بسم الله الرحمن الرحيم
ان قضية القدس ليست قضية شخصية وليست مختصة بدولة معينة لوحدها، ولا تخص المسلمين المعاصرين، بل هي قضية تخص جميع الموحدين والمؤمنين في جميع العصور الماضية والحالية والقادمة منذ اليوم الذي بني فيه المسجد الأقصى وحتى وجود هذا الكوكب في عالم الكون، وما أقسى على مسلمي العالم في العصر الحاضر ان يتجرأ حفنة من الاوباش عليهم مع امتلاكهم هذه القدرات المادية والمعنوية. وأي عار على الحكومات الإسلامية ان تقعد رغم امتلاكها شريان حياة القوى العظمى العالمية وتتفرج على ما تفعله أميركا زعيمة الإجرام في التاريخ وتنصب عنصرا فاسدا لا قيمه له مقابلها. وتغصب بعدد قليل البيت المقدس وقبلة المسلمين الأولى، وتستعرض بكل وقاحة عضلاتها أمامهم. وما أخجل السكوت أمام هذه الفاجعة التاريخية الكبرى. وما كان أجمل من ان تصدح مآذن المسجد الأقصى. واليوم حيث انتفض المسلمون الثوريون والشجعان الفلسطينيون بهمة عالية وبالنداء الإلهي من معراج خاتم الأنبياء- صلى الله عليه وآله ودعوا المسلمين الى الثورة والوحدة وانتفضوا ضد الكفر العالمي، ما هو عذر هذه الحكومات أمام الله القادر والضمير الإنساني الحي وهي تقف موقف اللامبالاة تجاه هذا الأمر الإلهي؟ والآن حيث صبغت جدران المسجد الأقصى بدماء الشباب الفلسطينيين الأعزاء ويتلقون الرصاص من حفنة من المخادعين، ردا على مطالبتهم بحقهم المشروع. أليس من العار على المسلمين الغيارى ان لا يستجيبوا لنداء هؤلاء المظلومين ولا يعلنوا تضامنهم معهم؟ نأمل ان يوقظ هذا النداء الحكومات وتستخدم القوة الإسلامية العظيمة لقطع يد الأميركان الجناة التي تمد العون والدعم والتأييد لإسرائيل الخبيثة عبر القارات والمحيطات وتنقذ نفسها وشعوب العالم المظلومة. كما أرجو ان يمن الله تعالى على الإنسان وينجز وعده القرآني وينصر مستضعفي العالم على المستكبرين.
تحية للقدس وللمسجد الأقصى وتحية للشعوب المنتفضة ضد إسرائيل المجرمة، وتحية للمسلمين والمستضعفين في العالم.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
أهمية القدس الشريف وضرورة الجهاد ضد محتلي القدس
الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، صفحه ۱۴۵
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417