بسم الله الرحمن الرحيم
عتاب الحكومات في البلاد الإسلامية
إن اجتماع الفئات المختلفه من العسكريين والمدنيين ورجال الدين والطلبةو سائر الشرائح في مكان واحد وعملهم بهدف واحد من بركات الإسلام والثورة الإسلامية. كيف كان يمكنكم أيها السادة أن تجتمعوا في مكان واحد في النظام السابق الذي كان مولعاً بالفصل بين رجال الدين والجامعه وبين العسكري والمدني وكان يجعل كل فئة في مواجهة الفئة الأخري من خلال ايجاد الفتنة أو الإعلام و كيف كان يمكنكم أن تقوموا بالنشاطات لأجل هدف واحد خاصة إذا كان ذلك الهدف النهوض بالإسلام والثورة الإسلامية وتعزيز الجمهورية الإسلامية يجب علينا ألا نعاتب أمريكا كثيراً وإن كانت هي أم الفساد. لكن عتابنا وصراخنا يجب أن يرتفع على هذه البلاد الإسلامية وحكوماتها. لقد دعا الإسلام إلى وحدة الصف كثيراً وطبق ذلك عملياً حيث أن هناك أياماً تسبب تعزيز الوحدة مثل عاشوراء وأربعينية الإمام الحسين. ويصر القرآن على عدم تفرق الناس والمسلمين وأن يكونوا يداً واحدة معتصمين بجبل الله «1». يجب على أمريكا حسب طروحاتها القائمة على ايجاد الخلاف بين المسلمين أن تستغل ذلك وأن تنهب جميع ما يملكه المسلمون وجميع ثراوتهم وأن تصنع من المسلمين أناساً مستهلكين إنهم يعملون ذلك لمقاصدهم الدنيئة، ولا نتوقع منهم غير ذلك، لكننا نشتكي من المسلمين أي من زعماء المسلمين ويجب أن نرفع صراخنا بسببهم حيث يسمون أنفسهم بحماة المسلمين ويعملون خلافاً لنص القرآن الكريم وسنة رسول الله الأعظم وضد مصالح البلاد التي يسيطرون عليها إن مشكلة المسلمين تكمن في هذه الحكومات القائمةو الخلافات التي تظهر بأيدي هؤلاء أنفسهم. فلولا المشروع الأمريكي وهذا المشروع الأمريكي الثاني على يد فهد «2» والمشاريع الأخري التي ستظهر لما كانت اسرائيل لتسمح لنفسها بضم مرتفعات الجولان إلى أراضيها. إن هذه المشاريع قد سببت الخلافات وفتحت الطريق أمام إسرائيل ولا تظنوا أن الموضوع ينحصر في مرتفعات الجولان فحسب بل إنه يتعداه إلى أمور أخري ولا يظنّن أحد أن هذه المؤسسات والأجهزة التي تم تأسيسها من قبيل المنظمات الدوليه ومنظمات حقوق الانسان وأذ أمثالها تهدف إلى عمل شيءٍ لمصالح الشعوب. ولا تظنوا أبداًأن معارضة هذه المؤسسات ستؤثر على جرائم إسرائيل وأمثال إسرائيل. لقد عارضت أمريكا ضمّ هذه الأراضي أيضاً ولكن هل يوجد هناك إنسان عاقل يجهل أن إسرائيل لا تقدم على هذه. الأعمال إلّا بالحصول على موافقه أمريكا والتفاهم معها. إن المشكلة تكمن في لامبالاة الحكومات التي تضحي بمصالحها وبثرواتها لتكسب في المقابل الذل لها ولشعوبها. إن مشكله المسلمين والإسلام تكمن في لامبالاة بعض الحكام وخيانةالبعض الآخر منهم.
دعوة الشعوب إلى الثورة ضد اسرائيل
إذا كانت الشعوب جالسة تنتظر من الحكومات أن تمنع إسرائيل وتمنع القوى الأخري التي تريد إذلالها ونهب الثروات فإن هذا توقع في غير محله. انظروا كيف سببوا الخلافات بين العرب أنفسهم بهذه المشاريع كما يريدون ايجاد الخلاف داخل حكومتنا الإسلامية ببعض الدعايات القائلةبشراء الأسلحة من اسرائيل ونسبة الإرهاب اليها ونسبة ما يجري في البحرين اليها. إن هذه تخطيطات ضد المسلمين ويفتحون طريق الخلافات كل يوم ويزيدون من هوة الخلافات بين الحكومات وبدأوا بعملهم للحصول على النتائج التي يريدونها.
إن قضيةانضمام مرتفعات الجولان إلى أراضي اسرائيل الغاصبة هي بداية الطريق وإن اسرائيل لن تعبأ بالمنظمات الدولية العميلة لأمريكا وذلك بدعم أمريكي فلتعارض هذه المنظمات ما شاءت فإن اسرائيل تقوم بأعمالها.
على المسلمين ألا يتقاعسوا عن العمل لكي تعمل الحكومات لهم شيئاً. أو تنقذ الإسلام من الصهيونية. يجب ألا يجلسوا على أمل قيام المنظمات الدولية بعمل لهم. على الشعوب أن تثور ضد اسرائيل عليها أن تثور وتجبر حكوماتها على الوقوف في وجه إسرائيل وألا تكتفي بشجبها وإدانتها. حتى اولئك الذين تربطهم علاقات الأخوةبإسرائيل يقومون بإدانتها ولكنها إدانةتبدو جادّةولكنها في الواقع نوع من المزاح. إذا كان المسلمون جالسين ينتظرون مساعدة أمريكا أو عملائها لهم فإن هذه القافلةلن تبلغ غايتها إلى الأبد.
إن إحدي المناسبات التي تم اختيارها منذ سنوات طويلة لوحدة المسلمين هي مناسبة الأعياد مثل مولد الرسول الأكرم وسائر المواليد وسائر أيام الله التي يجب احترامها والاجتماع فيها في محافل تودي إلى تعزيز وحدتهم.
صوت النفاق من مهبط الوحي
ففي قضية مولد الرسول سلام الله عليه- الذي دعا بعض علماء ايران أي السيد المنتظري «3» إلى جعل الثاني عشر حتى السابع عشر من ربيع الأول مناسبةاحتفال للمسلمين حتى تؤدي إلى وحدة المسلمين نجد مرة أخري أحد رجال الدين من الغافلين عن قضايا الإسلام والتابعين للآخرين يرفع صوته بأن هذا شرك. وبأن احترام النبي شرك وكذلك الاحتفال به إنه يقوم بالتنديد بإيران وإن هدفه معروف. إنه رجل الدين التابع للبلاط ويريد تنفيذ أهدافهم يقف ضد المسلمين ويعلن بأن احترام رسول الله شرك إن رجل الدين هذا لا يعرف معني الشرك. فإذا كان احترام رسول الله شركاً فإن رسول الله هو أول مشرك وإن الله تبارك وتعالي أول مشرك إذ احترم الرسول بحيث أن اسمه يذكر في جميع الصلوات ولو لم يذكر في بعض مواضع الصلاة لبطلت الصلاة. إذا كان احترام الرسول بعد استشهاده أو وفاته صلي الله عليه وآله- حسب رأي هذا العالم ورفاقه الجهلاء التابعين للبلاط شركاً فإن جميع المسلمين الذين يصلون بعد وفاة الرسول الأكرم ويسلمون عليه في صلواتهم وكذلك هذا العالم نفسه إذا كان يصلي لكانوا مشركين جميعاً. ليس ذلك إلا لأن بعض هؤلاء المعممين الذين دسّوا أنفسهم باسم المفتي لبعض بلاد المسلمين لإيجاد الخلافات. إن صوت الوحدة يرتفع من إيران ولكن صوت الخلاف يرتفع من الحجاز. إن عالم دين يرفع صوت النفاق من مهبط الوحي الذي دعامنه رسول الله الناس إلى الاعتصام بحبل الله ويصرخ للنفاق وإن إيران التي يعتبرها هذا العالم مشركة فإن نداء الوحدة يرتفع منها. هل إن الاحتفال برسول الله شرك؟ ألا يعلم ما هو الشرك؟ أم أنه يدري ذلك ولكنه يريد ايجاد الفتنه بين المسلمين؟ إن شكوانا من علماء البلاط الفاسدين، ومن الحكومات التي تقبل هؤلاء العلماء كعملاء لها. إن أمريكا يجب أن تقوم بتلك الأعمال لأهدافها ويجب عليها أن تخلق الفتنة لمقاصدها ولكن لماذا هؤلاء العلماء ولماذا هذه الحكومات؟ انتم تملكون سلاح البترول فإذا ما أوقفتم تدفق النفظ يوماً واحداً على الغرب والشرق لتمكنتم من تركيعهما إنكم تقدمون أسعار البترول هدية لأمريكا وسائر القوى الكبرى وتذللون أنفسكم إن هذا هو الضربة ضد المسلمين والإسلام. انهمم يوجهون كل تهمه إلى الإسلام وإلى ايران التي تخالف إسرائيل منذ بداية هذه النهضه وأحد أسباب مخالفة هذه النهضة مع الشاه كانت تعود إلى أنه لماذا كان يساند إسرائيل. ولكن هذه الأبواق التي ينفخ فيها أتباع أمريكا تتهم إيران بشراء الأسلحة من اسرائيل وإن بعض المطرودين من ايران يؤكدون هذا الأمر.
الحكومات الإسلامية أساس مشاكل المسلمين
إن مصيبة المسلمين هي أنهم رغم امتلاكهم لهذه الثروات الهائلة والأراضي الشاسعة وعدد مليار نسمة تقريباً- يجب عليهم أن يطيعوا القوى الكبرى بسبب انحراف أقليةتحكمهم اليوم بعد أن تحررت ايران من قيود الأسرو وجهت ضربة قويةإلي أمريكا وسائر القوى وقامت بطردها من البلاد وانسجم أفراد الشعب من رجال الدين والجامعيين وأفراد الجيش والدرك ولن يسمحوا بتدخل القوى الأخري في شؤون البلاد إن كل هذا لن يستسيغه ذلك العالم العميل لأمريكا والتابع لها كما لن تستسيغه الحكومات العميلة فهي تحاول بكل جدية للقضاء على هذا الانسجام والقضاء على وحدة الصف هذه إن ايران بكل مالديها من القوةو ما ستكسبه من القوة لاحقاً إن شاءالله لن تفكر أبداً في الاعتداء على شعب آخر أو بلد آخر مهما كان ضعيفاً بل هي تساندهم إن لديها قدرة سوف تستخدمها لدعم سائر المسلمين إن صدام قد انخدع إذ يستخدم قدراته للقضاء على الإسلام وعلى الثورة الإسلاميةو اليوم عندما وجد نفسه على حافة الهلاك يحاول بكل وسيلة ان يستمد من البلاد التي تشاطره الرأي أن تنقذه من هذه الورطة ولن تستطيع ذلك.
تجلي النور الالهي في هذا البلد
اخوتي أيها الإخوة في الجيش أيها الاخوة العسكريون أيها الاخوة في الحرس أيها الاخوة من رجال الدين أيها الأخوة الجامعيون أيها الاخوة المزارعون والصناعيون وسائر الشرائح، قدّروا هذا الانسجام الذي لديكم لقد تجلي الاسلام في بلادكم وتجلي النور الالهي في بلادكم قدرّوا هذا التجلي الالهي. واصلوا نشاطاتكم قدر الإمكان ووسعوها، وسعوا نشاطاتكم على أفراد الجيش والحرس والتعبئة (البسيج) وسائر القوات المسلحة وسائر القوات الشعبيه في الجبهات وأينما كانوا أن يواصلوا نشاطاتهم ويوسعوها وأن يقطعوا أيدي هؤلاء المجرمين من بلادهم وألا يسمحوا لهم باستعادة قواهم وأن يمنعوا القوى الأخري من إمدادهم بالمساعدات وألا يفسحوا لهم المجال. على الإخوة خلف الجبهات أن يهتموا بالعمل والتوجه إلى الجبهات بشكل طوعي وأن يحلوا هذه القضية بسرعة. إن نشاط الشباب رغم حجمه الكبير إلّا أنه يحتاج إلى التوسع اكثر وإلى التحسين أكثر من ذي قبل وأن يعدوا أنفسهم للوقوف في وجه هذه القوى الكبرى. قدروا هذه النعمة الالهية التي ألّفت بين قلوبكم وهي من النعم الكبرى التي منّ الله تبارك وتعالي على المسلمين وأشار إليها في القرآن منّة على المسلمين (إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم) «4» إنها من النعم الالهية الكبرى إذ أن جمعاً من الناس من فئات مختلفه كانت مختلفه مع بعضها البعض سابقاً ولم يكن يربطها رابط في السابق اجتمعت اليوم وترددهتافاً واحداً وصوتاً واحداً وكلها تريد الإسلام واستقلال بلادها. كما تريد التحرر من جميع قيود القوى الكبرى وقد حققت ذلك بحمدالله. صونوا هذه النعمه الكبيرة وإذا شعرتم بنقص في أمر من أمور الحرب لضعف أدائنا عليكم بسد هذا النقص.
لابد من تعظيم هذه الأيام العظيمة من أربعينية الإمام الحسين وعاشوراء وأمثالهما وعظّموا أيام استشهاد أحبابنا مثل يوم استشهاد الشهيد مفتح «5» ومن كانوا في خدمة الإسلام فقتلهم أعداء الإسلام إنكم قدمتم الشهداء لنيل الاستقلال وعليكم أن تصونوا هذا الاستقلال والحريةبأي شكل ممكن وأن تساعدوا جميعاً الجبهات حتى تزول هذه المشكله إن شاءالله وتبدأ الحكومة بإعادة الإعمار حفظكم الله جميعاً وأيدكم وزاد هذا الانسجام والوحدة وألفّ بين جميع شرائح الشعب في جميع أرجاء البلاد وآمل أن يهدي هؤلاء الشباب المنخدعين ليعودوا إلى أحضان الإسلام وأن يكفوا عن هذا الانخداع.
و السلام عليكم ورحمة الله