بسم الله الرحمن الرحيم
مظلومية الجمهورية الاسلامية في العالم
إن المسألة ليست بحاجة الى توضيح حيث السادة الحضور يعلمون ذلك، لكنني أتحدث من باب التذكير، فالجمهورية الاسلامية هي إحدى الانظمة المظلومة في العالم، حيث أن الدعايات المعادية لوسائل الاعلام الاجنبية تصور ايجابيات الجمهورية الاسلامية على أنها سلبيات ويفترون على هذه الجمهورية ما يشاؤون. ويبدو أن اذاعة بي بي سي سئمت قليلا من الكذب وبدأت تهاجم بطريقة أخرى وهي طريقة الرسائل التي تقول إنها تردها من المستمعين وكلها بمضمون واحد تقريبا! مع الاشارة طبعاً الى وجود رسالة من الطرف المقابل ولكنها هي الاخرى تصب في صالحها لأنها عبارة عن الشتائم .. وأما الرسائل التي تقول أنها تردها فهي تكرار للاكاذيب التي تطلقها هذه الاذاعات منذ ثلاث سنوات.
ولكننا لا نملك شيئا أمام هذا الاعلام. بل لا توجد حتى إذاعة أجنبية واحدة قادرة على قول الحقيقة فقط ومن دون مبالغة .. فنحن نريد أن يقارنوا بين هذه الثورة الاسلامية الكبرى وبين بقية الثورات، سواء تلك التي وقعت في الدول التي تسمى بالمتحضرة أو في الدول الصغيرة، ليروا حجم الانجازات التي حققتها الجمهورية الاسلامية وحجم انتكاساتها وسلبياتها، وليروا الفرص الكبيرة التي منحتها للمعارضين وأسلوب تعاملها معهم. حيث تركت جميع الأبواب والمجالات حتى المطارات مفتوحة أمامهم، لكنها رأت أنه إذا بقي الوضع على ما هو عليه فان هؤلاء يتآمرون على الاسلام وعلى الشعب وعلى هذا البلد.
تقديم الشكر إلى اهالي آمل
لاحظتم أن هؤلاء بثوا دعايات كثيرة في الداخل وعندما غادروا إلى الخارج قاموا بنفس العمل مدعين أن الشعب يعيش حالة القمع وأن الجميع يعارضون الجمهورية الاسلامية سوى قلة قليلة من المؤيدين لا يتجاوزون العشرة بالمائة. لقد كان هؤلاء يعلقون الأمل على شمال البلاد ويزعمون أن الشمال كله تقريبا يعارض الجمهورية الاسلامية، وجمعوا كل قواهم وطاقاتهم وباغتوا مدينة (آمل) بهجوم وحشي وهم يأملون أن ينضم الناس إليهم حتى يجعلوا (آمل) مركزاً للمحافظة ويتحركوا منها للسيطرة على مازندران ورشت ومناطق أخرى، ويواصلوا تقدمهم وهم يظنون أن الشعب الذي ظنّوا انه يعارض الجمهورية الاسلامية سوف يسير خلفهم ويحتلون العاصمة ويغيرون الحكومة فيها ثم يحكمون البلاد بالشكل الذي يشاؤون بعد القضاء على من يسمونهم بالرجعيين! ولكن عندما تصدى لهم الشعب- والمهم أن يتصدى الشعب- أصيبوا بالهزيمة. فينبغي أن نشكر مدينة آمل وأهاليها المضحين ونأسف لاستشهاد العديد منهم، لكنهم أثبتوا أن المدينة التي عقد العدو عليها الآمال رفضتهم .. فهل يريدون بعد ذلك أن يهاجموا قم؟ أو يريدون مهاجمة طهران وأماكن أخرى؟ لكن رغم كل ذلك مرت وسائل الاعلام على هذه الاحداث مرور الكرام واكتفت بذكر خبر قصير عنها، وهذه هي طبيعة هؤلاء، حيث يذكرون خبراً قصيراً عن الايجابيات ولكنهم يضخّمون السلبيات ثم يبثونها.
تضاعف الاعلام الكاذب ضد ايران
بناء على ما تقدم وبعد أن علمنا أن جميع وسائل الاعلام العالمية تقريبا إما أنها تعمل ضدنا وتعارضنا، أو تلتزم الصمت في أحسن الاحوال. فلا بد أن نأخذ زمام المبادرة بايدينا ولا ينبغي لنا أن نقعد وننتظر من الاعداء أن يعملوا من أجلنا وينقلوا الحقيقة. ولذلك لابد لنا أن نتحرك ونبادر وندخل دورات تدريبية في مجال الاعلام. واعتقد أن هذه فرصة جيدة للسادة الحاضرين، وأدعو الله سبحانه أن يوفقهم أينما ذهبوا، ويعقدوا مؤتمرات صحفية ويتحدثوا في الاجتماعات، فالشعوب ليست مثل الحكومات وليست مثل القوى العظمى، حتى الشعب الاميركي ليس كذلك. ولكنهم تأثروا بالاعلام المعادي لنا ويتصورون- كما يقال لهم- أن ساحات ايران تشهد يوميا إعدام مجاميع كثيرة من الناس. وهكذا يعمل الاعلام المعادي، وهكذا يدعي ويقول، إن إمرأة حامل في شهرها السادس- ويذكرون إسمها وخصوصياتها الاخرى- أعدمت مع طفلها .. علما أن هذه الافعال هي من صنعهم هم ولكنهم يريدون إلقاءها على عاتقنا وعاتقكم. أما اولئك الذين لا يريدون أن يزجّوا أنفسهم كثيرا في هذا الاعلام المعادي فانهم يستخدمون أساليب غير مباشرة في بثّ الاشاعات وينقلون ما يقوله الآخرون في إعلامهم المعادي باللسان والقلم.
على كل حال، ينبغي أن نتولى بانفسنا المهمة مثلما اعتمدت ايران على نفسها وثارت، ولم تنتظر قوة من الخارج تاتي لمساعدتها، ولم تقعد حتى تأتي جماعة من الخارج لتساعدها في الثورة، بل أدت مسؤوليتها بنفسها وهي التي أسقطت الجميع وأقامت الجمهورية الاسلامية وهي التي تقودها إلى نهاية المطاف إن شاء الله.
عدم امكانية مقارنة الجمهورية الاسلامية باي نظام آخر
عندما نقارن بين هذه الجمهورية الفتية التي مضى عليها ثلاث سنوات وبين الثورات الاخرى التي مضى عليها عشرون أو ثلاثون أو ستون عاماً، لا نرى وجهاً للمقارنة بين الطرفين. فالثورات الاخرى ارتكبت المجازر التي قتل خلالها ملايين الاشخاص وصادرت الحريات وخنقت الاصوات. والشاهد على ذلك الاتحاد السوفيتي الذي ما زال يمارس خنق الاصوات ويفرض نفسه على الشعب بالحراب، وإذا ما رفعوا الحراب يوما لانقلب عليهم الشعب .. لكننا وخلافا لكل هذه الثورات لم نلجأ إلى خنق الاصوات في أي وقت من الاوقات .. وأن الفرص متاحة للجميع لكي يقولوا ما يشاؤون، وتستطيع كل صحيفة أن تكتب ما تريد، ولكل فرد أن يفعل ما يشاء. أما هذه الدعايات والشعارات التي تكتب على الجدران في كل مكان، فانها لا تمت إلى الاعلام والتبليغ بصلة، بل هي محاولة إنقلابية وتمهيد للعمل المسلح وهو ما قاموا به فعلا ثم يزعمون في الخارج بانه يجري قتل الناس في الشوارع! فيا ترى من هو هذا الشعب الذي قتلوه؟ إن عددا قليلا من هؤلاء نالوا جزاء قيامهم بالعمل المسلح .. ولا ندري هل هناك حكومة في العالم تتحمل العمل المسلح ضدها؟ فمصر المدعومة من أميركا إعتقلت عددا كبيرا من المواطنين من دون أن يقوموا بعمل مسلح .. بل أن الخشية من الاسلام دفعت الحكومة إلى هذه الاعتقالات .. وهكذا هو شأن الأنظمة والدول الاخرى حيث يجري إعتقال عدد كبير من الناس وسجنهم من دون أن يقوم أحد بعمل مسلح بل لمجرد أنهم ينادون بالاسلام أو أنهم قاموا أو ربما يقومون بعمل بسيط، ولكن الامر يختلف هنا، حيث لا يمكن التساهل مع الذين يقومون بعمليات مسلحة أو يؤججون الاضطرابات. بل ينبغي اعتقال وسجن البعض منهم، ولكنهم رغم ذلك لا يكفّون عن أعمالهم ويعتدون أحيانا على رجال الشرطة في المعتقل بل ويقتلونهم. ومن هنا ينبغي أن ينال هؤلاء ما يستحقونه من العقاب العادل، وذلك من أجل حماية المجتمع مثلما يجري استئصال الغدة السرطانية، من أجل راحة المريض وشفائه. ولكن على الرغم من صعوبات السجن والاعتقال وهي قليلة طبعا، فان هؤلاء يجري تأهيلهم وإصلاحهم. وقد كنا دوماً نوصي المسؤولين بهؤلاء.
ضرورة نشاط وزارة الارشاد في الخارج
ينبغي أن نعتمد على أنفسنا وأن لا نقعد وننتظر أن يقوم غيرنا بالعمل في الخارج علماً بأن أحداً لا يعمل من أجلنا وإذا عملوا فانهم يعملون خلاف ما نريد. فيجب أن تنهض وزارة الارشاد بالمهمة حيث تتوفر الفرصة في الوقت الحاضر. أما أنتم حيث ستتوجهون إلى الخارج فينبغي أن تستغلوا هذه الفرصة وتنقلوا ما يجري في ايران للشعوب الاخرى التي تجهل الكثير من الحقائق بخلاف الذين يبثون الدعايات الكاذبة والذين يعرفون الحقائق كلها. وعليكم أن تلتقوا بالناس في كل مكان في المساجد وأماكن التجمعات الاخرى وغيرها. وتلتقوا بالصحافة وتتحدثوا إليها أو الكتابة فيها. وفي كل الاحوال هذا هو تكليفنا وينبغي أن نؤدي بانفسنا ما علينا من مسؤوليات وأن لا نقعد ليؤدي الاخرون عنا ذلك. ولا يخفى أن أحد أعمالنا المهمة؛ هو أن يكون إعلامنا واسعا، خاصة وأنه لا يوجد في الدول الاجنبية من يساعدنا على ذلك. وبناء عليه فان هذا العمل جيد ولابد من إستغلال كل فرصة للقيام به، لا أن ننتظر حتى تحين الفرصة لبعض الاجانب ويأتوا إلى ايران ويطلعوا على ما يجري هنا ثم نطلب منهم أن يعكسوا ذلك في بلدانهم. أتمنى لكم الموفقية وستبلغون للجمهورية الاسلامية إن شاء الله وتعكسون للشعوب مشاهداتكم على حقيقتها، وأتمنى أيضا أن تعودوا بالموفقية إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.