بسم الله الرحمن الرحيم
التجار والكسبة، الشريحة الملتزمة بالإسلام
اشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي للالتقاء بالشريحة الإسلامية الملتزمة الممثلة لمختلف أنحاء البلاد من الكسبة والتجار، لذا أرى من الضروري التحدث قليلًا عن البازار وكذلك عن سياسة الحكومة تجاه البازار. فكما تعلمون فإن البازار يمثل إحدى الشرائح الواسعة المتمسكة بالإسلام، وقد كان في الطليعة دائماً في مواجهة المخاطر التي هددت الإسلام. ففي قضية التبغ وفتوى المرحوم الميرزا الشيرازي «2»- أعلى الله مقامه- وقف البازار إلى جانب سماحته وانتهى الأمر بالانتفاضة. ويقال أن أحد تجار اصفهان المرموقين جاء بكل بضاعته من التبغ إلى (ساحة الشاه) واضرم فيها النار استجابة لفتوى السيد الشيرازي. وحدث شبيه ذلك في مدن أخرى انتفضت تأييداً للفتوى، حتى أنهم قدموا بعض الشهداء. وبعد ذلك وطوال مرحلة الحركة الدستورية والاستبداد كان البازار يقف في طليعة النضال جنباً إلى جنب مع فئات الشعب الأخرى من عمال وفلاحين وأمثالهم. وخلال ذلك عانى الكثير من المشكلات وتحمل الصعاب وسعى إلى تحقيق أهداف الإسلام على قدر استطاعته. كذلك مورست خلال السنوات الخمسين المظلمة الماضية التي سودت تاريخ إيران وكانت أكثر ظلاماً من الانظمة السابقة، الكثير من الضغوط على البازار .. كانوا يخافون من البازار كثيراً ولهذا حاولوا تخريب هذه السقوف في فترة ما. كانوا يخافون من هذه السقوف. غير أنهم لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم.
وفي هذه الثورة كان نصيب البازار وافراً، سواء من خلال التعطيلات التي قام بها أوالاضرابات التي دعا إليها. وبطبيعة الحال فإن الشرائح الأخرى ساهمت أيضاً ولكن شريحة البازار كان لها دور عظيم في ذلك. وكذلك الحال بالنسبة لهذه الحرب حيث ساهم البازار بدور كبير في دعم جبهات القتال وخلف الجبهات أيضاً. واليوم يقوم البازار بواجبه ويحافظ على الإسلام العزيز وعلى الجمهورية الإسلامية.
لقد كان الميرزا مرجعاً دينياً في إحدى قرى العراق، فلم يكن بمقدوره تعبئة القوات وارسالها لمواجهة السلطة المستبدة، ولكنه اصدر فتوى .. لم يكن بمقدور علماء الدين في البلاد أن يأتوا ويقضوا على هذا الاستبداد المظلم إلا أنهم حثوا ابناء الشعب على التحرك، فكان البازار والفئات الأخرى يقفون وراء مراجعهم ويدعمون علماءهم ويتصدون للطغاة والمستبدين. ففي هذه الثورة وفي هذه الأحداث التي شهدتموها عن كثب، اغلق البازار محاله لفترة طويلة وأضرب التجار والكسبة عن العمل وشاركوا في المظاهرات وبقية التحركات دعماً للثورة .. صحيح أن الفئات الأخرى شاركت في ذلك أيضاً إلا أن البازار كان منذ البداية الدعامة لأحكام الإسلام ولا زال يؤدي دوره وسيواصل ذلك إن شاء الله. وآمل أن تلتفت الحكومة إلى ذلك وتهتم بالبازار وتقدم خدماتها لهذه الشريحة المضحية.
المسؤولون ملتزمون بالإسلام وخدمة الشعب
اما بالنسبة للحكومة فلا بد لي من القول- ولا شك انكم تعرفون ذلك- ان معرفتي ببعض المسؤولين الذين يتصدون لزمام الأمور، تمتد لسنوات طويلة وكنت التقي بهم عن قرب، وان البعض الآخر تعرفت عليهم خلال هذه الفترة التي اضطلعوا فيها بمهامهم ومسؤولياتهم. وان أحد هؤلاء- ولا أريد أن اثقل عليكم بإطالة الحديث- لو بحثتم في العالم كله من بين رؤساء الجمهوريات والملوك وامثالهم، فلن تجدوا مثله ملتزماً بالإسلام وخادماً له ألا وهو السيد خامنئي، فهو يتحرق لخدمة هذا الشعب. إنني أعرفه منذ سنوات طويلة. ولا زلت اتذكر كيف انه- خلال انطلاقة النهضة- كان يذهب إلى النواحي لايصال الرسائل والنداءات. وبعد ذلك ولما بلغت الثورة ذروتها، كان متواجداً في كل مكان، واليوم أيضاً يواصل اداء مسؤولياته .. انه نعمة إلهية منَّ الله تعالى بها علينا.
كذلك تلاحظون مجلسنا ونوابنا. فأنا اعرف الكثير منهم عن كثب، أي لهم سابقة تاريخية طويلة أمثال رئيس المجلس والكثير من السادة الآخرين. أعرفهم بالتدين والتمسك بالإسلام فهم لا يتوانون عن خدمة هذا الشعب، وقدّموا الكثير خلال هذه الفترة التي بدأ فيها المجلس عمله. فلا استطيع أن اجد من بين هؤلاء النواب من لا يلتزم بالإسلام. طبعاً هناك اختلاف في الأذواق وهو موجود لدى كل الشرائح، ولدى العلماء أيضاً، ولدى المجتهدين، ولديكم انتم أيضاً ايها السادة. غير أن الجميع يتطلع لخدمة هذا البلد وهذا الشعب. والشيء نفسه بالنسبة للفقهاء في مجلس صيانة الدستور، فاني اعرفهم جميعاً عن كثب منذ سنوات طويلة، ولا بد لي من القول بأني قد ربيتهم. وهؤلاء أيضاً احوالهم معلومة.
اما بالنسبة للحكومة، فان بعض أعضائها على معرفة بي منذ سنوات طويلة وقد تعرفت على بعض الوزراء خلال هذه الفترة وانا واثق من أن الجميع يتطلع للخدمة. فلا تتصوروا أن بين هؤلاء من لا يرغب بالخدمة، انهم جميعاً يبذلون قصارى جهدهم لاداء مهامهم ومسؤولياتهم على أفضل نحو. وهكذا الحال بالنسبة للسلطة القضائية فان منتسبيها غنيون عن التعريف وقد كنت على معرفة بالكثير منهم منذ البداية.
الحرب، المعضلة الرئيسية أمام الحكومة
إنني ايها السادة أود التحدث عن بعض المعضلات التي تواجهها الحكومة في الوقت الحاضر كي تعلموا حجم الأعمال التي انجزتها الحكومة رغم كل هذه المعضلات، والتي لم يتحقق مثيل لها طوال الأعوام الخمسين الماضية. ألا يستحق كل ذلك أن نشكر هؤلاء ونقدر جهودهم؟ إن إحدى القضايا المطروحة هي قضية الحرب. وربما يعلم البعض ما الذي تكلفه الحرب كل يوم والتجهيزات التي تحتاجها وكم من النفقات تتطلب .. إن الحرب وحدها تحتاج كل يوم مئات الملايين، بغض النظر عن كل هذا الدمار الذي ألحقوه بنا بسبب الحرب، والجرائم التي ارتكبها النظام البعثي بحق هذا الشعب المظلوم. فكل ذلك هو من الأمور التي ينبغي للحكومة إعادة إعمارها. ناهيك عن المشردين الذين تم تهجيرهم من العراق من الإيرانيين الذين عاشوا في العراق سنوات طويلة، والذين تتولى الحكومة إدارة شؤونهم وتأمين احتياجاتهم. إضافة إلى المشردين الافغان المتواجدين في إيران.
إن كل هذا الدمار بحاجة إلى بناء واعمار، وبطبيعة الحال فإن الشعب يقدم المساعدات الكثيرة في مختلف المجالات ولكن هذا لا يكفي فالحكومة هي المسؤولة عن كل ذلك وهي تواجه كل يوم مشكلات عظيمة. فإذا أرادت أن ترسل شاحنة اغذية إلى جبهات القتال فانها تواجه مشكلة. ورغم كل ذلك فان الحرب تحظى بالأولوية. وان ميزانية الحكومة لا تكفي لحل المشكلات التي تواجهها، فلا بد للشعب من المبادرة للمساهمة في إعادة إعمار هذا الدمار.
ضرورة تقديم الدعم من كافة الفئات
لنفترض أن الإمام أمير المؤمنين- سلام الله عليه- كان موجوداً في إيران اليوم وكان رئيساً للدولة، ورأى صدام وحلفاءه وكل العالم من ورائه يشنون الحرب على إيران وأنهم خلفوا كل هذا الدمار وزهقوا أرواح الناس وشردوهم من ديارهم ونهبوا ودمروا .. رأى الإسلام والشعب المسلم واعراض الناس في خطر، وان ياجوج وماجوج اندفعوا اليوم ضد إيران ويريدون أن يفعلوا بطهران ومشهد واصفهان مثلما فعلوا في اهواز وخرمشهر.
فاذا ما رأى الإمام كل ذلك، كيف ينبغي له أن يتصرف؟ هل سيكتفي بموعظتهم؟ هل يقول سأصلح كل ذلك وحدي؟ إنه ليس لديه من الأموال ما يكفي، فماذا يفعل؟ هل سيدعو الشعب لتقديم ما لديه كل حسب استطاعته، المستضعفين والطبقات محدودة الدخل، إضافة إلى الشرائح المتمولة والثرية لا سيما أولئك الذين لا يعبأون بمثل هذه الأمور. طبعاً ليس كل التجار من هذا النوع كما أن الكسبة ليسوا كذلك .. كيف سيتصرف الإمام أمير المؤمنين مع هذا البلد الذي تتهدده المخاطر؟ هل يرسل الجميع إلى الحرب ويأخذ الأموال عنوة من الاثرياء. وإذا لم يفعل ذلك، فهل يقدم عباءته بل وعباءتي أيضاً من اجل الذود عن بلد الإسلام وصيانة نواميس هذا الشعب؟
فأنتم تعلمون إذا ما طالت- لا سمح الله- يد صدام يوماً طهران، ما الذي سيفعله بها. هل سيترك لكم أموالًا؟ هل يترك أعراضكم؟ هل يترك أحداً؟ هل تعلمون ما الذي سيفعله بهذا البلد؟ وهل تعلمون أن الأخطار محدقة بكم الآن؟. إن صدام وحده ليس شخصاً يعبأ به، ولكنه ليس وحيداً وانما العالم بأسره يقف وراءه ويقدم له كل أنواع الدعم، فالقوى الكبرى تزوده بالأسلحة وبكل ما يحتاجه من معدات وتجهيزات.
حسناً، فأمام مثل هذه الاخطار التي تهدد إيران اليوم، وهي اخطار تهدد الجميع لا فئة أو شريحة خاصة. إن الدمار الذي حلّ في خوزستان يهدد إيران بأسرها. إن ما حلّ في مدن محافظة خوزستان لم يرتكبه في التاريخ حتى المغول .. فهل من الانصاف أن يحتكر البعض ارزاق الناس ويخلق المعاناة والمتاعب لبقية أبناء الشعب؟ وهل من الانصاف أن يمارس الغلاء في مثل هذه الظروف للضغط على الحكومة ولا تستطيع أن تفعل شيئاً؟ ألا يجب تقديم العون للحكومة؟ أليس من الواجب أن نقدم المساعدة؟ ان باستطاعة التجار والكسبة والحرفيين والمهنيين محاربة الغلاء. فإذا ما فعلوا ذلك واقتنعوا بنسبة معقولة من الأرباح، سوف يتم القضاء على المحتكرين ولن يتمكنوا من مواصلة احتكارهم .. فهل يحق لنا في مثل هذه الظروف التي تحيق فيها المخاطر بنا جميعاً، أن نجلس ونعتب ونتذمر بأن الشيء الفلاني- مثلًا- مفقود من الاسواق، والسلعة كذا غير موجودة؟ إن الحكومة ليس بوسعها أن تعالج كل هذه الأمور فالقضية أكبر مما نتصوره أنا وانت. القضية قضية أميركا وليست قضية صدام. قضية فرنسا وقضية الاتحاد السوفيتي.
دعم البازار للحكومة في قضية الحرب
حسناً، ان الشعب الذي أبدى كل هذه المقاومة- ونسأل الله تعالى أن يحفظه بمشيئته ويواصل تقدمه ببسالة وثبات أكثر فأكثر-، على استعداد لأن يصبر ويتحمل من أجل الله ومن اجل الإسلام. لا شك أن الكثير منكم يتذكر الحرب العالمية الثانية، فنحن لم نكن طرفاً في الحرب، ولكن عندما دخل الحلفاء إيران لم يكن بوسعها أن تفعل شيئاً وقد كان واضحاً من الجيش الشاهنشاهي وما كان يتبجح به رضا شاه، انه ليس أكثر من هراء. فعندما دخلت جيوش الحلفاء إيران، وعلى الرغم من انهم لم يكن لهم شأن مع الناس، ولكن رأيتم ما حل بأرزاق الناس ومعيشتهم، رأيتم كيف فقد الخبز تماماً واختفت الارزاق من الاسواق وكانت الارزاق توزع ببطاقات التموين بتلك الأسعار الباهظة. فنحن اليوم نخوض حرباً، فليس الأمر مزحة. الحرب ليست مزحة، نفقات الحرب ليست مزحة. التصدي للعدوان ليس مزحة. إن كل هذه المواضيع تقف في مواجهة الحكومة وهي تسعى لإدارتها بأفضل نحو. ينبغي شكر هذه الحكومة التي تقدم كل هذه الخدمات. يجب أن نساعدها. ان عدة قليلة غير ملتفة لذلك، وأخرى منافقة توسوس في آذان هذا وذاك وتحاول إثارة الناس. فمع كل هذه الأوضاع التي تمر بها إيران والمحاصرة الاقتصادية وإعاقة مسيرة الثورة والهجوم الإعلامي، فإن الحكومة صامدة تواصل تقديم خدماتها، وهو أمر شبيه بالمعجزة. علينا أن نساعد الحكومة وندعمها ونقف إلى جانبها لتتمكن من أداء مهامها. صحيح أن الصعاب كثيرة، ولكن ما الذي بوسعها أن تفعل؟ هل تتخلى عن مسؤولياتها؟ إن هناك جماعة تستورد السلع وتبيعها بأرباح خيالية، وأخرى تحتكر، وثالثة تحاول خلق العراقيل. ما الذي بوسع الحكومة المظلومة فعله أمام ذلك؟ هل تتخلى عن الحرب؟ هل تهمل المشردين؟ ام المستضعفين؟ فكم من مشاريع البناء والإعمار انجزتها الحكومة؟ وكم من المكاسب حققتها لهذا الشعب؟ لقد طلبت منهم كراراً التحدث عن الأعمال والمشاريع التي تم انجازها. تحدثوا إلى الناس ليتعرفوا على حجم الإنجازات التي تحققت. ينبغي لنا شكر مثل هذه الحكومة التي تعتبر نموذجبة. فهل تتصورون أن صدام يعمل بهذا النحو؟ ان صدام يخوض حرباً أيضاً ويقف الجميع إلى جانبه ويساعده ولكنه لا يفعل شيئاً لشعبه. اسألوا القادمين من العراق عما يفعله صدام. اسألوا عما يقوم به صدام مع هؤلاء الأخيار الذين يلقى بهم في السجون. وعليه لا بد من النظر إلى جانبي القضية. فمن جهة ينبغي لنا المحافظة على البازار بكل قوة وهو واجبنا جميعاً، لأن البازار هو الذي حافظ علينا، حافظ على الجميع. لا بد للحكومة من المحافظة على البازار. فاذا ما تخلى البعض عن مسؤولياتهم فما الذي تستطيع الحكومة أن تفعله؟ إن السيد موسوي «3»- رئيس الوزراء- كان كاسباً مثلكم ووالده أحد الكسبة أيضاً، وهكذا الوزراء الآخرون. الحكومة تفعل ما بوسعها. الحكومة تريد أن تدافع عن أرواحكم وأعراضكم وأموالكم وكراماتكم. حسناً، علينا أن نتكفل بهذه الأمور بأنفسنا بالمقدار الذي نقدر عليه، فإذا قيل أحياناً بأن البعض قراصنة اقتصاديون ومحتكرون فهذا لا يعني أن أصحاب البازار بأسره محتكرون. انهم أناس متدينون ولا يرتكبون ما يعارض الشرع. غير أن هناك عدة لا تكف عن الثرثرة ولا يهمها شيء، وهي تحتكر اموال الناس وتروج للغلاء وتوجد السوق السوداء. وفيما عدا العدة القليلة هذه فان معظم الكسبة والتجار أناس متدينون. ومهما يكن فان هذه السوق هي سوق المسلمين، وقد حرص البازار منذ البداية وحتى الآن على تقديم خدماته وسيواصل ذلك أيضاً.
بناء على ذلك، يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار معاناة الحكومة والمشكلات التي تواجهها. كما ينبغي الالتفات إلى آلام المستضعفين والمحرومين وكذلك المشردين والمهجرين، فنحن لا نستطيع أن نتخلى عن هؤلاء المشردين. هؤلاء أبناء بلدنا ممن هجروا من اهواز وخرمشهر، من المناطق التي تعرضت للعدوان. وكذلك ضيوفنا من الافغان المسلمين والعراقيين الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق. حسناً، ما الذي ينبغي فعله مع هؤلاء؟ ألا تجب استضافتهم؟ نحن مسلمون وهؤلاء مسلمون. يجب أن نستضيفهم ونقدم لهم يد العون، وان الحكومة منشغلة الآن بتقديم خدماتها لهم .. إننا ليس بوسعنا درك عمل الحكومة ما لم تكشف هي عن معاناتها. وما لم يأت التجار والكسبة ويتحدثون إليها وتقوم هي بالكشف عن حقيقة معاناتها.
إن معاناة الحكومة بدرجة من السعة لا يمكن تصورها. ولهذا لا بد لنا من النظر إلى جانبي القضية. أي علينا الالتفات إلى إبعاد المشكلة. وان الإسلام قد ألقى على عاتق الجميع المسؤولية. فعندما تُهَدّد أرواح المسلمين وأعراضهم فان من واجب الجميع ان يهبوا للدفاع. يجب أن يضطلع بهذه المسؤولية كل من يقدر على ذلك. فهي واجب على الجميع، والآن حيث تطوعت مجموعة، وهي مجموعة كبيرة ولله الحمد، وتوجهت إلى جبهات القتال، فهذا أمر جيد. ولكن لا بد من تقديم الدعم للحكومة خلف الجبهات. الحكومة تنفق مئات الملايين على الحرب فقط. وان دخلها الرئيس يقتصر على النفط الذي لم يسمحوا الآن باستخراجه بكميات كبيرة. فليس صحيحاً أن نستخرج النفط، الذي فيه للاجيال القادمة نصيب، بكميات كبيرة. فلم يتبق من خيار سوى أن يقدم الشعب العون والمساعدة. فليقدم الأخيار مساعداتهم. اننا نقدم النصح وندعوهم إلى مساعدة الحكومة في حل مشكلاتها. كما أن على الحكومة مساعدتهم. لا بد من الأخذ بنظر الاعتبار جانبي القضية. يجب أن لا ننظر إلى طرف واحد. فالحكومة مطالبة بالعمل على قدر استطاعتها. مطالبة بتقديم مساعداتها إلى البازار والى المحرومين والمستضعفين. كما ينبغي للسادة مساندة الحكومة وتقديم الدعم لها. وأنا أعلم أن كلامي هذا سيجد له آذاناً صاغية لدى كثيرين ممن أحوالهم المعيشية متوسطة. اما الاثرياء المتمولون فلن يعبؤوا به كثيراً. وان حسابهم مع الله تبارك وتعالى. وفقكم الله تعالى وسدد خطاكم. لا بد لنا من العمل معاً نحن وانتم والحكومة، على تطبيق الإسلام والعمل باحكامه. وآمل أن تحققوا المزيد من الانتصارات سائلًا الله تعالى أن يحفظكم بمشيئته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.