شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطبة [ضرورة توسيع شبكة الطرق الريفية وتطويرها]

طهران، جماران‏
ضرورة توسيع شبكة الطرق الريفية وتطويرها
هادي نجاد حسينيان (وزير الطرق والمواصلات) ومسؤولو المؤسسات المرتبطه بهذه الوزارة
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۷۶ تا صفحه ۱۸۳

يجب ان تتركز اهم نشاطات هذه الوزاره باتجاه توسيع شبكة الطرق الريفية خاصة في المناطق المحرومة بحيث تؤدي الى توسيع الانشطة الزراعية وايصال المحاصيل الى المدن وازدياد دخل المزارعين والمحرومين في المجتمع.
و من الواجب التوظيف الامثل للكوادر المسلمة الملتزمة والمتخصصة من اجل الاكتفاء الذاتي والاستقلال. بمعنى ان يكون لدينا استقلال الفكري ولقد تحقق منه الشي‏ء الكثير والحمد لله وان تحقق لدينا القناعة باننا نستطيع ان نبني بانفسنا.
ان اولئك الذين ينشطون اليوم في العالم ويقومون بالاختراعات كلهم بشر من ابناء جنسنا. فثقوا ان بمقدوركم ان تقوموا بأي عمل فلا تتصوروا ان النظام السابق ما كان يستطيع العمل للمحرومين بل انه ما كان يريد ذلك كما انه ما كان يفكر في ان يقوم بعمل فقد كان عمل النظام السابق هو اعطاء الوعود فحسب.
فتلك الوحدة التي امر بها الله تبارك وتعالي- قد تحققت والحمد لله بين صفوف الشعب الايراني المسلم واذا ما كانت هناك اقلية لايعتد بها فانها مستهلكة في هذه الاغلبية. وانا لا اعلم في اي بُعد اتحدث معكم حول العمل والعامل. فجميع الابعاد التي في ذهني او التي غالبيتها في ذهني لا استطيع ان استعرضها في اجتماع محدود. ولذلك فاني مضطر الى ان اتحدث لكم ايها الاعزاء عن بعض ابعاده واستعرضوا انتم ايضا بضمائركم المواضيع التي اتحدث عنها واذا ما اقتنعتم بها سأكون شاكراً لكم. وانا اريد ان تقيموا الامور بضمائركم النقية وان تعلموا الوضع الذي يسود بلدكم والوضع الذي تميز به العمال في البلدان الاخرى.
وسوف اتحدث في البدء عن جانب من جوانب شريحة العمال وهي ان تلتفتوا الى هذه الشريحة سواء انتم العمال الكادحون في المعامل والصناعات او الشرائح العاملة في المزارع. واخيراً الشريحة الناشطة والكادحة.
فاليوم هو يومكم ويوم الجميع طبعاً. عليكم ان تنتبهوا الى ملاحظة وهي ان تدققوا النظر في انشطة الشرائح العاملة وتلك الجوانب المادية نفسها فهذه الطبقة العاملة تتمتع بنسبة اكبر من سلامة الجسم وسلامة الروح او تلك الشرائح التي يصطلح عليها باسم ارباب العمل؟ واولئك المتمولين الذين لا يعملون والذين يجلسون جانبا ويقضون اعمالهم بالبطاله؟ فعودوا الي ضمائركم. اذا كان هناك الي جانب مثل هذا المجلس الذي يمثل الان نموذجا للعمال- الذين شرفونا بمجيئهم هنا والحمد لله- مجلس آخر من الرأسماليين والعاطلين واولئك الذين جلسوا في بيوتهم منشغلين بالاكل والنوم اذا جاء شخص من الخارج ورأى وجوهكم وسمع لحن صوتكم ثم نظر الي ذلك المجلس الذي جلس فيه ذلك العدد من ارباب العمل والراسماليين والعاطلين فسوف يرى انكم شبابا نزيهين ومليئين بالحيويه واما هؤلاء اما ان تروهم وهم يثرثرون او يتثاءبون او يتأوهون بسبب المغص او آلام الجنب والصداع. وسبب ذلك ان الاشخاص الذين هم ليسوا عمالا- بالمعنى العام- لا يعيشون حياة هانئة كما تتصورون. ولعل الكثير منكم لاينتبه الى هذا المعنى وهو ان الايام التعيسة التي يمر بها الراسماليون وارباب العمل الذين يملكون الثروات الطائلة والاقطاعيون وامثالهم لاحظوا كم هي مريرة تلك الايام عليهم وان اليوم الواحد من اعماركم يعدل اعمارهم كلها. انهم يلجؤون الى الحشيشة والافيون اوالهيروئين او بيوت الدعارة بسبب فراغهم وشراهتهم ونومهم وفسادهم ذلك لانهم لا يستطيعون تحمل تلك الاشياء التي تدور في انفسهم والآلام التي يعانون منها. وعلى حد علمي وما رأيته في شبابي فان غالبية هؤلاء الاقطاعيين والملّاكين كانوا قد لجؤوا الى الحشيشة واما اولئك الذين هم ليسوا متدينين كثيرا فانهم يلجؤون الى المشروبات والهيروئين وامثالها او الي بيوت الدعارة. والحمد لله فانكم ايها العمال لم تلاقوا مثل هذا العناء وتلك الامراض والابتلاءات وآمل ان لا تروها.
ان عليكم ان تعرفوا قدر هذه المهنة فهي تحافظ على كل من مزاجكم [و ارواحكم ايضا] واذا ما واجه الانسان البطالة فان لتلك الانشطة التي يجب ان تحدث في جسم وفي خلايا الجسم سوف تشلّ عن العمل هي ايضا. واما الاشخاص الناشطون فان [خلايا] هم سوف تعمل هي الاخري وتعوض عن النقائص بمقدار نشاطها. وانتم ترون انكم قد لاتجدون بين عدد كبير من العمال سوى شخص او شخصين يعانون من المرض او الكآبة. فهم والحمد لله في غاية العافية في حين انهم يتصورون ان اولئك مرتاحون. وهذا هو التصور الذي يتصورونه في حين انهم اي تلك الطبقه الراقيه على حد تعبيرهم والدنيا في حقيقتها يعانون مما لا يحصى من الكآبات والابتلاءات.
ان هذه القضية يجب ان تفكروا فيها فيما بعد وتتدارسوها. قارنوا شبابكم مع اولئك الذين يقضون اوقاتهم في البطاله ويمضون اعمارهم في الفساد والخلاعة وهذه هي القيمة التي تملكونها انتم ايها الاخوة والقيمة التي منحكم اياها الاسلام. لقد سمعتم عن النبي الاعظم كيف انه قبّل كف احد العمال اي من نفس الموضع الذي اثر فيه العمل وهذا السلوك‏ يدل على قيمة العامل طيلة التاريخ؛ فنحن نلاحظ ان نبي الاسلام الذي هو افضل بني البشر واكبر نموذج للانسان الكامل يتواضع للعامل الى درجة انه يقبّل كفّه حيث الدلالة على العمل! فليس من العبث ان يقبّل باطن الكف لا ظهره. فباطن الكف يحمل آثار العمل فهو يريد ان يعلن للعالم قيمة العمل ويعلن للمسلمين ان هذه هي قيمة العمل في الموضع الذي قام العامل من خلاله بالعمل فقد ظهرت فيه علامة على اثر العمل؛ اني اقبّل ذلك الموضوع كي تعرف الشعوب المسلمة والبشرية قيمة هذا العامل.
اني اعلن لكم ان العامل اليوم يختلف كثيرا عن العامل في ذلك الوقت. ففي ذلك الوقت وفي تلك البيئة التي كان يعيش فيها رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والمناطق الاخرى التي كانت تعيش فيها الشعوب الاخرى وخاصة الحجاز حيث كان النبي الاكرم يعيش فيها كانت العلاقات مع البلدان الاخرى اما معدومة او محدودة للغاية. واذا ما حدث نقص في احدى المدن فان هذا النقص كان يتم سدّه عن طريق المدن الاخرى. واذا ما حدث وان لم تستطيع المدينة نفسها سد احتياجاتها فقد كانت تسدّها من خلال مدينة اخرى. ان هذه التبعيات السائدة اليوم في العالم وهذه الحياة التي ميزت بيئة العالم ووضع العالم عن السابق وهذه العلاقات الواسعه التي بلغت حداً بحيث انكم اذا ادليتم اليوم بحديث فان امريكا ستطّلع عليه قبل أن يخرج من هنا على سبيل الفرض، كما لم تكن هذه التبعيات التي تربط العالم مع بعضه، التبعيات التي تربط بلدان العالم بالدول الرأسمالية الكبرى أو الاشتراكية، في عهد رسول الله، لقد كانت قيمة العمل في ذلك الوقت تتمثّل في أن العمل نفسه شريف، وأن العمل نفسه مفيد للانسان ومعنوياته، وفضلا عن أن أثر العمل مفيد للانسان نفسه ولمزاجه ومؤثر في روح الانسان أيضا، فانه مفيد للمدن آيضاً، ولكن هذه القضية لم تكن مطروحة وهي انني اذا لم اعمل فهل سأرتبط بأميركا أم بالاتحاد السوفياتي؛ فهذه القضيه لم تكن مطروحه أنذاك.

التحرر في التبعية على اثر جهود العمال‏

إن قيمة عملكم اليوم تعادل التطور الذي حدث في العالم؛ بنفس المعنى السائد في العالم،، التطورات التي حدثت في العالم، واذا ما لم يعمل العامل كما ينبغي، فإن التبعيات التي تحدث في بلد ما، وفي بيئة ما، تختلف عن التبعيات التي كانت في السنين السابقة، وفي القرون السابقه، وفي عهد الرسول الله إنكم تستطيعون اليوم بعملكم أن تقضوا على هذه التبعيات التي كانت طيلة التاريخ، منذ أن وجد الشرق والغرب طريقهما إلى بلدنا، في عهد الحكم البهلوي المشؤوم، حيث انكم تعلمون أن كل شي‏ء في هذه البلد كان يعاني من التبعية، فقد كان النظام السابق قد ربط جميع ابنائه وشرائحه بقيود التبعية. واذا ما عملتم اليوم وكنتم ناشطين في العمل، فان قيمة عملكم هي انكم تنقذون بلداً بأكمله من التبعية، فضلا عن تلك القيم‏ المعنوية والمادية التي ستكون لكم أنفسكم، فإلى متى يجب أن نكون تابعين لامريكا والاتحاد السوفياتي؟! على أية حال إن ذلك يجب أن يكون له أمد إن علينا أن ندرك هذا المعنى وهو ان علينا أنفسنا أن نوحي الى أنفسنا اننا مستقلون ويجب أن نكون مستقلين أينما كنا نعمل؛ في مجال الزراعة، أو في مجال الصناعة أو في المصانع، علينا أن لا نمد ايدينا الى اي شخص آخر لتحقيق أمور يحتاج اليها بلدنا. إن قيمة عملكم اليوم هي قيمة أمر لا تمكن مقارنته مع العهود السابقة، لقد قبّل رسول الله في تلك البيئة- علما أنه لابد وأن يكون قد أخذ بنظر الاعتبار جميع البيئات يد العامل كما نقل، قبل يد العامل وموضع العمل كي يبين قيمة العمل في التاريخ، ونحن نفتخر والجميع يفتخرون بأن النبي الاكرم منحكم مثل هذا الوسام.
كما جاء في بعض الروايات أن قطرة العرق التي تسيل من جسم العامل هي كقطرة الدم التي تسيل من الشهداء في سبيل الله، فاي قيمة اكبر من ذلك! إن أولئك الذين يحاربون الأن في جبهات الحرب، ويقاتلون في الجبهات منتصرين والحمد الله وقد حققوا مؤخرا نصرا كبيرا، ومن المؤمل أن يحققوا النصر النهائي إن شاء الله، وكل ذلك له قيمة كبيرة، ألا أن عرقكم الذي يجري منكم في المصانع له تلك القيمة نفسها؛ ذلك لانكم تبذلون الجهود من أجل احياء بلد بكامله وعدم تبعيته للخارج، ولاستقلال هذا البلد المسلم، وهم ايضا يبذلون الجهود للدفاع عن بلدهم الاسلامي، والدفاع عن الاسلام، انهم عمال مثلكم وأنتم مجاهدون مثلهم، وهذه نعمة كبيرة أصبحت من نصيب العمال في شريحة واسعة، وانتم ايها الاعزاء الذين تعملون في المصانع وفي المجالات التي تسودها الصناعة.
و يجب أن تنتبهوا إلى ان اولئك الاشخاص الذين كانوا يخونون البلد لم يَدَعوكم، فاولئك الاشخاص الذين كانوا مرتبطين بالقوى الكبرى، سعوا من أجل أن يسلبوا منكم القدرة على صناعة الأشياء التي يحتاجها بلدكم. ولو لم تكن الخيانات التي ارتكبتها حكومتنا ضدنا طيلة التاريخ، و في هذه القرون التي تسلل فيها الاجانب الى هنا، لكان بمستطاعكم اليوم أن تحققوا نفس تلك الصناعات المتطورة، وعليكم اليوم ايضا ان تفكروا في ذلك. فما لم تفكروا فيه، فانكم لا يستطيعون انقاذ بلدكم والاجيال القادمة، عليكم أن تفكروا أنكم أنفسكم قادرون على أن تصنعوا بأنفسكم تلك الأشياء التي يصنعونها في الخارج والتي تحتاجون اليها ويحتاج اليها بلدكم.

قيمة العمل والعامل في الاسلام‏

هناك ملاحظه أخرى أود أن أقولها لكم وهي أن تلتفتوا إلى إن اولئك الذين يريدون دعم العمال واولئك الذين يريدون جرّ البلد باتجاه الغرب [او] [يعلمون‏] باسم الشرق، والبلدان الاشتراكية والرأسمالية نفسها، ما هو موقف الاسلام من العامل، ولقد تحدثت عن الشخصية الأولى في الاسلام، التي صدعت بالاسلام وكانت الشارع للاسلام من قبل الله تبارك وتعالى. لقد كان تعاملها مع العامل كما ذكرت، حيث قبلت يد العامل بتواضع، وقبلت هذه العلامة الداله على العمل، وحققت الفخر للعمال، لقد أخذت بنظر الاعتبار القيمة الانسانية وهي ان العامل [انسان‏] فقد كان العامل آنذاك يتمتع بالاستقلالية وكان يجني بنفسه كل ماكان ينتجه، فكان يتمتع بالاستقلال والقيمة، ولقد قبّل النبي الاكرم موضع هذه القيمة واعلن عن قيمة العامل.
واما الشخص الثاني في الاسلام فهو علي بن ابي طالب- سلام الله عليه- الذي كان هو نفسه عاملا؛ اي انه كان يشق القنوات ويستخرج الماء ولكن ليس لنفسه بل كان يوقفها للمحتاجين. لقد كان عاملا يعمل لاعاشة نفسه، في نفس الوقت الذي كان فيه يحفر بيده تلك القنوات حيث تبقت منه عدة قنوات-. وفي نفس اليوم الذي بويع فيه بالخلافة على ماتنقل الروايات-، عندما تمت البيعة له حمل في ذلك اليوم بنفسه المسحاة والمعول ليتابع عمله ...، وهذه هي سيرة الرجلين الاولين في الاسلام والتي يجب ان نحتذي بها كلنا، فقارنوا هذا الاحترام الذي تحقق للعامل في الاسلام من خلال هذين الرجلين العظيمين وهذه القيمة التي اولاها لكم والتي تحدثت لكم عنها.
