بسم الله الرحمن الرحيم
الهجمة الاعلامية الشرسة ضد الثورة
ان هذا المجلس هو مجلس العلماء والحمد لله، مجلس العلماء الملتزمين، وقد وفقنا لرؤيه السادة ونأمل ان نوفق جميعاً لخدمة الاسلام.
ان قضية الاعلام منذ صدر الاسلام والى الابد هي من الامور التي اصرّ عليها الاسلام، ولها اولوية خاصة في هذا العصر الذي نحن فيه. كلنا نعلم انه لا توجد اية ثورة حتى الان تعرضت للهجوم الدعائي والعسكري كما تعرضت له الثورة الاسلامية. فالثورات التي حدثت في العالم اما نها تميل إلى اليمين او اليسار، فقد كان اليمينيون يؤيدونها وان كانت هناك معارضة، فمن اليساريين. او انها تميل إلى اليسار؛ فكان وضعها على العكس من ذلك. ولكن ولأن الاسلام ليس شرقياً ولا غربياً بل هو الصراط المستقيم وقد تحققت الجمهورية الاسلامية بنفس ذلك الانطباع عن الاسلام، ولانها ليست يسارية، فان اليساريين يعارضونها، ولانها ليست يمينية فان اليمينيين يعارضونها. وانتم تلاحظون ان جميع وسائل الاعلام في العالم سوى القليل منها وجميع وسائل الاعلام الكبرى في العالم تعارض اليوم هذه الجمهورية الاسلامية اما صراحة او تلويحا، وتخصص ليل نهار ساعات كثيرة للقضاء على الجمهورية الاسلامية، ومن الجانب الاخر فقد حرضوا اشخاصاً مثل صدام علما انني قلت منذ البدء منذ ان كنت متشرفا بالاقامة في النجف الاشرف ان هذا الرجل خطير للغاية، ويعاني من جنون عجيب فهو مستعد من اجل ارضاء انانيته ان يسفك دماء جميع شعوب العالم لقد حرضوه على معارضتنا والهجوم علينا. وقد فتح علينا اليوم، بارادة الله تبارك وتعالى وتأييداته، جبهة حرب وسوف نسوّي امره، ويقترب سقوط صدام وحزب البعث ان شاء الله، ووسائل الاعلام لايمكنها ان تنكر التطورات التي حدثت في ايران، ومع ذلك فانهم منهمكون في بثّ السموم من طرق اخرى، من حيث ان هذه الجمهورية اذا نجحت وانتصرت على العراق، على النظام العراقي، فماذا سيكون موقفها من المنطقة؟ وماذا ستفعل مع مشايخ حكومات المنطقة؛ لقد شاعت هذه الاحاديث الان، وهي تبث عبر وسائل الاعلام، وهدفها جميعا ان يحرضوهم على القيام بعمل ضد ايران، وفي مقابل الجمهورية الاسلامية.
ومن اجل ان تبقى القضية في التاريخ، اقول ان الحكومة الايرانية والشعب الايراني لا يعارضان جميع الشعوب والحكومات التي لا تعاني من الانحراف وقد اعلنت منذ البدء اننا لا ننظر اية نظرة طمع إلى مناطق الاخرين. بل ان الارض والطبيعة والماديات ليست بالقدر الذي يستحق ان نهب لمحاربة مسلمي العالم من اجلها؛ ان هذا يمثل مخططا يتبعه معارضو الاسلام وطغاة العالم واربابهم وهو ان من الواجب قمع جميع مستضعفي العالم كي يكون بالامكان الوصول إلى السلطة والنفوذ. والاسلام يدين ذلك، ونحن نتبع الاسلام وشعبنا الملتزم باتباع احكام الاسلام لا يخالف ابداً احكامه. ونحن نعلن ان على الحكومات في المنطقة وخارجها ان تنتبه إلى انهم يحرضونها على ان تلقي بانفسها في التهلكة من اجل امريكا او المعسكر الاخر.
التنبؤ بحرب صدام ضد بلدان المنطقة
لقد نبهناهم مراراً قائلين انكم اداة بيد القوى الكبرى، وانهم يستغلونكم ولا يفيدونكم في شيء؛ انتم الذين يحرضونكم اليوم قائلين انكم ان لم تتعاونوا مع صدام فسوف يحدث كذا وكذا، انهم يريدون ان تكونوا ادوات لهم وتتعاونوا مع صدام لصالحهم، وتقعوا في نفس الفخّ الذي وقع فيه صدام. واعلموا ان صداما لو تم انقاذه وامسك بزمام الامور فانه ليس بالانسان الذي سيرد الجميل، بل هو انسان يعاني من جنون العظمة، وسوف يهب لمحاربتكم بهذا الجنون بعد ان قدمتم له الدعم، وسوف يقضي عليكم ان كانت لكم قوة. وانا اعلن مع الحكومة الايرانية والشعب الايراني انكم اذا ما لم تتعاونوا مع صدام واذا تعاملتم معنا تعاملا اسلاميا، وسلكتم معنا ومع الشعوب السلوك القرآني، فان الحكومة الايرانية والشعب الايراني اخوانكم وسوف يدعمونكم. ولكن اذا صدر منكم- لا قدر الله- انحراف واوقعتم انفسكم في هذا الفخ، فثقوا انكم لستم اقوى من صدام، وليجرب اولئك الذين يريدون ان يدعموه مثل حكومة مصر، وليروا ما سيحدث. وانا انصحهم ان لا يمروا بهذه التجربة وان لايقضوا على الشباب الابرياء ولا يزجّوهم في ساحة عاقبتها هلاكهم.
ضرورة توسيع الاعلام خارج البلد
وفي مثل هذا الوسط الذي تمارس فيه جميع وسائل الاعلام، الدعايات ضد الاسلام وضد الجمهورية الاسلامية، فان للاعلام اليوم ميزة خاصة ويجب على الجميع ان يقوموا بمهمة الاعلام؛ الاعلام الداخلي كي لا يخضع الشعب لا سمح الله لتاثير اعلام القوى الكبرى، والاهم منه الاعلام في الخارج.
ان اعلامنا في الخارج يعاني من نقص كبير، والاشخاص الذين يأتون من الخارج ويلتقون بي يشكون كلهم من محدودية الاعلام في الخارج علماً ان وزارة الخارجية والارشاد لديهما مؤخراً مشاريع ونحن ندعو لهما بالتوفيق ان شاء الله ولكن يجب ان يتسع اعلامنا لكي نستطيع على الاقل ان نُفهم الشعوب ان هذا الاعلام الذي يبثونه ضد الاسلام وضد المسلمين وضد الجمهورية الاسلامية مغلوط كله. وقد رأيتم ان المراسلين عندما يأتون من هنا وهناك ويرون، فالمنصفون منهم يعلنون الحقيقة، وقبل بضعة ايام اعلن احدهم ان جميع ما اعلنه الجيش الايراني صحيح، ولكن وسائل الاعلام لا تكف عن [قلب الحقائق]. فلو فرضنا ان الصداميين تقدموا خطوة واحدة، فانهم يبدؤون بالتطبيل فيقولون انهم سيطروا على مناطق واسعة وحاصروا الجيش الايراني، اما اذا تقدمت ايران، فانهم لا يشيرون الا اشارة عابرة ويركزون على ما سيحدث. يا ويلهم عندما ينتصر الاسلام، ترى ماذا سيحدث؟. ونحن مكلفون اليوم بان نعزّز الاعلام اكثر فأكثر وعلى الحكومة ووزارة الارشاد ان تقويا الاعلام في الخارج وجميع السادة الذين كان عملهم منذ البدء الاعلام هم دعاة الاسلام، فالانبياء كان عملهم الاعلام، وكذلك اولياء الله، وجميع السادة العلماء الحاضرين. ان على خطبائنا الكبار الذين يدعون للاسلام، وعلمائنا الاعلام، وطلابنا الاعزاء والشرائح الاخرى التي تعمل في الاعلام وتمارس هذا العمل الشريف، عليهم ان ينشطوا ويسرعوا من اعلامهم، طبعا على اساس المقاييس والنظام فهذا افضل. ومن واجبي انا بدوري الدعاء لكم، وقد كنت ادعو لكم منذ البدء، وآمل ان اوفق في اداء واجبي.
انتشار العلم من قم إلى المناطق الاخرى
واسمحوا لي هنا ان ادلي بكلمة مختصرة حول الجيش والحرس وانتصاراتهم. ان هناك اليوم والحمد لله في جبهاتنا شباباً من الجيش والحرس والتعبئة والقوى الشعبية، وكل من ذهب إلى الجبهات وعاد والتقى بي يقول انهم يرفعون معنوياتنا ويمنحوننا الشجاعة ونحن نذهب لنشجعهم ولكننا نرى ان الامر عكس ذلك، فنحن الذين نقع تحت تأثيرهم. وهو حقاً امر عجيب حيث تفضل الله تبارك وتعالى بعنايته الخاصة لهم. ان اولئك الذين ينهضون للدعاء ليلًا والمناجاة، سوف ينتصرون في الحرب دون شك. وليكونوا على ثقة من ان هذه هي الانفاس الاخيرة التي يلفظها صدام والصداميون وانصارهم، انها انفاس المحتضر. وانا آمل ان يجسد الاسلام وجهه المشع في كل مكان. وان ينصرهم الله تعالى ويمنحهم القوة. والشعب من ورائهم ويؤيدهم ايضا. انهم يواصلون عملهم بقلوبهم الطاهرة وسواعدهم القوية، والنصر قريب ان شاء الله. وما النصر الا من عند الله. «1»
اننا نطلب من الله ان يعيننا وان يجعل هذا النصر من نصيب جيشنا وشعبنا، وان يوفق الجميع لان ينتشر نور الاسلام في كل مكان. ونحن نأمل ان يوفقكم الله ويؤيدكم انتم ايضا ايها السادة. وكما جاء في رواياتنا من ان العلم ينتشر من قم إلى الاماكن الاخرى، فان ذلك قد تحقق منذ مدة طويلة. ونحن نأمل اليوم ان يزداد ذلك بهمة علماء قم والمدرسين فيها وخطبائها. واليوم فان ايران كلها تحولت إلى قم والحمد لله، وهناك العلماء، وجميع الاشخاص الذين ينتفع منهم الاسلام ويدعمهم. نسأل الله ان يجعلنا كلنا من المضحين للاسلام ولامام الزمان سلام الله عليه، فقد تجسدت وتتجسد لنا باذن الله آثار رحمة الله وآثار حماية هذه الشخصية العظيمة في الجبهات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته