بسم الله الرحمن الرحيم
تزايد الاعلام المعادي مواز لتقدمنا
يجب أن اشكركم أولًا أيها الأخوة، يا من يخدمون في هذا الموقع البالغ الحساسية وأقدم لكم تقديري، كي تؤدوا مسؤوليتكم فيما بعد إن شاء الله بالشكل اللائق في هذا المجال نفسه.
أنتم أنفسكم تعلمون أن هذا المركز، هو مركز مهم وحساس للغاية، فاذا ما تم بث فيلم أو حديث فيه، ولم يكن مناسباً للجمهورية الإسلامية، فانه سيبث على الفور في كل مكان. فوسائل الاعلام هي اليوم بشكل بحيث أن الجميع يستمع اليها، وتنعكس إلى حد ما في الخارج ايضاً، ولذلك فان القضية بالغة الحساسية. وأنتم تعلمون أن أعداء الإسلام يعارضون في الحقيقة هذا الجهاز وجميع الأجهزة الحكومية والإسلامية لأنهم يتصورون أن مصالحهم الشخصية قد تم القضاء عليها علماً أنها قد قضي عليها بالفعل وعلينا أن نبذل جهودنا [كي نقف في مواجهة] كل هذا الاعلام الذي يمارس كل يوم، والأدهى من ذلك أنه اعلام مغرض، بحيث أن الانسان العاقل لو نظر نظرة صحيحة يدرك حقيقة هذا الاعلام، ونحن الذين نعيش في هذا الوسط ندرك كذبه، ولكن من الممكن ان يكون هناك في بعض الأماكن أشخاص غير مطلعين ويظنون أن هناك قضايا كهذه تجري الآن. أنكم تعلمون أن القضايا التي ينسبونها الآن إلى الجمهورية الإسلامية من مثل أن مسؤوليها يقتلون الأطفال، ويقتلون النساء الحوامل، ويتخذون من الأشخاص المصابين بالشلل والتشوهات الخلقية دروعاً بشرية كي يفتحوا الطريق لهم، إن مثل هذه [التخرصات] موجودة كل يوم. ورغم انني لا أنظر إلا قليلًا، إلا أنني أنظر إلى القضايا الحساسة التي يخبرونني بها، فأرى أن هذه القضايا تزداد وتزداد كل يوم، أي ان الاعلام يشتد كلما تقدمنا خطوة. وبالطبع فقد تصدرنا منهم أحياناً من بين كل هذا الاعلام، قضايا هي في صالحنا. وعلى كل حال فان علينا أن نأخذ بالحسبان أن علينا أن نكون خدماً للاسلام.
علينا أن نعمل لله. فالانسان الذي يعمل لله، لا تصيبه الهزيمة في أي مجال. وحتى إذا افترضنا أنهم سيجتاحوننا، وتجتاحنا احدى القوى الكبرى على سبيل المثال وتقضي على ايران برمتها، فاننا سوف لا نهزم مع ذلك. فلقد حفظ التاريخ هذه التضحيات التي قدمها شعبنا ولم يعد بمستطاع أي شخص الحيلولة دون ذلك. فلقد سجل التاريخ هذه القضايا.
الدقة في الالتزام بالإسلام داخل الاذاعة والتلفزيون
وبالطبع فان علينا أن نأخذ كثيراً بنظر الاعتبار أن هذا الجهاز الذي ربما يكون أهم الأجهزة في اعلامنا، يجب أن يكون اسلامياً من الناحيتين من ناحية التلفزيون والاذاعة أيضاً؛ أي يجب أن نبذل الجهود من أجل أن تكون كل خطوة تخطونها، للاسلام كي يكون عملكم هذا عبادة. ومنذ أن انتصرت هذه الجمهورية، كنت أوصي بهذه الأمور باستمرار الأشخاص الذين كانوا يتولون هذه الأمور، ويتصدرون هذه القضية، إلا أن البعض منهم الذين اتضح فيما بعد أنهم أناس غير صحيحين «1» كانوا يختلقون الأعذار بأنهم منشغلون وأنهم يعملون على حل المشاكل، وأن ذلك غير ممكن وما إلى ذلك. ولكننا نرى الآن أن ذلك ممكن والحمد لله. ونأمل إن شاء الله أن تحل هذه القضايا بمساعي هذا السيد المحترم، السيد رفسنجاني «2»، شقيق السيد رفسنجاني، وأن يقدم هذان الشقيقان خدمتهما إلى الإسلام وايران إن شاء الله؛ ذاك في مجال الاعلام، وهذا في جميع المجالات.
وبالطبع، فان علينا أن نحقق في تاريخ الأشخاص الذين ينتجون الأفلام؛ وما هو وضعهم الروحي، وحياتهم، وعلاقاتهم سابقاً؛ وهل حدث تحول فيهم؛ تحول روحي أم أنهم فتاة مائدة الشاه ما زالت في قلوبهم. إن الأفلام التي يخرجها اولئك الأشخاص قد لا يفهمها الكثير من الناس، ولكن الانسان عندما ينظر في مضامينها، يرى أنها إما أن تميل إلى اليسار أو اليمين أو تتجه إلى الفساد. وعلينا أن نركز على ذلك كثيراً؛ أي أننا كلنا مكلفون بأن يكون عملنا منسجماً مع أهداف الجمهورية الإسلامية التي هي الأهداف الإسلامية نفسها. وعلينا أن لا نخشى أبداً من التخرصات ضدنا إذا ما انتجنا الفلم الفلاني مثلًا-. فلقد تم تصويرنا الآن في العالم على أننا شعب رجعي، فهم يصورون الجمهورية الإسلامية على أنها [بعبع]، بحيث أن الأشخاص في الخارج يتصورون أن هناك الآن في طهران مجموعة تدفقت في الشوارع وأطفقت تقتل الأطفال والنساء. وهذه الأمور موجودة. علماً أنه لا توجد ثورة تتفجر بهذا الشكل ولا تحدث فيها هذه القضايا. انظروا إلى الثورات الأخرى وسترون أن فيها مثل هذه القضايا.
قتل الأبرياء والنهب باسم «الإسلام الحقيقي»
ثم ان هذه الثورة تتمتع بخصوصية وهي أنها «ثورة اسلامية»، وجميع الأجنحة إلا قليلًا منها تعارض جانبها الإسلامي هذا، حتى الأشخاص الذين كانوا في ايران، وتلك الفئات التي كانت، والتي تخشى حتى من اسم «الإسلام»، وإذا ما ذكر الإسلام أمامهم فانهم يفسرونه بشكل آخر، فهم يطلقون عليه اسم «الإسلام الحقيقي» وكأنهم يريدون أن يقولوا ان ايران لا اسلام لها، وان علينا أن نفهم الإسلام الحق! إلا أنهم في نفس الوقت، يرتكبون كل تلك المذابح ويفعلون كل ذلك باسم «الإسلام الحقيقي».
الدخول في الحرب لأداء الواجب
لقد قلت منذ البدء إننا لم ندخل ساحة القتال بشرط أن ننتصر. لقد دخلناها لأداء واجب اسلامي، وانساني ووطني، وجميع أبناء الشعب الايراني الذين دخلوا هذا الميدان والحمد لله، يدركون دوافع هذه الفئات المعارضة أو هذه القوى المعارضة. ونحن نعلم أن أهدافهم لا تتحقق بهذه الأساليب، وعليهم أن يتناسوا من الآن فصاعداً إن شاء الله. ونحن نأمل إن شاء الله، أن ننتصر في جميع أبعاد هذه الجمهورية، وأن تنتهي حربنا إن شاء الله في أسرع وقت. وأنتم والجميع تعلمون أننا لسنا طلاب حرب ولا نريد أن نحتل بلداً أو نفتح البلدان. بل اننا نعمل على أن يسود السلام والوئام العالم. والإسلام كان يسعى منذ البدء إلى تحقيق مثل هذا الهدف وخاصة أنه أوصى بالأخوّة بين المؤمنين، وبين المسلمين، بل إنه أصدر التشريعات في ذلك.
إن علينا أن نتآخى؛ نتآخى مع الجميع، جميع المسلمين، وأن نقف في وجه الكفر، لا أن نقف في وجه المسلمين. ونحن الآن مضطرون للدفاع عن أنفسنا. فنحن لم نخط حتى الآن خطوة واحدة باتجاه الحرب؛ فكل ما فعلناه كان دفاعاً. والآن وقد دخلنا الأراضي العراقية، فان ذلك هدفه الدفاع وليس شيئاً آخر. فليأتوا وليحلوا القضايا [العالقة] وسوف ننسحب فوراً. ليأتوا ويسووا القضايا التي يجب أن تتم تسويتها، وسننسحب في الحال. نحن لا نريد لا البصرة [ولا المدن الأخرى]. فالبصرة شقيقتنا، ولا شأن لنا بها، ونحن نحاول دائماً أن نحول دون أن يجري دم في البصرة وفي سائر المدن وكذلك بغداد؛ ذلك لأننا نعلم أنها كانت على علاقة سيئة مع صدام منذ البدء. فالشعب العراقي ليست علاقته سيئة مع هذا الحزب منذ الآن بل منذ البدء؛ ذلك لأنهم قضوا على الأشخاص الذين كان الشعب العراقي يكّن لهم الحب؛ مثل السيد الحكيم «3» الذي كان الشعب يكّن الحب له، فلقد كان مرجعه، لقد سلكوا معه هذا السلوك، فلقد سجنوه في بيته تقريباً، وداهموا بيته في بغداد حيث كان قد ذهب للعلاج-، وفتشوه؛ والشعب يدرك هذه القضايا، فقد كانوا أعداء للاسلام والمسلمين منذ البدء.
شعارات صدام المطالبة بالإسلام والسلام!
وبعد أن تم القضاء على صدام، نراه الآن يطلق الشعارات الإسلامية وشعارات السلام، مدعياً أنه قد قام هو الآخر بمهمة الدفاع. لقد تعلّم من ذلك الآن لأننا أطلقنا قبله شعار الدفاع، إلا أننا نقول الحقيقة، فنراه يدعي هو أيضاً أنه كان يدافع عن العراق منذ البدء. حسناً، متى هاجمناك كي تريد الدفاع؟ وهو يدعي أنه قد انتصر لأنه لم يسمح لنا مثلًا أن نجتاح العراق ونسيطر عليه كله! حسناً، فلنفترض أنه قد انتصر، فلينسحب إذن بهذا الانتصار؛ فكما انه انسحب منتصراً، فلينشغل إذن بعمل آخر بانتصاره هذا. فليذهب إلى باريس، وليجلس مع الآخرين هناك، وليشكل هو ايضاً حكومة عراقية! فنحن الآن نمتلك كل أنواع [المسؤولين]؛ اعتباراً من الشاه، الشاه الشرعي «4»! وحتى رئيس الوزراء الشرعي «5»! وحتى رئيس الجمهورية الشرعي «6»! وحتى كل شيء، إن لنا الآن في الخارج [حكومة قانونية]، فليذهب هو ايضاً «7» إلى هناك وليرتب كل شيء هناك بشكل قانوني؛ فلا يوجد مانع من ذلك.
انتبهوا دوماً إلى أن اعمالكم يشهدها الله
وعلى أي حال، فانهم كلهم يعارضوننا، وعلينا أن ننبري للقيام بمسؤولياتنا، آخذين الإسلام بعين الاعتبار، والله تبارك وتعالى، ومتّكلين عليه تبارك وتعالى، غير غافلين عنه تبارك وتعالى. وأنتم أيها الأخوة العاملين في مثل هذا المركز الهام، عليكم أن تلتفتوا دوماً إلى أن الله يشهد أعمالكم؛ جميع الأعمال، وحتى طرفة العين، وما يجري على الألسن والأيدي وما تقوم به، وعلينا أن نعد الجواب غداً، وحينئذ سوف لا نخشى شيئاً، ولكننا إن لم نستطع لا قدر الله أن نعد جواباً مقنعاً [أمام الله] فان علينا أن نتأسف ونتوب.
أسأل الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة لكم وأشكركم على جهودكم. وآمل أن تبذلوا جهوداً أكثر، وتعملوا أكثر للاسلام. ونحن الذين منّ الله علينا، يجب أن نخصص وقتنا في سبيل الله، علينا أن نوظف قوانا لله. أتمنى لكم جميعاً التوفيق والتأييد، إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته