوله. في حين أن في البلاد الإسلامية ما يقرب من مليار مسلم وهي تمتلك مصادر الطاقة الجوفية وبخاصة البترول الذي يعدشريان حياةالقوى الكبرى كما أن لديها تعاليم القرآن الكريم الباعثة للحياة وأوامر رسول الله العبادية السياسيه صلي الله عليه وآله وسلم- حيث يدعو المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله «1» ويحذرهم من الفرقةو الخلاف كما أنها تمتلك ملاذاً وملجأ كالحرمين الشريقين حيث كانافي عهد رسول الله صلوات الله عليه- مركزين للعبادة والسياسة الإسلامية وكانا كذلك بعد رحيل رسول الله إلى وقت طويل حيث كان يتم التخطيط للفتوحات والسياسات من هذين المركزين السياسيين العباديين.
إنني لا أعلم هل يتم إطلاعكم بشكل صحيح على مايجري في بلادكم وفي الحرمين الشريفين أم أن هناك تحريفاً كما حصل ذلك تجاه هتافات الإيرانيين التي هي معروفة في‏ كل مكان وأطلعوكم عليها بشكل غير صحيح. إنني لا أعلم ماهو استنباط أئمة الجماعات في الحرمين الشريفين حيث يمنعون المسلمين من التدخل في السياسة حسب أهواء أمريكا واسرائيل وسائر أعداء الإسلام وخلافاً لسيرة الرسول صلي الله عليه واله وسلم- وسيرةالمسلمين في صدر الأسلام ويمهدون الأرضية عامدين أو جاهلين وغافلين لسيطرة الأجانب على البلاد الإسلامية وحتي الحرمين الشريفين مهبطي الوحي وملائكة الله. وماذا يفهمون من حج بيت الله الحرام الذي هو مفعم بالسياسة ومن سرّ جعله قياماً للناس بالقسط «2» وإزالةً للظلم والنهب وهذا سياسة الأنبياء العظام وخاصة الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله وسلم- انهّم يمنعون باسم الإسلام زوّار الحرمين الشريفين من التدخل في السياسة وحتي رفع الشعارات ضد اسرائيل وأمريكا.
لو أن دولة الحجاز كانت تستطيع استغلال هذه الفريضة العبادية السياسية التي تقام سنوياً في المواقف الكريمة في الحرمين الشريفين بحضور الحشود المليونيةمن المسلمين سياسياً واسلامياً لما كانت بحاجة إلى أمريكا وطائرات الأفاكس «3» من سائر القوى الكبرى وكانت تنحل مشاكل المسلمين. إننا نعلم أن أمريكا وضعت هذه الطائرات تحت تصرف السعودية لتستخدمها لصالحها ولصالح اسرائيل. فقد لاجطنا أن طائرات الأفاكس الاميركيةقدمت تقريراً مزوراً للتفرقة بين المسلمين العرب وإيران حيث ادعت أن ايران قصفت المراكز النفطية في الكويت. إن هذا التساهل منتشر مع الأسف بين جميع الدول الإسلامية حيث أن أيدي القوى الكبرى المجرمة الخائنة قد أبعدت المسلمين وحكامهم من التدخل في السياسةو الاهتمام بأمور المسلمين إلى أن أصبح الوضع بشكل يساق المسلمون نحو السجن والتعذيب ويعدون مجرمين بحكم وعاظ السلاطين لتدخلهم في السياسة ورفع الشعارات ضد أعداء القرآن الكريم والاسلام العزيز المصاصين للدماء وذلك في مركز سياسه الإسلام.
هل أنتم مطلعون على ما يجري من الفواجع في الحرمين الشريفين في المأمن الإلهي جوار قبر رسول الله صلوات الله عليه-؟ أم أن الأمور ترسم لكم بشكل غير صحيح وبعيد عن الحقيقة. كما يبدو من تقرير شعارات الإيرانيين لقد ثرنا في ايران لنجمع المسلمين في العالم باذن القادر المتعال تحت لواء التوحيد ملتزمين بأحكام الاسلام التقدمية وأن نقطع أيدي القوى‏ الكبرى من البلاد الإسلامية ولنستعيد المجد الذي كان لمسلمي صدر الإسلام وأن ننهي سيطرة الكفار الظالمة على بلاد المسلمين وأن نعيد للمسلمين الحرية والاستقلال ويرجي من الدول الإسلامية وخاصة حكومة العربية السعودية التي تحتل مركز السياسة الإسلامية وأن تستجيب لندا ءاتنا وأفكارنا لتذوق كل واحدة منها طعم الدعم الشعبي اللامحدود لها، وأن تتمتع بهذه النعمة الالهية الكبيرة كالحكومة الشعبية الإيرانيه وأن تتعامل حسب حكم القرآن الكريم مع الشعوب والحكومات الإسلامية بالرحمة والأخوةو مع الكفار والناهبين الدوليين بالعنف والقوة «4».
و في النهاية أوكد هذه النقطه وهي أن مكتوبكم يدل على أن التقارير التي تصلكم كاذبة وغير صحيحة «5».
فكما كتبتم فإن شعارات الحجاج الإيرانيين قد سببت عدم الرضا والنفور لحجاج بيت الله الحرام. فمن الأفضل أن تختاروا بعض الأشخاص الأمناء لكتابة التقارير اليكم حتى يتبين أن الهتافات المعادية لاسرائيل وأمريكا لم تسبب نفور الحجاج فحسب بل إن تعامل الشرطة السعودية وضرب ضيوف الله تعالي والاعتداء عليهم وحبسهم بسبب الهتاف ضد اسرائيل وأمريكا هو الذي سبب النفور وعدم الرضي عند مسلمي العالم وخاصةحجاج بيت الله الحرام وحرم رسول الله الشريف صلي الله عليه وآله وسلم- أسأل الله تعالي أن ينبّه المسلمين من نومة الغفله ويزيد عظمة الإسلام يوماً بعد يوم وأن يهدي المسلمين وبخاصة الحكام لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين. والسلام عليكم وعلى جميع المسلمين.
روح الله الموسوي الخميني‏