بسم الله الرحمن الرحيم
(ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) «1»
اللواء ظهير نجاد (رئيس أركان جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، العقيد صياد شيرازي (قائد القوة البرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، حضرة السيد محسن رضائي (القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية الإيرانية)، العقيد معين بور (قائد القوة الجوية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية).
استلمنا برقيتكم التي تبعث على السكينة والافتخار، حول الانتصارات العظيمة لأبطال عمليات الفتح المبين الظافرة. ان هذه البطولات والتضحيات والانتصارات العظيمة لم يسبق لها مثيل أو قل نظيرها في البعد العسكري من قبل القوات المسلحة العظيمة للجمهورية الإسلامية مما يبعث على الفخر والدهشة ولا يمكن تقييمها وفق المعايير العادية والمقاييس العسكرية الحربية، أو التعبير عن قيمتها العظيمة بالعبارات المحدودة والكلمات القصيرة وخاصة الهجوم الخاطف لمقاتلي إيران العظيمة. وعلى الرغم من ان مثل هذه الانتصارات والبطولات لم يسبق لها مثيل أو قل نظيرها، وان مثل هذا الهجوم على قوات العدو البرية والجوية المدعومة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة الحديثة التي زوده بها الغرب والشرق، يعتبر نموذجا في حروب العالم حيث فوجئ العدو وأصيب بالدهشة والحيرة ولم يجد غير الفرار أو الاستسلام خلال اقل من أسبوع وبشكل لم تستطع قواتنا المسلحة حتى الآن إحصاء عدد أسرى العدو وقتلاه والغنائم التي تم الحصول عليها. وبالرغم من ان هذه الإنجازات تحققت بشكل اعجازي وغير طبيعي، إلا ان ما يجعل الإنسان خاضعا أمام المقاتلين في الجبهات وساحة القتال ومن يدعمونهم من أمثال أفراد جهاد البناء والصحافيين الذين حملوا الأرواح على الاكف والأطباء والممرضين الملتزمين والمراسلين الشجعان والجماهير المليونية هو البعد المعنوي لهذه الإنجازات الذي لا يمكن قياسه بأي معيار ولا يمكن إدراك عظمته بأي مقياس .. ونسأل أنفسنا نحن المتخلفين والحائرين ونسأل العارفين والمرتاضين والعلماء المفكرين والمثقفين وأولئك الفلاسفة الخبراء في شؤون الإسلام وعلماء الاجتماع وغيرهم من النخب العلمية. ونقول بأي معيار يحللون هذه القضية ويفككون رموز وأسرار هذا اللغز وهو ان ينهض من مجتمع فاسد حيث كانت رائحة تعفن النظام الشاهنشاهي الظالم تشم في كل زاوية من السوق والمحال التجارية والشوارع والمتنزهات والسينمات والصحف ووسائل الإعلام والوزارات والدوائر ومجلس الشورى والمحاكم ومراكز التربية والتعليم من المدارس الابتدائية، حتى الجامعات والجو الحاكم على البلاد حيث كانت هذه المراكز تسعى الى جر الشباب الى الفساد وإفسادهم وكان فتياننا وأطفالنا يتربون في مثل هذه الأجواء الفاسدة المسمومة، حيث كان يفترض ان يكونوا فاسدين من القمة الى القاعدة ومنحرفين أخلاقيا وعقائدياً بحيث لو أراد معلم وحاول ان يصلح واحدا منهم لاقتضى الأمر سنوات طويلة. نسأل هؤلاء جميعا ونقول كيف حدث هذا التحول في مثل هذا المجتمع وكيف استطاعت الثورة التي هي الأخرى يفترض وفق المعايير المادية ان تسير نحو الفساد. ان تصنع وتربي مثل هؤلاء الشباب العارفين الله والذين يعشقون لقاء الله ويتطوعون للشهادة بكل رغبة، ويضحون من اجل الإسلام حتى الشيخ البالغ من العمر ثمانين عاما؟ ليس ذلك إلا يد الغيب الإلهية .. وإلا فبأي مقياس ومعيار يمكن تفسير ذلك؟
إنني عندما أرى هذه الوجوه وارى عشقها للشهادة اشعر بالخجل والضعة، وعندما انظر إليهم في التلفاز وهم يستعدون لمهاجمة عدو الله واسمع مناجاتهم وتضرعهم الى الله قبل الهجوم وهم يستعدون لمواجهة الموت ويفتخرون بذلك، لا أرى إلا ان ألوم نفسي وأتأسف على وضعي وحالي فالشعب قد أدرك الان انه (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) حيث ان مجالسهم ودعاءهم في الليل يذكرنا بليلة عاشوراء وأصحاب سيد الشهداء.
أيها الشباب الأعزاء والقادة المحترمون! لا تتوقعوا مني ان أستطيع الثناء عليكم والإشادة بكم والشكر على إنجازكم. ويكفيكم إنكم أحباء الله تعالى وقد قال ربكم انه يحبكم لأنكم تقاتلون في سبيله صفا واحدا كأنكم بنيان مرصوص. وهذا هو الثناء عليكم وعاقبة عملكم، فلنشكر إذن أولئك الذين يعملون في مناطق مختلفة من الجبهات أثناء الحرب، ويواجهون الخطر ويقدمون لكم الدعم والإسناد. ندعو الله ان يكون في عونكم، ورحمة الله على الشهداء الأعزاء وعوائلهم المحترمة الذين يفتخرون بكل شجاعة بشهادة أبنائهم وأقربائهم ويعتبرون أنفسهم وأبناءهم للإسلام. وسلام الله والأنبياء والأئمة على الشهداء وعوائلهم وعلى المجاهدين في سبيل الإسلام وإيران. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
الإشادة ببطولات المقاتلين في عمليات الفتح المبين العظيمة
السادة قاسم علي ظهير نجاد علي صياد شيرازي معين بور محسن رضائي (قادة الجيش والحرس الثوري)
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۱۹ تا صفحه ۱۲۰
«۱»-سورة الصف الآية ۴.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417