شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [صلاة الجمعة وتأثير أئمة الجمعة في المجتمع‏]

طهران، جماران‏
صلاة الجمعة وتأثير أئمة الجمعة في المجتمع‏
أئمة الجمعة في محافظة خراسان «1»
جلد ۱۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۹۳ تا صفحه ۹۵

بسم الله الرحمن الرحيم‏

إقامة صلاة الجمعة من بركات الإسلام العظيمة

إن إحدى بركات هذه الثورة- وكما ذكرت كراراً- توفيرها الفرصة للقاء السادة العلماء لا سيما الأخوة أهل السنة الذين كان يتعذر لقاؤهم من قبل. وآمل أن يتواصل ذلك وتترسخ وحدة الكلمة إلى الأبد.
كما أن إقامة صلاة الجمعة شكلت إحدى بركات الإسلام العظيمة، غير أن الاهتمام بها قبل انتصار الثورة كان ضعيفاً بين علماء الشيعة. والأخوة السنّة الذين كانوا يقيمونها، جعلوا خطبهم مقتصرة على أمور محدودة. بيد أن أبناء الشعب اليوم، وببركة صلاة الجمعة، يلتقون في مراكز أداء هذه الصلاة ويتعارفون ويتفاهمون فيما بينهم، ويستمعون إلى القضايا السياسية والدينية، وهي مسألة ذات قيمة بالغة. وكما تلاحظون، فإن المشاركة في هذه المراسم في تنامٍ مستمر يوماً بعد آخر مما يبعث على الفخر.
إن وسائل الإعلام الأجنبية وحدها هي التي تحاول أن تشيع بأن الناس باتوا غير متحمسين كثيراً للمشاركة في صلاة الجمعة. غير أن الحقيقة عكس ذلك تماماً. ففي أية نقطة من العالم باستطاعتكم أن تجدوا مثل محافظة اصفهان؟ فقبل أيام معدودة شهدت مدينة اصفهان تشييع جثامين نحو 370 شهيداً، ورغم ذلك يقف ذوو الشهداء والمفجوعون في طليعة الذين يواصلون خدمتهم للإسلام. فقد أدرك شعبنا اليوم بأنه ما لم تكن هناك تضحيات لن يتسنى للإسلام الانتشار، وهو يعي تماماً بأنه ينبغي لنا جميعاً التضحية من أجل الإسلام .. إن سيرة الأنبياء العظام، لا سيما النبي الأكرم وأصحابه، على مرّ التاريخ، حافلة بالتضحيات من أجل الإسلام. وان شعبنا قد آمن بهذا النهج وهو يقتدي به. وان ما يسمع أحياناً من أن المعاناة كثيرة وان الغلاء- على سبيل المثال- لا يطاق وأن حماس الناس تجاه الثورة قد ضعف، لا أساس له. فانظروا انتم إلى أن أمثال هذه المتاعب والصعاب لا زالت تعاني منها بعض الدول التي شهدت ثورات منذ سنوات طويلة، بيد أنكم ليس بوسعكم أن تجدوا بلداً لم تمض سوى أربع سنوات على ثورته، حقق كل هذه الإنجازات وان تواجد شعبه في الساحة يتضاعف يوماً بعد آخر وهو يتفانى في الدفاع عن ثورته وحكومته أكثر من أي وقت مضى. فمثل هذا لا تجدونه في غير الثورة الإسلامية والتوجهات الإسلامية.
فلو كانت هذه الثورة خاصة بفئة أو طائفة معينة، أو أن جماعة استولت على السلطة عن طريق انقلاب، لما كان بالإمكان أن تحظى بكل هذا الدعم الجماهيري ولما وقف الشعب بأسره لدعمها ومساندتها، انها نعمة كبرى مَنّ بها الإسلام علينا يجب أن ندرك قدرها وقيمتها .. إن من بركات الإسلام أن يتوحد الأخوة السنة والشيعة ويضعوا حداً لاختلافاتهم، بل والتخلص من أولئك الذين يعملون على إثارة الفرقة والفتنة بينهم، ومواصلة خدماتهم بكل صدق إلى جوار بعضهم البعض، وآمل أن تتواصل هذه الجهود وهذا الصفاء.

رسالة أئمة الجمعة

على أئمة الجمعة أن يتنبهوا إلى أنهم إحدى أكثر فئات المجتمع تأثيراً، وان الناس يأخذون بتوجهاتهم ويحرصون على العمل بها، ولذلك يجب أن يهتموا بخطبهم ويراعوا فيها أموراً من قبيل الأمر بالتقوى ودعوة أبناء الشعب للوحدة والتواجد في الساحة.
إن ما ترونه من اصرار الأجانب على الهجوم الإعلامي ضد إيران، وشن وسائل إعلامهم حملاتها الدعائية المستمرة ضدنا، كل ذلك لأن هذه الثورة انطلقت من أجل الإسلام، واننا نسعى لنشر الثقافة الإسلامية في كل مكان. وهؤلاء يخشون نفوذ الإسلام إلى بلدانهم وبالتالي لم يعد مكان لوجودهم.
ومن جملة الأمور التي يركز عليها الأجانب، مسألة الانتخابات. ففي كل مرة تجرى الانتخابات في إيران يزعم هؤلاء بأن الشعب لم يشارك هذه المرة في الانتخابات وان حماس الناس واندفاعهم لم يعودا كالسابق. وقد رأيتم مشاركة الناس في الانتخابات التي اجريت حتى الآن بدءً بالاستفتاء على نظام الجمهورية الإسلامية ومروراً بانتخابات مجلس الخبراء والمصادقة على الدستور ومجلس الشورى ورئاسة الجمهورية، وكيف انها كانت في كل مرة أفضل من سابقتها.
وهناك الآن جماعة تقيم في خارج البلد تطلق دعاياتها المسمومة بأن الشعب قد تعب ولم‏ يعد يتمتع بالحماس الذي كان يتمتع به في السابق، إلى غير ذلك من هذه المزاعم. ولا يخفى لو أن العُقد التي يعاني منها هؤلاء كانت قد وجدت متنفساً لها لما تحدثوا بمثل هذا الكلام. إن المنافقين وغيرهم من الذين طردهم الشعب وفروا إلى خارج إيران، هم الذين يروجون لمثل هذه الشائعات زاعمين بأن الجماهير معهم.
إن أئمة الجمعة مكلفون بالتصدي لشيطنة هؤلاء الذين يزعمون بأن الشعب قد أعرض عن الثورة وسوف لا يشارك في الانتخابات، ودعوة الناس للمشاركة في الانتخابات، كي يبرهنوا للعالم بأنهم لم يعرضوا عن الثورة، وانهم على عهدهم بالتمسك بالإسلام والدفاع عنه. فالإسلام ليس بالأمر الذي يمكن التخلي عنه. فها أنتم ترون كل يوم كيف أن أمهات الشهداء، وأولئك الذين قدموا عدة شهداء، يهتفون بأنهم على استعداد لتقديم المزيد على طريق الإسلام، ويتأسفون لعدم وجود أبناء آخرين كي يتسنى لهم التضحية بهم من أجل الإسلام.
الأجانب يرددون في اعلامهم بأن الأطفال والصبية يجبرون على الذهاب إلى جبهات القتال في إيران، وانتم تعلمون بأن الأمر خلاف ذلك تماماً. حيث يحاول الناس الحؤول دون توجه هؤلاء الفتية ذوي الرابعة عشرة إلى جبهات القتال، غير أنهم يفرون من أيدي آبائهم وأمهاتهم كي يتمكنوا من الذهاب إلى جبهات القتال. فمن الطبيعي أن الفتى الذي لم يصل سنّ البلوغ لا يطلب منه أحد الالتحاق بجبهات القتال، ولا يحق لأحد أن يفعل ذلك. إن أبناء شعبنا هم الذين يتحمسون للذهاب إلى جبهات القتال والتواجد فيها.
إني آمل منكم ايها السادة أن ترصّوا صفوفكم وتدعوا الناس للصلاح والسداد، والتواجد في الساحة. فالأمر ليس كما يتصور البعض من أن المؤمن المثالي هو الذي يعتزل جانباً ويمسك المسبحة وينشغل بالذكر في المسجد. فلو كان ذلك صحيحاً لكان الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- والإمام أمير المؤمنين فعلا ذلك. فلم يذكر التاريخ بأن الرسول الأكرم والإمام علياً، اعتزلا الناس في أي وقت وجلسا في المسجد وتفرغا للدعاء والذكر، بل على العكس كانا حاضرين في كل وقت ومتواجدين في الساحة على الدوام. ولهذا فإن ما تدعو إليه هذه الفئة التي اعتزلت الحياة ليس صحيحاً. بل يجب على علماء الدين أن يضطلعوا بدور فاعل في المجتمع ويعملوا على هداية الناس وإرشادهم. ونظراً إلى أنكم- ايها السادة- مطلعون على ما يجري في مناطق تواجدكم، فانكم مطالبون بتوعية الناس وإرشادهم. واني أسأل الله تعالى المزيد من التوفيق لكم في خدمة الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-السادة: أبو الحسن الشيرازي«إمام جمعة مشهد»-، مهمان نواز«إمام جمعة بجنورد»-، حسيني«إمام جمعة شروان»-، مروّج«إمام جمعة قوجان»-، مهرابي«إمام جمعة درجز»-، معصومي«إمام جمعة تربت حيدرية»-، عبدوس«إمام جمعة سبزوار»-، غرويان«إمام جمعة نيشابور»-، محمديان«إمام جمعة كاشمر»-، فقيه«إمام جمعة زيركوه»-، اسدي«إمام جمعة بشرويه»-، فرقاني«إمام جمعة أهل السنة في خليل آباد التابعة لخواف»-، احراري«إمام جمعة أهل السنة في درميان التابعة لبيرجند»-، علي زاده«إمام جمعة فردوس»-، مدني«إمام جمعة بجستان»-توحيدي«إمام جمعة اسفراين»-.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: