بسم الله الرحمن الرحيم
السعي لاعمار البلد
تنكشف من القضايا التي تحدثتم وتحدث عنها الآخرون، الكثير من الخيانات التي ارتكبت بحق هذا البلد وأبنائه، وحجم الجهود التي بذلت من أجل حرماننا من كل شيء، ومحاربتهم العقول التي كان بمقدورها أن تخدم هذا البلد وتحقق له التقدم العلمي، وسعيهم للقضاء على زراعتنا. فأنتم ترون حجم الأراضي التي بقيت مهملة، وكم من المياه- كمياه نهر الكارون- يتم هدرها. لقد اتخذوا من مشروع (الإصلاح الزراعي) ذريعة للمناداة بالتقدم ورفع شعار تصنيع البلد. إن أمر هؤلاء يشبه أمر الغراب الذي أراد أن يقلد القطا في مشيتها فنسي مشيته أيضاً. غير أن إرادة الله تعالى اقتضت أن يتخلص هذا البلد من هيمنة هؤلاء، وأن يتحكم ابناء الشعب بشؤون بلدهم ومصيره.
إن ما أشرتم إليه من وجود تنسيق وانسجام في العمل، أمر جيد للغاية ويبعث على الاعتزاز، فلو لم يكن مثل هذا الانسجام وافتقر المجتمع إلى وحدة الرؤية والهدف، لن تسير الأمور ولا يحصل أي تقدم. غير أن الجميع اليوم يتطلع الى خدمة الإسلام وخدمة بلدهم. إن التحول الذي طرأ لابناء الشعب، والنشاط والفاعلية اللذين يتسم بهما تحركه، خير دليل على أننا قادرون على إدارة شؤون البلد بأنفسنا. وعلى الرغم من أن أميركا لا يروق لها ذلك ولا تدعنا نقوم بأعمالنا، غير أننا وشعبنا عاقدون العزم- بعون الله تعالى- على اداء مهامنا بما لا يسمح لهم بالتدخل في شؤوننا. ولهذا فمن الضروري أن يتسلح الجميع بالعلم، وبطبيعة الحال العلوم التي تخدم الشعب.
ومهما يكن فان المسؤولية التي تقع على عاتقنا اليوم مسؤولية جسيمة، إذ أن علينا اعمار بلدنا بأنفسنا، وإذا لم نفعل ذلك نكون قد تخلينا عن شكرنا لله تبارك وتعالى. ولا يخفى أن قضية الزراعة في بلدنا تقف في طليعة الأمور. فالبلاد- ولله الحمد- غنية بثرواتها ومواردها الطبيعية، إذ نمتلك أراضي خصبة ومياهاً وفيرة، وشعبنا واع ويهتم بالزراعة، وعلى الحكومة تشجيعه وتقديم الدعم اللازم له.
تقوية روح الإيمان لدى الشعب
انني في غاية الامتنان للسادة الذي يتفانون في خدمة هذا البلد، وان الله تعالى هو الذي يكافئ على هذه الأعمال، ولن تضيع خدمات هذا الشعب لا سيما القرويون .. احرصوا على تقوية روح الإيمان لدى الذين أنتم على اتصال بهم وذلك بالاستعانة بعلماء الدين والوعظ والإرشاد، فإذا ما قوي الجانب المعنوي لدى ابناء الشعب، فإن بالإمكان إنجاز كل الأعمال بسهولة. فعلى سبيل المثال فإن مؤسسة جهاد البناء قدّمت وتقدم الكثير خلال فترة الحرب، وكل ذلك بوحي من الجدية التي يتحلى بها الشباب، حيث يعتبرون البلد بلدهم ويعملون من أجل الله تعالى. فعندما تكون هذه أفكارهم فان الاعمال تتقدم بنحو جيد. وان وجود بعض المشكلات التي تطرأ اثناء العمل، يجب أن لا تكون ذريعة للتقاعس والتراخي، بل يجب مواصلة عملكم بكل جدية وعزم. وإني ادعو لكم جميعاً وآمل أن يوفقكم الله تعالى لخدمة هؤلاء المحرومين والتي تعد من اعظم العبادات لديه سبحانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته