مطلب مرتبط

سخنرانی در جمع دانشجویان دانشکده افسری و پرسنل هوانیروز (برکات جنگ)بلد منيعبلد منيع
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [تبيين بركات الحرب وثمارها نصيحة للجيش العراقي وحكومات المنطقة]

طهران جماران‏
تبيين بركات الحرب وثمارها نصيحة للجيش العراقي وحكومات المنطقة
طلاب كلية الظباط - اعضاء دوره إدارة الذخائر اللوجستيه للقوة البرية أفراد القوه الجوية (الهليكوبترات) أفراد قاعدة شيراز الجوية أفراد حرس الثورةالإسلامية
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۵ ص ۳۴۸ الى ۳۵۲

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الانتباه إلى ثمار الحرب‏

إنني أشكر السادة من الجيش وأفراد الجيش الذين قدموا من المناطق المختلفه وأدعولهم. هناك أمور كثيرة لايحبها الإنسان ولكنها عندما تتحقق يري الإنسان أنّ مصلحته كانت فيها، (عسي أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) «1».
إننا والشعب المسلم لم نكن مقاتلين ولامهاجمين ولسنا كذلك ولم نكن نحب هذه الحرب المفروضة وكنا نكره أن تطلق طائفتان من المستضعفين النار على بعضها البعض بإيعاز من المستكبرين وبتحريك من أمريكا وخداع حزب البعث. ولكنكم تعلمون ويعلم الجميع في العالم أن هذه الجريمة على عاتق حزب البعث وصدام والصداميين. إننا في الوقت الذي نكره فيه الحرب إلّا أن الدفاع حق لكل إنسان بل واجب على كل إنسان أن يدافع عن نفسه وعن بلاده وعن دينه إننا نقف في وجه هذه القوى دفاعاً عن أنفسنا.
لقد حصلت هذه الحرب واستمرت حوالي سنة ونصف سنة وكانت بها ثمار كبيرة لنا كنا غافلين عنها في البداية ثم أدركناها شيئاً فشيئاً إن إحدي ثمار هذه الحرب هي الحركة التي دبت في شبابنا في الجبهات وخلف الجبهات والتي لم يكن لها مثيل إنها حركة كبيرة وكأن تلك الحالةمن الضعف والخمول التي كانت تسيطر على الأشخاص الذين يقومون بأعمالهم الاعتيادية قد زالت نهائياً وحل محلها النشاط والحركة إذ أن جيشنا وحرسنا وقوات التعبئة (البسيج) وعشائرنا وشعبنا جميعاً نشيطون سواء في الجبهة أو خارجها ولديهم حركة وهم صامدون أمام المصائب ويستلذون الحرب لأن حربنا هي الدفاع وليست هجوماً وإن الحرب الدفاعية من الواجبات الشرعية والأخلاقية والانسانيه للجميع-
و من الأشياء التي لم ننتبه إليها سابقاً وأدركناها فيما بعد هو أن الضربة التي وجهتموها للمعتدين أيها الشباب في جيشنا وفي حرسنا وسائر قواتنا المسلحة ومن يساعدونهم ستكون عبرة للحكام الجائرين الذين قد يخطر ببالهم هذا الوهم بأن ايران مضطربة ولابأس بأن نهاجمها.
إن الإعلام الأجنبي وبخاصة دعايات الإذاعات المنحرفه مثل ال بي بي سي وإذاعة أمريكا والاذاعات الأخري قد صورت إيران للعالم مضطربة في حالة الفوضي وغير منظمة ويمكن لكل من أراد أن يأخذ منها ما يشاء وهذا نفسه ما أغوي صدام الجاهل فقيل له إذهب وجدّد فتح القادسية «2» لأن ايران لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة وإن هذا الأحمق لم يدرس الموضوع حق الدرس لغروره الشيطاني ولإغواءات الشياطين التي مازالت مستمرة والتي كانت تشجعه على الهجوم على إيران، ارتكب هذا العمل الذي يدل على حمقه ولقي عقابه وسيلقي.

ملاحم المقاتلين أثبتت أن الثورة لن تتزعزع‏

لقد أثبتت الانتصارات التي حصلت وستحصل لاحقاً إن شاء الله بأن مارددته أبواق الدعايةكانت غير صحيحة. على الرغم من أن الشعوب كانت تعرف كل شي‏ءٍ إلّا أن هناك بعض المجموعات التي تجهل الأمور فقد أدركت أن إيران أقوى وأكثر انسجاماً اليوم مما كانت عليه بالأمس القريب والأمس البعيد حيث كان النظام الشيطاني السابق والأنظمة الشيطانية التي سبقته. إن ايران اليوم كلها حركة ونشاط وهي كلها تشتم منها رائحة حب الاستشهاد وأجواء عالم الغيب. لم يكن كل هذا موجوداً في الأنظمه السابقه.
فالذين تربوا في تلك الأنظمه كانت غاية مايتحدثون عنه أن الشعب يجب أن يكون كذا وكانت القومية قد وصلت إلى تلك الحالةالسيئة وكانت أيدي الأجانب قد امتدت إلى كل مكان في هذه البلاد وكانوا قد جعلوا الناس مقابل بعضهم البعض باسم القومية لقد أثبتت إيران اليوم بأننا مع جميع الشعوب الإسلامية وجميع المستضعفين في العالم ونعتبر أنفسنا منهم ونعتبرهم منا ونقاتل كل من يريد الهجوم على ايران أو على المناطق الأخري. إننا نعتبر البلاد الإسلاميةكلها منا ونعتبر انفسنا جزءاً من البلاد الإسلامية ونريد أن نكون مجتمعين بأمر الله «3» تبارك وتعالي وأن نكون يدأ واحدة ضد المستكبرين في العالم.
و من الأمور التي حصلت في هذه الحرب التي كنا نكرهها هي أن شجاعةجنودنا البواسل وشجاعة شعبنا الكبير قد أثبتت أن أحداً لايستطيع النفوذ في هذه البلاد وأن أحداً لا يستطيع الإضرار بهذه البلاد الأعزا إن ما يهمنا جميعاً ويهم الشعب الايراني هو ألا تغفلوا عن التوجه نحو الله تبارك وتعالي والانتباه إلى أننا قد ثرنا لأجل الله وقد ثرنا وقمنا ونسير إلى الأمام لأجل الله.
إنني عندما أرى وصية الشهداء أو أوضاع الجبهات أو الشعارات التي ترفع ليلةالعمليات حيث يمكن أن يستشهدوا في الغد- أرى أن الشعب أصبح الهياً. إن هناك فرقاً بين جمع من الناس يقضون ليلتهم التي يعرفون أن من ورائها خطراً في الغد ويريدون الهجوم على جيوش الكفر يقف مناجياً ربّه وبين جمع يساقون نحو الحرب بالإكراه وعندما يتم فتح مناطقهم تظهر لديهم آلات اللهو واللعب. هناك فرق بين من ثاروا لأجل الله ومن يعملون لأجل الطاغوت. إنكم تقاتلون في سبيل الله وهذا علامة إيمانكم وهم يقاتلون في سبيل الطاغوت وهذا علامة كفرهم. ومادام هذا الأمر موجوداً بينكم أي التوجه نحو الله والاستعانه بمصدر القوة فإنكم أقوياء.

تائيدات مقاتلي الإسلام الغيبية

إن وحدةالكلمة تحت راية التوحيد وتحت رايةالإسلام قد بلّغتكم هذه الفتوحات والانتصارات إن التكبيرات التي ترددونها في ليلة تستعدون فيها للشهادة هي التي تدعمكم. إن الجنود الغيبيين الذين ساندت جيش الاسلام في صدر الإسلام حيث استطاع الجيش الإسلامي الصغير أن يتغلب على جيش الروم المتطور وعلى جيش ايران بتلك المعدات لقد كانت الغلبةللتائيدات الغيبية وبواسطة ملائكة الله. إن وضعكم اليوم يشبه ذلك الوضع لقد قمتم لأجل الله في وجه المستكبرين والكفار وتأكّدوا أن جنود الغيب معكم وإن كل واحد منكم يستطيع أن يغلب عدة أشخاص منهم. إنكم تعلمون أن جميع البلاد تقريباً تدعم صدام وتدعمه بالمال وبالسلاح والقوات ونحن بحمدالله لانحتاج إلى أموال الآخرين ولا إلى قوات الأخرين ولا نحتاج إلى تأييدهم. عندما يكون اعتمادنا على الله فممّن نطلب التأييد؟ و عندما يكون اعتمادنا على مصدر الغني المطلق ممن نطلب الدعم المادي؟ و عندما نفتح هذه الجبهات بالتكبير ممن نطلب مرافقتنا؟
إننا نطلب من الله أن يساندنا بحنوده الغيبيين وبملائكته وهو سيساندنا ولكن شريطة أن نظل أوفياء لعهدنا العهد الذي لدينا مع الإسلام وهو حفظ الإسلام وصيانة البلد الإسلامي وحفظ أعراض الإسلام. يجب ألانغفل عن هذا الأمر أبداً ولا ننسي بأننا عبادالله نسير في طريقه وفي سبيله ونتقدم إلى الأمام فإذا ما رزقنا الشهادةفهي السعادةو إذا ما رزقنا الانتصار فهو السعاده أيضاً.

نصيحة للجيش العراقي وحكومات المنطقة

إننا على الرغم من توقعنا للغلبه على العدو إلّا أننا نري من الواجب تقديم النصح إليهم إنني أنصح أفراد الجيش العراقي ألا يتجهوا نحو نارجهنم لأجل الطاغوت كما أنصح الذين يساندون صدام من حكومات المنطقة- ألا تتعبوا أنفسكم ولا تدعموا الطاغوت ولا تقفوا في وجه الإسلام والقرآن الكريم. إنني أنصح حزب البعث أن يتنحي قبل أن تتم تنحيته وأنصح صداماً أن يذهب إلى باريس عند رفاقه وأن يشكل حكومة هناك. إنني أرى مصلحتهم في أن يتركوا هذه الأعمال وألا يتعبوا أنفسهم سدي حتى لا تسفك دماء الشباب إننا لم نكن نريد تكبيد الشعبين العراقي والإيراني كل هذه الخسائر بواسطة الأيدي التي تعمل خلف الكواليس وتحركهم للهجوم علينا.
ما هو الجواب الذي أعده صدام للجيش العراقي ولقادة الجيش؟ ما الجواب الذي أعدّه إزاء الميليارات الدولارات من الخسائر التي كبدّها لنفسه حيث اضطر إلى الاقتراض من الأماكن الأخري إنني أنصح حكومات المنطقة أن تتخلي عن دعم صدام وأقول لها عليكم أن تخافوا يوماً يغصب الله تبارك وتعالي عليكم وأن يحل بكم ما حل بمحمد رضا وصدام. خافوا غضب الله. أيتها الحكومات في المنطقه أفيقي ولا تواجهي الإسلام والقرآن إن جميع شعوب المنطقة إسلاميةو تريد الإسلام. لماذا تقفون أنتم كأقليات ضعيفة أمام الإسلام وتبذلون جهودكم لدعم صدام في مواجهة القرآن الكريم والإسلام؟ إنني أنصحكم وأنصح الحكومات لكي تعود إلى الإسلام وأن تقاتل الكفار ولا تقاتل المسلمين يجب القتال في سبيل الله لا في سبيل الطاغوت.
اذا لم تدرك هذه الحكومات اليوم أن المشاريع التي تقدمها أمريكا تخالف مصالح المنطقة وتخالف المسلمين يجب أن تكون بلهاء جداً إن أمريكا لن تتخلي عن هذه المشاريع وتريد إيجاد الخلافات بين المسلمين بكل قوة.
انظروا في هذا المشروع الذي قدموه أخيراً كيف أنه استطاع تفريق طوائف من المسلمين وكذلك نجح في إيجاد الخلافات بين حكومات المسلمين وستزداد هذه الخلافات وإذا ما فشل‏ هذا المشروع وهو فاشل ستقدم أمريكا مشروعاً آخر وعلى المسلمين أن ينتبهوا إلى أن المشروع الأمريكي للشرق وللشعوب الإسلامية وللحكومات الإسلامية ليس نافعاً. على المسلمين أن ينتبهوا ويذكّروا حكوماتهم بألّا تقبل بالمشاريع الأمريكيه التي ستأتي من الآن فصاعداً تباعاً وألا تخدع بهذه الشياطين إنهم يريدون أن يجعلوكم كألا عيب في أيديهم لنهب ثرواتكم. إن أمريكا سيئة النية تجاهكم وتريدكم لمصالحها لكي تستغلكم وقد استغلتكم. لماذا تستخدمون ثرواتكم في سبيل أهداف أمريكا المشؤومة ولماذا تقفون مقابل الإسلام والمسلمين إنكم تلاحظون أن حكومة مصر الغاصبة تصرح بأننا نقمع كل من يذكر اسم الإسلام. تنظر امريكا اليكم كعبيد وتعتبركم عبيداً وتجركم أينما شاءت. لو كان صدام عاقلًا وتأمره أمريكا بالهجوم على إيران لكان خالفها. لكن الله تبارك وتعالي سلب هؤلاءعقولهم حيث يعملون ضد أنفسهم وضد بلادهم وضد شعوبهم.

