بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
إنني لا أردد كلمة الاسترجاع «1» بسبب جرائم إسرائيل واستشهاد وتضرر الكثير من المسلمين المظلومين في جنوب لبنان العزيز، رغم أنها تستحق الاسترجاع؛ ولا أقولها من اجل مدن ذلك البلد الإسلامي وقراه والذي احتل ودمّر على يد النظام الصهيوني المجرم والكافر في إسرائيل، ولا بسبب تشرد الآلاف من الأخوات والإخوة في تلك البيئة الإسلامية المظلومة، رغم أن ذلك يستحق أيضاً الاسترجاع؛ ولا من أجل استشهاد اكثر من أربعين من النساء والرجال والأطفال الرضع في ايلام الذين استهدفتهم القنابل على يد الصداميين المجرمين وهم يطلقون الشعارات ضد أميركا وإسرائيل السفّاكة للدماء، مما تسبب في تضرر أكثر من مائتي مسلم من العشائر البريئة، ودمار المساجد، والتكايا، والمستشفيات وبيوت المظلومين، رغم أن ذلك يستحق أيضاً الاسترجاع، بل إنني استرجع لوقوف البلدان الإسلامية أي الحكومات الإسلامية مكتوفة الأيدي، ويا ليت الأمر اقتصر على الصمت.
إنني أسترجع لدعم الكثير من الحكومات لإسرائيل وصدام، هذين الولدين غير المشروعين لأمريكا. إن عليّ وعلى كل مسلم في أي مكان كان أن نسترجع للمساعدات المادية والمعنوية التي تقدمها البلدان الإسلامية لأميركا التي هي رأس المجرمين وإسرائيل والبعث العفلقي في العراق، المنفّذ للأهداف المشؤومة لأميركا والصهيونية العالمية. إن على كل مسلم غيور أن يسترجع لاقتراح الأمر بالجهاد ضد بلد معارض لإسرائيل بتهمة كاذبة هي استلام الاسلحة من إسرائيل والسعي من أجل الاعتراف رسمياً بإسرائيل المعتدية على لبنان المسلم، والتسبب في استشهاد الآلاف من المسلمين العزّل في جنوب لبنان.
وهكذا فإن إسرائيل المعتدية يجب أن تحظى بالتأييد، ويجب أن يقدم الدعم المادي لأميركا رأس المعتدين، بثروات البلدان الإسلامية المظلومة والمحتاجة، والدعم السياسي والمعنوي بجهود وسائل الاعلام في المنطقة الإسلامية، ويجب أن تبقى فلسطين وسوريا وحيدتين. ويجب أن يحظى صدام المناهض للإسلام تماماً، بالدعم الاعلامي والمادي والعسكري في الاعتداء على إيران واهلاك الحرث والنسل في المنطقة العربية المسلمة، ويجب أن تبقى إيران المسلمة التي نهضت لاحياء الإسلام والقرآن الكريم، وحيدة.
كل ذلك، وقضايا أخرى كثيرة، هي مصائب على المسلمين الذين يجب أن يسترجعوا بشكل جماعي. إنني أقدم تعازي بسبب المصائب الكبيرة التي نزلت على الأخوة المظلومين العزّل في جنوب لبنان، وكذلك المصائب التي نزلت على المظلومين في ايلام ومناطق إيران الأخرى المتضررة من الحرب، وأرجو الرحمة والمغفرة للشهداء طيلة الدفاع المستميت لهذين البلدين المسلمين، والصبر والثبات من الله تعالى لذويهم. وأطلب من الله تعالى أن يوقظ من نوم الغفلة هذه الحكومات غير المكترثة بمصالح البلدان الإسلامية وغير المهتمة بأحكام القرآن الكريم، وأن ينزل النكبة على أعداء الإسلام والمسلمين. والسلام على من اتبع الهدى.
17 خرداد 61 ه- ش/ 14 شعبان المعظم 1402 ه- ق
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
هجوم النظام الصهيوني على لبنان قصف النظام البعثي في العراق لإيلام
الشعب الإيراني، لبنان، ومسلمو العالم
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۳۵ تا صفحه ۲۳۶
«۱»-القول: «إنا الله وإنا اليه راجعون».
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417