على ان ذلك لا يقتصر على علي بن ابي طالب- سلام الله عليه-، فقد نقل عن الامامين الصادق والباقر ايضا انهما كانا يعملان في موضع كان لهما. وقد كان البعض يقول للامام الصادق، رغم ان اعماله كانت كثيرة للغاية وكذلك عمله المعنوي، وعمله في الدعوة والتبليغ لتعاليم الاسلام، ومع ذلك فقد كان يذهب بنفسه، على ما تنقل الروايات، إلى ذلك الموضع الذي كان يمتلكه، ويعمل فيه، فطلب منه اصحابه ان يوكّل ذلك اليهم، فقال: «1»، فما اكبر القيمة التي يتمخض عنها ان يعمل بنفسه شخص كان يمثل في عصره الشخصية الاولى في الاسلام وكان يتمتع بكل تلك المراتب والدرجات، ليعلمنا قيمة العمل! انظروا إلى زعماء المعسكر الاشتراكي! ان الادعاءات والشعارات كثيرة. فلقد اطلقوا طيلة التاريخ الشعارات والادعاءات، ولكنكم عندما تلاحظون اوضاعهم، وسلوكهم مع العامل ونظرتهم اليه [فسترون الفرق الكبير]، ولاحظوا ايضا الرأسمالية وما تفعله، لقد اتخذتا كلتاهما من العامل وسيلة لاستغلالهما. فكلا هذين المعسكرين اتخذا العامل اداة؛ ذاك بطريقة، وهذا بطريقة اخرى لتحقيق مصالحهما. ففي البلدان الاشتراكية اعتبروا العامل بمثابة حيوان علماً انني لا استطيع ان استخدم هذا التعبير بشأن العامل- حيث يجب ان لا يمتلك اي شي‏ء، ولا يعطى له شي‏ء سوى الطعام؛ وان يعمل، وعندما لا يستطيع فعل شي‏ء فانه يطرد بل ويلقى في البحر كما يرى بعضهم! واما المعسكر الاخر فقد تلاعبوا بكم هم ايضا؛ تلاعبوا بالعمال، في حين انهم يسرقونهم من طريق آخر. لقد اولى الاسلام القيمة للعامل، ومنحه مكانة سامية واحتراما فائقا؛ فهو [يصف‏] العامل والفلاح كما يصف العالم والمجاهد، ويقول انهم متساوون كأسنان المشط حيث كانت اسنانه كذلك في ذلك الوقت-. كما يصرح القرآن الكريم ان لا امتيازات لهذه القضايا وهي امتلاك رأس المال والسلطة وما إلى ذلك، فالقيم والمكانات بالتقوى وبالقيمة الانسانية. «2» لقد نسي هذان المعسكران القيمة الانسانية اساسا؛ والالتفات إلى انهم بشر مثلنا. فعندما ولد استالين لم يكن هناك فرق بينه وبين اي مواطن آخر. ثم تولى السلطة فيما بعد ووقف ذلك الموقف، فاضطر اولئك المساكين المظلومون إلى العمل بهذه الكيفية لهم، وكذلك الراسمالية فانها وقفت نفس الموقف؛ فهم لايرون قيمة للبشرية، بل يرونها لسلطتهم. وكل بلد يخضع لسيطرتهم، يساعدهم.

توصية العمال بانهاء التبعية

واذا ما ظهر في هذا البلد الاسلامي ميل إلى طرف من هذه الاطراف، فانه سيفعل له كل شي‏ء، ولكن القيمتين الانسانية والاسلامية تقتضيان ان لا يميل إلى اي منهما. ان بلدكم مبتلى اليوم بهذين المعسكرين؛ كل منهما باسلوب، وبشكل. وجميع مظاهر الفساد التي تحدث في هذا البلد مصدرها الشراذم الفاسدة وجميع الانشطة الاعلامية التي تمارسها في الخارج؛ وكل ذلك لانهم استلموا الاوامر منهم، وفي اليوم الذي تميل فيه ايران لاسمح الله ولا أتى الله بذلك اليوم- إلى امريكا، فسوف ترون ان جميع اولئك الذين اجتمعوا في باريس والذين يتصورون انهم يستطيعون ان يخلقوا المتاعب للايرانيين، فان جميع اقلامهم سوف تغير موقفها وتنبري للمدح. وهكذا الحال بالنسبة إلى هذا الجانب.
اننا نريد ان نكون مستقلين. نحن نريد ان لا نخضع مرة اخرى للهيمنة الاستعمارية ونكون اناساً مستقلين، فلقد تسلطت علينا اميركا طيلة التاريخ، طيلة حكم هذين الرجلين الفاسدين «3»، بشكل بحيث كانت تريد ان تسلبنا جميع القيم الانسانية، وتسوق شبابنا إلى الفساد والى مركز الفساد. ان صلاح هذا البلد وفساده يتوقفان اليوم على الشعب نفسه. انتم ايضا تمثلون جزء مهماً للغاية من هذا البلد، وعضواً بالغ التأثير لانهاء تبعية بلدكم للخارج. انتم يا من تمثلون ذراعي هذا البلد المقتدرين ابذلوا جهودكم كي لا نحتاج إلى مراجعة الاخرين في الزراعة فنستورد من البدان الاخرى، وكذلك في المجالات الصناعية. واعلموا انكم اذا بدأتم من الآن فان بمقدوركم ان تقوموا بهذا العمل، الا ان المزارعين يستطيعون ان يبلغوا ذلك بشكل اسرع وانتم بعدهم بقليل، ولكن قيمة عملكم كبيرة للغاية واعمالكم تقنية. لا تتصوروا انهم هم وحدهم الذين يستطيعون القيام بهذه الاعمال كما اوحت لنا بذلك دعاياتهم حتى الان باننا يجب ان نكون تابعين. ان علينا ان لا نكون تابعين؛ بل يجب ان نكون مستقلين. علينا ان نكتفي بنفس المقدار الذي ننتجه بانفسنا؛ وان نعمل على ان نوصل انفسنا إلى المستوى الذي يستطيع فيه بلدنا تصدير المواد الغذائية والقمح والشعير وما إلى ذلك. وهذا البلد مستعد لذلك تماما. كما علينا ان نسعى لان يحتاج الينا الاخرون في المجالات الصناعية، ونحن نستطيع ذلك وانتم كذلك ونحن.
واذا افترضنا اننا لانستطيع على سبيل الفرض- فان مساعينا التي هي عبادة، هي بحد ذاتها تستحق التقدير، فعلينا اذن ان نبذل جهدنا. ولقد قلتها مرارا، اننا لا نعمل للانتصار؛ طبعا نحن نرغب في ذلك، ولكننا لا نقطع باننا سننتصر، بل نؤدي واجبنا في نفس الوقت الذي لا نجزم فيه بالانتصار. اننا بشر وانتم بشر وتحتلون مكانة سامية. انكم تريدون ان تحافظوا على قيمتكم. ولا تريدون ان يجلبوا لكم الدمى- على سبيل الفرض- لتبيعوها او يجروكم إلى مركز الفساد ويقضوا على قيمتكم ويشبعوا بطونكم ازاء ذلك. انتم تريدون ان تحافظوا على قيمتكم، وتنقذوا بلدكم ايضا بعد هذه القيمة التي تحتل المرتبة الاعلى.
ان علينا وعليكم وعلى جميع الاصدقاء والمزارعين والعمال وجميع ابناء الشعب الايراني ان نلتفت إلى هذه القيمة التي جعلها الله تبارك وتعالى من نصيبكم وهذا الاستقلال الذي جعله من نصيبكم، وهذه الظاهرة المتمثلة في ان الحديث عنكم يدور الان في جميع ارجاء العالم، فلتروج هذه الاقلام الفاسدة الاكاذيب عنكم وعن ايران وعن المحاكم وعن الحكومة، كما يحلو لها، فلقد ادركت الدنيا مكانتكم السامية وادركت انكم شعب لا نظير له طيلة التاريخ.

خدمات الشهيد المطهري‏

وانا آمل ان تحذو الشعوب الاخرى حذوكم وحذو الاسلام؛ وان يحققوا استقلالهم وحريتهم. آمل من الله ان يمنحكم الصحة والسلامة. ولان هذا اليوم يصادف الذكرى السنوية لوفاة المرحوم المطهري- رحمه الله- فان بودي ان ادلي بحديث مختصر عنه. لقد كان المرحوم السيد المطهري شخصا واحدا اجتمعت فيه الجوانب المختلفة، فالخدمة التي قدمها المرحوم المطهري للجيل الشاب وللاخرين، لم يقدمها احد من قبله الا نادرا. فالمؤلفات التي خلفها جيدة جميعها دون استثناء. وانا لا اعرف شخصا اخر استطيع ان اقول بشأن آثاره ان جميعها جيدة دون استثناء. فآثاره جميعها جيدة دون استثناء ومن شانها ان تربي الانسان؛ لقد خدم هذا الرجل الكبير البلد، وقدم خدمات جليلة في اجواء الارهاب تلك. فنسال الله بحق الرسول الاكرم ان يحشره مع الرسول الاكرم. وان يتفضل الله على جميع شهدائنا بالرحمة. وان يجعل النصر النهائي من نصيب طائراتنا المقاتلة التي تعمل الان على تحقيق نصر آخر وسيتحقق ان شاء الله. وان يتفضل علينا وعليكم ايها العمال الاعزاء وعلى جميع العمال بأجر الشهداء.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-وسائل الشيعة ج ۱۷ كتاب التجارة ص ۲۰ الباب ۴ ج ۲ وص ۳۹ الباب ۹ ج ۲. «۲»-اشارة إلى الاية ۱۳ من سورة الحجرات. «۳»-رضا شاه ومحمد رضا بهلوي.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: