بسم الله الرحمن الرحيم
العناية الالهية في الوحدة والتلاحم بين القوى
كما ان هؤلاء الاخوة، الاخوة الاعزاء جدا يرغبون في مقابلتي، فاني ايضا ارغب في ان ارى وجوههم العزيزة والنورانية. الا ان بعض القضايا المهمة ويجب ان تؤجل بعض القضايا الاخرى لأهمية تلك القضايا والحمد لله فان وضع ايران بشكل عام ووضع القوات المسلحة بشكل خاص يختلف كثيرا في ذكرى 15 خرداد التي تقترب منا عن السنة السابقة والحمد لله على الانسجام الذي ساد بين جميع القوات المسلحة حيث كانت الجهود تبذل من اجل ان لا تكون إلى جانب بعضها البعض حيث كان المخطط المريكي يقضي بان يوضع الاشخاص الذين من شأنهم أن يكونوا فاعلين في مواجهة بعضهم البعض، وقد دفنت تلك المؤامرة وأفشلت. وكما ينقل لي الاشخاص الذين يترددون عليّ من رجال الدين والاخرين فانهم معجبون بهذه الاخوة التي تربط بين جميع الفئات حتى يقال في بعض الاحيان ان الانسان عندما يدخل هناك دون ان يعرفه، لا يستطيع اساسا ان يميز بين افراد الجيش وحرس الثورة والتعبئة. فهم مترابطون إلى هذه الدرجة ويقفون معا. ولهذا السبب فان الله تبارك وتعالى تفضل بعنايته عليكم وعلينا جميعا وهذه هي النصرة الالهية، النصرة الالهية التي يجب على الانسان ان يلتفت إلى احكامها ويعمل بها، هذه هي النصرة الالهية ومن بين احكامها التي تحظى بالاهتمام هذه الوحدة والانسجام بين الجميع وخاصة القوى التي تعمل في المجال العسكري، فاذا ظهر لا قدر الله- اختلاف فيها ففي ذلك اليوم ستقترب امريكا من تحقيق اهدافها.
المحافظة على كيان الاسلام
ولذلك، فلو افترضنا انكم تلاحظون او يلاحظون هم ان البعض يتصرف- مثلا- خلافاً لرغبتهم او حسبها، فان الانسان يجب ان يأخذ اليوم بنظر الاعتبار ميوله. ففي اليوم الذي تكون فيه القضية المطروحة كيان الاسلام وترون ان جميع الطغاة وجميع الدعايات ضدنا علماً انها كانت منذ البدء ضد الجميع وخاصة حرس الثورة، فان على الانسان ان يضحي بجميع رغباته لرغبة الاسلام واحكام الاسلام. وانتم بالفعل وجميع مقاتلينا تمثلون في الحقيقة وجوها تجعل الانسان يخجل من نفسه في مواجهتها؛ فالاشخاص الذين نراهم يضحون بارواحهم التي هي رأس مال كل شيء آخر للانسان للاسلام ونحن لا نمتلك هذا التوفيق، لا نستطيع، وقصارى ما نستطيع فعله هو الدعاء لكم. عندما اصبح من المقرر ان تهدوا مثل هذه التحفة إلى الاسلام، ففي ذلك الوقت اذا كان هناك شيء على سبيل الفرض- يعارض رغبتكم فان عليكم ان تحاربوه خلافا لرغبتكم. وهذه هو الجهاد الباطني الذي يجب ان يخوضه الانسان وان يكون حذراً دائما والى الابد.
ان للشيطان اساليب خفية كثيرة، اساليب لايستطيع الانسان ان يدركها اذ له الكثير منها والكثير من الوساوس. ويجب الوقوف ضدها والحيلولة دون الاهواء النفسية. وعليكم المحافظة على هذه الوحدة والتلاحم السائدين الان بينكم وبين سائر اخوتكم في الجيش والتعبئة والمواقع الاخرى وكذلك العشائر الذين يمثلون قوة ويؤيدون الثورة والحمد لله.
الاتحاد للتصدي للعدو
لقد كانوا يريدون في النظام السابق في عهد رضا شاه ان يقضوا على هذه العشائر وقد قضوا على الكثير منهم. والان والحمد لله فانهم يمثلون قوة وهم اصدقاء ورفاق لكم. فلتكونوا كلكم اصدقاء ورفاقا فيما بينكم، كي تستطيعوا ان تؤدوا هذه المسؤولية وكونوا على ثقة من ان ايران تمضي إلى الامام والحمد لله ما دام هذه الوضع يسودها الان. فقد كان هناك الكثير من الاشخاص الذين كانوا وما يزالون متشائمين من الاسلام، كانوا ياملون بان الاسلام سيقضى عليه بعد بضعة اشهر، ثم يمهلونه مرة اخرى لبضعة اشهر اخرى او لسنة اخرى ولكنهم رأوا الان ان ثلاث سنوات قد مضت وهو يتجه نحو الانسجام الاكثر والثبات الاكثر في ايران. وانا آمل ان تزداد تلك الانشطة والقوى والتلاحم كلما تقدم هذا الطفل في العمر «1». وهؤلاء الاشخاص الذين يأملون ان تعود ايران مرة اخرى إلى النظام الملكي في حين الاخرين يريدون جمهورية ديمقراطية غير دينية بهذا التعبير غير الديني فانهم كلهم سيذهبون إلى المقابر وسوف لا يستطيعون ان شاء الله. ولكن شرط ذلك هو: إن تنصروا الله ينصركم «2»، فلقد علق الله تبارك وتعالى ذلك النصر بنصرنا له. فنحن اذا نصرنا الله وعملنا لدين الله، ومن بينها انه لو كان لدينا عتاب فلنؤجله الان وفيما بعد يستطيع الانسان ان يفعل شيئا فيما اذا بقي هناك عتاب. واما ان اقول اليوم شيئا لان فلان اغضبني ثم يكون هذا القول مضراً له- لا سمح الله-، او ان تقولوا انتم شيئا او يقول افراد الجيش شيئا، فان ذلك يجب ان لا يطرح اليوم. ان علينا ان نكون إلى جانب بعضنا البعض فلقد جاءنا عدو مشترك وعلينا اولًا ان نتصدى للعدو المشترك، وبعد ان نتصدى له، فان المؤمل ان تحل الشكاوى فيما بعد واذا لم تحل، فان من السهولة حلها فيما بعد. وانا ادعو لكم وآمل ان [يحفظ] هذا الكيان الذي لكم الآن.
والحمد لله فانكم اذا لاحظتم جميع وسائل الاعلام فسترون انكم وايران تمثلون حديث الساعة بين جميع بلدان العالم والجميع يخشى هذه النهضة الايرانية والاسلامية. على الرغم من ان الشعوب الاسلامية والحكومات الاسلامية- فالشعوب لا تخشى، والحكومات الاسلامية يجب ان لا تخشى هي ايضا؛ ذلك لان ايران لا تنوي ان تنبذ جانبا الحكومات الاسلامية على الرغم من انها ترغب في ان يتحقق الاسلام، فليكيّفوا هم ايضا انفسهم مع الاسلام. ونحن جميعاً نوافقهم ونريد ان نتصدى للعدو المشترك حيث تريد امريكا واسرائيل اليوم وامثالهما ان يقضوا على كياننا وان يجعلونا نرزح مرة اخرى تحت الظلم. وبعد ان نتصدى للعدو المشترك، ففي ذلك الوقت تكون لكل شخص حكومته في موقعه. ندعو لكم بالتوفيق والتأييد ان شاء الله وانا ادعو لكم وادعوا لي ان لا اكون غافلا عن هذا الدعاء. نسال الله أن يحفظكم جميعاً وان تتمتعوا بعنايات الحق تعالى في ظل امام الزمان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته