شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [مكانة مجلس الشورى ورسالته‏]

طهران، جماران‏
مكانة مجلس الشورى ورسالته‏
اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشورى الإسلامي) ونواب مجلس الشورى الإسلامي‏
جلد ۱۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۰۰ تا صفحه ۲۰۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

أفضلية مجلس الشورى الإسلامي على المجالس السابقة

أود في البدء أن اشكر السادة على قدومهم في هذا الطقس البارد والثلوج، كي يتسنى لقاؤهم عن قرب.
ليس لديّ أدنى شك في ان هذا المجلس أفضل من كل المجالس الموجودة في العالم، وأفضل من المجالس منذ عهد الحركة الدستورية- المشروطة- وحتى الآن. لقد عايشت العهود السابقة أكثر منكم جميعاً، ورأيت عن كثب المجالس منذ العهد القاجاري وحتى الآن، وعرفت كيف كان يتم انتخاب النواب ومدى دور ابناء الشعب في ذلك، وكيف كانت أحوال النواب الذين كانوا يدخلون المجلس. وفي السنوات الأخيرة رأى الجميع ماذا كان يجري وكيف كان يتم ترشيح النواب وانتخابهم. فطوال عهد الحركة الدستورية لم يتم تشكيل مجلس مثل هذا المجلس الذي لدينا الآن حيث جميع اعضائه تقريباً أناس مؤمنون ويعتقدون بضرورة حاكمية الإسلام. وان الانتخابات التي كانت تجري، لم يكن أي دور للشعب فيها مطلقاً. ففي فترة كان المتنفذون في المناطق والإقطاعيون وأمثالهم يتحكمون بالانتخابات. وعندما اضمحلت قوة هؤلاء وتبخر نفوذهم، انتقلت السلطة إلى أيدي الحكومة بالكامل. وإذا ما حصل أن انتخب نائب أو اثنان من قبل ابناء الشعب في مدينة طهران، فان ذلك ناتج عن أن طهران ليست كبقية المدن الأخرى التي يمكن ممارسة المزيد من الضغط عليها. إن قضية رأي الشعب لم تكن مطروحة أصلًا، وهذا يعني أنه لم يكن لدينا مجلس وطني في أي وقت من الأوقات. وإذا كان هناك بعض الوطنيين، فلا يعني ذلك أن بوسعنا أن نسمي المجلس مجلساً وطنياً. غير أننا اليوم نملك مجلس الشورى الإسلامي.

المجلس في طليعة المؤسسات الأخرى‏

ليس لدي أدنى شك في أن السادة النواب جميعاً- وإذا كان ثمة استثناء فانه نادر جداً- يتصفون بنواياهم الحسنة. كما أني اؤمن تماماً في ان المجلس يقف في طليعة اركان النظام الإسلامي، وهو صورة مصغّرة للشعب. ولهذا فنحن نتفق في هذا الصدد مع الآخرين ونؤمن بما يؤمنون به. ولكن ليس بوسع جهة أو أحد الادعاء بأنه كامل وخال من العيوب. وإذا ادعى أحد ذلك فهذا أكبر عيب فيه. ليس بوسع أحد أن يدعي بأنه إنسان كامل. ربما تكون عيوبه قليلة غير أن ذلك لا يعني أنه منزه تماماً. ولذا علينا أن نلتفت إلى عيوبنا دائماً، إلى العيوب المحتملة. والإنسان الذي يعمل من اجل الله ويتطلع إلى مقام الإنسانية، عليه أن يبحث دائماً عن عيوبه لا أن يرى محاسنه. لأن التفات الإنسان إلى عيوبه يساعده في التخلص منها. وان الاكتفاء بمتابعة محاسنه يضع غشاوة على بصيرته تحول دون رؤيته عيوبه.

هدف المجلس تحقيق رضا الله وأهداف الإسلام‏

إننا نتطلع جميعاً لأن يكرس هذا المجلس الذي تشكل باصوات الشعب، جهوده لخدمة الإسلام والنظام الإسلامي .. إن الجميع يعلم بأن الشعب لا ينشد غير الاسلام، ولا يتطلع إلى غير رضا الله تعالى، فلا بد لنا من التفكير برضا الله وأهداف الإسلام، وآمل أن نعمل على تحقيق ذلك. فربما تتباين وجهات النظر غير أن الجميع مطالب بالإسلام. ولكن وكما تعلمون فإن الكثير من مثقفينا وحملة الشهادات يزعمون الإحاطة بالإسلام غير أنهم يجهلونه تماماً. فهم- على سبيل المثال- يطلعون على جانب منه وربما يحيطون به جيداً، غير أنهم لا يلتفتون إلى جوانبه الأخرى، ومثل هذا يؤدي إلى بروز الاختلافات في وجهات النظر. إننا نتطلع إلى أن يكون هذا المجلس بنحو بحيث إذا ما صادق على قانون وانتقل إلى مجلس صيانة الدستور، يتم اقراره على الفور دون أية مناقشة. فأنتم تعلمون بأن الشعب يريد الإسلام وينشد رضا الله تعالى. فكل هؤلاء الناس، وكل هذه التضحيات التي يقدمونها في جبهات القتال وخلف الجبهات، انما هي من أجل الإسلام وفي سبيل الله تعالى. وهذا يعني أن علينا أن نحرص على التوجهات الإسلامية لمجلس الشورى. ولا يقتصر ذلك على المجلس وانما يصدق على الحكومة أيضاً. على الجميع الالتفات إلى أن الشعب يتطلع إلى حاكمية الإسلام، واذا ما حصل أدنى انحراف في إحدى دوائر الدولة، رفض ذلك. لذا يجب أن نحرص على رضا هذا الشعب من أجل الله. فالشعب هو الذي ألغى المجالس الطاغوتية وشكّل مجلساً إسلامياً.
لقد قدّم الشعب تضحيات جمّة حتى تحقق ما نحن فيه. وليس بوسع أحد أن يدعي أنه هو الذي فعل ذلك. المجتمع بأكمله هو الذي فعل ذلك، غاية الأمر أنه كان بتوفيق من الله تبارك وتعالى. فالله سبحانه قد جعل هذا المجتمع في حالة وشمله بلطفه وعنايته بحيث دفعه‏ ذلك للسير قدماً برؤيته الإسلامية، وضحى بشبابه وبكل ما يملك لإزالة النظام السابق وإقامة الجمهورية الإسلامية.

على النواب أن لا يتأثروا بالمذاهب المنحرفة

إنني آمل أن لا يقع نواب مجلس الشورى تحت تأثير المذاهب الفكرية المنحرفة، بأن تتصور عدة- لا سمح الله- لا من سوء نية وانما عن قلّة معرفة، بأن المذهب الرأسمالي أفضل من المذهب الماركسي مثلًا، فيما يتصور آخرون العكس فيفتشون في الإسلام عن ما يدعم تصورهم دون أن يلتفتوا إلى أبعاد ذلك. واني اتذكر عندما كنت في مدينة النجف كنت ألاحظ الشعارات المكتوبة على الجدران في المدينة وفي كربلاء. إذ كان البعثيون الذين لا يؤمنون بالدين أصلًا، يكتبون شعارات مأخوذة من نهج البلاغة. مثل كلمات في نهج البلاغة تنتقد الرأسمالية لاضطهادها المحرومين وظلمهم، كانوا يأخذونها ويكتبونها على الجدران، غير أن نواياهم كانت سيئة، فهم لا يؤمنون بالإسلام ليتمسكوا بنهج البلاغة.
غير أن أصحاب النوايا الحسنة وممن يتطلعون لخدمة هذا البلد وخدمة الإسلام، ربما يتخذون نهجاً- بسبب عدم التفاتهم إلى أبعاد الموضوع- اعتقاداً منهم بأنه ينسجم مع التوجه الإسلامي ومن هنا فاني آمل أن لا تقعوا في هذا الفخ، انتم الذين تتواجدون في مركز سَن القوانين الذي هو من أهم المراكز وفي طليعتها .. آمل أن لا تقعوا تحت تأثير المذاهب الفلسفية الأخرى. لا أريد أن أقول أن الجميع قد تأثر بذلك، ولكن من الممكن أن يقع البعض تحت التأثير الإعلامي لهذا الطرف أو ذاك. فيجب علينا جميعاً أن نسلك طريق الإسلام المستقيم وان تكون لنا مطالعاتنا الإسلامية، وان نستعين بمن لديهم اطلاع على المعارف الإسلامية ونتعرف على مدى قبول الإسلام للرأسمالية وهل يقبل الإسلام الماركسية أصلًا. فاذا ما وقعنا تحت تأثير أحد المذاهب المنحرفة نكون قد غفلنا عن الإسلام.
صحيح أن نوايانا حسنة واننا نرغب في خدمة هذا الشعب، ولكن لا بد من استيعاب الإسلام بمختلف أبعاده. فالذي جاء بالاسلام هو الله تعالى، وانه سبحانه قد اخذ بنظر الاعتبار كافة الابعاد التي تحقق مصلحة الشعب والمجتمع. وإذا ما اقتضت المصلحة التعديل أو التغيير، فان الإسلام قد ترك الباب مفتوحاً لذلك، فهناك الأحكام الثانوية التي ينبغي التعاطي مع قضايا المجتمع الطارئة في ضوئها، فهي أحكام إلهية غاية الأمر انها احكام إلهية ثانوية.
يجب أن نحرص على أن لا يكون تصويتنا على اقتراح ما بوحي من تأثرنا بأحد المذاهب الفكرية المنحرفة. يجب أن نتأثر بالقرآن الكريم، بأحاديث الرسول الأكرم- صلى الله عليه وآله-. فإذا كان الأمر كذلك فسوف تنجز الأعمال بسرعة وبنحو أفضل. وسوف تبقى نظرة الشعب إليكم هي ذاتها الموجودة الآن. ولكن إذا ما حاول البعض- وان كانت أكثرية على سبيل الفرض- ان تصادق على أمر ما، وترفضه أقلية، ومن ثم ينتقل إلى مجلس صيانة الدستور الذي يرفضه بدوره، فإذا ما تكرر مثل هذا الأمر لعدة مرات، فسوف يتألم الشعب لذلك، وربما تتغير نظرته- لا سمح الله- إليكم، ومثل هذا يعد من أكبر الأخطار التي تهدد المجلس الإسلامي والإسلام.

نجاح المجلس في ظل دعم الشعب‏

إن الخطر العظيم الذي يتهدد النظام الإسلامي- وهو أمر غير مستبعد- أن يدير الشعب ظهره للحكومة ويتخلى عنها. فالآخرون اعجز من أن يدفعوا الشعب للتخلي عن الحكومة. فمهما حاولت أميركا أن تكيل الاتهامات إلى حكومتنا ومجلسنا وشخصياتنا فانها لن تجنى من وراء ذلك غير المزيد من كراهية الشعب. مهما حاول الآخرون أن يكيلوا الاتهامات إليكم، سيكون ذلك لصالحكم. الكارثة تكون عندما يمدحونكم ويثنون عليكم. لقد قلت منذ البداية أن هؤلاء يجهلون الطريقة التي يشوهون بها سمعة الأشخاص. يكفي أن يمدحوا شخصاً مرتين وثلاثاً ليفهم الناس بأن فيه عيباً لذلك يمدحونه ويثنون عليه. ولكن إرادة الله تعالى اقتضت أن يغفل هؤلاء عن ذلك. إن أبناء الشعب إذا ما رأوا مرة واثنين وثلاثاً أولئك الذين صوتوا لهم واصبحوا نواباً في مجلس الشورى والذين عرفوا جميعاً بالتدين، يصوتون على لوائح وقوانين يرفضها مجلس صيانة الدستور بسبب معارضتها للإسلام، فمن الطبيعي أن تثار حولهم الشبهات. ولذلك فانتم مطالبون بأن تضعوا الإسلام نصب أعينكم سواء الأحكام الأولية والأحكام الثانوية. فإذا كان الأمر بهذا النحو فإن مجلس صيانة الدستور سوف يرفض إقرار اللوائح. والشي‏ء نفسه ينطبق على الحكومة. فإذا نهجت الحكومة مع الشعب المتواجد في الساحة، مع هؤلاء الكسبة والتجار والفئات الأخرى، سياسة تثير غضبهم وامتعاضهم من قبيل زيادة الضرائب دون مبرر، أو دفع غرامة للتأخر في دفع الضرائب إلى غير ذلك، وهكذا بالنسبة للقضاة إذا ما كان عملهم بصورة تثير غضب الناس، فان مثل هذا يعتبر بمثابة كارثة بالنسبة لنا، وحينها لا نستطيع أن ننتصر في الحرب، وليس بوسع الحكومة أو المجلس النجاح في أداء مهامهما. وحينها يجب أن نقرأ الفاتحة .. لا بد من الحرص- ايها السادة- على تنظيم اللوائح والقوانين بنحو يتسنى اقرارها من قبل مجلس صيانة الدستور، وإذا ما كان بعضها يرفض فليكن قليلًا جداً. فإذا كنتم تعملون لأيام طويلة على مناقشة وإعداد لائحة ما، ومن ثم تنتقل إلى مجلس صيانة الدستور فيرفضها بسبب معارضتها للشرع وعدم مطابقتها للإسلام، أو معارضتها للدستور المنبثق من الإسلام، فان مثل هذا يسي‏ء إلى المجلس وربما يوجد شعوراً لدى الناس بأن نواب مجلس الشورى يفتقدون إلى التدين، وان توجهات البعض واهتماماتهم ليست كما ينبغي. ولكننا نعلم جميعاً بأن ثمة تبايناً في الآراء والأذواق وان الجميع لا ينظر إلى القضايا من منظار واحد.
وعليه فإذا ما اختلفتم فيما بينكم فليكن اختلافكم كاختلاف المجتهدين في القضايا الاجتهادية. فاذا كان الاختلاف بهذا النحو فسيكون مقبولًا لدى الشعب وكذلك لدى مجلس صيانة الدستور. ولكن إذا كثر تعارض اللوائح التي يصادق عليها مجلس الشورى مع توجهات مجلس صيانة الدستور، فان ذلك سيشكل خطراً عليكم وعلى الجميع. وإذا أرادت الحكومة أن تفعل الشي‏ء نفسه وترتب على سياساتها ضغوط على فئات الشعب من كسبة وتجار وموظفين إلى غير ذلك، فسوف تقرأ الفاتحة عليها. إن كسب رضا الناس من الأمور الضرورية. والرسول الأكرم كان يعمل على كسب رضا الناس. كان يعمل على لفت أنظار الناس إلى الحق. وعليكم أنتم أيضاً ان تتطلعوا إلى ذلك. على الحكومة أن تسعى إلى احراز رضا الناس. كما ينبغي للجيش والحرس أن يفعلوا ذلك. فاذا ما اراد بعض الحرس أن يتهور- لا سمح الله- ويرتكب أعمالًا مخالفة للموازين، وإذا ما تكرر ذلك، فان انطباعات الناس سوف تتغير ويبدؤون بالتساؤل وحينها تكون كارثة. فلا تتصوروا أن القوى العسكرية هي التي ابقت عليكم وانما قوة الإيمان هي التي حافظت عليكم ودعم الشعب ومساندته لكم. فلا بد من الحرص على ابقاء هذا الدعم. فإذا خسرنا هذه الدعامة يوماً ما، فسيتم القضاء علينا جميعاً وتتهدد الإسلام مخاطر أخرى.

مسؤولية جميع المسؤولين العمل بأحكام الإسلام‏

إننا مطالبون اليوم بالدفاع عن الإسلام، عن القرآن المجيد، عن تراث الأنبياء، وعلينا أن نعمل وفق آرائهم.
وثمة موضوع آخر أود الإشارة إليه وهو أنه يحصل أحياناً أن تقال كلمة، افترضوا أني قلت كلمة وحظيت بترحيبكم مثلًا، ولكن قد تفهم أحياناً من قبل البعض بما يؤدي إلى ارتكاب معصية .. فقد اخبروني مؤخراً ان بعض اشرطة الكاسيت الفاضحة يتم تداولها في بعض الأماكن متذرعين بأن فلاناً قال لا يحق لأحد التعرض لحرية الأفراد. فهل يعقل أن أقول: لا يحق لأحد النهي عن المنكر؟ فإذا علمت بوجود مثل هذا الأمر حقاً فسآمر بملاحقة من يقف وراءه ومعاقبته فلا يمكن السكوت عن مثل هذه الأمور التي تسي‏ء إلى سمعة الإسلام. لا يمكن تحمل وجود مثل هذه الأمور في شوارع الجمهورية الإسلامية، الناس لا تطيق رؤية ذلك. واكثر من ذلك فانهم يفترون علي وينسبون لي بعض الأقوال كذباً وبهتاناً، في حين أنني لا استطيع أن أقول شيئاً يتعارض مع الشرع أصلًا. اننا ندعو إلى وضع حد للمخالفات ولا ارتكابها.
وعليه، فلا بد لحرس الثورة من التفكير بالمحافظة على عزتهم وعلى شعبيتهم، وإلا سوف يتداعى الحرس وينهار. وان السبيل إلى ذلك هو أن يحافظوا على نهجهم الإسلامي. كما ينبغي للمحاكم أن تحرص على نهجها الإسلامي أيضاً. فإذا ما رأوا أحداً يرتكب خطأً فليردعوه عن خطئه، وإذا ما كان متعمداً فلا بد للجهات المختصة من التصدي له وفقاً لأحكام الإسلام. اننا مطالبون جميعاً كل في موقعه، الحكومة والوزارات وكافة الأعمال التي تتم مزاولتها في الجمهورية الإسلامية، التصرف بنحو يصون مصداقيتنا بين الناس. ولكي يتحقق ذلك يجب العمل بأحكام الإسلام سواء الأحكام الأولية أو الأحكام الثانوية إذا ما اقتضت المصلحة ذلك. حتى هذا يجب أن يكون بناءً على تشخيص دقيق. فمن الممكن أن يدعي أحدهم بأن العمل الفلاني واجب في الوقت الحاضر بحكم الاضطرار، ويقول آخرون لا مبرر للاضطرار. فلا يمكن أن نقدم على ذلك لأن عدة قالت أن الضرورة تقتضي ذلك، حتى وان كانوا يمثلون الأكثرية. بل عليكم أن تتأكدوا حقاً من أن هذا العمل يصدق عليه مفهوم الاضطرار، وان يوافق على ذلك ثلثا نواب المجلس- كحد أدنى- ويقره مجلس صيانة الدستور أيضاً. لا بد لنا من العمل باحكام الإسلام.
ايها السادة! إن المحافظة على هذا الشعب واجب علينا جميعاً بحكم الشرع وحكم العقل. فأية مصيبة ستكون يومها إذا ما نزل الشعب إلى الشارع وهتف ضدنا، هتف ضد البعض؟. نحن إذا ما كنا نتمتع بدعم الشعب وتأييده وقوة الإيمان ورضا الله تعالى، نكون قد امتلكنا كل شي‏ء، وحينها لا تستطيع كل هذه الحملات الإعلامية التي تشن ضدنا أن تؤثر فينا أو تضعف من عزيمتنا سواء الهجوم الإعلامي الذي يشن ضدنا في الخارج، أو إعلام المنافقين في الداخل. ولكن إذا زل الشعب- لا سمح الله- يوماً، حيث يرى انكم ترتكبون أخطاء وتصور أنها عن عمد، وبطبيعة الحال فإن عامة الناس لا تستطيع أن تشخص إن كان عن قصد أو غير قصد، بل يقولون أن فلاناً كان كذا وأصبح كذا، فيشكل ذلك وبالًا عليكم. وأنا آمل أن يتم التعاطي مع هذا الموضوع بجدية أكبر، وأن تأتي المقترحات واللوائح التي تقدمونها بعد دراسة وبحث مستفيضين. وليتم التشاور أحياناً مع مجلس صيانة الدستور، فإذا ما تحقق ذلك وتم التخطيط لكل شي‏ء بدقة متناهية، حينها لن يرفض مجلس صيانة الدستور المصادقة عليها ولا الشعب يغضب لذلك . فإذا رأى الشعب أن مجلس الشورى يصادق على قوانين ولوائح تدعو إلى تطبيق أحكام الإسلام، وأن مجلس صيانة الدستور يسعى لمطابقة اللوائح مع شرع الله والمصادقة عليها، فانه- الشعب- سوف يرحب بذلك ويشعر بالارتياح منه. فالشعب يقبل بحكم الإسلام. إن الذي يفني شبابه من اجل الإسلام، لا يعبأ بما لدى فلان وما يملك. علينا المحافظة على الإسلام العزيز. وان مجلسنا الإسلامي هو حارس الإسلام، وكذلك اركان النظام والحكومة، الجميع حراس الإسلام وفي خدمته. وإذا ما كان الجميع في خدمة الإسلام، فسيتفق معهم كافة المسلمين سواء في إيران أو خارجها. وان هذه العدة المعارضة انما هي تعارض الإسلام في الأساس ولم يعد لمحاولاتها أي تأثير يذكر.

الحرب تحظى بالأولية

واني آمل أن تنتهي- إن شاء الله- هذه الحرب سريعاً لصالحكم ولصالح الإسلام، وان يحرص أبناء الشعب على التواجد في جبهات القتال إذا ما اقتضى الأمر ذلك- إذ يطلب المسؤولون عن الجبهات أحياناً عدم التوجه إليها- وان تتمكن الحكومة إن شاء الله من انجاز المهام الموكلة إليها بمساعدة الشعب، وإعادة أعمار هذا البلد. وكما يعلم الجميع فإن كل الجهود مكرسة في الوقت الحاضر للحرب، وإذا ما انتهت فان الأمور الأخرى تعتبر بسيطة وستحل بإذن الله. حفظكم الله تعالى ووفقكم لخدمة الإسلام ومنَّ عليكم بالسلامة. نسأل الله تعالى أن يوفقنا للتخلص من الأهواء النفسانية تأسياً بالحديث الوارد عن الرسول الأكرم:" ان أخوف ما أخاف عليكم اثنان، اتباع الهوى وطول الأمل" «1». نسأل الله التوفيق للتخلص من الأهواء وطول الأمل. فلا بقاء لأحد وانما هي أيام معدودة وأجل مقدم ومؤخر، وكل واحد يذهب في أجله، حيث نرحل إلى عالم أبدي، أبدي في النعمة، ونرجو من الله تعالى أن يكون من نصيبكم. فلا بد من الحرص على نيل رضا الله تعالى. وإذا كان هناك من يتصور شيئاً آخر فليقل ما يشاء، وليثرثر ذلك المنافق، ولتقل الدول ما تقول، ولكن ما ينبغي لنا فعله هو الحرص على رضا الله تعالى، وما عدا ذلك فهو أمور سهلة ميسرة. والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-عوالي اللآلي، ج ۴، ص ۷۶، ح ۶۳.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: