بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً إلى أني تحدثت كراراً عن أهمية مجلس الخبراء في تعيين القائد أو مجلس القيادة، وتحدث أيضاً اصحاب السماحة العلماء الاعلام- دامت بركاتهم- بما فيه الكفاية ولفتوا الأنظار إلى أهميته؛ لذا سأكتفي بلفت أنظار الشعب النبيل إلى الأهمية الخاصة التي يحظى بها هذا المجلس.
كما هو واضح فإن الحكومة بمختلف أركانها وشؤونها، إذا لم تحظ بالقبول من قبل الشارع المقدس والله تبارك وتعالى، فإن معظم أعمالها المتعلقة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية سيفتقر للرخصة الشرعية وبالتالي ستكون صلاحياتها- التي ينبغي أن تكون مفتوحة بسبب شرعيتها- محدودة. وإذا ما انجزت الأعمال بمعزل عن الشرعية الإلهية، ستكون الدولة طاغوتية وغير شرعية بمختلف شؤونها. ولهذا يعد تعيين الخبراء والفقهاء من الواجبات الإلهية الكبرى، ولن يعذر أحد أمام الإسلام وأمام الله القهار، وبذلك أكون قد اديت واجبي ازاء هذا الموضوع الهام والخطير.
وكما سبق لي أن ذكرت، فإن الإدلاء بالأصوات للأشخاص الواجدين للشرائط، يجب أن يكون أداءً حراً ولا يحق لأحد فرض رأيه على أحد. واني آمل أن يتوجه أبناء الشعب الإيراني النبيل إلى صناديق الاقتراع ويدلوا باصواتهم بقلب واحد للمشاركة في هذا الأمر الإلهي المهم الذي يعارضه المنحرفون أكثر من أي أمر آخر، نظراً لأهميته. وآمل من العلماء الاعلام- كثر الله من أمثالهم- المشاركة وتوجيه الشعب وإرشاده أيضاً.
كذلك أرى من الضروري التذكير بأمر آخر وهو: يلاحظ أحياناً أن بعض المرشحين يعمل- لا سمح الله- من أجل الدعاية الانتخاباتية على تضعيف بعضهم البعض أو الإساءة إليهم. وما أود التذكير به بهذا الشأن هو أن أمثال هذه الممارسات، لا سيما من قبل هؤلاء المرشحين، تعد كارثة بالنسبة للإسلام والجمهورية الإسلامية. فلو افترضنا أن أحداً لديه مشكلة مع آخر، فلا يحق له الكشف عنها للناس، لأن كرامة المؤمن في الإسلام تحظى بمكانة رفيعة وسامية، وان انتهاك حرمة المؤمن يعد من أعظم الذنوب ويوجب سلب العدالة- فكيف إذا كان مؤمناً عالماً-. لذا آمل أن لا يحصل مثل هذا الأمر، وإذا ما حدث عن طريق الغفلة، فارجو أن لا يتكرر. اسأل الله تعالى العظمة للإسلام والمسلمين ودوام العزة للشعب الإيراني العظيم.
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
انتخابات مجلس خبراء القيادة
الشعب الإيراني
جلد ۱۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۱۴ تا صفحه ۱۱۵
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417