ضرورة تجنب الفرقة

إنني أطلب منكم أيها الاصدقاء وأيها الاخوة في الجيش الإيراني وفي حرس الثورة الإيرانية أن تنتبهوا إلى ألا تحدث بينكم خلافات لاسمح الله- في وقت من الأوقات لاتتصوروا أن القوى الكبرى قد تخلت عنكم وتركتكم وشأنكم إنها تخطط كل يوم وهي بالمرصاد لكم لخلق الفتنةو الخلاف بينكم- تريد ايجاد الخلافات واستغلالها لصالحها. إنكم تلاحظون عندما يجتمع الجيش والحرس وسائر القوات المسلحة فإن انتصاراً كبيراً يتحقق. إنكم تلاحظون أن وحدة الكلمة قد نصرتكم على جميع القوى العالمية. وتلاحظون أن اللقمة السائغة التي كانت في فم أمريكا وتدعي إيران قد استطعتم إخراجها من فيها واستطعتم أن تسجلوا الإستقلال لأنفسكم وتعرفون بأنه إذا ما حصل خلاف بينكم يرفع الله تبارك وتعالي عنايته عنكم عندئذ سيحدث ما كان يجري على ايران سابقاً. أفيقوا أيها الرجال والنساء والشباب والشيوخ أفيقوا يا عناصر الجيش وغيره من العناصر انتبهوا لكي لا ينفذ الفاسدون بينكم لايجاد الفرقة لاسمح الله- كونوا متفقين فيما بينكم يداً واحدةً على من سواكم «4» كما أمرتم لاتتفرقوا واعتصموا بحبل الله وسيروا على نهج الله فانتم المنتصرون‏.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-البقره ۲۱۶. «۲»-منطقة بالقرب من نهاوند جرت فيه المعركة المشهوره بين جيش الإسلام وجيش يزدكرد الثالث وانتهت إلى انتصار جيش الإسلام. «۳»-اشارة إلى الآيةمن سورة آل عمران. «۴»-إشارة إلى الحديث النبوي بحار الأنوار ج ۲۷، ص ۶۸.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: