شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [التربية الصحيحة مصدر الاستقلال الثقافي والسياسي والاقتصادي والعسكري‏]

طهران، جماران‏
بدء العام الدراسي‏
التربية الصحيحة مصدر الاستقلال الثقافي والسياسي والاقتصادي والعسكري‏
رؤساء الجامعات ومراكز إعداد المعلمين والعاملون في حقل التعليم والجامعيون‏
جلد ۱۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۹ تا صفحه ۱۲

بسم الله الرحمن الرحيم‏
اليوم حيث تفتتح، بتسديد من الله تعالى وعناية بقية الله الخالصة- ارواحنا لمقدمه الفداء-، مراكز التعليم من مدارس ابتدائية وثانوية، ويبدأ نشاط المراكز التي تحدد مصير هذا البلد والجمهورية الإسلامية، أرى من الضروري التذكير ببعض الأمور التي سبق لي الإشارة إليها إلا أني أعيدها نظراً لأهميتها.
إني اعتبر نفسي مسؤولًا عن الإسلام والشعب المحترم لذا أؤكد مرة أخرى على هذا الأمر الهام، وآمل أن لا يتوانى ويتساهل فيه الذي هو في مقدمة الأمور، جميع المعنيين بالشؤون التربوية والتعليمية وكافة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية بما في ذلك المفكرون الملتزمون والخطباء والكتّاب، إضافة إلى كل فرد من أفراد المجتمع الإيراني الذي يعد مسؤولًا أمام الله القهار، ليس هذا فحسب وإنما على الجميع أن يعملوا بكل جد ومثابرة على إثراء أسس التربية والتعليم واغنائها.
أولًا: يجب الحرص على اختيار المتصدين للشؤون التربوية بدءً من المرحلة الابتدائية وانتهاءً بالمراحل النهائية، من الأفراد الصالحين المتدينين المؤمنين بالجمهورية الإسلامية، وممن ليس لديهم أي توجهات وميول للمذاهب المنحرفة الشرقية منها والغربية. وعلى التلاميذ الأعزاء رصد تصرفات المدرسين والمعلمين بكل دقة وحيادية، حتى إذا ما شاهدوا- لا سمح الله- انحرافاً من أحدهم أطلعوا المسؤولين عليه مباشرة. كما ينبغي للمدرسين والمعلمين مراقبة زملائهم بحيطة وحذر حتى إذا ما أراد بعضهم تلقين أبناء الوطن الإسلامي بأفكارهم المنحرفة خلال التدريس، حالوا دون ذلك. وإن لم تجدِ محاولاتهم فإن عليهم اطلاع الجهات المعنية بكل حزم. لأن إيران لم تعد تطيق بعد اليوم، تحمل الأفكار المتغربة والمتشرقة لمجموعة من الخونة. علينا أن نسعى بكل وجودنا إلى تحقيق الاستقلال الثقافي، لأنه القاعدة والأساس للبلد الحر والمستقل. وعلى الاساتذة الأعزاء الاطمئنان بأن ثقافة إيران الإسلامية هي وحدها القادرة على انقاذ بلدنا وشعبنا.
إن المعلمين الأعزاء يدركون أكثر من غيرهم ما الذي ألحقته الثقافة الاستعمارية بهذا البلد وهذا الشعب في عهد الأب والابن (رضا ومحمد رضا بهلوي). لذا فهم مطالبون بالاعتماد على الثقافة الإيرانية الإسلامية الغنية، وكونوا على ثقة بأنها ستحقق لكم النصر. ربّوا أبناءكم الأعزاء في فصولكم بحيث عندما يتخرجون، قد رفدتم المجتمع بشباب نافعين، وأن يكونوا على قناعة تامة بأن التعاسة والحرمان الذي عانى منه البلد وأبناؤه، كان بوحي من القوى العظمى الشرقية والغربية والتشرق والتغرب على حد سواء.
ثانياً: على المدرسين والمعلمين والأساتذة عموماً، مراقبة التلاميذ بدقة كي لا تخدعهم الفئات اليسارية الروسية والأميركية والمنافقون الاميركان. وعلى أبنائي الأعزاء مراقبة بعضهم البعض بشكل جيد، وإذا ما شاهدوا بعض أعدائهم بزي الصديق والزميل يحاولون اقناعهم بالانتماء إلى فئاتهم وتنظيماتهم، فعليهم اطلاع الجهات المسؤولة بسرية تامة.
أبنائي الأعزاء! انكم تدركون جيداً أن مقاليد الجمهورية الإسلامية سوف تسلّم إليكم في المستقبل، ولا بد لكم من مراقبة أنفسكم وأصدقائكم بدقة كي يتسنى طي الطريق القويم في جميع الأبعاد سواء البعد العقائدي أو الأبعاد الأخرى. ذلك لأن الميول إلى إحدى المدارس المنحرفة، وكذلك التبعية الفكرية والعلمية للغرب والشرق وان كانت بصورة هامشية بسيطة، لا تقضي عليكم وحدكم وإنما ستنتقل إلى الآخرين- في حالة التساهل والتسامح ولو على المدى البعيد- وسنكون مسؤولين جميعاً أمام الله تعالى وأمام الأجيال القادمة.
علينا أن ندرك جيداً بأن نفوذ المنافقين وبقية المخربين والمنحرفين، إلى الثانويات ومراكز التربية والتعليم الأخرى، يؤدي إلى ضياع الإسلام، ويتحمل مسؤولية ذلك جميع المعنيين بالشؤون التربوية لا سيما المدرسون والمعلمون والتلاميذ من أنصار حزب الله. إذ لا يخفى على الجميع، أن مصير كل بلد وشعب ونظام بيد الشريحة المتعلمة بعد الجماهير. وان الاستعمار الحديث يسعى بالدرجة الأولى للهيمنة على مراكز هذه الشريحة. وما شهده بلدنا خلال العقود الأخيرة من عذاب ومصائب ومعاناة، كان على يد الخونة من أبناء هذه الشريحة.
إن التبعية للشرق والغرب التي حرص عليها المتغربون والمتشرقون وما يسمون بالمثقفين، الذين تخرجوا من الجامعات إلا أن نمط تفكيرهم تبلور في المدارس الابتدائية والثانوية، ألحقت بالثقافة والدين والبلد خسائر لا تحصى. إذ أن أمثال هؤلاء، بذلوا كل ما في وسعهم خدمة لأسيادهم من أجل البرهنة على تبعيتهم الكاملة للشرق والغرب ولأميركا مؤخراً. ولأنهم كانوا قد درسوا بوحي من انبهارهم بالغرب والشرق، ولأنهم لصوص يأتون ومعهم السراج، فقد اهدوا لأربابهم وكعبة آمالهم كوادر منتخبة. وعلى الرغم من أننا غير مسؤولين عما عاناه أبناء شعبنا في تلك العهود، غير أن كلًا من رئيس الجمهورية والحكومة ومجلس الشورى، وكافة المتصدين للشؤون التربوية، الجميع مسؤولون أمام الله القادر وجماهير الشعب‏ المستضعفة. كلكم راعٍ وكلكم مسؤول «1». ويجب أن نعي بأن إحدى المسؤوليات الجسيمة هي المسؤولية الدينية والوطنية، المسؤولية أمام المستضعفين والمظلومين والمسؤولية أمام الخالق والخلق، على مرّ التاريخ والمستقبل.
إن التساهل والتسامح في التربية والتعليم يعتبران خيانة للإسلام والجمهورية الإسلامية والاستقلال الثقافي للبلد والشعب، ويجب الاحتراز منهما. فالتلاميذ مطالبون اليوم بالسعي لوعي تاريخ ثورتنا الإسلامية والوقوف على أهمية الوحدة بين الجامعيين وعلماء الدين. فإذا تعرفتم على علماء الدين وتعرفوا عليكم، وتم التفاهم فيما بينكم، فكونوا على ثقة بأن الأجنحة المتغربة والمتشرقة من المنافقين واليساريين وبقية المخربين والمنحرفين، لن تطمع فيكم وفي بلدكم الإسلامي، وحتى لو طمعوا فسوف يمنون بالهزيمة. واعلموا بأن محاولة النظام البائد الاستفادة من الشعراء والكتّاب والخطباء ومثيري الشائعات والصحافيين المرتبطين، لبث الفرقة بين هاتين الفئتين، لم تكن اعتباطاً وقد نجحوا- للأسف- بنحو جعلوا من هاتين الشريحتين عدوين لدودين مما أضحى من الصعب التواصل بين مناخ أحدهما الآخر ومحيطه ولم تطق إحداهما رؤية الأخرى.
وقد عمل كل من رضا خان وابنه على إثارة هذا الاختلاف وترسيخه كي تمسي إيران تابعة للقوى الأخرى في مختلف المجالات. كما عملوا على إبعاد الناس عن ذاتهم وثقافتهم وثقافة الإسلام الغنية بحيث اخذوا يعتبرون أنفسهم محتاجين إلى الأجانب في كل شي‏ء، وأنهم يفتقرون لأية قيمة تذكر. ومثل هذه الكارثة أدّت إلى الإبقاء على تخلف البلد والإسلام العظيم، ولحق بالبلاد والعباد ما يعلمه الجميع والذي يحتاج اصلاحه واعماره إلى تظافر جهود الجميع، حكومة وشعباً، وإلى عمل متواصل. آمل أن نتمكن في القريب العاجل، وعبر التنسيق مع جميع القوى وتوجيهات المفكرين والعلماء الملتزمين، وبالتخلص من اليأس والاحباط، والعودة إلى الذات والى ثقافتنا العظيمة، أن نتمكن من تحقيق الاستقلال الكامل ومساعدة الشعب المظلوم للسمو في مدارج الكمال المادي والمعنوي.
ثالثاً: على الأمهات والآباء الملتزمين مراقبة تحركات أبنائهم بدقة والتعرف على اهتماماتهم كي لا يقعوا- لا سمح الله- في شباك المنافقين الاميركيين والمنحرفين الروس، ومتابعة أوضاعهم الدراسية. ذلك أن دور الأباء والأمهات في المحافظة على أبنائهم اثناء سنوات المرحلة الابتدائية والثانوية، يعتبر مهماً وقيماً للغاية. لا بد لهم من الانتباه إلى أن أبناءهم في أعمار تجعل من الممكن خداعهم بشعار مضلل واحد، وبالتالي السير- لا سمح الله- في طريق ليس بوسع أحد اقناعهم بالتراجع عنه. ولا يخفى أن بمقدور الآباء والأمهات التأثير على أبنائهم‏ أكثر من أي شخص آخر وإنقاذهم من مستنقع الفساد والجهل. ولذلك عليهم الاتصال بأساتذة أبنائهم ومساعدتهم بكل صدق وإخلاص في اداء مسؤولياتهم واستمداد العون منهم.
آمل أن تحقق لنا هذه البراعم استقلالنا الثقافي والسياسي والاقتصادي والعسكري في المستقبل وتخلصنا من شرّ القوى العظمى، وأن يكونوا من واضعي الأسس الحقيقية لانطلاقة العالم الثالث.
آمل أن تُشْرَق الآفاق الغيبية أمام الجميع، وان يتضح طريق السعادة والرقي الروحي والبدني للجميع بتسديد من الله تعالى، والاعتماد على قوة الإيمان وعناية بقية الله- روحي لمقدمه الفداء- والسلام على عباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-الرسول الأكرم«ص»-: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: