بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العراقي المظلوم، أيها الأعزاء المضطهدون والمعذبون في بلاد ما بين النهرين، لقد اضطر اخوتكم المجاهدون للدخول في الأراضي العراقية دفاعاً عن وطنهم وتصدياً لهجمات عدو الإسلام كي ينقذوا بمشيئة الله تعالى الشعب العراقي المظلوم من شر الحزب الذي وجّه طيلة تسلطه غير المشروع على هذا البلد المسلم، من الضربات إلى هذا الشعب الشريف ما لا يمكن احصاؤه. فهناك علماء كبار مثل المرجع الكبير آية الله الحكيم قدس سره التقحوا بالرفيق الأعلى بسبب جور هذا الحزب الكافر وظلمه وممارساته غير الانسانية، بعد أن عزلوا في بيوتهم، ومثل الشهيد المظلوم، والعالم الواعي، آية الله الصدر وأخته الفاضلة اللذين ضحيا بروحيهما تحت تعذيب جلاوزة صدام العفلقي، وما أكثر الشباب العراقيين الأعزاء والماجدين الذين قضوا في السجون والتعذيب وسارعوا إلى لقاء الله أخيراً على يد هذا الحزب. والآن حيث يمضي ما يقرب من سنتين على مهاجمتهم الجمهورية الإسلامية بجرم هويتها الإسلامية، فبيّضوا بذلك وجوه المغول، فقد ضحوا بالآلاف من الشباب العراقيين والايرانيين الذي كانوا يمثلون ثروة لشعبيهما، وذلك في سبيل أهوائهم النفسية، وأنتم تعرفون أفضل منا جرائم هذا الحزب وصدام هذا المجرم الأكبر، فانهضوا، ومدوا يد الأخوّة الإسلامية إلى اخوتكم المخلصين، وأطيحوا بهذه الحكومة الجائرة، وأقيموا بأنفسكم وبضمانتكم الحكومة الإسلامية التي تريدونها. أيها الشعب العراقي العزيز! إن اخوتكم قادمون اليكم الآن وهم يحملون أرواحهم على أكفهم وتحدوهم روح التضحية والفداء للمحافظة على وطنهم وانقاذ اخوتهم الأعزاء الرازحين في القيود، فثوروا، وهاجموا أعداء الإسلام مستلهمين من الإسلام فاخوتكم الأعزاء والشعب الايراني الشريف يتوجهون إلى الجبهة من خلف الجبهات، ليستأصلوا بمساعدتكم أيها الأعزاء وبمساعدة اخوتكم في الايمان، هذه الغدد السرطانية من قلب بلد اسلامي وتجعل الشعب العراقي الشريف يحكم مصيره بنفسه. يا أهالي البصرة الغيورين، استقبلوا اخوتكم المؤمنين واقطعوا الأيدي الظالمة للعفلقيين الكفرة عن بلادكم. يا أهالي العتبات المقدسة المحترمين، أيها الشباب الغيارى الذين استغللتم كل فرصة للهجوم على هؤلاء الأنجاس، اغتنموا الفرصة التي منحها لكم الله وثوروا بشجاعة وتحكموا بمصيركم بأنفسكم. أيها العسكريون المتورطون مع حزب كافر راح ضحية أهوائه النفسية شبابكم، لقد جاء اخوتكم لخلاصكم، ولسوف يرسلون هذا النظام الكافر والظالم إلى جهنم من خلال التضحية والتوكل على الله تعالى. ثوروا أيها الأعزاء المقيدون وانقذوا أنفسكم ووطنكم بمساعدة اخوتكم الايرانيين ولا تدعوا أميركا تتلاعب بمقدراتكم. وأنتم أيها الأخوة والشباب الايرانيون، سارعوا إلى مساعدة اخوتكم المقاتلين، فهذه اللحظات هي من أكثر اللحظات المصيرية حسياسية. فأما انتصار الإسلام على كفر العفالقة أو لا سمح الله إذا ما حدثت غفلة أو اهمال، فستكون هزيمة الإسلام، والعار الدائم للشعب. وهيهات أن تتحملوا الذلة أيها الشباب الغيارى. وعلى هذا فإن واجبكم الإسلامي والوطني يقتضي بأن تتدفقوا برجولة نحو الجبهات وأن تسعوا لأن تلبسوا لباس الذل. واعلموا أن معنويات الجيش العراقي قد انهارت تماماً، وأن الإسلام بحاجة اليوم اليكم ايها الشباب الماجدون. هبّوا نحو محاربة الكفر وانقذوا اخوتكم العراقيين. وقدموا الدعم إلى اخوتكم المقاتلين والمضحين في الجمهورية الإسلامية فسوف يفوت الأوان غداً. أسأل الله تعالى النصر للاسلام والمسلمين.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
عمليات رمضان
دعوة الشعب العراقي للثورة ضد النظام البعثي
الشعب والجيش العراقي
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۸۶ تا صفحه ۲۸۷
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417