بسم الله الرحمن الرحيم
العقيد معمر القذافي، زعيم الجماهيرية الشعبية الليبية
وصلتني رسالتكم الكريمة المتضمنة لبعض التنبيهات والمواضيع التي أردتم من ورائها الخير، واستوجبت الشكر مني. آمل أن تتزايد هذه الن- زعة الخيرة بين جميع الشعوب الإسلامية وزعمائها؛ كي يحافظوا على كيان الإسلام والبلدان الإسلامية والاستقلال وتحرر الشعوب من أغلال القوى الكبرى في الشرق والغرب من خلال حفظ الأخوّة الإسلامية والتسليم إزاء الأحكام الإلهية؛ ويكونوا أخوة ورحماء بينهم حسب الأمر الصريح للقرآن، وأشداء ومقاومين أمام الكفار والعتاة «1»، إن الجمهورية الإسلامية، وخلافاً لما تسعى إليه الأبواق الدعائية لتصوير وجهها المشرق في شكل كريه، ترغب في أن تمدّ يد الأخوّة إلى جميع البلدان الإسلامية. فهي لا تجيز الاعتداء على أي بلد، خاصة البلدان المجاورة وبلدان المنطقة والبلدان الإسلامية الأخرى، اتباعاً للأحكام الإلهية؛ مثلما ترفض هي بدورها أي اعتداء وظلم عليها من أي بلد؛ وتستميت في مواجهة الممارسات التعسفية الظالمة.
تعلمون سيادتكم، أن ايران لم تفعل شيئاً سوى الدفاع عن الإسلام والمظلومين فيها بعد الاجتياح الوحشي لحزب البعث في العراق وارتكاب القتل والنهب والتخريب في المناطق العربية والكردية والمناطق الأخرى في ايران المسلمة، التي لم ترتكب ذنباً سوى الدعوة إلى الإسلام والأخوّة الإسلامية بين جميع طوائف المسلمين. ورغم أنها والحمد لله تمثل أقوى قوة في المنطقة، وأن الكثير من مدن العراق تقع في مرمى نيران القوات الايرانية المسلحة وبامكانها تدميرها خلال مدة قصيرة وتتعامل بالمثل، إلّا أنها وضعت الصبر والتحمل نصب عينها؛ ارضاء لله تعالى.
وكما تعلمون سيادتكم أيضاً، فعلى الرغم من أن ايران تمثل بلداً ثورياً، وأن جميع الثورات تضع ضمن أولوياتها قتل المعارضين وسجنهم وتوقيف الأحزاب وإعلام الشرائح [السياسية] حتى باحتمال المعارضة، إلا أنها فسحت المجال لجميع الفئات والأحزاب بمجرد انتصارها، رغم أن البعض منها كان له تاريخ يبعث على الأسف البالغ. حتى ثبتت خيانتها وتآمرها من خلال جمع الشواهد والأدلة، بشكل لم يكن بامكانها انكاره. فلم يكن هناك، والحال هذه، من سبيل سوى ما حدث بحكم الإسلام دفاعاً عن الجمهورية الإسلامية التي لا تفكر إلّا في مصالح المسلمين والإسلام. وإني أطمئنكم أن الشعب الايراني والحكومة الخادمة للشعب سيستميتان في المحافظة على شعار «لا شرقية ولا غربية»، وسوف لا يميلان إلى أي معسكر، رغم أن الأبواق الدعائية تصورهم على أنهم يحيلون إلى الغرب حيناً وإلى الشرق حيناً آخر، ولعلّهم بذلك يتسببون في اثارة الشكوك لدى اصدقائنا أيضاً. وإني أقدم شكري إلى فخامتكم وبعض البلدان الإسلامية، حيث أدركتم الحقيقة منذ بداية الثورة وكنتم ومازلتم تدعمون الحق بموجب الأخوّة الإسلامية، وآمل أن تدوم هذه الصداقة والمحبة؛ ولتكفّ سائر البلدان الإسلامية عن معارضاتها لنا ولكم، وتحافظ على الأخوّة الإسلامية.
أسأل الله تعالى النصر للاسلام والمسلمين وعودة رؤساء البلدان الإسلامية إلى انفسهم لتحقيق هدف الإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
الاجابة على الزعيم الليبي حول الحرب المفروضة ووحدة البلدان الإسلامية
معمر القذافي (رئيس الجمهورية الليبية)
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۵۴ تا صفحه ۲۵۵
«۱»-اشارة إلى الآية ۲۹ من سورة الفتح» محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار ... «.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417